۩ أكاديمية الفينيق ۩

۩ أكاديمية الفينيق ۩ (http://www.fonxe.net/vb/index.php)
-   ⊱ المدينة الحالمة ⊰ (http://www.fonxe.net/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   ،، دموعُ شجرة // أحلام المصري ،، (http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=80588)

أحلام المصري 26-11-2022 12:48 AM

،، دموعُ شجرة // أحلام المصري ،،
 
،،دموعُ شجرة // أحلام المصري ،،
.
.



قبل ذوبان شمعة الأمس..
.
.
إنه يوم آخر، تعلن العصافير بدايته،
تغسل شجرة الياسمين العتيقة أطفالها في مياه الغدير أمام البيت..
ما تزال الشمس كسولةً رغم أنه صباحٌ نيسانيّ..
صوت جدتي الشامخ يرمي الأوامر هنا وهناك..ونساء البيت يهرعن، متسارعاتٍ إلى صحن الدار..
كنت أقف على السلم الواسع دقائق، أشاهد جدتي وهي تعتلي كرسيها في وسط الصالة الواسعة كملكة تجلس على عرشها..
تلمحني بعين قلبها،
فتشير إليّ برأسها.. أهرع إليها، تأخذني بجوارها على العرش :)
تفتح كيسا بجوارها، تخرج منه بعض حبات المكسرات التي تعلم أني أحبها.. وتطعمني في فمي،
تهمس لي ببعض كلمات، ما زلت أتذكرها..
(كوني ملكة، لا تسمحي للوقت أن يسلبك كرامتك)!
تضمني جدتي إلى صدرها، وتبتسم لي..
تغمض عينيها على وجهي الملهوف عليها.. ويزور الحزن قلبي لأول مرة..
كانت شجرة التوت هي رفيقتي بعد رحيل الجدة!
تدخل صديقتي (علا) تهرول نحوي، كعادتها:
احكي لي عن الجدة!
تنهمر دموعي،
تبتسم جدتي، تشير لي بيدها إشارتها التي أفهمها..
أفتح نافذة الصباح من جديد،
وأسمع صوتها القادم من الصالة الكبيرة..
وأنا على السلم أرقبها، فتلمحني بعين حبها ثم أدخل في كتاب الحكايات من جديد!

أحلام المصري 26-11-2022 12:56 AM

رد: ،، دموعُ شجرة // أحلام المصري ،،
 
ما نزال في مرحلة التجريب..
والنص تحت النقد

مع كل التقدير للفينيق

فاتي الزروالي 26-11-2022 03:16 PM

رد: ،، دموعُ شجرة // أحلام المصري ،،
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلام المصري (المشاركة 2059498)
،،دموعُ شجرة // أحلام المصري ،،
.
.



قبل ذوبان شمعة الأمس..
.
.
إنه يوم آخر، تعلن العصافير بدايته،
تغسل شجرة الياسمين العتيقة أطفالها في مياه الغدير أمام البيت..
ما تزال الشمس كسولةً رغم أنه صباحٌ نيسانيّ..
صوت جدتي الشامخ يرمي الأوامر هنا وهناك..ونساء البيت يهرعن، متسارعاتٍ إلى صحن الدار..
كنت أقف على السلم الواسع دقائق، أشاهد جدتي وهي تعتلي كرسيها في وسط الصالة الواسعة كملكة تجلس على عرشها..
تلمحني بعين قلبها،
فتشير إليّ برأسها.. أهرع إليها، تأخذني بجوارها على العرش :)
تفتح كيسا بجوارها، تخرج منه بعض حبات المكسرات التي تعلم أني أحبها.. وتطعمني في فمي،
تهمس لي ببعض كلمات، ما زلت أتذكرها..
(كوني ملكة، لا تسمحي للوقت أن يسلبك كرامتك)!
تضمني جدتي إلى صدرها، وتبتسم لي..
تغمض عينيها على وجهي الملهوف عليها.. ويزور الحزن قلبي لأول مرة..
كانت شجرة التوت هي رفيقتي بعد رحيل الجدة!
تدخل صديقتي (علا) تهرول نحوي، كعادتها:
احكي لي عن الجدة!
تنهمر دموعي،
تبتسم جدتي، تشير لي بيدها إشارتها التي أفهمها..
أفتح نافذة الصباح من جديد،
وأسمع صوتها القادم من الصالة الكبيرة..
وأنا على السلم أرقبها، فتلمحني بعين حبها ثم أدخل في كتاب الحكايات من جديد!


دموع شجرة
عنوان يجعلنا نغرق بالالق قبل الانغماس به عميقا
في استهلال بنبرة الحزن الراقية
ذاك الحزن الملكي الذي يرتقي بالاحساس
إلى فضاءات من العلو والبهاء
ذاك الحزن الذي يجعل الشجرة تبكي والشمس كسولة
لتنقلنا البداية مع رفرفة عصافير وخرير غدير يغسل كل الشوائب
فتضعنا الكاتبة بحنو بقلب الذكرى
صحن بيت دافئ
زاده دفءا وجود الجدة كرمز بهي للنقاء والحنان الزائد
فليس هناك أعز من ولد الولد
وليس هناك أرق من حضن جدة حنونة جميلة
هذا الاحساس الذي صورته الكاتبة بصدق
جعل الروح تضطرب خصوصا عند وصفها لتلك الحركة
التي بها أعطت المكسرات لحفيدتها
مقترنة بنصيحة بحجم شموخها
"كوني ملكة"

أيتها الملكة المتربعة على عرش الحرف الجميل
بوركت وبورك المداد الذي تسطرين به الجمال
واصدقك القول وليس مجاملة وأقسم
النص و"إن قلت أنه قيد التجريب" أجده يستحق كل التنويه
نظرا لما يحمله من السردية البهية
والواقعية الاجتماعية
ونظرا لما يحمله من خطاب روحي
نستمد منه كل القيم الراقية

الشاعرة البهية أحلام المصري
شكرا لهذا النص الذي اغرقنا بفيض من عطر الذكرى الجميلة
شكرا لك وهنيئا لك أنك كنت بين احضان هذه الجدة المتفردة
والتي صنعت بكلماتها ودفء روحها
إنسانة مثلك و روح طيبة كأنتِ
شكرا لهذا النص الذي برهن أن الاسرة المتوازنة
لها الاثر الطيب على روح وشخصية الأطفال إلى مابعد ذلك بكثير
وكذلك رأيت في هذه الجدة تلك الأصول العربية والموروثات الشعبية التي نفتقدها الآن
ونفتقد بها هويتنا كمواطنين ..نفتقد لقطع من وطننا العربي الكبير
نفتقد لحضارتنا التي باتت تحت سياط الانتقاد ونظرة التدني...
ضعنا وسط ما يعرفه العالم من علمانية ونزوح لعدة تأثيرات سلبية لا علاقة لها بنا
وبجذورنا المتاصلة..

غاليتي..
وفعلا ولهذا سنبكي مع الشجر
ومع الياسمين
ومع شجر توت..

شكرا لك وخمس نجمات على صدر الجمال
ومحبة لا حدود لها لروح الشمس التي لا تغيب
كل الحب
ونغرق بالندم لضياع


الساعة الآن 04:53 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط