۩ أكاديمية الفينيق ۩

۩ أكاديمية الفينيق ۩ (http://www.fonxe.net/vb/index.php)
-   ۵ ومضـــــــةٌ شــــــــاعرية ۵ (http://www.fonxe.net/vb/forumdisplay.php?f=110)
-   -   فكرةٌ غافلة (http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=75659)

الشاعر عبدالهادي القادود 28-07-2020 10:55 PM

فكرةٌ غافلة
 
فكرةٌ غافلة

سأرمي عصايَ وأمضي
.
وحيدًا أهدهدُ ظهر الخرافِ
.
إذا ما تيبّسَ عشبُ الحقيقةِ في مسرحِ البوحِ
.
أو سالَ نهرُ الجنونِ على فكرةٍ غافلة ..

...
..
.

أحلام المصري 28-07-2020 11:06 PM

رد: فكرةٌ غافلة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشاعر عبدالهادي القادود (المشاركة 1834681)
فكرةٌ غافلة

سأرمي عصايَ وأمضي
.
وحيدًا أهدهدُ ظهر الخرافِ
.
إذا ما تيبّسَ عشبُ الحقيقةِ في مسرحِ البوحِ
.
أو سالَ نهرُ الجنونِ على فكرةٍ غافلة ..

...
..
.


إنها الحكمة...
مكتملة..مكتظة..و واعية

فكل الأفكار غافلة حتى يسيل عليها نهر الجنون


الشاعر القدير وارفنا عبد الهادي القادود

في ومضتكم حقول و مروج و أنهار...و تاريخ لا تنكره السطور
و فلسفة الخبرة الطويلة...(ما حاجتك للعصا )...

ها هنا حضر الشعر كاملا...محتفيا بالحكمة و التاريخ و الخبرة


تقبل مروري رغم تلعثمي...
فقيرة هي لغتي أمام هذه العملاقة


تقبل تقديري

أحلام المصري 28-07-2020 11:07 PM

رد: فكرةٌ غافلة
 
شاعرنا القدير...
اسمح لي أن أخطفها...لأعلقها في تاج الومضة درة

احترامي

زياد السعودي 29-07-2020 04:00 AM

رد: فكرةٌ غافلة
 
تفعيلة طيبة الموسيقى
في ومض شعري وارف المعنى
بورك القادود
وكل الود

خديجة قاسم 29-07-2020 07:06 AM

رد: فكرةٌ غافلة
 
عشب الحقيقة أحرقته شمس لا ترحم ونثرت بقايا رماده في دروب التشتت والضياع
بوركت أ.عبد الهادي وبورك العطاء
كل التقدير

نجلاء وسوف 29-07-2020 10:34 AM

رد: فكرةٌ غافلة
 
ومضة شعرية تجلى فيها السحر
وخطفت الدهشة فور اكتمالها
رائعة بصدق
لك التقدير

الشاعر عبدالهادي القادود 29-07-2020 06:39 PM

رد: فكرةٌ غافلة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلام المصري (المشاركة 1834687)

إنها الحكمة...
مكتملة..مكتظة..و واعية

فكل الأفكار غافلة حتى يسيل عليها نهر الجنون


الشاعر القدير وارفنا عبد الهادي القادود

في ومضتكم حقول و مروج و أنهار...و تاريخ لا تنكره السطور
و فلسفة الخبرة الطويلة...(ما حاجتك للعصا )...

ها هنا حضر الشعر كاملا...محتفيا بالحكمة و التاريخ و الخبرة


تقبل مروري رغم تلعثمي...
فقيرة هي لغتي أمام هذه العملاقة


تقبل تقديري


حضورك الحضاري الرحب الخصب أضاء شرفات الومضة أيتها المتدفقة بنبيذ الرؤى

أديبتنا الرائعة أحلام المصري

شكرا لك بحجم ما حبلت به أرحام الكلمات من جمال وخيال

كل عام وانت والأهل بألف خير

عبير محمد 29-07-2020 07:01 PM

رد: فكرةٌ غافلة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشاعر عبدالهادي القادود (المشاركة 1834681)
فكرةٌ غافلة

سأرمي عصايَ وأمضي
.
وحيدًا أهدهدُ ظهر الخرافِ
.
إذا ما تيبّسَ عشبُ الحقيقةِ في مسرحِ البوحِ
.
أو سالَ نهرُ الجنونِ على فكرةٍ غافلة ..

...
..
.

انساب نهر الإبداع بين اروقة السطور
فأثار الدهشة
ومضة شعرية عميقة البوح
راقية المضمون
بورك النبض والمداد شاعرنا القدير
وكل عام وانت بخير
ودّي ووردي

عبدالرشيد غربال 29-07-2020 10:32 PM

رد: فكرةٌ غافلة
 
قياس فارق بين العرف ( أهش ) والمجاز الذي اقتضاه السياق التاريخي ( أهدهد )

نوال البردويل 30-07-2020 01:05 AM

رد: فكرةٌ غافلة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشاعر عبدالهادي القادود (المشاركة 1834681)
فكرةٌ غافلة

سأرمي عصايَ وأمضي
.
وحيدًا أهدهدُ ظهر الخرافِ
.
إذا ما تيبّسَ عشبُ الحقيقةِ في مسرحِ البوحِ
.
أو سالَ نهرُ الجنونِ على فكرةٍ غافلة ..

...
..
.

أعلم بأنه ليس يأسا منك ولكن هو الوجع ما
أطلق هذه الصرخة وما اعتمل في الصدر من ألم
كالعادة عميق وجاد في نصوصك التي ننتظرها دائما
كل التقدير أ. عبد الهادي
وتحياتي

الشاعر عبدالهادي القادود 30-07-2020 09:08 AM

رد: فكرةٌ غافلة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلام المصري (المشاركة 1834688)
شاعرنا القدير...
اسمح لي أن أخطفها...لأعلقها في تاج الومضة درة

احترامي

بوركت يا أحلام الخير على هذا السخاء الحاتمي

لا عدمناك رفيقة اليراع

محمد خالد النبالي 30-07-2020 10:04 AM

رد: فكرةٌ غافلة
 
ومضة ملغمة بالسحر
وفوق الدهشة صيغت بصحوة القلب
هي صرخة الموجوع
دمت بوهج شاعرنا الجميل

الشاعر عبدالهادي القادود 30-07-2020 12:58 PM

رد: فكرةٌ غافلة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي (المشاركة 1834789)
تفعيلة طيبة الموسيقى
في ومض شعري وارف المعنى
بورك القادود
وكل الود

سلمت ودمت أخي زياد السعودي

حضور ثري كالعادة

لا عدمناك وكل عام وأنتم والأهل في الأردن بألف خير

الشاعر عبدالهادي القادود 30-07-2020 12:59 PM

رد: فكرةٌ غافلة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خديجة قاسم (المشاركة 1834833)
عشب الحقيقة أحرقته شمس لا ترحم ونثرت بقايا رماده في دروب التشتت والضياع
بوركت أ.عبد الهادي وبورك العطاء
كل التقدير

إنها الحقيقة المرة أديبتنا الراقية خديجة قاسم

لا عدمناك وكل عام وأنتم والأهل بألف خير

الشاعر عبدالهادي القادود 30-07-2020 01:01 PM

رد: فكرةٌ غافلة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجلاء وسوف (المشاركة 1834885)
ومضة شعرية تجلى فيها السحر
وخطفت الدهشة فور اكتمالها
رائعة بصدق
لك التقدير

الأديبة الأديبة نجلاء وسوف

سلمت ودمت على مرورك الوارف

كل عام وأنتم بألف خير والأهل في الشام

الشاعر عبدالهادي القادود 30-07-2020 01:03 PM

رد: فكرةٌ غافلة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير محمد (المشاركة 1835041)
انساب نهر الإبداع بين اروقة السطور
فأثار الدهشة
ومضة شعرية عميقة البوح
راقية المضمون
بورك النبض والمداد شاعرنا القدير
وكل عام وانت بخير
ودّي ووردي

شكرا لك أديبتنا الراقية عبير محمد على مرورك الرحب

لا عدمناك وكل عام وأنت والأهل في أرض الكنانة بألف خير

الشاعر عبدالهادي القادود 30-07-2020 01:05 PM

رد: فكرةٌ غافلة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرشيد غربال (المشاركة 1835096)
قياس فارق بين العرف ( أهش ) والمجاز الذي اقتضاه السياق التاريخي ( أهدهد )

