۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - قصة قصيرة بعنوان ( تاكسي)
عرض مشاركة واحدة
قديم 17-01-2021, 03:17 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
حسام فوزي سعيد
عضو أكاديمية الفينيق
لبنان
افتراضي رد: قصة قصيرة بعنوان ( تاكسي)

عشق من نوع آخر وغيرة موسمية..
*********
حكايةُ مِظلـّة
*********
يتركني كلَّ صيفٍ، لا يسألُ عني!!
و على أبوابِ الشتاءِ يتذكّرُني، يحملني بين يديه، ينفضُ غبارَ الشهورِ التي أهملني فيها..
و في جوٍّ عاصفٍ يسيرُ بي تحت زخّاتِ المطرِ التي تطرقُ رأسي..
أكثرُ ما يؤلِمُني عندما يتأبّط ذراعي ذاهباً اليها،
و في كنف ظلي يتسامران على وقع طرطقة حبّات المطر..
يغازلها و يغزلني،
يتلاعب بي بأنامله الرشيقة،
فأدور مترنحة من العشق..
من شدّة اشتياقي اليه، أكادُ أن احضنَه و لكني أحجبُ لهفتي خشيةً أن ترشقَهُ حبّةُ مطرٍ فترديه مريضاً..
كم من مرّة رماني على مقعدٍ، قربَ المدفأة، لا يداعبُني، ينصرف عني اليها، يخاطبُها، يبتسمُ لها..
و أنا هناك، أنتظرُ لمسةً من يده و الغيرةُ تَحْرِقُني، أو أن يَرمُقَني بنظرةٍ على الأقل،
تُذكّرُهُ باللحظات الجميلة التي قضيناها سويّاً..
خائنٌ هو، لا يقدّرُ حبّي، اهتمامي و سهري على راحته..
ذات مساء، في ثورةِ عشقٍ نَسِيَني، عاد بعدَها و قد ابتلتْ ثيابُهُ..
الى حيثُ أقبعُ مقيّدةً بالغضبِ.. أتى، و الحيرةُ تكادُ تقتلني خوفاً عليه، و قلقاً من أن يصيبه مكروه..
لقد صدق ظني، فلأيّام خلت بقي طريحَ الفراش، يعاني من انفلونزا حادة..
فجأةً، سمعتُ طرقاً على الباب الموارب، المفتوحِ بخجلٍ..
ها هي!! ألم يَكْفِها ما أصابَه بسبِبها، لماذا أتت؟!!
بخطواتٍ حانقة إليّ أقبلت لتحمُلنَي اليه و الدهشة تشلُّ كلَّ توقعاتي، تقطعُ حبلَ تساؤلاتي!!
صوتُها العاتبُ يقول: الحقُّ، كلُّ الحقِّ عليك، لماذا لم تأخذْ مظلّتَك؟!! لا تتركْها مرّةً ثانية.
عندها عقدتُ صداقتي عليها، و صارت كلُّ أيام السنة نزهةً لي برفقته في الشتاء و الأيّام الصافية.
الكاتب حسام فوزي سعيد






  رد مع اقتباس
/