بساط من شعلة شمس
بساطٌ من شُعلةِ شمس
في مسرح ذاكرتي الملآنِ ضجيجًا مذ أوقفتُ عقاربَها لحقيقةِ صمتْ لدقيقةِ نبْضْ لتأمّلِ أوجاعٍ لو تملكُ نطقًا لاحترَقَتْ من آهٍ آهْ لو تُصغي تسمعُ أسرارَ القَهرْ أسرارَ الدَّهرِ و ميعادًا لجفافِ البحرْ لمَّا يتوقَّفُ دمعٌ عن تمزيقِ الجُرحْ يتمرَّدُ صوتٌ من أعماقِ التّيهْ يتمثَّلُ حبًّا بل طفلًا يتلوَّنُ لحنًا أو شعرًا يتجاوزُ أسوارَ الوطنِ حلمٌ لا يؤمنُ بالزَّمنِ لا يَأمنُ غدرَ المستقبلْ فالواقعُ في غدِهِ استفحَلْ و لذا قطفَ الأملَ الأكبَرْ من بسمةِ زهرٍ لا تفترْ مع أوّلِ خيطٍ للنُّجُمِ رسمَ الخَيَّالُ له دربًا و بساطًا من شُعلةِ شمسْ و سرى كشعاعٍ من أملٍ يستسقي ألوانَ القُزَحِ ليكمّلَ لوحاتٍ ثكلى لوحاتٍ في عينٍ خجلى يرنو لأمانٍ لا تفنى أو يُثنيها قيدُ الحاضرْ يتأمَّلُها .. لا يعرفُها .. فالرّيحُ تبعثرُ مسكَنَهُ رَدَمَتْ أرجوحةَ عالمِهِ لم ترحمْ أصداءَ أنينٍ ناحَتْ فوقَ الطَّللِ البالي بل راحَتْ تَنشدُ نشوتها برُكامٍ و تَغيُّرِ حالِ .. لكنَّ تفاصيلَ الذّكرى لم تَترُكْ طيفًا للوحدةْ و هناكَ حكايا تحكيها تتنفَّسُ فيها الأرواحْ مرَّتْ كنسيمٍ يغشاهْ ينتابُ الوجدانَ شذاهْ محبوبتُهُ جُلَّ مُناهْ تتمايلُ كالوردِ و يهفو القلبُ لها فأتاها من غيبٍ قادِمْ قدرٌ في طَعنَتِهِ غادِرْ فتكدَّرَ بدرٌ ورديٌّ و أُريقَ الحُلمُ بمأساةٍ ... كم كانَ هلاميَّ الأفكارْ كم كانَ مجازيًّا جدًا ليقولَ بأنَّ الموتَ منامٌ موقوتْ لن يُدركَ أنَّ الفقدَ حقيقتُنا الكبرى ذاكَ المهووسُ بعشْقْ من غفلَتِهِ ببراءَتِهِ في كفِّ رياحٍ أودَعَها و مضى بحذاءٍ سحريٍّ لا يُدركُهُ غيمٌ غادِ و تُردّدُ في الشَّفقِ الهادي رسُلُ الحبِّ بكلِّ صلاهْ قولًا يتجاوزُ معناهْ في أقصى الأبعادِ مداهْ : كبريقٍ من فجرِ بلادي إنّي آتِ بنميرِ العمرِ لمولاتي هوَ إكسيرٌ في ينبوعٍ مرصودْ في الأعلى عنقاءٌ تسكُنْ ليسَتْ تسهو عن حَوزَتِهِ و أنا قلبي نسرٌ جامحْ أنا فارسُ هذي الأزمانْ لا يُرهبُني أيًّا كانْ ما إنْ تُبصرْ عزمي حتَّى تركَعْ و تسلِّمَني نبعَ الماءِ المسحورْ سأعدُّ تراتيلًا ملأى بخيالْ و أعمّدُها ملحَ رُؤاكْ أستحضرُ رملًا مِن قمرٍ و أراكْ ... بضعٌ من ريشِ العنقاءْ و ثلاثُ نقاطٍ من نهجِ الحبّْ بمزيجٍ من لونِ الفرحِ سيكونُ العالمُ من حَولي محضَ ضياءْ هيَ ذاكرةُ الأرضِ الحُبلى و ستُنجبُ آياتٍ أخرى لن يُعجزَها أيُّ بلاءْ و ستجرفُ قطرانَ اليأسِ الموغلِ في الشّريانْ سنعودُ لحضنٍ يؤوينا و نُذيبُ قيودًا تُدمينا كانَتْ تقتاتُ جراحاتٍ صارَتْ مشكاةً للآتي و جَلَا صبري اللّيلَ العاتي 14/3/2020 فعلن |
رد: بساط من شعلة شمس
اقتباس:
فكان واسعا قليلا و يسعدني أن أمتعتك قراءته أهلا بك سبّاق الجميع |
رد: بساط من شعلة شمس
بل إنه بساط من أشعة الشعر الساطع في كلماتك يا زهراء
تحياتي |
رد: بساط من شعلة شمس
جميل جدا هذا النبض
دمتِ وهذا الابداع الأنيق ودام نبض قلمكِ مشع بنور الشمس احترامي وتقديري |
رد: بساط من شعلة شمس
دمت ايتها الشاعرة المتألقة نسجا وبيانا وتصويرا نص ممتع في قراءته
والوقوف عليه بما حمل من معان ورسم وموسيقى بوركت وهذا العطاء |
رد: بساط من شعلة شمس
اقتباس:
في مسرح ذاكرتي الملآنِ ضجيجًا مذ أوقفتُ عقاربَها لحقيقةِ صمتْ لدقيقةِ نبْضْ لتأمّلِ أوجاعٍ لو تملكُ نطقًا لاحترَقَتْ من آهٍ آهْ لو تُصغي تسمعُ أسرارَ القَهرْ أسرارَ الدَّهرِ و ميعادًا لجفافِ البحرْ في مدخل القصيدة وبعدما أطالت الشاعرة السطر الأول من القصيدة وشكَّلته من 9 تفعيلات، تسمع طرقاتها الإيقاعية المقتضبة في سطرين قصيرين شكَّلت كلا منهما من تفعيلتين فقط على السطر الواحد ، وكل منهما ينتهي بحرف ساكن . في مسرح ذاكرتي الملآنِ ضجيجًا مذ أوقفتُ عقاربَها لحقيقةِ صمتْ لدقيقةِ نبْضْ هذا المدخل الإيقاعي ينسجم فيه اكتظاظ التفعيلات التسع في السطر الأول مع الضجيج الملآن في مسرح الذاكرة وفقا للمضمون المعنوي للسطر الأول . كما يتكرر تلاؤم النفَس الإيقاعي بالآلية ذاتها في السطرين الثاني والثالث اللذين اقتصر كل منهما على تفعيلتين فقط انسجاما مع "حقيقة الصمت" في السطر الثاني و"دقيقة النبض" الواحدة في السطر الثالث . كما أن للتسارع في تنويع القوافي مع تعاقب حرف الروي في القافية ( الراء مثلا ) وتسكين الروي ذلك الوقع الصارم الذي يترك في النفس أثر الانقباض : لتأمّلِ أوجاعٍ لو تملكُ نطقًا لاحترَقَتْ من آهٍ آهْ لو تُصغي تسمعُ أسرارَ القَهرْ أسرارَ الدَّهرِ و ميعادًا لجفافِ البحرْ هذه الوتيرة الإيقاعية في القوافي والتي اتخذتها الشاعرة في القصيدة قاعدة إيقاعية أعطت القصيدة طابعاً موسيقيا يفيض عن الموسيقا الداخلية ويحوِّل القصيدة إلى معزوفة ذات رنين إيقاعي قوي عند كل سكتة في آخر السطر يتجاوزُ أسوارَ الوطنِ حلمٌ لا يؤمنُ بالزَّمنِ لا يَأمنُ غدرَ المستقبلْ فالواقعُ في غدِهِ استفحَلْ و لذا قطفَ الأملَ الأكبَرْ من بسمةِ زهرٍ لا تفترْ ...