نعم أيها الصديق المبحر في عرض المعنى

هناك فرق كبير ما بين الهش والهدهدة

لا عدمناك وكل عام وأنتم بألف خير والأهل في المغرب العربي

الشاعر عبدالهادي القادود 30-07-2020 01:07 PM

رد: فكرةٌ غافلة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوال البردويل (المشاركة 1835146)
أعلم بأنه ليس يأسا منك ولكن هو الوجع ما
أطلق هذه الصرخة وما اعتمل في الصدر من ألم
كالعادة عميق وجاد في نصوصك التي ننتظرها دائما
كل التقدير أ. عبد الهادي
وتحياتي

نعم هي كذلك رفيقة الجرح

لا عدمناك وكل عام وأنت والأهل بألف خير في ضفتنا الحبيبة

الشاعر عبدالهادي القادود 30-07-2020 01:10 PM

رد: فكرةٌ غافلة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد النبالي (المشاركة 1835258)
ومضة ملغمة بالسحر
وفوق الدهشة صيغت بصحوة القلب
هي صرخة الموجوع
دمت بوهج شاعرنا الجميل

إنها دوامة الشعر تأخذنا إلي حيث الأعماق صديقي

ولا مفر من الرحيل على شراع الإيقاع

أبا خالد

لا عدمناك أيها العروبي الشهم

وكل عام وأنت والأهل بألف خير

الحمصي مصطفى 30-07-2020 01:12 PM

رد: فكرةٌ غافلة
 
لم تعد هناك طاقة لاحتمال .. والتعب قد أضنى الأرواح ..
لا بدّ من هدهدة لنطمئن ..
ومضة شعرية متكاملة وعميقة ..
تقديري شاعرنا العزيز الأستاذ عبد الهادي ..
وكل عام وأنتم بألف خير

الشاعر عبدالهادي القادود 01-08-2020 01:54 AM

رد: فكرةٌ غافلة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحمصي مصطفى (المشاركة 1835303)
لم تعد هناك طاقة لاحتمال .. والتعب قد أضنى الأرواح ..
لا بدّ من هدهدة لنطمئن ..
ومضة شعرية متكاملة وعميقة ..
تقديري شاعرنا العزيز الأستاذ عبد الهادي ..
وكل عام وأنتم بألف خير

سلمت ودمت صديقي الحمصي مصطفى

حضور ثري كالعادة

لا عدمناك وكل عام وأنتم والأهل في الشام بألف خير

فطنة بن ضالي 11-08-2020 11:55 PM

رد: فكرةٌ غافلة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشاعر عبدالهادي القادود (المشاركة 1834681)
فكرةٌ غافلة

سأرمي عصايَ وأمضي
.
وحيدًا أهدهدُ ظهر الخرافِ
.
إذا ما تيبّسَ عشبُ الحقيقةِ في مسرحِ البوحِ
.
أو سالَ نهرُ الجنونِ على فكرةٍ غافلة ..

...
..
.

===========================================
حين يجن العقلاء
تتدفق الحكم
*
كل التحايا والتقدير
سيدي عبد الهادي القادود

جهاد بدران 12-08-2020 12:25 AM

رد: فكرةٌ غافلة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشاعر عبدالهادي القادود (المشاركة 1834681)
فكرةٌ غافلة

سأرمي عصايَ وأمضي
.
وحيدًا أهدهدُ ظهر الخرافِ
.
إذا ما تيبّسَ عشبُ الحقيقةِ في مسرحِ البوحِ
.
أو سالَ نهرُ الجنونِ على فكرةٍ غافلة ..

...
..
.

ومضة أوقفتني تأملاً بأبعادها، وتدبراً بين زواياها..
هي تتسع لأفق واسع من التفكير..وتحتاج السبر في أعماقها..
لأن كل فقرة فيها لها دلالاتها العميقة بين جوانب الواقع الموجع،
والرمزية عنوانها الفاخر، لأن الرموز تحوي واقعاً مريراً...
سأوضح معالمها المثرية وأبعادها التي ترمي للشعوب التي تمارس التبعية دون تحريك الفكر وفتح الحناجر بأعلى الصوت بل تكون كالخراف منساقة خلف سيدها...

الشاعر الكبير المبدع
أ.عبد الهادي القادود
بورك بفكركم النير الذي يقاوم به كل ظالم وطاغية..
نتعلم منكم كيف نخط الكلام في رموز تحلل الواقع وتصطاد الفكرة لتبقى الإرادة للتصدي والصمود ما زالت حية تقاوم بلا تردد وبسيف القلم ترسم الواقع..
سأعود لهذه الومضة بعد إنهائها، وبعد عودتي من السفر خارج فلسطين..
دمتم بصحة وعافية ودام قلمكم نبراساً للفكر النير الواعي المضيء..
وفقكم الله ورضي عنكم
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية

جهاد بدران 18-08-2020 04:09 PM

رد: فكرةٌ غافلة
 
فكرةٌ غافلة

سأرمي عصايَ وأمضي
.
وحيدًا أهدهدُ ظهر الخرافِ
.
إذا ما تيبّسَ عشبُ الحقيقةِ في مسرحِ البوحِ
.
أو سالَ نهرُ الجنونِ على فكرةٍ غافلة ..

...
..
.
فكرةٌ غافلة

العنوان لها دلالات مفتوحة التأويل على أكثر من فكرة وأكثر من رمز، يعطي مدى للخيال وللفكر الانطلاق نحو أبعاد مختلفة..
فالعنوان نكرة، غير معرّف مما يعطي مجالاً للابحار والتدبر والتأمل، وكلمة /فكرة/ تحمل مدلولاً لمفهوم خاص لكل معبّر لها ومفسّر لباطنها من معالم تتي طواعية لمتدبرها...
أما وما تحمل كلمة / غافلة/ من معالم ومعاني، فإنها تأتي بالمعنى الرمزي المبطن بأبعاد مرامي الكاتب التي تأخذنا لأفكار تحمل عدة مفاهيم، يمكن أن تحمل دلالات نفسية أو اجتماعية أو سياسية أو ما دون ذلك..
فالفكرة الغافلة، تحمل معالم أغلق فيها طريق النور والضياء..لأنها غفلت عن مدارها وطريقها التي رسمته وفق مكنون الهدف المغروس فيها..
لذلك هدف هذه الفكرة قد غفل عن مقاييسه وخططه التي رسمها.. لتصبح في غياهب المجهول..

/سأرمي عصايَ وأمضي/

الكاتب هنا، بدأ بحرف السين، اختصار التسويف من/ سوف/ وهذا يعطينا صورة من صور التأجيل والمباعدة من التنفيذ/سأرمي/.. بمعنى سوف أرمي، والسين تأخذ عدة مراحل قبل عملية التنفيذ، ويجعلنا في محطة انتظار لتنفيذها بوقت غير معلوم، قريب أو بعيد، مجهولة الزمن..
أما والفعل المضارع/ سأرمي/ هو فعل يحمل معاني التخلص من شيء ما، لأن الرمي، ربما حمل معنى الشدة أو السهولة، حسب نبرة الكاتب وما تؤدي عملية الرمي من تحقيق مراده، وهذا يجعلنا في تدبر بما يلي عملية الرمي..
وهو: عصايَ..
وهنا عملية الرمي للعصا التي يحملها، فالعصا تحمل دلالات الضرب للتأديب والزجر والتنبيه، وكأنه تخلى عن عملية الزجر والتأديب للمضي في سبيله/ وأمضي/ وكأن ذلك قد أوصله لنقطة نهاية استخدام العصا وفائدتها، وانتهاء مدة فاعليتها، لذلك توجب عليه التخلص منها بعد فقدان أثرها وقيمتها من عملية التنفيذ.. ثم يوضح الكاتب أن الفعل/سأرمي/ كان بشكل فردي، على نطاق الفرد وليس الجماعة، حيث قال:

/وحيدًا أهدهدُ ظهر الخرافِ/

وهنا من خلال الوصف/وحيداً/ ندرك أهمية عملية رمي العصا، لأنه كان يحملها بمفرده، وهذا يجعله في نطاق التعب والإرهاق بعملية فردية لا جماعية، مما تثقل كاهله.. لأن بناء الحياة والمجتمعات والإنسان تكتمل بالعمل الجماعي، لا بالعمل الفردي، وهنا يظهر الكاتب حجم العمل الفردي الذي لا يجدي في إيقاظ الشعوب وتحريك المجتمعات لتنهض الحضارة وينهض الإنسان، فما كان عمل الإنسان وحده داخل مجتمعه، يوقض حضارة الأمة واستقلاليتها، بل تقع المسؤولية على عاتق كل أبناء المجتمع.

