۩ أكاديمية الفينيق ۩

۩ أكاديمية الفينيق ۩ (http://www.fonxe.net/vb/index.php)
-   ⊱ وَهــــجُ القَــــوافي ⊰ (http://www.fonxe.net/vb/forumdisplay.php?f=27)
-   -   كَعْبَــــةُ الحُسْن / زياد السعودي (http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=75607)

زياد السعودي 24-07-2020 03:05 PM

كَعْبَــــةُ الحُسْن / زياد السعودي
 
مِنْ مائِسِ البــانِ
قُــدّ القَــدُّ واتَّسَقا
قَدٌّ تَقَدّى
فَسُبْحــــــــانَ الّذي خَلَقا

مِنْ ناعِــمِ الوَرْدِ
حازَ الخَـــدُّ رقَّتَــهُ
والجيدُ
من فوْحِـهِ
قَدْ عَبَّ واعْتَبَقا

مِنْ رفَّةِ الجفْن
سَيْفُ اللحْظِ باغَتَني
ثُمّ اجْتَباني
لهُ غِمْـــــدًا
مُذِ امْتَشَقا


في فاتِنِ الوَجْـــهِ
أرْسى الحُسْنُ كَعْبَتَه
والنـــُّـــورُ حَجَّ إليهِ
فاكْتسى ألَقا

في أقْدَسِ النَّبْضِ
بِنْتُ القَلْبِ مَسْكَنُها
لَهـــا
وَمِنْها
وَفيـها
الخَفْقُ قَدْ خَفَقا

في الثّغْرِ بارِقَـــــةٌ
يَشْتاقـُــها نظَري
شَوْقَ العِطاشِ
لغيْثٍ سُحَّ وانْدَلقا

مِعْطـــيْرَةٌ
وَنسيــــمُ الطِّيْبِ هالَتُها
تضوَّعَتْ ليْلَكًا
قَدْ طـــارَحَ الحَبَقا

وابْلَــــجَّ فيها
جَبينٌ مُبْهرٌ
فَضَــوى
كَفَجْرِ صُبْـــحٍ
بُعيْدَ الدُّجْنَةِ انْبثقا

كُنْتُ الفقيدَ
الّذي يَسْري
بهِ وجَــــعٌ
صِرْتُ الوَحيـدَ
الذي قد أرّقَ الأرَقا

كُنْتُ الشّــريدَ
بِلا أهْــلٍ
وَلا عَضُـدٍ
صِرْتُ الطَّـريدَ
الـذي قَدْ أقلقَ القَلَقا

كُنْتُ الجَريحَ
إذا روحُ النّدى
جُرِحَتْ
صِرْتُ القَريـــحَ
وَطيني هُدَّ وانْفَلَقا

كُنْتُ الطّــَريحَ
كَقَـبرٍ شُــقَّ مُنْعَزِلا
صِرْتُ الذَّبيْــحَ
وقَلبي شُجَّ ما ارْتَتَقا

حَتّى حَباني
رَبيعُ العَيْنِ باصِرَتي
أردْتُ أسْـــــــرِقَهُ
لكـــِـــنّهُ سَبَقا

وضيءُ وَجْـــهِكِ
نِبْراسٌ لأشْرِعَتي
وَقارِبي عَنْكِ
طُـــــــــــــــــــــــــــــــــــوْلَ
البَحْرِ
ما افْتَرَقا

رَنينُ صَـــوتِكِ
"دوْزانٌ" لأغْنِيَتي
ينْثــــالُ
في عَصَبي
يَسْتَحْضِرُ الرَّوَقا

مُذْ بات ثغْرُكِ
مِضْيــافًا لأخيِلَتي
جُنّ القَصيــــدُ
وَحَرْفي
وَشَّحَ الوَرَقا

فَلْتَزْفِريْ
في مَسارِ الرّيحِ مُتْعِبَتي
لأشْهَقَ الرّيــــــــحَ
تِرْياقًا وَمُنْتَشَقا

لا تَعْـــذلـيني
فَإنّي مُولَـــعٌ ولِـــعٌ
والشّوْقُ
مِنْ وَلَعي
قَدْ شَبَّ واحْتَرقا

لا تُلْقِميني
لِنيْرانِ الجَفـــــا حَطبًا
لا تُرضِعيْني
لِبُعــــْـدٍ يُورِثُ الرَّهَقا

جُودي بِقُرْبٍ
لَعَلَّ الدِّفءَ
يحقِنُني
وَصْـــلًا يُرتّقُ
ما في داخِــــلي انْفَتَقا




" البسيط"

عبدالرشيد غربال 24-07-2020 03:16 PM

رد: كَعْبَــــةُ الحُسْن / زياد السعودي
 
واو واو واو ....

أي ارتقاء هذا الذي ألمسه اللحظة واي إعراج ؟!!!!

وأين الحبيبان: محمد أو عدنان ؟

وعد حر أن أشرحها بيتا بيتا وحرفا حرفا وطباقا طباقا وجناسا يسلب القلوب قبل الأذهان

الحمصي مصطفى 24-07-2020 03:16 PM

رد: كَعْبَــــةُ الحُسْن / زياد السعودي
 
طواف رائع حول معاني كعبتك الحسناء هذه ..
حِرفيّة في صناعة الدهشة والألق ..
محبّتي وتقديري أستاذنا العزيز

لبنى علي 24-07-2020 03:26 PM

رد: كَعْبَــــةُ الحُسْن / زياد السعودي
 
ما أبهاهُ من عزف يسامر النبض بقهوة الشفافيّة
بإيقاعات صاخبة هادئة تأمليّة ..
دمتَ أيها النبيل زياد ورسم الريشة النبضيّة
وترنيمة إشراقٍ وجوديّة ..
وتحيّة مباركةٍ في يوم مبارك ..

زياد السعودي 24-07-2020 03:39 PM

رد: كَعْبَــــةُ الحُسْن / زياد السعودي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرشيد غربال (المشاركة 1832831)
واو واو واو ....

أي ارتقاء هذا الذي ألمسه اللحظة واي إعراج ؟!!!!

