۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - هذا ماجناه..//فاتي الزروالي
عرض مشاركة واحدة
قديم 27-10-2022, 02:27 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
د.عايده بدر
فريق العمل
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائزة بالمركز الأول
مسابقة قصيدة النثر 2020
تحمل صولجان الومضة الحكائية
وسام المركز الاول في القصة القصيرة
مصر

الصورة الرمزية د.عايده بدر

افتراضي رد: هذا ماجناه..//فاتي الزروالي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاتي الزروالي مشاهدة المشاركة
هذا ما جناه..//فاتي الزروالي


كل يوم يعود إلى البيت منكسرا،ينهال على كيس البطاطا لكما..تفرح أمه وتراه حاصدا المداليات بينما أبوه يحفر اسمه بين الحمالين بسوق الجملة..

مكناس 24/10/2022


الغالية فاتي مبدعتنا الجميلة
مرحبا بحرفك القيم
ثلاث شخصيات نقف أمامهم هنا في أسرة صغيرة
من الأب والأم والابن وبينهم تدور الأحداث هنا

العنوان "هذا ما جناه "
وأظنه مستوح من مقولة الشاعر أبو العلاء المعري
"هذا ما جناه أبي علي وما جنيت على أحد"
يحيلنا العنوان إن كان بهذا الاقتباس إلى توتر العلاقة بين الابن والأب
من الواضح أن الابن غير راض عن عمل الأب ويشعر بالدونية والانتقاص
لعلنا نرى هذا من خلال وصف الساردة الابن بهذه الافتتاحية للنص
"كل يوم يعود إلى البيت منكسرا،ينهال على كيس البطاطا لكما"
عودته منكسراً ربما من عمله فينهال على كيس البطاطا لكماً
هذا الانكسار الذي يكتسبه في الخارج يعود إلى الداخل فيفرغه في اللكم
لكنه المحزن أنه أصبح أمراً معتاداً يومياً لا يتغير
ورغم هذا الاعتياد فإنه لم يستطع أن يتصالح مع واقعه
بل يستمر الرفض متمثلاً في فعل "لكم كيس البطاطا"

لكن هذا الانكسار لا تراه الأم بل تراه انتصارات وليس انكسارات
وتفرح باكتسابه المدليات وهنا نقطة توقف:
من أين تأتي المدليات ؟
هل يمارس رياضة الملاكمة ويحصد عليها الجوائز؟
فلماذا إذاً لديه هذا الانكسار الذي يؤلمه ؟
أو أن المدليات ليست حصاد ممارسة الرياضة
بل هي حصاد جوائز علمية أو دراسية تتباهى بها الأم
"تفرح أمه وتراه حاصدا المداليات"
لكن الابن مايزال واقعاً تحت تأثير رفضه الدائم لنوعية عمل الأب

نأتي للشخصية الثالثة وهي شخصية الأب
"بينما أبوه يحفر اسمه بين الحمالين بسوق الجملة.."
نرى هنا ذروة التوتر الحاصل بين شخصية الابن والأب
فعمل الأب في سوق الحمالين هو ما يجعل الابن في حالة استنكار ورفض
هذا الحفر الذي يمارسه الأب وهو بالطبع حفر معنوي
يدلل إلى أي مدى يتعب هذا الأب في إقامة حياة أسرته

لا أعلم لكني أرى العنوان هنا يتخذ موقفاً من النص
بحيث يجبر المتلقي على اتخاذ نفس الموقف المتعاطف مع الابن ضد الأب
فهل يرى النص أنه على من لا يستطيع توفير حياة كريمة ألا يفكر بتكوين أسرة؟
أقول هذا لأن المعري كان رافضاً للزواج والانجاب حتى لا يجني على أولاده إن وجدوا
وهذا سبب كتابة مقولته هذه على قبره
ربما خطر لي هذا التفسير ولعلي شطحت بعيداً عن مقصد النص
في كل الاحوال أسعد بحضوري في حرفك القيم فاتي الغالية
تقبلي محبتي وتقديري
عايده








روح تسكن عرش موتي
تعيد لي جمال الوجود الذي هو بعيني خراب
  رد مع اقتباس
/