ثم تأتي العصا بشرح مرموز فيه لغز فاعليتها..من خلال كلمة/أهدهدُ/ والهدهدة تعني تحريك واهتزاز ودفع ظهر الخراف للتحرك، لخروجها من التبعية، والتحرك نحو التغيير لواقع مؤلم بات يفيض دماً وقهراً وقد نفذت منه معاول الصبر، فالهدهدة جاءت كنوع من التأديب والتأنيب لتغيير بوصلة الفكر نحو الحرية ونحو تحقيق الذات الآمنة المطمئنة، والهدهدة تحمل في مضمونها صوت الحمام والذي يرمز للسلام والأمن بكل أنواعه، الفكري والسياسي والاجتماعي إلخ..وكأن الكاتب يريد القول، كفانا غفلة وكفانا تبعية، وكفانا سباتاً يدوس على إنسانيتنا.
أما والرمز الذي يتقوقع في مفهوم/ ظهر الخراف/ فيحمل عدة تأويلات، أغلبها تذهب بإيحاء للجهة الضعيفة التابعة لقائدها ومدبرها وهي تلك الشعوب المغلوب على أمرها، والتي تنساق وتنصاع لأوامر قادتها دون أن يكون لديها القدرة على الردع والتصدي والوقوف في وجه ظلمها، فالخراف صورة مجسدة عن كل مظلوم ضعيف لا يملك زمام نفسه وحريته وحتى لا يملك صوته الضعيف، يقع في زنزاته حاكمه وتحت سيطرة ويقوم فقط بتنفيذ الأوامر الملقاة على عاتقه ولو كانت على حساب حريته واستقلاليته..
وأما عملية هدهدة ظهر الخراف وليس رأسها، فهنا المعنى البليغ المحكم الذكي، والذي قصده الكاتب من هدهدة ظهر الخراف وليس رأسها، فلو أخذنا المعنى على الشعوب ومنها الفرد، فإن الظهر يكون لعملية التحريك أو الحراك والانطلاق في تنفيذ المهام، لتجديد التحرك وفق أهواء قادتها، لأنهم لا يستطيعون العيش دون وجود ثلة ضعيفة تنفذ مهامهم وأوامرهم، وأما عملية الرمي بالعصا فلم تكن على الرأس
لأنه لو ضُرب على الرأس، لكانت موجعة أكثر، وأصبح حينها خروج من حالة الغفلة التي يعيشون بها، لتصبح حالة صحوة وإيقاظ للضمير، وهذا ما لا يريده القادة والحكام..يريدوم من الشعوب غفلة ونوم وسبات ليتسنى لهم السيطرة والتمرد والظلم والاستبداد..

/إذا ما تيبّسَ عشبُ الحقيقةِ في مسرحِ البوحِ/

هنا بدأ الكاتب بأداة شرط/ إذا/ وهذا مشروط مع فاعلية العصا، وكأن الكاتب سيرمي العصا بشرط تيبّس عشب واخضرار الحقيقة، أي إذا ما فقدت الحقيقة وجودها وفاعليتها في مسرح البوح، أي النطق بالصوت العالي لجذور الحق والحرية والعدالة..
وكأن العصا تتوقف فاعليتها عند الصحوة والتيقظ من الغفلة، لأن مهامها تنتهي بانتهاء قوة الصحوة والنهوض من زمام السبات الذي يسيطر على العقول النائمة الغافلة..
وأما معالم المسرح، فهي المعرض الاجتماعي الذي يعرض عليه كل قضايا المجتمع المختلفة وتكون أمام طبقات المجتمع كلها، معروضة بكل حيثيات معانيها ودلالاتها ومغزاها أمام فئة صغيرة ومتوسطة وعالمية..
وهنا يقع التأويل على معارك الشعوب مع قادتها وحكامها وولاة أمرها..

/أو سالَ نهرُ الجنونِ على فكرةٍ غافلة ../

ثم أداة الشرط تشمل هذه الفقرة أيضاً، مع تيبّس الحقيقة وسيلان الجنون على فكرة غافلة، الجنون يعني عدم التعقل وعدم تدبير الأمور في غفلة فكرة، والغفلة تتماشى مع الجنون الذي يسيل دون توقف ولا تيقظ، وسوء التدبير في الأمور كلها بكل مجالات الحياة، يعني انفراط في الغفلة، والفكرة منبعها التدبير من معقل الفكر والعقل، فإذا شطحت سبل الفكر وينابيعه لطرق غير شرعية، حتماً سيصيبها بلل من الجنون وسيلان من التهور في كل مجريات الخياة وخاصة مع عصرنا الجنوني هذا، الذي تتخبط به أيدي الظلام وتنهشه أنياب اللئام، وتحكمه القردة والكلاب، تحكمه المصالح الذاتية وهوى النفوس المريضة، لينتج تخبط وفساد وإجرام في حق الإنسانية، فحين نبتعد عن بناء الأفكار المتيقظة لحال المجتمعات اليوم، يصيبنا الوهن، وتجبلنا معامل الانكسار، ونحن أشد ما نكون لعصر نوقظه من سباته وغفلته لندير دفة الحياة وفق ينابيع الإنسانية، ووفق العدل والحق الذي يبيت في السماء...

شاعرنا الكبير البارع في رسم حدود الكلمات:
أ.عبد الهادي القادود
كلماتكم تحفة فنية، طرزتموها بحرير الضاد، وأنشدتم تأويلات ودلالات عدة، فتحتم نوافذ الذائقة وشرّعتم أبواب الفكر والخيال على أوسعها، وهذا دليل على علو فكركم ونتاجكم الشعري والأدبي الفاخر، فما كتبتموه إنما هو ينبوع من ينابيع قلمكم البارع وفكركم النيّر..
حفظكم الله ورضي عنكم وأرضاكم
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية

طارق المأمون محمد 19-08-2020 04:38 AM

رد: فكرةٌ غافلة
 
مجنون و مغامر و لا ريب من يعقب خلف جهاد بدران.
دعني استنبط بعض افكار لعلي أثير غبارا ونحن في صحبة قطيع البيان وعشب الحقيقة وعصا الفكرة الغافلة..
لعلك نسيت كلب الراعي ذالك الباسط ذراعيه بالوصيد لا غنى لراعي عنه و انا ابر أبي كل يوم برعي غنيماته معه و استمتع بقصصه وذكرياته حين يسردها في غناء يستوجب التسجيل و لعلي افعل قريبا..
أثار أ غربال الكريم نقطة فارق الهدهدة والهش و لا يتأتى ذلك الا للغوي و أديب بارع كمثله ولا ريب...و الهدهة يتبعها النوم و الهش يتبعه الحركة و اليقظة.. و موسى عليه الصلاة والسلام في مقام الوقوف بين يدي الحقيقة المطلقةذكر الهش... و كأني بالفكرة تطرق فلب الشاعر طرقا تريد الخروج و هو يهدأ من روعها حتى يزينها كما تفعل زوجتي وهي تغافل طفلتي المتمردة على التهندم فتهدهدها لعلها تهدأ و ترتدي ما اختارت لها من قشيب زي و حلي لتخرجها الى الناس بهية زهية. و أجد أن مسرح البوح ليس مكانه في هذه الاقصوصة الرعوية لأطلب استبدالها بما يكمل اللوحة الزاهية فاين المسرح و جدرانه المغلقة من الطبيعة الغناء التي ترعى فيها خراف الخيال والإبداع و أين أرضه المبلطة من عشب الحقيقة الأخضر منه واليابس و أين خشبته البليدة العاقلة من تيار نهر الجنون الثائر الهائج أليس مرتع البوح أو مرعاه أليق بهذه اللوحة الزاهية من مسرح البوح..
الغكرة الغافلة أرجعتني الى بعض أبيات كتبتها
أّيُّـهَـا الشَّـعْـرُ يـابْــنَ عَـــرْكِ اللَـيـالِـي و امْتَـزاجِ الـرُؤَى بِفِـكْـرِي وَ حِـسّـي
وَ اغْــتِــنَـــامِ الـتِــفَــاتَــةٍ عَـقِـلَـتْــهَــا يَقْظَـةُ الحِـسِّ وَ انْبِجَاسَـةُ حَـدْسِـي
صَـادَفَــتْ عَـابِـرَيْـنِ لَــــمْ يَـرْعَـيَـاهَـا بِــالــتِــفَــاتٍ و لا بِـــإمْـــعَـــانِ دَرْسِ
مَـشَــتِ الــنــاسُ فَـوقَـهــا دُونَ رأي و الأمـــورُ الـتــي مَـضَــتْ للـتـأسِّـي

طربت لها فكان لابد لي من غرفة بيدي لا تخرجني من معية طالوت الابداع...
دم بخير
قال أبي الشاة التي تعشر شتاء يكثر في ابنائها الإناث و التي تعشر صيفا نصيبها في الذكور أكثر...


الساعة الآن 05:34 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط