۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - لَيلُ العراق
الموضوع: لَيلُ العراق
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2020, 02:23 AM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
افتراضي رد: لَيلُ العراق

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح سويدان مشاهدة المشاركة


( ليل العراق )


مَـن شـــاخَ فيـنا لـم يـــزلْ جــبارا
يَسْـــــتَلُ من فَــــكِ الظـــلامِ نَهارا


يأوي إليـه الطيرُ من أفـــق الردى
مِـنْ بعد مــا امتلأ الفضـاءُ دَمــارا


ليـلُ العــراق يطــــولُ مِنْ أحزانه
والدمع يُمسـي في المــــدى أنهارا


من للغُزاة ومن سـيشـــفي صدرنا
ســيقوله فجـــرٌ يَشُـــــقُ غـــــبارا


يا أيــها الفجــر الجديــــرُ بطُهـرِهِ
يا نســـــــمةً منها الظـلام أنــــارا


فيـمَ الســـــؤال وأنت عين جوابِهِ
فاصنع رعــودَكَ واعتلِ الإعصارا


أرِّخْ مَهانة عجـــزنا فــي مَشـــهدٍ
فيه الشــــعوبُ تقولُ لستَ تُجارى


من بعد مـا قَصَفَ الوجودُ وجودَهُ
أمســـــى مِـــثالاً يُلهبُ الأحـرارا


يا أيـــها الفجــــر الأبـــي كرامـةً
يا من تَردُ على الحصارِ حصارا


ليـــلُ العراق وإن تزيــنَ وجهــهُ
يزدادُ قُبـــحاً كُلـــــما تتـــــوارى


يا أيــــها الفجــر الأحــــق بعزنا
أنتَ المُـهاب لمن يُســـيءُ جهارا


ولمــن تقدَّسَ كُفــرُهُ بِخُشــــوعِهِ
ولمــن تزندق كـــي يزيد وقـارا


يا فجـــرنا يا من تُتــوجُ ســــيداً
أنـتَ الذي فـــــي بَعـــثِهِ نتبارى


ليـــلُ العِــراقِ حكايــــة أزليـــةٌ
أَدْرِكْ بِرَبـــكَ مَنْ يَمـوتُ مِـرارا


الكامل
قصيدة تحكي عن ليل العراق الطويل المظلم ، ابتدأها الشاعر المبدع صالح سويدان بمطلع فاخر مشحون بمبالغات الفخر الشعرية الجميلة
مَـن شـــاخَ فيـنا لـم يـــزلْ جــبارا
يَسْـــــتَلُ من فَــــكِ الظـــلامِ نَهارا

فالشيخ المسنُّ في العراق لا يكون ضعيفاً خائر القوى بحكم وضع الشيخوخة المعروف، بل يكون جبارا قويا ً إلى درجة أنه قادر على أن يستل من فك الظلام نهارا . هنا صورة بيانية شعرية مبتكرة رائعة قوامها الاستعارة المكنية التي اعتمدها الشاعر عندما استعار للظلام فكاً وجعل هذا الفك قابضا على النهار، وكأننا أمام مشهد افتراس حقيقي حيث يفتح الوحش المفترس (الظلام ) فاه ويقبض بفكه على الفريسة الضحية (النهار ) ، ثم يأتي الشيخ العراقي الجبار الذي لم تهزمه السنين ليستل النهار من قبضة فك ذلك الوحش الظلامي .
هذا المعنى الرائع في إيحائه التفاؤلي الذي يشحذ الهمم لم يقتصر على مطلع القصيدة فقط ، بل كرره الشاعر مرارا كما في قوله

فيـمَ الســـــؤال وأنت عين جوابِهِ
فاصنع رعــودَكَ واعتلِ الإعصارا


أرِّخْ مَهانة عجـــزنا فــي مَشـــهدٍ
فيه الشــــعوبُ تقولُ لستَ تُجارى


من بعد مـا قَصَفَ الوجودُ وجودَهُ
أمســـــى مِـــثالاً يُلهبُ الأحـرارا


يا أيـــها الفجــــر الأبـــي كرامـةً
يا من تَردُ على الحصارِ حصارا

قوة البيان مع المشاعر القوية الصادقة وجمال البناء اللغوي وتماسكه ، كل ذلك أنتج قصيدة خطابية عالية النبرة تستحق القراءة والإعجاب .
نصر الله العراق على أعدائه وأطلع عليه فجر العزة والحرية والأمان وسائر بلاد المسلمين.
أبدعت شاعرنا المتألق أستاذ صالح سويدان
تحيتي واحترامي






  رد مع اقتباس
/