عرض مشاركة واحدة
قديم 18-07-2020, 05:08 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


فاطمة الزهراء العلوي غير متواجد حالياً


افتراضي إلى أختي الحاجة نجيبة ..

نجوبة ..

سلام على روحك الطيبة النقية غزيرة العطاء
سلام عليك من دنيا فانية ،من وجع ما تبقى فينا ،من غيابك الـ أدمى
سلام عليك يا النجيبة ..
هاقد جاء عيدك الأول غيابا ورحيلا دون عودة / ملتحفا الخواء ، ملتحفا العزاء ..
كان يومه الثلاثاء :الساعة تشير إلى : التاسعة والنصف صباحا، رن الهاتف من جهتك هناك حيث البحر وحيث الجبل وحيث شجرة الصنوبر المقابلة لمطبخك الجميل ، والتي كانت تستهويك حد لا يوصف ـ ترتشفين قهوة الصباح وأنت تتاملين الشجرة المعمرة الحانية ، مثلك تماما كأنت تلك الشجرة..كـ أنت عامرة وفاء ..
جاء الصوت من هناك تعبا ومليئا بالحزن والوجع / لم يقل شيئا ولم أقل شيئا ،وردّدنا معا يا الله لقد رحلت الحنينة الغالية الجميلة .
كان الصوت القادم من سلك هناك ، باكيا منتحبا لفقد لن يعود.
وكنت كما عادتي وقت رحيل أحاول أن أنطق دون بكاء ، هو البكاء يستقطرني شهدا حين تبقى الصورة على رف الذكرى تتردد علي كل مساء كل ثانية وكل فجر بداية /
تبعثرنا ألف مرة وشددنا الأرض ثم لملمنا ما استطعنا في حقيبة أو لعلها كانت تشبه الحقيبة ورحلنا إليك هناك كي نلقي نظرة الوداع
يا الله يا الله
كان وجهك صافي اللون وكأنك في غفوة
وكنت مبتسمة ..
حَفرت في قلبي تلك الابتسامة مدى ، كأول مرة حين التقينا على جبل الجُرف وفوق قمة الأهقار ،"بدءا من نافورة البيضاء ، وقبة سيدي عبد الرحمن.
رحلت دون أن نودعك
مؤلم يا صديقتي الحنينة ، يا أختي الجميلة مؤلم أن ترحلي قبل أن أقول لك شكرا
ها قد جاء العيد واذكر
فوق مساحات الزمان كان نخيلك عامرا وكانت يدك بلا ضفاف ، ونخوتك ولطفك وجمالك الهادىء ونظرة عينيك العامرة بنا
ها قد رحلت مسرعة وها قد بنينا في قلوبنا لك قبة خضراء
جاء العيد وأي عيد دون أن اسمعك ترتلين معايدتك كالهمس
أقول لك / نجوب أنا من يجب أن أعيدك
تقولين : ""ماكاين باس ماشي بيناتنا يا ميمة ""
تتنادينني ميمة ..
....
""لو أستطيع فقط لو أستطيع سـ أسافر الى أكادير مرة أخرى وهذه المرة ستكونين معي
لن أنسى أكادير كانت رحلتي إليها من أجمل رحلاتي ""/ وكنت أقول : سنفعل يوما سنفعل بحول الله سنفعل ..
عشقت أكادير وعشقك المكان
و
ها قد جاء العيد والوباء وصيحة الغيم العقيم
وأنت هناك في رحلتك الأبدية بعيدة جدا ،عن الحصار وفي قبتك الخضراء تنامين عروسا نقية
وأنت هناك ترفلين في ثوب بياضك منقطع النظير
أقول لمهدي :
نجوب كانت .. وقبل أن أكمل ، يلملم دموعه في مقلتيه الصغيرتين ويرحل في صمت غريب
كنت تنادينه :الزيتونة
زيتونتك أنت ، فحبل سره في حضنك انقطع
و"" السْبوع " في بيتك انهمر
وحين جاء على الدنيا كنتِ هناك في المشفى ، أول من لفه في قماطه واسترسل ينظر إليك حين فتح عيينه أول مرة
تقولين لي : إنه ابني أنا
أنت انجبي بنتا سمها ما تشائين وزيتونتي ابني أنا
..
رحلت يا الحنينة يا الغالية يا النجيبة
وتركت لي :فراغا مدمرا
تركت لي / الغربة والحصار وحنينا ذو حدين / هناك حيث أمي الحبيبة وهنا حيث أنت لم تعودي ..
مسافة 300 كلم ثاني أيام العيد في سنة سبقت رحليك ، جئت إلي حاملة الود واقتسام اللحظة
وها أنا ذي هذا العيد وظلك ودمعة
شكرا لانك أنت..

رحمك الله أختي نجوبةـ / الحاجة نجيبة / وعيدك مبارك سعيد .






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/