مرَّتْ كنسيمٍ يغشاهْ ينتابُ الوجدانَ شذاهْ ..... رسُلُ الحبِّ بكلِّ صلاهْ قولًا يتجاوزُ معناهْ في أقصى الأبعادِ مداهْ وفضلا عن هذا الوعي الإيقاعي فقد امتازت لغة القصيدة بحرية كبيرة في اختيار الألفاظ وصل إلى حد العفوية التي كثَفتْ العبارات الشعرية وقدمتها ناضجة ممتلئة بالمعنى سابحة في الخيال دون أن تتيه في ملكوت الفوضى التعبيرية غير المسؤولة وغير الموجَهة . كم كانَ هلاميَّ الأفكارْ كم كانَ مجازيًّا جدًا ليقولَ بأنَّ الموتَ منامٌ موقوتْ لن يُدركَ أنَّ الفقدَ حقيقتُنا الكبرى ذاكَ المهووسُ بعشْقْ من غفلَتِهِ ببراءَتِهِ في كفِّ رياحٍ أودَعَها و مضى بحذاءٍ سحريٍّ لا يُدركُهُ غيمٌ غادِ و تُردّدُ في الشَّفقِ الهادي قرأت ما أمتعني وجعلني أقف لأتأمل القفزات النوعية الواثقة التي ما تزال الأستاذة الشاعرة الزهراء تفاجئنا بها وهي تنضج وتتألق وتتقدم بخطى واثقة سواء في النص العمودي أو النص التفعيلي . قصيدة تستحق الإعجاب ! بورك إبداعك وزادك الله تألقا وجمالا تحيتي ومحبتي واحترامي |
رد: بساط من شعلة شمس
اختي الزهراء حملتني قصيدتك معها وحطت بي في النهاية حيث احب، اجواء من الارادة والكبرياء والتفائل
|
رد: بساط من شعلة شمس
مع أوّلِ خيطٍ للنُّجُمِ رسمَ الخَيَّالُ له دربًا و بساطًا من شُعلةِ شمسْ و سرى كشعاعٍ من أملٍ يستسقي ألوانَ القُزَحِ ليكمّلَ لوحاتٍ ثكلى لوحاتٍ في عينٍ خجلى يرنو لأمانٍ لا تفنى أو يُثنيها قيدُ الحاضرْ يتأمَّلُها .. لا يعرفُها .. فالرّيحُ تبعثرُ مسكَنَهُ رَدَمَتْ أرجوحةَ عالمِهِ لم ترحمْ أصداءَ أنينٍ ناحَتْ فوقَ الطَّللِ البالي بل راحَتْ تَنشدُ نشوتها برُكامٍ و تَغيُّرِ حالِ .. لكنَّ تفاصيلَ الذّكرى لم تَترُكْ طيفًا للوحدةْ و هناكَ حكايا تحكيها تتنفَّسُ فيها الأرواحْ قصيد يستوقف مغزول بخيوط الشمس ومعتق بعطر العود ما اجمل بوحك الــ يسافر بنا بين اروقته لننتشي من عبقه الفريد. بوركتِ والمداد غاليتي ودامت ريشتك الذهبية تتألق عزفا على أوتار الروح محبتي واكثر |
رد: بساط من شعلة شمس
(كم كانَ هلاميَّ الأفكارْ كم كانَ مجازيًّا جدًا ليقولَ بأنَّ الموتَ منامٌ موقوتْ لن يُدركَ أنَّ الفقدَ حقيقتُنا الكبرى) ... (سأعدُّ تراتيلًا ملأى بخيالْ و أعمّدُها ملحَ رُؤاكْ أستحضرُ رملًا مِن قمرٍ و أراكْ ...) ، ، الله الله كم أنت مبدعة ، وكم هو مبروك حبرك يا شاعرة ! شكراً على هذه القصيدة الرائعة ، وهذي المتعة المزجاة. تحيّاتي واحترامي أختي الشاعرة المبدعة الزهراء صعيدي. |
رد: بساط من شعلة شمس
أعتذر و جدا عن غيابي
شعرتني غبت سنة رغم أن غيابي فقط منذ اليوم الأول للحجر المنزلي و الإنشغال بالأولاد |
رد: بساط من شعلة شمس
اقتباس:
|
رد: بساط من شعلة شمس
اقتباس:
شكري و تقديري لمتابعتك |
رد: بساط من شعلة شمس
اقتباس:
شكرا لمرورك بين السطور |
رد: بساط من شعلة شمس
اقتباس:
دمت و هذا العطاء و منك نتعلم الكثير محبتي و تقديري العظيمين لك |
رد: بساط من شعلة شمس
اقتباس:
و كفى بالأمل نافذة للقصيد |
رد: بساط من شعلة شمس
اقتباس:
بكل الود و الورد أحييك و العطاء |
رد: بساط من شعلة شمس
اقتباس:
أنرت النص بجميل القراءة و عبق الحضور |
رد: بساط من شعلة شمس
اقتباس:
امي الارض ولدت من رمادها.......... كلما احترق وجهها ، حملت جنينا الدهر اشقاه،، مر على صدرها امم شتى ،، سجلوا ذنوبهم على اطلالها اما الثواب كان خلقا جديد ا برضاه ،، تاريخ بني على جماجم ٍ ان شئنا او ابينا .... فهذا قانون للجمع اوحاه ؟!! البابلي يقرؤك السلام كل |
رد: بساط من شعلة شمس
اقتباس:
امي الارض ولدت من رمادها.......... كلما احترق وجهها ، حملت جنينا الدهر اشقاه،، مر على صدرها امم شتى ،، سجلوا ذنوبهم على اطلالها اما الثواب كان خلقا جديد ا برضاه ،، تاريخ بني على جماجم ٍ البشرية، ان شئنا او ابينا .... فهذا قانون للجمع اوحاه ؟!! البابلي يقرؤك السلام كل |
رد: بساط من شعلة شمس
هيَ ذاكرةُ الأرضِ الحُبلى
و ستُنجبُ آياتٍ أخرى لن يُعجزَها أيُّ بلاءْ و ستجرفُ قطرانَ اليأسِ الموغلِ في الشّريانْ سنعودُ لحضنٍ يؤوينا و نُذيبُ قيودًا تُدمينا كانَتْ تقتاتُ جراحاتٍ صارَتْ مشكاةً للآتي و جَلَا صبري اللّيلَ العاتي الزهراء لا عدمنا هذا التدفق الأنيق |
رد: بساط من شعلة شمس
رافقتني الشمس من خشبة المسرح العامر ضجيجا
ألى تخوم الليل على كف صبر قفلة رائعة عميقة التصوير وشاعرية على مد شاسع دام نبضك حيا تقديري الكبير أستاذة الزهراء وعيدكم مبارك سعيد |
رد: بساط من شعلة شمس
اقتباس:
أسعدني مرورك وإمضاؤك الأنيق على كلماتي التي تحلق في سماء كل روح تشبهها محبتي واحترامي لك أستاذتي العزيزة |
رد: بساط من شعلة شمس
اقتباس:
وتثري بحروفها معانيه أحسنت القول أخي الكريم سلام مني ومن حروفي المتواضعة لشخصك النبيل |
رد: بساط من شعلة شمس
اقتباس:
الروح حين تراود الشعر لن تنفك عنه تحياتي وود |
رد: بساط من شعلة شمس
الله الله الله
ماذا يمكننا أن نقول أمام هذه اللوحة الرائعة ومزج الألوان فمن حزن عميق ننتقل إلى الأمل الذي لا يخبو يعانق روح الشاعرة رغم الألم موسيقى النص كانت عالية أبدعتِ عزيزتي الزهراء |
الساعة الآن 04:53 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط