۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - بساط من شعلة شمس
عرض مشاركة واحدة
قديم 31-03-2020, 01:15 PM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
الزهراء صعيدي
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
سوريا

الصورة الرمزية الزهراء صعيدي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

الزهراء صعيدي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: بساط من شعلة شمس

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثناء حاج صالح مشاهدة المشاركة
رأيتُ في هذه القصيدة الخببية نقطة انعطاف في مستوى التحكم بلغة الشعر وتجاوب إيقاعه مع محموله المعنوي، عند الشاعرة المجتهدة المبدعة الأستاذة الزهراء الصعيدي .

في مسرح ذاكرتي الملآنِ ضجيجًا مذ أوقفتُ عقاربَها
لحقيقةِ صمتْ
لدقيقةِ نبْضْ
لتأمّلِ أوجاعٍ لو تملكُ نطقًا لاحترَقَتْ من آهٍ آهْ
لو تُصغي تسمعُ أسرارَ القَهرْ
أسرارَ الدَّهرِ و ميعادًا لجفافِ البحرْ


في مدخل القصيدة وبعدما أطالت الشاعرة السطر الأول من القصيدة وشكَّلته من 9 تفعيلات، تسمع طرقاتها الإيقاعية المقتضبة في سطرين قصيرين شكَّلت كلا منهما من تفعيلتين فقط على السطر الواحد ، وكل منهما ينتهي بحرف ساكن .

في مسرح ذاكرتي الملآنِ ضجيجًا مذ أوقفتُ عقاربَها
لحقيقةِ صمتْ
لدقيقةِ نبْضْ

هذا المدخل الإيقاعي ينسجم فيه اكتظاظ التفعيلات التسع في السطر الأول مع الضجيج الملآن في مسرح الذاكرة وفقا للمضمون المعنوي للسطر الأول . كما يتكرر تلاؤم النفَس الإيقاعي بالآلية ذاتها في السطرين الثاني والثالث اللذين اقتصر كل منهما على تفعيلتين فقط انسجاما مع "حقيقة الصمت" في السطر الثاني و"دقيقة النبض" الواحدة في السطر الثالث .
كما أن للتسارع في تنويع القوافي مع تعاقب حرف الروي في القافية ( الراء مثلا ) وتسكين الروي ذلك الوقع الصارم الذي يترك في النفس أثر الانقباض :
لتأمّلِ أوجاعٍ لو تملكُ نطقًا لاحترَقَتْ من آهٍ آهْ
لو تُصغي تسمعُ أسرارَ القَهرْ
أسرارَ الدَّهرِ و ميعادًا لجفافِ البحرْ

هذه الوتيرة الإيقاعية في القوافي والتي اتخذتها الشاعرة في القصيدة قاعدة إيقاعية أعطت القصيدة طابعاً موسيقيا يفيض عن الموسيقا الداخلية ويحوِّل القصيدة إلى معزوفة ذات رنين إيقاعي قوي عند كل سكتة في آخر السطر

يتجاوزُ أسوارَ الوطنِ
حلمٌ لا يؤمنُ بالزَّمنِ

لا يَأمنُ غدرَ المستقبلْ
فالواقعُ في غدِهِ استفحَلْ

و لذا قطفَ الأملَ الأكبَرْ
من بسمةِ زهرٍ لا تفترْ

...مرَّتْ كنسيمٍ يغشاهْ
ينتابُ الوجدانَ شذاهْ

.....
رسُلُ الحبِّ بكلِّ صلاهْ
قولًا يتجاوزُ معناهْ
في أقصى الأبعادِ مداهْ

وفضلا عن هذا الوعي الإيقاعي فقد امتازت لغة القصيدة بحرية كبيرة في اختيار الألفاظ وصل إلى حد العفوية التي كثَفتْ العبارات الشعرية وقدمتها ناضجة ممتلئة بالمعنى سابحة في الخيال دون أن تتيه في ملكوت الفوضى التعبيرية غير المسؤولة وغير الموجَهة .
كم كانَ هلاميَّ الأفكارْ
كم كانَ مجازيًّا جدًا
ليقولَ بأنَّ الموتَ منامٌ موقوتْ
لن يُدركَ أنَّ الفقدَ حقيقتُنا الكبرى
ذاكَ المهووسُ بعشْقْ
من غفلَتِهِ
ببراءَتِهِ
في كفِّ رياحٍ أودَعَها
و مضى بحذاءٍ سحريٍّ لا يُدركُهُ غيمٌ غادِ
و تُردّدُ في الشَّفقِ الهادي

قرأت ما أمتعني وجعلني أقف لأتأمل القفزات النوعية الواثقة التي ما تزال الأستاذة الشاعرة الزهراء تفاجئنا بها وهي تنضج وتتألق وتتقدم بخطى واثقة سواء في النص العمودي أو النص التفعيلي .
قصيدة تستحق الإعجاب !

بورك إبداعك وزادك الله تألقا وجمالا

تحيتي ومحبتي واحترامي
قراءة رائعة من لدنك و ما أسعدني أن لاقى حرفي استحسانك و وضعته محط دراستك
دمت و هذا العطاء و منك نتعلم الكثير محبتي و تقديري العظيمين لك






  رد مع اقتباس
/