۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - مجالس الأنس..
الموضوع: مجالس الأنس..
عرض مشاركة واحدة
قديم 30-06-2020, 07:58 PM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: مجالس الأنس..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد تمار مشاهدة المشاركة
مجالس الأنس

يشرّفني ويسعدني أن أقدّم الى القرّاء الكرام هذا العمل الأدبيّ المتواضع الذي عنونته ب
"مجالس الأنسِ"
والذي جمعتُ فيهِ بينَ أحداثِ القصّةِ ومرحِ المقامةِ طارقًا فيهِ مختلفَ فنونِ الأدبِ من شعرٍ وأمثالٍ وحكمٍ ..ليكونَ سهلَ المنالِ مَرجُوَّ الفائدةِ غيرَ متقيّدٍ في سردِ الوقائع ولقاءِ الأبطال بالتسلسلِ التاريخي محاولاً الرّبطَ بين الماضي والحاضرِ والقديمِ والحديثِ مستعملاً في ذلك الخيالَ والتصوّرَ محاولاً الإبداعَ حيناً ومقتبساً من أمّهاتِ كتبِ الأدبِ العربي أحياناً راجيا أن يجد فيه القارئ الكريم ما ينفعه ويمتعه فأسألُ اللهَ تعالى التوفيقَ والسّدادَ إنّهُ حسبي ونعمَ الوكيل .

المجلس الأول:
1
حدّثنَا جُوَيشِعُ الخوّارُ قال: خرجتُ ذاتَ يومٍ على بعيري أقصدُ الكوفةَ ،
حتّى إذا كنتُ بمفازةٍ ليسَ فيها أثرٌ لبشرٍ ، أبصرتُ شخصًا هو للجنِّ أقربُ
منهُ للإنسِ . ضخمَ الرّأسِ ، عريضَ الصّدرِ، رقيقَ السّاقينِ ، فقلتُ : أعوذُ
بكلماتِ الله التامّاتِ من شرِّ ما خلقَ ، لا حولَ ولا قوّةَ إلاّ بالله العليِّ العظيمِ حسبيَ الله ونعمَ الوكيلُ .
وغشيَني عرقٌ شديدٌ وأصابتني رجفةٌ . ثمّ ناديتهُ من بعيدٍ أإنسيٌّ أم جِنّيٌ ؟؟!!
فقال: قبّحَ الله وجهَك أيّها الخوّارُ ، ألمْ يجعلِ اللهُ لك عينينِ تميّزُ بهما ؟؟
فقلتً في نفسي: أبشرْ بدنوّ أجلكَ يا جُويشِعُ ، لقد نطقَ باسمِكَ دون سابقِ
معرفةٍ . إنّهُ جنّيٌ وربِّ الكعبةِ.. ثمّ حاولتُ التخلّصَ من مخاوِفي وسألتهُ :
من أنت ومن أيِّ قبائلِ العربِ ؟؟..
قال : شُوّاظُ بنُ جمرٍ ، من قبيلةِ سَقر..
قلتُ : أعوذُ بالله من الشيطانِ الرّجيمِ..إسمٌ على مسمّىً..
قال : بماذا تُتمتمُ ؟؟
قلتُ : أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمِ..
ففغرَ فاهُ عن أسنانٍ كأنّها رؤوسُ الشياطينِ ثمّ قال: ومن أنت؟؟
قلتُ : أنا البطلُ الكرّارُ والفارسُ المغوارُ ، صاحبُ السيفِ البتّارِ ،
أنا جُويشعُ الخوّارُ .
فقهقهَ ساخراً منّي بصوتٍ اضطربَ منه بعيري . فكأنَّ ضحكاتهِ المتدَحرِجةَ من فيهِ نهيقُ حمارٍ في نفقٍ مُظلمٍ .
ثمّ قال : وإلى أينَ تتوجّهُ يا جُويشعُ ؟؟
قلتُ : الى الكوفة .
قال : فهل لك في الصّحبةِ..
فرضيتُ بصُحبتهِ فرقاً منه لا حُبّاً فيهِ .
وسرنَا قليلاً فعنّتْ لنا ظباءٌ
فقال: أيُّ هذهِ الظّباءِ أحبُّ إليكَ ، المُتقدّمُ منها أم المُتأخّرُ ؟؟
قلتُ: المتقدّمُ . فأخرجَ من كنانتهِ سهماَ كأنّهُ لسانُ كلبٍ ، ثمّ رماهُ فما
أخطأهُ . فاشتوَينا وأكلناَ ، فاغتبَطتُ بصُحبتهِ .
ثمّ عنّ لنا سربٌ من القطاَ فقال: أيُّها تريدُ فأصرعهَا لك ؟؟ فأشرتُ الى
واحدةٍ فرماهاَ فما أخطأها . فاشتوينَا وأكلناَ . ثمّ أخرجَ من كنانتهِ سهماً
كأنّ رأسهُ رأسُ حيّةٍ وانتصبَ قائماً وقال: من أيِّ موضعٍ في جسدِكَ تُحبُّ
أن ينفُذَ هذا السّهمُ ؟؟
قلتُ : والله لا أحبُّ أن أُخدشَ في جسدي مقابلَ الدنيا وما فيها.
قال: لا بدّ منهُ.
قلتُ: اتّقِ اللهَ واحفظْ زمامَ الصّحبةٍ.
قال: لا بدّ منهُ.
قلتُ: خذْ بعيري وزادي واستبقنِي .
قال: لا بدّ منهُ.
قلتُ: فأمهلني حتى أُفكّرَ.
قال: لك ذلك...

...يتبع...


تحقق الأنس منذ المجلس الأول. فما قرأته هناماتع وبديع جعلني أجزم
على أن أتابع الآتي من هذه المجالس التي أتوقع أنها ستحقق مرادها
وستعجب قارئها وسينتظر مرغما ما هو جديد ..أسعدني وأمتعني هذا
الحرف كثيرا ..أسجل حضوري ..وأتابع ..


أديبنا المكرم محمد تمار

بوركتم وبورك نبض حرفكم الراقي والرقيق

احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/