۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - حوار المَنافي
الموضوع: حوار المَنافي
عرض مشاركة واحدة
قديم 29-01-2021, 09:20 PM رقم المشاركة : 106
معلومات العضو
ياسر أبو سويلم الحرزني
عضو أكاديمية الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الأردن

الصورة الرمزية ياسر أبو سويلم الحرزني

افتراضي رد: حوار المَنافي





"وأنتفي لأتركَكْ..
لأستريحْ"



(8)

قراءة في مطلع المقطع السابع والأخير)
.......................................................

"وانتفي لأتركك.. لأستريح"
احتراماً لهذا السطر ولما حواه من شعر أفردت له هذه القراءة المنفصلة
(وقبل ان أبدأ أرجو ممّن يتابع هذه القراءة أن يعود لقراءة القصيدة ، وحين يصل إلى نهاية المقطع السادس وقبل ان يشرع بقراءة المقطع الآخير أن يتوقّف لبرهة فيما يشبه فاصلاً صوتيّاً قبل أن يقرأ "وانتفي لأتركك" قراءة تشبه حديثه لنفسه ، وأن يتوقف لبرهة ثانية قبل ان يواصل)

هذا السطر ارتقى بالقصيدة إلى مستوى جديد
هذا السطر بثلاث كلمات حمل الكثير من الشعر ، ولكنّ هذا الشعر لن يحدث (برأيي المتواضع) إلا بقراءته بالطريقة الّتي أاقترحتها عليكم
هذا السطر أفشى سرّ الشاعرة وكلّ رموز وأسرار حوارها السابق واللاحق
أتعلمون لماذا ، وكيف ؟
لأنّه ببساطة أشار إلى المكان الّذي دار فيه الحوار الّذي قرأناه في القصيدة

،

"القصيدة الحقيقيّة تستريح (أو تتكّأ) بين الكلمات"
وهذا الكلام ليس من عندي بل هو مقولة للكاتبة والممثّلة الأمريكيّة من أصول إيطاليّة
"فانا بونتا" قالته في معرض حديثها عن الشعر وفي محاولة لتعريفه ، حيث قالت :
“The true poem rests between the words”
وبقدر ما أطربتني مقولتها ، بقدر ما كنت أتمنى أنّي كنت عندها لأقنعها بإجراء تعديل طفيف عليها لتصبح
:
الشعر الحقيقيّ يتسكّع بين الكلمات
(لكن يالله مالها نصيب ههههه)

واحتراماً لمقولتها ، أقول أنّ هناك قصيدة حقيقيّة ثانية كانت تغفو بين كلمات السطر الّذي اشرت إليه
ولن تصحو أو تحدث إلا بقراءة مخلصة لهذا السطر
ولا يمنع أن أضيف بأنّي صادفت الكثير من الشعر الّذي كان يتسكّع في هذا السطر

،

"وأتركك لأنتفي .."
وكم كنت أتمنى أن يبدأ هذا السطر بنقطتين أسوة بالنقطتين الّلتين انتهى بهما
هكذا
.. وأتركك لأنتفي ..
أو هكذا
( .......... ) وأتركك لأنتفي ( .......... )
كفاصلين صوتيّين
والشعر إنشاد
والإنشاد صوت
والصوت كان صمتاً
والصمت صوم كسر صيامه بحروف مغمّسة بنفَس
والصمت قوّال
وكلمتان في خضّم صمت كثير ندرة
ندرة يحتفي بهما الصمت ويقولهما كثيراً
يقولهما في قصيدة
والصمت قوّال (إن أحسنت الإنصات له)

،

ترى أين تذهب أصواتنا الّتي لا يسمعها أحد ؟!
^
(بين قوسين سؤال شخصي خطر لي الآن ههه)

،

وهذا السطر شكّل مفصلاً مهمّاً في القصيدة ، لأنّ الشاعرة كانت تقوله بصمت وهي مغمضة عينيها (كما تودّ القراءة) فيما يشبه انكفاء وارتداداً للداخل
ولن أحاصركم بتأويلي وقراءتي أكثر من ذلك
(بعد إيش هههه)

كلّ ما تقدّم كان اجتهاداً من القراءة لتبرير وتوضيح سبب إفرادي لقراءة منفصلة لهذا السطر الّذي أصابني بمساسه وأثّر في وجدان القراءة كثيراً


وعلى هامش هذي القراءة ، لعلّي أقول ، وبرأيي المتواضع
:
أّن طريقة كتابة النصّ وتوزيع كلماته على بياض الورقة مهمّ جدّاً ، ويؤثّر كثيراً في كيفية تلقّي هذا النصّ وقراءته




والسلام على حضرة شاعرتنا الثناء






  رد مع اقتباس
/