الموضوع: ثرثارٌ جداً
عرض مشاركة واحدة
قديم 27-07-2020, 09:37 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أحمد صفوت الديب
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحمد صفوت الديب

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


أحمد صفوت الديب غير متواجد حالياً


Post ثرثارٌ جداً

ثَرْثَارٌ جِدّاً


إِذَا شَعَرْتُ بِأَنَّنِي أُرِيدُ أَن ْأَشْرَبَ جَدْوَلَيْنِ مِنَ الـمَاءِ
وَ أَظْمَأنِي الشَّوقُ وَ كَادَتْ لِي الحَيَاةُ
وَ دُخَانُ السَّجَائِرِ يَلْهُو حَوْلَ وَجْهِي العَبُوسِ سِحَابَاتٍ مِنَ القَلَقِ
وَ الخَوْفِ مِنَ القَادِمِ
أَبْحَثُ عَن ْقَلِمِي
كَثِيراً مَا يَضِيعُ مِنِّي قَلَمِي
وَ أَحْيَاناً أُحِسُّ أَنَّنِي أَنْـحَتُ فِي صَخْرٍ
مَعَ أنَّنِي أَكْتُبُ عَلَى أَوْرَاقٍ بَيْضَاءٍ
قَلَمِي لا يَكْتُبُ عَجَباً
هَلْ نَفَدَ الحِبْرُ ؟
أَمْ أَنَّنِي عَجِزْتُ أَنْ أَصِيدَ غُزْلانَ المَعَانِي
بِشِبَاكِ أَفْكَارِي الـثَائِرَة
إِذَا تَعِبَتْ يَدِي اليُمْنَى وَ قَيَّدَتْهَا قُيُودُ الشِّعْرِ
أَأَكْتِبُ باليَسَارِ ؟ مَعَ أَنَّنِي لَسْتُ أَعْسَرا
أَحْيَاناً أَجْهَلُ مَا أَكْتُبُ
كَمَنْ جُرِحَ وَ جَهِلَ مَكَانَ جَرْحِهِ
وَ لَمْ يَنْتَبِهْ إِلّا وَ هُوَ يَرْتَدِي مِعْطَفا ًأَحْمَرَا
وَ نَادِرا ًمَا يَكُونُ الجَرْحُ فِي اللِسَانِ كَحَالَتِي هَذِهِ
فَهُوَ دَائِمُ النَّزِيفِ عَلَى أَوْرَاقٍ بَيْضَاءٍ
لا ذَنْبَ لَهَا أَنْ تَتَلَطَّخَ بِتَفَاهَاتِهِ
وَ أَحْيَاناً أُخْرَى أَجْهَلُ العِنْوَانَ
يَقُولُونَ أَنَّ العُنْوَانَ الجَيِّدَ يَدُلُّ عَلَى مَضْمُونٍ جَيِّدٍ
وَ أَنَّ العُنْوَانَ لَهُ جَلَالَةٌ وَ قَدَاسَةٌ
فَهُوَ تَاجُ القَصِيدَةِ بِالنَّسْبَةِ لِي كَشَاعِرٍ
وَ لَكِنَّهُ يَتَفَلَّتُ مِنِّي كَمَا يَتَفَلَّتُ الـمَاءُ مِنَ الأَصَابِعِ
وَ قَدْ مَدَدْتُهَا فِي جَدْوَلٍ مِنَ المَاءِ
فِـإِذَا بِهَا تُعُودُ فَارَغَةً مُبَلَّلَةً
و َإِذَا عَزَمْتُ عَلَى الظَّفَرِ بِإِحْدَى قَطَرَاتِهَا
تَبَخَّرَتْ عَلَى صَفِيحٍ سِاخِنٍ أُسَمِّيهِ العُرُوقَ
صَفِيحٌ وَقُودُهُ الدَّمُ وَ دُخَانُهُ زَفَرَاتِي البَارِدَة
وَ كَثِيراً مَا أُحِسُّ بِأَنَّ كِتَابَاتِي هَذِهِ مُذَكِّرَاتٌ
لِأَنَّنِي أُدَوِّنُ مَا يَمُرُّ بِي فِي حَيَاتِي شِعْراً أَوْ نَثْراً
أَنَا ثَرْثَارٌ جِداً فَإِذَا مَسَكْتُ القَلَمَ عَزَّ عَلَيَّ فُرَاقُهُ
وَ لا أَتْرُكُهُ
وَ كَثِيراً مَا يَنْتَابُنِي شُعُورٌ بِأَخْذِ فَأْسٍ وَ تَحْطِيم كُلَّ مَا حَوْلِي
فِي زِنْزَانَتِي أَقْصِدُ شَقَّتِي الصَّغِيرَةَ
التي تَلِفُّهَا الوِحْدَةُ وَ السُّكُونُ وَ الغُمُوضُ
إِنِّي لَأَدْعُو القَارِئَ أَنْ يُصَنِّفَ نَصِّي هَذا
وَ أَنْ يَقُولَ لِي مَاذَا فَهِمَ مِنْهُ
لَعَلَّنِي أَفْهَم
فأَنَا لا أَدْرِي حَتَى لِمَاذَا كَتَبْتُهُ
رُبَّمَا مُحَاوَلَةً لِخَلْقِ شَيءٍ مِنْ لا شَيءٍ
أَوْ إِثْراءَ دَفْتَرِي النَثْرِيّ بِبَعْضِ الكِتَابَاتِ
التي هِيَ كَمَنْ يَخُطُّ عَلَى رِمَالِ الشَّاطِئِ
ثُمَّ تَأْتِي الأَمْوَاجُ فَتَبْلُغُ الشَاطِئَ
فَتُسَاوِي الرَّمْلَ وَ تَصْقُلُهُ كَالمِرْآةِ






أَلَا الْطُفْ إِلِهِي بِنَا أَمِنُّوا عَلَى دَعَوَاتِــي الَّتِي أَطْلُــبُ...

فَهَذَا الَحَبِيبُ الأَحَبُّ لَكُمْ بِلاداً وَشَعْباً هُوَ المَغْرِبُ!

مَدِينَةُ القَـــاهِـــــرَة -الأَحَدُ المُوَافِق:..............
25 صَفَر 1445هـــــــــــ 10 سِبْتَمْبِر 2023م.

  رد مع اقتباس
/