۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - ،، عبثُ الحلم! // أحلام المصري ،،
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-11-2022, 10:32 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
فاتي الزروالي
فريق العمل
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع الأدبي والعطاء
تحمل لقب عنقاء عام 2010
المغرب

الصورة الرمزية فاتي الزروالي

افتراضي رد: ،، عبثُ الحلم! // أحلام المصري ،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلام المصري مشاهدة المشاركة
،، عبثُ الحلم! // أحلام المصري ،،
،
،




كانت تجلس على حافة الفراش،
تعيد ترتيب بعض الرسائل التي تحتفظ بها في صندوقٍ من النحاس المزركش بالألوان والحفر..

فجأة،
رأته هناك قبالتها على الشرفة،
يجلس في مقعده الخشبي الهزاز..
وبيده غليونه الذي لم تعد تعرف على وجه الدقة هل فيه بالفعل نوع من الدخان، أم أنه لم يشعله من الاساس..

عند الغروب،
كانت تمشي على شاطئ البحر،
تضع السماعات في أذنيها،
وتأتي بحركاتٍ كما يبدو تتناغم مع اللحن الذي تستمع إليه،
وهي مغمضة العينين..

الشمس تتشبث بآخر حصن لها من الأفق،
والبحر يفتح فمه الوحشي، والدماء الأرجوانية تسيل..

بعد منتصف الليل جلست في حجرتها المظلمة،
ولا ضوء يبدو في المكان إلا هذا الضوء الخافت المتسرب من الهاتف الذي تضمه بيدها الراجفة إلى أذنها المتلهفة..
الغارقة في الإصغاء..
وعيناها مغمضتان برقةٍ، كمن أغلقتهما على حلمٍ ناعم، لا تريد له أن يتسرب من بين رموشها..

الساعة الآن السادسة مساءا..
في مقهى على ناصية الحكاية،
كانت تجلس ومطر الدمع يبللها..
كانت الريح تمضغ ثوبها بنهم..
ولا تنظر نحو النافذة، كمن لا تنتظر أحدا ولا شيئا..
أو كمن كانت تمتلك الكون منذ قليل ثم سُرق منها، أو خسرته في لعبة قمار..

كانت تجلس على حافة الفراش،
تعيد ترتيب بعض الرسائل التي تحتفظ بها في صندوقٍ من النحاس المزركش بالألوان والحفر..
وتستمع إلى موسيقى السيمفونية الحادية عشر..
حين دخل طفلها الصغير وارتمى في صدرها..
عبث الحلم
أم عبث الحياة
ولا استغراب ..فلا حياة من دون حلم
ولاحلم إلا من خلال الحياة
لنستعرض بداية في إطار مبروز بالابيض والاسود
يؤثت لصورة البطلة والبطل
الـــ هو والـــ هي كما يستعرضها الكثيرون
لكن هنا الـــ هو والــ هي على طريقة الاحلام المختلفة
الـــهو على كرسي هزاز وكأنه بعالم منفصل عن عالم الـــ هي
والـــ هي الغارقة بصندوق ذكرياتها
تنهل من ماضاع منها خلال الطريق
طريق استعرضتها الكاتبة في حركة سينيمائية بارعة
"فلاش باك " رائع
حملنا بذاخل صندوقها القديم
في حركة دائرية مغلقة
مركزها دوامة من حون عارم
لنعلم مدى خسارتها
ونلمس جوانب شخصيتها التي ضاعت مع ضياع الحلم
لتعود بنا الكاتبة لأرض الواقع
في ذات الغرفة
وعلى حافة السرير
وكأنها على حافة انهيار تام
وهي بحركة ترتيبها لرسائلها القديمة
وكأنها تعيد ترتيب حساباتها ..أولوياتها
لتهزنا في لحظة استسلام منا كقراء
فنرتد مع تلك الضمة لصغيرها
في اسقاط رائع للقصة
ونعلم أن ليس عبثا هو الحلم
هنا الحلم الصغير ينمو بنمو صغيرها بين حضنها

الشاعرة أحلام البهية

أولا وقبل كل شيء
سعيدة أن اكون أولى القارءات لهذا الزخم
نص جميل رقيق
قرأته بالأبيض والأسود
لدراما بلغة شعرية حانية
ولمسات من رقة الطبيعة
وكأني بالكاتبة تستمد الألوان للأبيض والأسود
في محاكاة للبحر والشاطئ
وعناقا للأفق الحاني
نقلات عبر ديكورات تنطق بالرقة
مم يجعل النص يلبس عباءة الرومانسية
غير أن الحزن الذي تقترفه حرف الأحلام دائما
سيأخذ بزمام الأحداث
ليغرقنا بمرارة ضياع وحلم لم يتحقق
إلا أن النهاية جعلت الأمل يتسرب
ليشملنا ببسمة حياة وبسمة حلم

غاليتي
أسطر اعجابي بهذا النص الماتع
وأزين صدره بنجمات خمس مستحقة
تقبلي مروري وقراءتي البسيطة
ومحباااااات






  رد مع اقتباس
/