وأين الحبيبان: محمد أو عدنان ؟

وعد حر أن أشرحها بيتا بيتا وحرفا حرفا وطباقا طباقا وجناسا يسلب القلوب قبل الأذهان

قشعريرة لذيذة اجتبتني
من "واوٍ" أطلقها الغرّيد

هي دونك غرّيدنا
فافعل بها ما تشاء

كامل محبتي

أحلام المصري 24-07-2020 03:50 PM

رد: كَعْبَــــةُ الحُسْن / زياد السعودي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي (المشاركة 1832830)
مِنْ مائِسِ البــانِ
قُــدّ القَــدُّ واتَّسَقا
قَدٌّ تَقَدّى
فَسُبْحــــــــانَ الّذي خَلَقا

مِنْ ناعِــمِ الوَرْدِ
حازَ الخَـــدُّ رقَّتَــهُ
والجيدُ
من فوْحِـهِ
قَدْ عَبَّ واعْتَبَقا

مِنْ رفَّةِ الجفْن
سَيْفُ اللحْظِ باغَتَني
ثُمّ اجْتَباني
لهُ غِمْـــــدًا
مُذِ امْتَشَقا


في فاتِنِ الوَجْـــهِ
أرْسى الحُسْنُ كَعْبَتَه
والنـــُّـــورُ حَجَّ إليهِ
فاكْتسى ألَقا

في أقْدَسِ النَّبْضِ
بِنْتُ القَلْبِ مَسْكَنُها
لَهـــا
وَمِنْها
وَفيـها
الخَفْقُ قَدْ خَفَقا

في الثّغْرِ بارِقَـــــةٌ
يَشْتاقـُــها نظَري
شَوْقَ العِطاشِ
لغيْثٍ سُحَّ وانْدَلقا

مِعْطـــيْرَةٌ
وَنسيــــمُ الطِّيْبِ هالَتُها
تضوَّعَتْ ليْلَكًا
قَدْ طـــارَحَ الحَبَقا

وابْلَــــجَّ فيها
جَبينٌ مُبْهرٌ
فَضَــوى
كَفَجْرِ صُبْـــحٍ
بُعيْدَ الدُّجْنَةِ انْبثقا

كُنْتُ الفقيدَ
الّذي يَسْري
بهِ وجَــــعٌ
صِرْتُ الوَحيـدَ
الذي قد أرّقَ الأرَقا

كُنْتُ الشّــريدَ
بِلا أهْــلٍ
وَلا عَضُـدٍ
صِرْتُ الطَّـريدَ
الـذي قَدْ أقلقَ القَلَقا

كُنْتُ الجَريحَ
إذا روحُ النّدى
جُرِحَتْ
صِرْتُ القَريـــحَ
وَطيني هُدَّ وانْفَلَقا

كُنْتُ الطّــَريحَ
كَقَـبرٍ شُــقَّ مُنْعَزِلا
صِرْتُ الذَّبيْــحَ
وقَلبي شُجَّ ما ارْتَتَقا

حَتّى حَباني
رَبيعُ العَيْنِ باصِرَتي
أردْتُ أسْـــــــرِقَهُ
لكـــِـــنّهُ سَبَقا

وضيءُ وَجْـــهِكِ
نِبْراسٌ لأشْرِعَتي
وَقارِبي عَنْكِ
طُـــــــــــــــــــــــــــــــــــوْلَ
البَحْرِ
ما افْتَرَقا

رَنينُ صَـــوتِكِ
"دوْزانٌ" لأغْنِيَتي
ينْثــــالُ
في عَصَبي
يَسْتَحْضِرُ الرَّوَقا

مُذْ بات ثغْرُكِ
مِضْيــافًا لأخيِلَتي
جُنّ القَصيــــدُ
وَحَرْفي
وَشَّحَ الوَرَقا

فَلْتَزْفِريْ
في مَسارِ الرّيحِ مُتْعِبَتي
لأشْهَقَ الرّيــــــــحَ
تِرْياقًا وَمُنْتَشَقا

لا تَعْـــذلـيني
فَإنّي مُولَـــعٌ ولِـــعٌ
والشّوْقُ
مِنْ وَلَعي
قَدْ شَبَّ واحْتَرقا

لا تُلْقِميني
لِنيْرانِ الجَفـــــا حَطبًا
لا تُرضِعيْني
لِبُعــــْـدٍ يُورِثُ الرَّهَقا

جُودي بِقُرْبٍ
لَعَلَّ الدِّفءَ
يحقِنُني
وَصْـــلًا يُرتّقُ
ما في داخِــــلي انْفَتَقا




" البسيط"


كعبة الحسن...و كعبة الشعر في طواف واحد
العميد الشاعر أ/ زياد السعودي
كم من جمال هنا....اكتظت به الروح و الذائقة


تقديري

علي عبود المناع 24-07-2020 06:21 PM

رد: كَعْبَــــةُ الحُسْن / زياد السعودي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي (المشاركة 1832830)
مِنْ مائِسِ البــانِ
قُــدّ القَــدُّ واتَّسَقا
قَدٌّ تَقَدّى
فَسُبْحــــــــانَ الّذي خَلَقا

مِنْ ناعِــمِ الوَرْدِ
حازَ الخَـــدُّ رقَّتَــهُ
والجيدُ
من فوْحِـهِ
قَدْ عَبَّ واعْتَبَقا

مِنْ رفَّةِ الجفْن
سَيْفُ اللحْظِ باغَتَني
ثُمّ اجْتَباني
لهُ غِمْـــــدًا
مُذِ امْتَشَقا


في فاتِنِ الوَجْـــهِ
أرْسى الحُسْنُ كَعْبَتَه
والنـــُّـــورُ حَجَّ إليهِ
فاكْتسى ألَقا

في أقْدَسِ النَّبْضِ
بِنْتُ القَلْبِ مَسْكَنُها
لَهـــا
وَمِنْها
وَفيـها
الخَفْقُ قَدْ خَفَقا

في الثّغْرِ بارِقَـــــةٌ
يَشْتاقـُــها نظَري
شَوْقَ العِطاشِ
لغيْثٍ سُحَّ وانْدَلقا

مِعْطـــيْرَةٌ
وَنسيــــمُ الطِّيْبِ هالَتُها
تضوَّعَتْ ليْلَكًا
قَدْ طـــارَحَ الحَبَقا

وابْلَــــجَّ فيها
جَبينٌ مُبْهرٌ
فَضَــوى
كَفَجْرِ صُبْـــحٍ
بُعيْدَ الدُّجْنَةِ انْبثقا

كُنْتُ الفقيدَ
الّذي يَسْري
بهِ وجَــــعٌ
صِرْتُ الوَحيـدَ
الذي قد أرّقَ الأرَقا

كُنْتُ الشّــريدَ
بِلا أهْــلٍ
وَلا عَضُـدٍ
صِرْتُ الطَّـريدَ
الـذي قَدْ أقلقَ القَلَقا

كُنْتُ الجَريحَ
إذا روحُ النّدى
جُرِحَتْ
صِرْتُ القَريـــحَ
وَطيني هُدَّ وانْفَلَقا

كُنْتُ الطّــَريحَ
كَقَـبرٍ شُــقَّ مُنْعَزِلا
صِرْتُ الذَّبيْــحَ
وقَلبي شُجَّ ما ارْتَتَقا

حَتّى حَباني
رَبيعُ العَيْنِ باصِرَتي
أردْتُ أسْـــــــرِقَهُ
لكـــِـــنّهُ سَبَقا

وضيءُ وَجْـــهِكِ
نِبْراسٌ لأشْرِعَتي
وَقارِبي عَنْكِ
طُـــــــــــــــــــــــــــــــــــوْلَ
البَحْرِ
ما افْتَرَقا

رَنينُ صَـــوتِكِ
"دوْزانٌ" لأغْنِيَتي
ينْثــــالُ
في عَصَبي
يَسْتَحْضِرُ الرَّوَقا

مُذْ بات ثغْرُكِ
مِضْيــافًا لأخيِلَتي
جُنّ القَصيــــدُ
وَحَرْفي
وَشَّحَ الوَرَقا

فَلْتَزْفِريْ
في مَسارِ الرّيحِ مُتْعِبَتي
لأشْهَقَ الرّيــــــــحَ
تِرْياقًا وَمُنْتَشَقا

لا تَعْـــذلـيني
فَإنّي مُولَـــعٌ ولِـــعٌ
والشّوْقُ
مِنْ وَلَعي
قَدْ شَبَّ واحْتَرقا

لا تُلْقِميني
لِنيْرانِ الجَفـــــا حَطبًا
لا تُرضِعيْني
لِبُعــــْـدٍ يُورِثُ الرَّهَقا

جُودي بِقُرْبٍ
لَعَلَّ الدِّفءَ
يحقِنُني
وَصْـــلًا يُرتّقُ
ما في داخِــــلي انْفَتَقا




" البسيط"

تغريدة شجية
وارفة ممتدَّة
عالية التردد
دام نبضك ا. زياد

فاطمة الزهراء العلوي 24-07-2020 06:41 PM

رد: كَعْبَــــةُ الحُسْن / زياد السعودي
 
أكيد يليق بها هذا الوصف وأكيد ستكون على جناح سرعة محلقة حتى قمة الشعر

للعاشقين راحة البال في خيمة الغزل الجميل

تحيتي وتقديري للسعودي العميد

أحمد صفوت الديب 24-07-2020 06:43 PM

رد: كَعْبَــــةُ الحُسْن / زياد السعودي
 
اقتباس:

مُذْ بات ثغْرُكِ
مِضْيــافًا لأخيِلَتي
جُنّ القَصيــــدُ
وَحَرْفي
وَشَّحَ الوَرَقا

فَلْتَزْفِريْ
في مَسارِ الرّيحِ مُتْعِبَتي
لأشْهَقَ الرّيــــــــحَ
تِرْياقًا وَمُنْتَشَقا

العميد : زياد

نص يحجّ إليه القراء و يعجز الشعراء

أبدعت أيما إبداع

مما أعجبني و كلها رائعة

محبتي الدائمة

نوال البردويل 25-07-2020 01:53 AM

رد: كَعْبَــــةُ الحُسْن / زياد السعودي
 
ماذا نقول ونحن أمام هذا الفيض من الشعر والشاعرية
والمشاعر المتدفقة السيالة
أبدعت وأمتعت وكفى
تحياتي عميدنا

محمد ذيب سليمان 25-07-2020 02:59 AM

رد: كَعْبَــــةُ الحُسْن / زياد السعودي
 
جميلة ... مدهشة ... خلوب
شكرا للجمال والمتعة

عبد الإله اغتامي 25-07-2020 03:56 AM

رد: كَعْبَــــةُ الحُسْن / زياد السعودي
 
خريدة تنمقت بالبلاغة والبيان فنطقت حروفها سحرا يفوح بطيب الاشعار . بورك المداد أستاذي الشاعر زياد السعودي . مودتي وتقديري...تحياتي...

د. علي غبن 25-07-2020 04:41 AM

رد: كَعْبَــــةُ الحُسْن / زياد السعودي
 
وااااااو
وااااااو
وااااااو
كواو أخي عبد الرشيد
هذه ليست قصيدة
هذه ضرب من ضروب السحر الذي ارتوى من نبيذ الحرف الذي سقاه غيم الإبداع فهطل بردا وسلاما وشعرا.
أو هي وحي تنزّل من جنة الشعر على قلب نبي العشق فانتشى وحملنا معه إلى عين الغزل الحمئة.

صفقت لها كثيرا لمّا كان الحظ حليفي بالاستماع إليها بإلقاء زادها جمالا وبهاء ونورا من شاعرها العميد
وكلما استمعت إليها أكثر كلما أسكرتني حروفها ومعانيها.

لك المجد عميدنا ولقصيدتك الخلود أبد الدهر.

صبري الصبري 25-07-2020 10:42 AM

رد: كَعْبَــــةُ الحُسْن / زياد السعودي
 
ماذا أقول بعد ما قالوا آنفا ؟!
بسيط جميل عتيد من بوح مهندسنا الشاعر العميد
حفظكم الله تعالى
تحياتي وتقديري ومحبتي

رائد حسين عيد 25-07-2020 12:43 PM

رد: كَعْبَــــةُ الحُسْن / زياد السعودي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي (المشاركة 1832830)
مِنْ مائِسِ البــانِ
قُــدّ القَــدُّ واتَّسَقا
قَدٌّ تَقَدّى
فَسُبْحــــــــانَ الّذي خَلَقا

مِنْ ناعِــمِ الوَرْدِ
حازَ الخَـــدُّ رقَّتَــهُ
والجيدُ
من فوْحِـهِ
قَدْ عَبَّ واعْتَبَقا

مِنْ رفَّةِ الجفْن
سَيْفُ اللحْظِ باغَتَني
ثُمّ اجْتَباني
لهُ غِمْـــــدًا
مُذِ امْتَشَقا


في فاتِنِ الوَجْـــهِ
أرْسى الحُسْنُ كَعْبَتَه
والنـــُّـــورُ حَجَّ إليهِ
فاكْتسى ألَقا

في أقْدَسِ النَّبْضِ
بِنْتُ القَلْبِ مَسْكَنُها
لَهـــا
وَمِنْها
وَفيـها
الخَفْقُ قَدْ خَفَقا

في الثّغْرِ بارِقَـــــةٌ
يَشْتاقـُــها نظَري
شَوْقَ العِطاشِ
لغيْثٍ سُحَّ وانْدَلقا

مِعْطـــيْرَةٌ
وَنسيــــمُ الطِّيْبِ هالَتُها
تضوَّعَتْ ليْلَكًا
قَدْ طـــارَحَ الحَبَقا

وابْلَــــجَّ فيها
جَبينٌ مُبْهرٌ
فَضَــوى
كَفَجْرِ صُبْـــحٍ
بُعيْدَ الدُّجْنَةِ انْبثقا

كُنْتُ الفقيدَ
الّذي يَسْري
بهِ وجَــــعٌ
صِرْتُ الوَحيـدَ
الذي قد أرّقَ الأرَقا

كُنْتُ الشّــريدَ
بِلا أهْــلٍ
وَلا عَضُـدٍ
صِرْتُ الطَّـريدَ
الـذي قَدْ أقلقَ القَلَقا

كُنْتُ الجَريحَ
إذا روحُ النّدى
جُرِحَتْ
صِرْتُ القَريـــحَ
وَطيني هُدَّ وانْفَلَقا

كُنْتُ الطّــَريحَ
كَقَـبرٍ شُــقَّ مُنْعَزِلا
صِرْتُ الذَّبيْــحَ
وقَلبي شُجَّ ما ارْتَتَقا

حَتّى حَباني
رَبيعُ العَيْنِ باصِرَتي
أردْتُ أسْـــــــرِقَهُ
لكـــِـــنّهُ سَبَقا

وضيءُ وَجْـــهِكِ
نِبْراسٌ لأشْرِعَتي
وَقارِبي عَنْكِ
طُـــــــــــــــــــــــــــــــــــوْلَ
البَحْرِ
ما افْتَرَقا

رَنينُ صَـــوتِكِ
"دوْزانٌ" لأغْنِيَتي
ينْثــــالُ
في عَصَبي
يَسْتَحْضِرُ الرَّوَقا

مُذْ بات ثغْرُكِ
مِضْيــافًا لأخيِلَتي
جُنّ القَصيــــدُ
وَحَرْفي
وَشَّحَ الوَرَقا

فَلْتَزْفِريْ
في مَسارِ الرّيحِ مُتْعِبَتي
لأشْهَقَ الرّيــــــــحَ
تِرْياقًا وَمُنْتَشَقا

لا تَعْـــذلـيني
فَإنّي مُولَـــعٌ ولِـــعٌ
والشّوْقُ
مِنْ وَلَعي
قَدْ شَبَّ واحْتَرقا

لا تُلْقِميني
لِنيْرانِ الجَفـــــا حَطبًا
لا تُرضِعيْني
لِبُعــــْـدٍ يُورِثُ الرَّهَقا

جُودي بِقُرْبٍ
لَعَلَّ الدِّفءَ
يحقِنُني
وَصْـــلًا يُرتّقُ
ما في داخِــــلي انْفَتَقا




" البسيط"


كُنْتُ الفقيدَ
الّذي يَسْري
بهِ وجَــــعٌ
صِرْتُ الوَحيـدَ
الذي قد أرّقَ الأرَقا

كُنْتُ الشّــريدَ
بِلا أهْــلٍ
وَلا عَضُـدٍ
صِرْتُ الطَّـريدَ
الـذي قَدْ أقلقَ القَلَقا

كُنْتُ الجَريحَ
إذا روحُ النّدى
جُرِحَتْ
صِرْتُ القَريـــحَ
وَطيني هُدَّ وانْفَلَقا

كُنْتُ الطّــَريحَ
كَقَـبرٍ شُــقَّ مُنْعَزِلا
صِرْتُ الذَّبيْــحَ
وقَلبي شُجَّ ما ارْتَتَقا

حَتّى حَباني
رَبيعُ العَيْنِ باصِرَتي
أردْتُ أسْـــــــرِقَهُ
لكـــِـــنّهُ سَبَقا


إحساس جارف يقتضي شد الحزام قبل المخاطرة في اقتحام هذا العالم متلاطم الدهشة.

قصيدة عاصفة بالسحر والجمال

أبدعت أستاذ زياد!

عبدالرشيد غربال 25-07-2020 02:44 PM

رد: كَعْبَــــةُ الحُسْن / زياد السعودي
 
نظرات في ( كعبة الحسن )

الملمح الأول

لكل شاعر خط يميز تجربته الإبداعية ويلصق لونه في ذاكرة الأمة ..

يقترن استحضار اسم محمود درويش مثلا بقضية فلسطين وشعر المقاومة
يقترن اسم أحمد مطر بلافتات الفضح واستفزاز التمرد والعصيان
فأين موقع زياد السعودي من هذا الملمح ؟
على امتداد ما ينيف عن عقدين من المخاض ، رأيت في الزياد ( أنا ) مفجوعة متغربة مفرَدة ( بلغة طرفة في : وأفردت إفراد البعير المعبد )
حينا من وجع المحيط القريب : الصحب والرفاق والأصدقاء والزملاء )
وحينا ثانيا من كمد مأساة أمته المعوزة اسبدادا واحتلال أرض واضطهادا سياسيا ولا عدالة اجتماعيا
وكان لسان الحال في الآهين
ثم يطالعنا اليوم ، في فلتة زئبقية بالارتماء في الوجود الأعمق خصوصية والأغور ذاتيا
أنكون مع سياب جديد ؟
لا أنكر - حين عانقت مطلع ( كعبة الحسن ) أنني أمام ذهبية من عصور السلف المجيد
توطئة غزلية ثم انتقال إلى الهم الآني المرير
وكانت المفاجأة ...وحدة عضوية موضوعية بمعجم دلالي متناغم مع الغرض في برد موسيقي رقراق نمقه البسيط بروي فاعل منفعل
قد تصفح عنك القدس ولربما تتفهم الأغوار فلا تعاتبك .وإني سأجهد متشفعا ..

الملمح الثاني :
قراءة في العنوان ...
الحديث عن بدعة العنوان ذو شجون
فقد تأملت في عناوين قصائد هذا الزمان ودواوينه ،فوجدتها فضفاضة خارج قياس ما يحمل النص الأدبي
حتى إن ما يزيد عن ثمانين في المائة مما ينشر - وسأدقق أكثر : في الفنيق - تكاد تكون شركا ماكرا لاستجلاب القارئ تماما كما يصنع الإشهار في حضارة العولمة
كعبة الحسن : تركيب اسمي من مبتدإ مضاف الى الحسن ..خبره محذوف تقديره ( كائنة أو موجودة )
دلاليا ، الكعبة المحج والمزار ذو شكل مربع يطاف حوله ..( يصعب تناول دلالة هذه اللفظة بعيدا عن إيحائها الديني في الإسلام
بيد أن إضافتها إلى الحسن ساعد القارئ على تفادي اللبس وبالتالي منع كل تأويل يربط بالمقدس
بقراءة الصدر الأول من المطلع ، ينكشف الغطاء كليا : امرأة حسناء تغري كما لو أنها :
كعبة تطوف بها الأعين إعجابا وفتونا
بلاغيا : استعارة تصريحية حذف المشبه ( حسناء ) وصرح بلفظ المشبه به ( كعبة ) مع قرينة مانعة لإرادة المعنى الحقيقي للكعبة المكية ( الحسن ) ...امرأة ككعبة الحسن
فما مدى حسن هذه المرأة ؟ وهل هي أهل ليطوف حولها المعجبون؟
الملمح الثالث :
المضمون العام

افتنان الشاعر بامرة استثنائية الملامح ساحرة الحسن ، مع تفصيل ما أحدثه حبها من تحول جذري في صيرورة كيانه ثم تودده رضاها وتوسل وصالها
( حاشية ) :ايفعل الحب بالرجل - شاعرا رزينا مناضلا حامل رسالة - مثل ما فعل بهذا العاشق الصب ؟
الآن ألمس محنة العذريين ..

الملمح الرابع
تنفتح لوحة هذا الافتنان بثمانية أبيات تمثل وحدة مستقلة بموضوعتها ومعجمها .
وتتوزع على مستوى البنية التركيبية إلى ثلاث مفاصل رئيسة:
1 .من ب1 إلى ب3
توسل الشاعر - استقرائيا - في رسم مفاتنهذه الحسناء بحرف الجر ( من ) الدال على التبعيض ( جزء من كل )
2. من ب4 إلى ب6
توسل الشاعر في توصيف مفاتن هذه الحسناء بحرف جر مغاير ( في ) الدال على الظرفية المكانية = المحل
3.ب 7 إلى ب8
تقرير عام اتكاء على خبرين ابتدائيين ملقيين إلى المتلقي خالي الذهن من المعلومة ربط بينهما وصل بواو العطف ( معطيرة / ابلج ...)

بعدها تحدث نقلة في الموضوعة والمعجم معا
وعلى امتداد أربعة أبيات ،يبدأ تشريح الحالة الوجودية للعاشق الولهان بفعل ما أحدثه هذا الفتون
هنا تناوب الفعلان الناقصان ( كان / صار )
كان : حالة الشاعر قبل الافتنان
صار : التحول الذي أحدثه الافتنان
وما بين الكينونة والصيرورة خاب أفق انتظار
توقعت أن الحادث سيرتق مان من ألم ووجع وتغرب ومكابدة
بيد أن مفعول هذا الافتنان أربى المواجع ..
هنا أستحضر ذاتا كابدت بفعل الهوى والغرام شبيه ما كوى قلب شاعرنا : خليل مطران في رائعته : المساء
داء ألم فخلت فيه شفائي
من صتوتي . فتضاعفت برحائي
ثم تحضر محتحتة عقول النحاة ( حتى ) دلالة على انتهاء الغاية ( إلى أن )

إلى أن ..كان انتقاء حتى هنا مكرا حاذقا
فقد جمع حالات الكينونة والصيرورة كليهما في دافع جميل
وقوع العين على هاته الحسناء الفاتنة غير المجرى فأضاء الوجود وأحيى الأمل
إذاً لم يبتق غير الاستجداء والتوسل والتودد
ولكي يخدعنا كونه ذا أنفة وكبرياء لا تدله مثل هاته بمفاتنها وسحر جمالها ،
لجأ الى اللغة تستعير جبروت الأمر وتعاليه
فنسمعه يخاطبها آمرا (فلتزفري / جودي )
إلا أن ( الهو ) غلبه فإذا به يدس بين الأمرين نهيين فضحا حقيقة تودده واستعطافه عاشقا متيما صبا ( لا تعذليني / لا تلقميني )
الملمح الخامس
معجم القصيدة
راوح معجم القصيدة بين ثلاثة حقول ارتبط أولها بمفاتن الحسناء وثانيها بحالة العاشق كينونة وصيرورة والثالث بالتوسل والاستعطاف واستجداء القرب والوصال
ربطت بين ألفاظ الحقل الأول علاقة انسجام وتشابه
فقد تضافرت لتقدم صورة جيوكندية لامراة استثنائية الحسن دونخوانية الإغراء لا يملك أمامها عاشق حين وبالأحرى شاعر إلا الافتنان
وربطت بين ألفاظ الحقل الثاني علاقة تقرير حالة الشاعر- العاشق بين كينونة ما قبل الافتنان وصيرورته
فتشاركت على المفارقة الأفلاطونية بينها في رسم احتياج الشاعر الى دفء وافتقاره إلى بلسم وترياق
وربطت بين ألفاظ الحقل الثالث علاقة تودد والتماس وطلب قرب ووصال

وإجمالا نلحظ تكامل الحقول الدلالية في تبيان شاعر يعاني غربة ومواجع ساقه القدر لامرأة فاتنة الحسن توسم فيها دواءه وأمل انبعاث رغبته في الحياة
لقد رسم المعجم لوحة امرأة جيوكندية مطلية بإغراء دونخواني .وفي المقابل بدا الذات العاشقة بوجهين :
أولهما مأساوي يراكم الألم كائنا وصائرا حتى طلع وجه هذه الحسناء صبوحا مضيئا ، فارتدى أسمال عصبة العذريين متوسلا وصالا ومتوددا قربا ..
وهذه علامة فارقة في تقييم حط زياد إنسانا وشاعرا : موسوعي ،ييعيش حضارة العولمة بخبرة .لكنه لم يتخل يوما عن أصالته وهويته الثقافية
الملمح السادس

البنية الإيقاعية
زياد السعودي شاعر متمسك بعلوم الضاد وصناعاتها
ركب بحرالبسيط بوعورة عبوره فبلغ آمنا شط النجاة
عروض تامة صحيحة وضرب تام صحيح مثلها موجب الخبن
روي واحد موحد ( القاف ) ممدودة إلى الأعلى بحكم فتحة النصب انسجاما مع رغبته التوسل والترجي
احترام لظاهرة التصريع مشيا على عادة الفحول في العصر الذهبي
لم نقف على أي ضرورة مشوشة مما يدل على امتلاكه ناصية الخلق الشعري
ثم إن التوزيع المعماري لمفاصل الدفقات الشعرية كان حاذقا جدا .وهنا لا بد من الإشادة بالتخصص الذي خدمه هنا خدمة كبرى فكانت قراءة القصيدة اعتمادا على هذا المساعد خارج - نصي رقراقة
بيد أن الوظيفة الجمالية للمفعول الموسيقي لم تنحصر في العروض والتوزيع المعماري فحسب ، إنما انضاف عامل آخر أثرى موسيقى القصيدة وزان خريرها
يتعلق الأمر هنا بالموسيقى الداخلية والتي نلمح خاصياتها في ما يلي :
1 التكرار سواء الأصوات ( القاف /اقلق القلق ) أو الحروف ( منها فيها ) أو الألفاظ ( القد / القد // تقدى ) والصيغ الصرفية ( الطريد // الذبيح // الجريح //القريح )
كل هذا ، تعالق لتحقيق الوظيفة الجمالية للقصيدة فكان التأثير وكان الانفعال
الملمح الأخير
مؤاخذات
التكرار عادة ملحة بلاغية موسيقية في بناء القصيدة
لكن اطراد ( من ) في مطلع الابيات الثلاثة الأولى واطراد ( في ) في الثلاث أبيات الموالية أثار تساؤلا :
أما كان من بديل في تاثيث البيت الثاني والثالث من دون ( من ) والخامس والسادس من دون ( في )؟
أكان الخلق الشعري متعثرا يستنير درب الانطلاق فلم يتسن إلا في التاسع ؟
( مولع / ولع ) أكان الترادف اللفظي لازما هنا ؟
( دوزن ) تبدو قياسا إلى لغة النص العالية محشوة نشازا ..صراحة لم تستسغها أذني
شكرا للقائد زياد على هذه الهدية العذبة

الزهراء صعيدي 25-07-2020 07:54 PM

رد: كَعْبَــــةُ الحُسْن / زياد السعودي
 
وضيءُ وَجْـــهِكِ
نِبْراسٌ لأشْرِعَتي
وَقارِبي عَنْكِ
طُـــــــــــــــــــــــــــــــــــوْلَ
البَحْرِ
ما افْتَرَقا

رَنينُ صَـــوتِكِ
"دوْزانٌ" لأغْنِيَتي
ينْثــــالُ
في عَصَبي
يَسْتَحْضِرُ الرَّوَقا
.....
الله الله الله
أي حسن هذا الذي أفاض به الورق وراح يغبطه العبق
لما عبق من طيب الشعر ها هنا
بديع مدهش وقصيد بحلة الهوى ارتقى وائتلق
دمت عميدنا ألقا على ألق

ياسر سالم 25-07-2020 08:45 PM

رد: كَعْبَــــةُ الحُسْن / زياد السعودي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي (المشاركة 1832830)
مِنْ مائِسِ البــانِ
قُــدّ القَــدُّ واتَّسَقا
قَدٌّ تَقَدّى
فَسُبْحــــــــانَ الّذي خَلَقا

مِنْ ناعِــمِ الوَرْدِ
حازَ الخَـــدُّ رقَّتَــهُ
والجيدُ
من فوْحِـهِ
قَدْ عَبَّ واعْتَبَقا

مِنْ رفَّةِ الجفْن
سَيْفُ اللحْظِ باغَتَني
ثُمّ اجْتَباني
لهُ غِمْـــــدًا
مُذِ امْتَشَقا


في فاتِنِ الوَجْـــهِ
أرْسى الحُسْنُ كَعْبَتَه
والنـــُّـــورُ حَجَّ إليهِ
فاكْتسى ألَقا

في أقْدَسِ النَّبْضِ
بِنْتُ القَلْبِ مَسْكَنُها
لَهـــا
وَمِنْها
وَفيـها
الخَفْقُ قَدْ خَفَقا

في الثّغْرِ بارِقَـــــةٌ
يَشْتاقـُــها نظَري
شَوْقَ العِطاشِ
لغيْثٍ سُحَّ وانْدَلقا

مِعْطـــيْرَةٌ
وَنسيــــمُ الطِّيْبِ هالَتُها
تضوَّعَتْ ليْلَكًا
قَدْ طـــارَحَ الحَبَقا

وابْلَــــجَّ فيها
جَبينٌ مُبْهرٌ
فَضَــوى
كَفَجْرِ صُبْـــحٍ
بُعيْدَ الدُّجْنَةِ انْبثقا

كُنْتُ الفقيدَ
الّذي يَسْري
بهِ وجَــــعٌ
صِرْتُ الوَحيـدَ
الذي قد أرّقَ الأرَقا

كُنْتُ الشّــريدَ
بِلا أهْــلٍ
وَلا عَضُـدٍ
صِرْتُ الطَّـريدَ
الـذي قَدْ أقلقَ القَلَقا

كُنْتُ الجَريحَ
إذا روحُ النّدى
جُرِحَتْ
صِرْتُ القَريـــحَ
وَطيني هُدَّ وانْفَلَقا

كُنْتُ الطّــَريحَ
كَقَـبرٍ شُــقَّ مُنْعَزِلا
صِرْتُ الذَّبيْــحَ
وقَلبي شُجَّ ما ارْتَتَقا

حَتّى حَباني
رَبيعُ العَيْنِ باصِرَتي
أردْتُ أسْـــــــرِقَهُ
لكـــِـــنّهُ سَبَقا

وضيءُ وَجْـــهِكِ
نِبْراسٌ لأشْرِعَتي
وَقارِبي عَنْكِ
طُـــــــــــــــــــــــــــــــــــوْلَ
البَحْرِ
ما افْتَرَقا

رَنينُ صَـــوتِكِ
"دوْزانٌ" لأغْنِيَتي
ينْثــــالُ
في عَصَبي
يَسْتَحْضِرُ الرَّوَقا

مُذْ بات ثغْرُكِ
مِضْيــافًا لأخيِلَتي
جُنّ القَصيــــدُ
وَحَرْفي
وَشَّحَ الوَرَقا

فَلْتَزْفِريْ
في مَسارِ الرّيحِ مُتْعِبَتي
لأشْهَقَ الرّيــــــــحَ
تِرْياقًا وَمُنْتَشَقا

لا تَعْـــذلـيني
فَإنّي مُولَـــعٌ ولِـــعٌ
والشّوْقُ
مِنْ وَلَعي
قَدْ شَبَّ واحْتَرقا

لا تُلْقِميني
لِنيْرانِ الجَفـــــا حَطبًا
لا تُرضِعيْني
لِبُعــــْـدٍ يُورِثُ الرَّهَقا

جُودي بِقُرْبٍ
لَعَلَّ الدِّفءَ
يحقِنُني
وَصْـــلًا يُرتّقُ
ما في داخِــــلي انْفَتَقا




" البسيط"

منذ أعوام حفظت ودارست المعلقات وبعض عيون الشعر الجاهلي
فأورثني ذاك - فيما أورثني - أني لم أعد استروح الشعر المعاصر.، وأكثر من ذلك أنني تنكبت صراطه،
وضاق عطني عن احتمال ما يروى منه حول مسامعي الا ما عز وندر..
وهذه الخريدة الفريدة، مما عز مثالها، وندر كفؤها
معان باسقات
وألفاظ جزلة نضِرة..
وأفق رحيب ممرد من قوارير اللغة الجميلة
فسبحان الذي أعطاك هنا من نافلة البيان ماأبهج العين وسبى الشعور!
دمت رافد أصيلا يمتاح منه كل صادٍ محب للبيان وأهله..
تحياتي ودعواتي لحضرتك 🌿

احمد المعطي 26-07-2020 01:24 PM

رد: كَعْبَــــةُ الحُسْن / زياد السعودي
 
مِنْ مائِسِ البــانِ
قُــدّ القَــدُّ واتَّسَقا
قَدٌّ تَقَدّى
فَسُبْحــــــــانَ الّذي خَلَقا

مِنْ ناعِــمِ الوَرْدِ
حازَ الخَـــدُّ رقَّتَــهُ
والجيدُ
من فوْحِـهِ
قَدْ عَبَّ واعْتَبَقا

مِنْ رفَّةِ الجفْن
سَيْفُ اللحْظِ باغَتَني
ثُمّ اجْتَباني
لهُ غِمْـــــدًا
مُذِ امْتَشَقا


في فاتِنِ الوَجْـــهِ
أرْسى الحُسْنُ كَعْبَتَه
والنـــُّـــورُ حَجَّ إليهِ
فاكْتسى ألَقا

في أقْدَسِ النَّبْضِ
بِنْتُ القَلْبِ مَسْكَنُها
لَهـــا
وَمِنْها
وَفيـها
الخَفْقُ قَدْ خَفَقا

في الثّغْرِ بارِقَـــــةٌ
يَشْتاقـُــها نظَري
شَوْقَ العِطاشِ
لغيْثٍ سُحَّ وانْدَلقا

مِعْطـــيْرَةٌ
وَنسيــــمُ الطِّيْبِ هالَتُها
تضوَّعَتْ ليْلَكًا
قَدْ طـــارَحَ الحَبَقا

وابْلَــــجَّ فيها
جَبينٌ مُبْهرٌ
فَضَــوى
كَفَجْرِ صُبْـــحٍ
بُعيْدَ الدُّجْنَةِ انْبثقا

كُنْتُ الفقيدَ
الّذي يَسْري
بهِ وجَــــعٌ
صِرْتُ الوَحيـدَ
الذي قد أرّقَ الأرَقا

كُنْتُ الشّــريدَ
بِلا أهْــلٍ
وَلا عَضُـدٍ
صِرْتُ الطَّـريدَ
الـذي قَدْ أقلقَ القَلَقا

كُنْتُ الجَريحَ
إذا روحُ النّدى
جُرِحَتْ
صِرْتُ القَريـــحَ
وَطيني هُدَّ وانْفَلَقا

كُنْتُ الطّــَريحَ
كَقَـبرٍ شُــقَّ مُنْعَزِلا
صِرْتُ الذَّبيْــحَ
وقَلبي شُجَّ ما ارْتَتَقا

حَتّى حَباني
رَبيعُ العَيْنِ باصِرَتي
أردْتُ أسْـــــــرِقَهُ
لكـــِـــنّهُ سَبَقا

وضيءُ وَجْـــهِكِ
نِبْراسٌ لأشْرِعَتي
وَقارِبي عَنْكِ
طُـــــــــــــــــــــــــــــــــــوْلَ
البَحْرِ
ما افْتَرَقا

رَنينُ صَـــوتِكِ
"دوْزانٌ" لأغْنِيَتي
ينْثــــالُ
في عَصَبي
يَسْتَحْضِرُ الرَّوَقا

مُذْ بات ثغْرُكِ
مِضْيــافًا لأخيِلَتي
جُنّ القَصيــــدُ
وَحَرْفي
وَشَّحَ الوَرَقا

فَلْتَزْفِريْ
في مَسارِ الرّيحِ مُتْعِبَتي
لأشْهَقَ الرّيــــــــحَ
تِرْياقًا وَمُنْتَشَقا

لا تَعْـــذلـيني
فَإنّي مُولَـــعٌ ولِـــعٌ
والشّوْقُ
مِنْ وَلَعي
قَدْ شَبَّ واحْتَرقا

لا تُلْقِميني
لِنيْرانِ الجَفـــــا حَطبًا
لا تُرضِعيْني
لِبُعــــْـدٍ يُورِثُ الرَّهَقا

جُودي بِقُرْبٍ
لَعَلَّ الدِّفءَ
يحقِنُني
وَصْـــلًا يُرتّقُ
ما في داخِــــلي انْفَتَقا

ما لي وَللحُسْنِ، لمّا طُفْتُ كعبَتَهُ
......................ألفيْتُني منْ جوى التطوافِ منعتقا
فتّانَةُ اللحظِ ما انفكتْ مآثرُها
.........................تغازلُ الحرفَ حتى طارَ وانطلقا
وطاوَلَ النجمَ لكنْ حطَّ طائرُهُ
.............................لمَّا تذكَّرَ وَعْداً أشعلَ الحدَقا
ورُغمَ أنّي وَمذ أظعنتُ معتَكفاً
..........................أراودُ النفسَ عمّا زادَها رَهَقا
لمّا يُطلُّ وَضيءُ الحُسْنِ أزْجُرُني
........................وأمنحُ العينَ غضّاً يملأ الشَّفَقا
آليتُ أن أُبعد الأنغامَ عن وتَري
..........................وأكتفي بشجونٍ تمنعُ الزَّلَقا

ظميان غدير 26-07-2020 01:27 PM

رد: كَعْبَــــةُ الحُسْن / زياد السعودي
 
زياد السعودي

العميد لقد أعجبتني براعة نظمك لهذه القصيدة الطربية المغموسة في بحر العشق والفتنة

الشاعر عبدالهادي القادود 26-07-2020 01:28 PM

رد: كَعْبَــــةُ الحُسْن / زياد السعودي
 
هنا نبت الشعر .. فاخضرّ وأثمر في صلصال من الخيال

عمد الشاعر العميد إلى تشكيله وفق ما يموج في خلجان ذاته بأدواته

فكان التركيب الغريب القريب الحبيب إلى النفس

وما تجلى في جدران البيان من فنون وأفنان أزهرت فأبهرت

بحجم الحنين الذي حامت به حمائم الروح الشاعرة فوق ضفاف الفكرة

فكانت القصيدة بلغتها الفريدة مسرحًا روحيًا

تجلت فيه كل جوانب الإبداع

وما يقتضيه الشعر والعشق من شرائع بيانية وفنية

ساهمت إلى حد بعيد في تعبيد أرصفة الأصيل وما تجلى من صهيل

شاعرنا الجميل الجميل زياد

بورك المداد

لا عدمناك

محمد خالد النبالي 27-07-2020 05:26 PM

رد: كَعْبَــــةُ الحُسْن / زياد السعودي
 
لقد طفت سبعة أشواط حول كعبة الشعر
وأعجبني فعدت الطواف لهذا الجمال
ومن عيون الشعر ينسكب العميد ماءا زلالا
هي قصيدة ملغمة بالسحر والبنان واللفظ والمفردات الخاصة
ومن حسن حظي أني سمعتها بصوتك عدة مرات فخمرك حلال حلال وخذ الفتوى مني
لا أجد ما أقوله في حروفك المخطوطة بنجوم السماء لذلك سأرحم عذاب أبجديتي و أرحل.
تحياتي لشاعر يواكب ما بعد الحداثة بتوظيف المفردة
ويصنع الفارق دوما
احترام النبالي للرفيق العميد
النبالي

ياسر أبو سويلم الحرزني 28-07-2020 03:12 PM

رد: كَعْبَــــةُ الحُسْن / زياد السعودي
 



"poetry is life distilled"

هذه مقولة الشاعرة المبدعة "جويندولين بروكس" في تعريفها للشعر ، والّتي ألحّ بها عليّ لا وعيي وأنا أقرأ هذه القصيدة المذهبّة.
ولأن قراءتي وكتابتي يتنازعهما دائماً وعي ولا وعي ، فإن وعيي أبى إلا أن يناكف اللا وعي ، وأبى إلا أن يدلي بدلوه ويمارس هذوه المعتاد ، وأن يرتجل تحريفاً طفيفاً في مقولة "بروكس" تحت وطأة طربه ودهشته بهذه القصيدة الرائعة :
Poetry is beauty distilled


بوركت وبوركت الروح الشاعرة.



تحيّاتي واحترامي عميدنا وشاعرنا المبدع زياد السعودي.
محبّتي.

عبدالرشيد غربال 28-07-2020 06:46 PM

رد: كَعْبَــــةُ الحُسْن / زياد السعودي
 
"poetry is life distilled"

هذه مقولة الشاعرة المبدعة "جويندولين بروكس" في تعريفها للشعر ، والّتي ألحّ بها عليّ لا وعيي وأنا أقرأ هذه القصيدة المذهبّة.
ولأن قراءتي وكتابتي يتنازعهما دائماً وعي ولا وعي ، فإن وعيي أبى إلا أن يناكف اللا وعي ، وأبى إلا أن يدلي بدلوه ويمارس هذوه المعتاد ، وأن يرتجل تحريفاً طفيفاً في مقولة "بروكس" تحت وطأة طربه ودهشته بهذه القصيدة الرائعة :
Poetry is beauty distilled
سبحان ربي العظيم
أين تعلمت هذا زعيم الصعاليك؟
عهدتك هناك ترابط في جبال الصحراء
ومن علمك لغة الإفرنج ؟
ضاع العروي وتأبط انجليزية ..

زياد السعودي 28-07-2020 06:52 PM

رد: كَعْبَــــةُ الحُسْن / زياد السعودي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحمصي مصطفى (المشاركة 1832832)
طواف رائع حول معاني كعبتك الحسناء هذه ..
حِرفيّة في صناعة الدهشة والألق ..
محبّتي وتقديري أستاذنا العزيز

اشكركم على عاطر قولكم

ومحبتي لكم


الساعة الآن 04:44 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط