۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - قراءة وتحليل .. للأديب المبدع / فرج الأزرق لـ نص ( أحتاجكِ ) لـ منتصر عبد الله
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-2022, 03:56 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
منتصر عبد الله
عضو أكاديميّة الفينيق

الصورة الرمزية منتصر عبد الله

افتراضي قراءة وتحليل .. للأديب المبدع / فرج الأزرق لـ نص ( أحتاجكِ ) لـ منتصر عبد الله

( النص ) :

أحتاجكِ لـ حناً عربياً
ما زال رضيعاً في رحم العُشب
أحتاجكِ طيراً أحمر
يرفرف بـ جناحات خُضر
أحتاجكِ نبعا عارما يغمرني
يغسل عن عمري أحزان الوجد

أحتاجكِ شمساً وضاحة
لا تعرف شرقاً ولا غربا
أحتاجكِ نيراَََ قُدسياً
يهدم كل ألوان الفسق
أحتاجكِ سيفاً هندياً
يقتل أعدائي ومن ضد الحب

أحتاجكِ لُغة أفهمها
تفوق كل قواعد المد
أحتاجكِ لُغة لا فيها
فاعل أو مفعّول أو جّر
فيها ضم و شدّ ..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرج عمر الأزرق مشاهدة المشاركة
طقطوقة نصية التزمت سطوع الحالة و نظامية الموسيقى مع ربط نقلاتها بتركيبة جملية موحدة لفروع الفقد و ملمة بها مفتتحها عنونة النص أحتاجك كذا و ثانية فثالثة كذا فكذا بل و يحتاج الناص الكل و ربما ما ذكر ليس أكثر من بعض بعض الكل
أحتاجك لحنا عربيا هل المقصود حقا هنا اللحن بما هو تأليف أو توليفة موسيقية لا أرجح ذلك بل أتعداه إلى ما أحوجنا إلى هبة عربية أو انتصار عربي تعلقنا به مديدا و لا يأتي و لا أظنني تعسفت هنا على مشاغل قلب الناص و مراميه و محددات احتياجاته و مصنفاتها فهو مثلا لا يطلب لحنا عربيا و كفى بل يهواه نضرا طريا عفيفا لم تشبه بعد شائبة و لم تلتصق به وصمة هزيمة أو نكسة ما يريده صفحة ناصعة بيضاء بعد هو الرضيع إذن لا غير على أن يأمن اكتمال نضجه رحم العشب و في ذلك أكثر من دلالة كإشباع الرضع / الجيل البشير بمعاني الانطلاق نحو المدى و الترعرع في كنفه ليشتد عوده وهو حر طليق و يبقى كذلك تهيئة و استعدادا لحدث جلل ...
أحتاجك طيرا أحمر بجناحات خضر فطير بتلك المواصفات منها اللونية في المقام الأول تتطلب وقفة نظر ذلك لو أن الناص اكتفى بشرط اللونين لهان الأمر و غلقنا الموضوع هنا بدعوة المنتصر بالقيام برحلة كشفية لباناروما الطبيعة للظفر بحاجته على ندرتها أي بطير تتماوج فيه الحمرة و الخضرة و كفى المتلقي عناء تلبية احتياجات الناص لكن الأخير ألغز طيره المنشود حيث يريده بجناحات لا بجناحين و هكذا يحررنا من البحث عن مطلبه واقعا لتتبعه في عالم الأسطورة أو المخيال الشعبي أو في حكايات الجدات قديما
و على كل حال و بصرف النظر عن واقعية مثل ذلك الطير أو استحالة الظفر به خارج التخييل فما يهمنا أكثر هنا هو لماذا بلونين و لماذا بجناحات لا بجناحين فقط
أحمر: وقاد جهنمي لماح عدائي شرير ملتهب هجومي شيطاني كاسر قاطع ..
لا يشق له غبار
أخضر: ناعم رهيف محب مسالم طائي خير مناصر مريح هادئ صدوق..
معه لا ضرر و لا ضرار
بجناحات لا بجناحين: ليتعدد الطير بذاته و من ذاته فيصير الطير طيورا و أطيارا فطير بتلك الخصال بين حلم و شدة بحسب اكراهات الظرف و طبيعة مواجهيه بمئة و لم لا بألف و بمليون لأن من يأملون في الحلم كثيرون و من لا تردهم غير الشدة كثيرون أيضا بل و أكثر
ما إن نخلص مع الناص من حاجة أو فقد أو نقيصة حتى يرمي بنا مجددا في شراك شعوره بأمس الحاجة إلى أمر ما بين خاص و عام فنتعاطف معه المرة تلو الأخرى إلى درجة نكتشف فيها أننا نحن بأنفسنا ذوي نفس تلك الحاجات أو الإحتياجات الخصوصية معنوية و اعتبارية و نفسية خاصة و ما الفرق بيننا و بين الناص أكثر من كونه قرر الاعلان في حين التزمنا نحن الكتمان فمن منا لا يرغب فيمن يغسل رمة أحزانه بل و يجرفها دفعة واحدة و يقعدها عن الدوران بسيل جارف متى لا ينفع النبع العارم
الشمس نعم لا بد أن تعدل في بسط نورها مثل المطر لا بد أن ينصف في الهطول بين الدفتين
ربما ترف في المطلبية هنا و مناقشة ما لا قدرة للمخلوق على فرض وصايته عليه أو بوصلة حراكه أو لعل الناص أصلا قصد أكثر من ذلك بقوله أحتاجك شمسا لا تعرف شرقا و لا غربا فهل يعقل مثلا أنه يطمع في الاستئثار بالشمس لذاته أو أن يحتفظ بها بين يديه و منهما ترسل الشمس نورها شرقا و غربا بالعدل و الانصاف بدولبة منه حتى لا تميل الشمس لزاوية أكثر من الأخرى
قائمة الاحتياجات تطول و لا تقصر سقفها يعلو و لا ينخفض و التي في سبيلها تقمص ناصنا أدوارا لا دورا يتيما فتراه عاشقا متيما تارة و محاربا شرسا تارة أخرى و يبدو لك حينا طريفا مشاكسا مثلما يستشف من وقفته حيال اللغة و مصلحا جادا أحيانا أخرى كما تجلى في تنويره القيمي وهي احتيجات أفقية و عمودية عامة و خاصة لكن في أغلبها معنوية و روحية و في مجملها أمهات الفقد و كل واحدة منها قابلة للتمدد و الانشطار ناهيك عن أن وسائل اخراجها من حيز الامكان الى حيز الواقع متغيرة في الدرجة و النوع بحسب تكييف الحاجة و مقاسها فعلى سبيل المثال من يجاهر بالعداء عازما على سرقة وطنك او فكرتك أو السمسرة في قوت منظوريك و غير ذلك فلا بديل عن اشهار ما أوتيت من عدة و عتاد في عين قلبه و خذ معه من للحب ضد فالأخير التعجيل بموته رحمة به فمن يعادي الحب فقد عاد.ى الحياة و الخصوبة و التراحم و قاطع الأرحام بشراه الدرك الأسفل من النار
أما الدعوة للطهر و العفة و نظافة اليد و الروح فباللين رغب و بالنصح أنذر
و عند العجز فلنا كما خلص اليه الناص برصانة و حسن تدبير في نور رباني قدسي يقذف في الصدور أمل في تغيير الأحوال فمرتبك الإثم و الرذيلة و ما أوتي من فسق اليوم يتعلق قلبه غدا بمكارم الأخلاق و مآثر الفضيلة و في الأصل الهداية بأمر و بتيسير من الخالق لا من المخلوق
الناص أخيرا يقفل استمارة الاحتياجات قيد قفلة النصيص و لا يقفلها حتما واقعا و خارج المنطوق به هنا و الملفت عند القفل انتباه المنتصر إلى ذاته الكاتبة و إلى ما يخصها من الاحتياجات
لتستأنف مسيرتها بين الورق و المداد و مع أنه تأخر في ذلك إلا أنه من ناحية أخرى أفردها أي ذاته الكاتبة تقريبا بأطول فقرات النص غير أنه لم يطلب لها ما تفتقر له فاللغة ليست عنده أداة تحبير لما يحس به فحسب بل هي أصلا بذاتها أداة بها يتحسس الموجود و المنشود فقط يأمل في توسيع افق اللغة لتصبح لغة مد دون جزر لغة مرنة و حليمة لو شطح بنا التهويم و استفهمنا
علما يرفع الفاعل و ينصب المفعول به و لماذا الجر و علما التمييز بين الجار و المجرور
و كل غايتنا منك ما فيك من ضم و شد

كثيرة هي النصوص التي يسهل هضمها منذ القراءة الأولى كنصك الماتع أعلاه لكن قلة قليلة منها تفرض علينا تكرار القراءة لنكتشف أن العتبة منها عتبات و أن المتن متون
...لا يعد تقبلي المتواضع النص من السهل الممتنع بقدر ما يعده من السهل المتمنع عن حصر التأويل و ترقيم الاعتبار ...
المبدع الشيق منتصر
و أخي القريب
فائق محبتي
و احترامي المديد
...








  رد مع اقتباس
/