عرض مشاركة واحدة
قديم 04-08-2011, 10:59 AM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
سلام الباسل
عضو أكاديمية الفينيق
لأكاديميّة الفينيق للأدب العربي
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
عضو تحكيم مسابقات الأكاديمية
فلسطين

الصورة الرمزية سلام الباسل

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


سلام الباسل غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الفينيق يوسف الخطيب يليق به الضوء * سلام الباسل*

قصيدة
سلم لكنّ إناث العروبة!





سأَرسُمُكِ الآنَ، عذراءَ كل النساءِ،
وفي عَطَشِ الأَرضِ، حُبْلى غيومِ السماءِ،
تواعدتِ، سِرَّاً، وصُبحَ قِيامتنا المُنتَظرْ..

أَماناً لِقلبي.. أيا امرأةً وحدَها
تَتكَحَّلُ، في الصعب، بارودَ خطِّ القتالِ..
ويا روحَ زوبعةٍ.. في سِماتِ الخَفَرْ

سَأرسُمُكِ الآن، عَبْرَ زِقاقِ المُخَيَّمِ
عفراءَ.. حافيةً.. تحت زَخِّ الرصاصِ
كأَنْ قد تَوَهَّجَ في راحتيكِ الحَجَرْ..

فما بالُ سيف الرقيبِ.. اللبيبِ!!..
أَقد ظنَّ يَحتَزُّ منا رِقابَ الحروفِ
جزاءَ سُراهُنَّ، عبرَ الدَّياجي، حَبَالى شَرَرْ؟!..





هنا.. مِن تَقَصُّفِ أعناقِهِ الخَضِلاتِ
يَفُوحُ شَذَى الرَّندِ.. والأقُحوانِ..
وتَنتَزِعُ الخُلدَ - ساعةَ مَقْتَلِهِنَّ - الفِكَرْ
* * *
سَأرسُمُكِ الآن، في عُمْقِ سِرِّ الخليجِ
مَحارةَ عشقٍ، تَخَبَّأَ في قلبكِ الحبُّ، والحُلمُ،
واستوطنت جانحيكِ عذارى الدُّرَرْ

إلى أن يغوصَ عليكِ غداً.. آخرونَ..
فها أنتِ - إذَّاك - بَوْحُ النهارِ،
وَفَوْحُ العرارِ، وفي عَطَشِ الرملِ سَحُّ المطرْ

سَأَرسُمُكِ الآنَ، سَيِّدةَ النحلِ، والزهرِ،
وَحدَكِ أنتِ المليكةُ، والعَسَلُ الأُنثوِيُّ..
وقحطانُ "هذا الزمانِ"، مُجَرَّدُ ذاك الذَّكَر!!..
* * *
سلامٌ لأَهدابِكُنَّ.. إناثَ العُروبةِ..
إِني لأَلمحُ في نائِساتِ الرموشِ
سِقاءَ مُحمَّدِنا بالحليبِ، وتهويمةً في سريرِ عُمَر

كأني بِمَريَمنا الناصريةِ تَسري بأعطافِكُنَّ
مَشاعَ الندى، والشذى، في أَقاحي الجليلِ..
وأسمعُ أجراسَ قافلةٍ.. تَستَحِثُّ خَلاصَ البَشَرْ..



فَأطلِقنَ هذي الجدائلَ، رَسْلَ النسيمِ،
وَمَزِّقنَ أسجافَ أحلامِكُنَّ.. هو الوطنُ الآنَ
قد دَقَّ فيكنَّ.. أنتُنَّ.. ناقوسَ داهي الخَطَرْ!!..

سلامٌ لأَرحامِكُنَّ.. إناثَ العروبةِ..
قد وَهَنَ العظمُ من "زَكَرِيَّا الهزيمةِ"،
فاحمِلنَ (مِن وَحَمِ العشقِ في اللهِ) جيلَ القدر!!..
* * *
وأنتِ التي أَنتِ.. سَيِّدةَ البَوْحِ والصمتِ..
هاكِ البشارةَ، من عُمْقِ جُرح فِلسطينَ:
"قد دَلَفَ السالكونَ الدجى.. في رِحابِ السَّحَرْ"..

سَأَرسُمُكِ الآنَ، دالِيةً تحت ثلجِ الخليلِ
تُؤرِّثُ في أَضلُعِ الأرضِ كُلَّ سعيرِ الكويتِ،
فَتَنسَغُ منكِ العناقيدُ وَهْجَ الطِّلى، واشتعالَ الذِّكَرْ

وإنكِ - لو قد أَسِيتِ – فما قد نَسيتِ
بأن "التشارينَ" نُطفَةُ حُلمِ الربيعِ..
وأيَّانَ سُنبلةٌ، غيرَ ما قمحةٍ دُفِنَتْ في الحُفَر؟!..

فحتَّى يجيءَ الذي (عُنْوةً سيجيءُ)، اسمعي:
سَأَظَلُّ هنا.. تحت ما شُرفةٍ في الخيالِ..
أُلَوِّنُ بالوجدِ أُنثى الرؤى، وأُلَوِّعُ نجوى الوتر..

سَأَرسُمُكِ الآن، فارسةً.. فَرَساً.. صهلةً
في الرياحِ.. تَعَلَّيتِ مَتْنَ الصباحِ،
تَشُكِّين في عينِ غاشيةِ النومِ، لَسْعَ الإبر
* * *
أيا "نُونَ نِسْوَةِ" هذا الدجى "اليَعرُبيِّ !!"
سَأُعرِبُكِ الآن - فوق ادِّعاءِ جميعِ النُّحاةِ:
فَمُبتَدأُ الزرعِ أنتِ، وفي غَلَّة الصيفِ أنتِ الخَبَرْ..

فَطُوبى لمن كان فَلاَّحَ هذا الجمالِ،
ومن كان حَصَّادَ هذا الجَنَى.. وشَهِيِّ الغِلالِ..
ويا ليت كان لِـحُورِ السماواتِ، هذا الحَوَرْ..

عَدا أَحمرِ الشفتينِ هُوَ الشَرَفُ االمُستباحُ :
ابتذالُ جِباهِ الرجالِ.. وعُهْرُ النضالِ ..
وَعَسْفُ المماليكِ في مَدِّ ما يتمادى البَصَرْ..

فأَنتُنَّ.. كُنَّ قِيامَتنا.. والنُشُورَ..
وَ طَلِّقْنَ ، أُفتي -"ثَلاثاً "- جَناحَ الحريمِ،
وَ كِزلارَ ، والشَهرَيارَ ،وحُرَّاسَ هذا الدجى المُحتَضَرْ..

أٌفَجِّرُ، في سِحرِ أعيُنِكُنَّ، أَسى ريشتي
فمتى.. يا إِناثَ العروبةِ.. أنتُنَّ
تَرسُمنَ من حَدقاتِ النجومِ بَكارى الصُوَرْ؟!..
* * *
كأَنْ ما يزالُ إلى الصبحِ شوطٌ بعيدٌ
وما زال - يا عازفَ الليلِ - أن تَستفيضَ
جوىً، والتياعاً، وبَوْحَ هوىً، في مَحاقِ القَمَرْ!!..






  رد مع اقتباس
/