۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - تمهل ت م ه ل
الموضوع: تمهل ت م ه ل
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-2018, 05:27 PM رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
جهاد بدران
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل صولجان القصة القصيرة أيار 2018
فائزة بالمركز الثاني
مسابقة الخاطرة 2020
فلسطين

الصورة الرمزية جهاد بدران

افتراضي رد: تمهل ت م ه ل

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أشرف أمين مشاهدة المشاركة
تمهل تمهل
فمهما بعدنا وطال الحداد
فمن ذا يقيم فداء المأتم؟
ومن ذا يموت؟
ومن ذا يريق شفيف الدعاء
فيتلوه جهرا؟
يضاجع وحيا ...
ويحكي القوافي بثغر القمر
ومن ذا يسامر ليلا بليغا
يحاور أيك النجوم اغتباطا
قبل الثراء وبعد التهاني
نبيل أنت بظُلَلِ الغمام
وحبك أنبل

تمهل تمهل
اذا العقل شطـَّ بوهج النداء
فمن ذا يمثل قرع الطبول وانت المليك؟
وانت الرسول و أنت الحراء
وأنت الفعول
وانت المـُفَعَّل

تمهل تمهل..
تجود الأماسي
بفضل الأماني على الأغنيات
فتربو فينا شجون الوتر
وتحلو الطيوب بجفن الزهور
يسيل اشتياقا دم السمر
ويربو فينا انتظار الرفيق
يفيض الحنين بضوء البصر
يمشي الهوينا عمر العمر
يدوس عليَّا
على كل زيف
لسان النفاق لسان الرياء
وأنت المؤمّل

تمهل تمهل
ففي كل بيت فينا دموع
تجوب الزوايا على الذكريات
وقنديل ضوءٍ..
يساهر لحنا من الرائعات
يسرد حكايا عن النائحات
صعيب عليها ضياع الطريق
ولغز الغريق
وقربك أسهل

تمهل تمهل..
اذا الليل غنَّ بصوت الحياري،
وذبنا اشتياقا لِطَلْعِ الشفق
وفيه احتلام بنات الغزال
وفيه الجـَمال يسوق الجـِمال
فماذا تبقى بفم الجنون لكي لا يصيح!
وماذا تبقى بجفن السماء
اذا ضاع نجم بيَمِ المآسي
وقد لا يعود
دموع وغبن؟
ضياع وسهد؟
قلاد الرماد؟
وثكلى تنادي في كل حي :
"إنا فقدنا اصطبار الجراح وذكري النواح"
وماااار بعقلي نباح الجنون
وحبك أعقل
تمهل تمهل

تمهل ت م ه ل...
عنوان مكتظ بالقكر ومفتوح التأويل على مصراعيه..
عندما قرأت العنوان وانفراد كل حرف لوحده..ت م ه ل..أدركت أن هناك أسراراً بين كل حرف فيها بحيث بعد اجتماعها ولادة فكرٍ مختلفٍ أبعاده ومتعددٍ تأويلاته لتمنح الذهن اصطياد الأسرار وتلقين الألغاز سيمفونية التجلي من عنق الليل وجذور النهار..
الشاعر هنا جعل من عنوانه مؤشراً لضوء التدبر والتفكر والتأمل بين أروقة الحروف وبين مسامات الكلمات المغموسة بأسرار كاتبها..فهو يعلم سرّ حرفه وما يحمل من أسفار المعاني العميقة ..وبقدر اعتزازه بحرفه وما يرمي لأهداف تقبع من جذور الذات لثمار المجتمع..لتجتمع على مائدة الأدب تسبيحاً كثيراً لواقع هزّته المعاناة وجرحته الأزمات المتفاقمة..
فمن خلال العنوان..تمهل..كان تقسيمه عبارة عن ذكاء وحكمة ودراية من الشاعر نفسه..لأنه حلقة الوصل بين فكره وأسرار حرفه..ليطزعنا على أهمية التمهل في كل شيء والتدبر بكل فعل والخشوع في تخطيط الواقع وتنفيذه..
وهذه قاعدة متأصلة في نجاح كل أمر فيه مصير أمة أو حياة واقع سالم من الوحشية والفساد..
اللوحة هنا غنية بالدلالات والأوصاف المتقنة ..وهي عبارة عن خمس لوحات..كل لوحة تستوجبنا أن نتمهل مع بداية اللوحة التي نليها..وكأن الشاعر يؤكد لنا أن ثمة ما يقال من الأهمية والأسرار والتي تندرج في قلب كل لوحة..
كل لوحة مستقلة المدلول وغنية التأويل إلا أن ما يجمعها هو مفتاح الصول لقصيدته..التي تتمحور حور كلمة..ت.م.ه.ل..
اللوحات لا تستوجب منا السرعة في التلقي..بل تستوجب التأمل والمكوث بين الفكر والفلسفة المجبولة ببعضها..والتي تدور حول إشباع الحروف بالمغزى المراد ليفتح أبواب التحليق نحو خيال يقرأ هذا الواقع المرير وإن حمل بين ضلوعه بعضاً من سمات الفرح والشوق وبناء الذات..
تكرار كلمة تمهل تمهل..تومئ لنا بعظمة البناء والتراكيب الظاهرة والخفية لجوانب كل لوحة..وما التكرار إلا للتأكيد على أهمية الأمر واستخراج مكنون الشاعر من خلف كل غمامة لم يهطل المطر منها بعد..
فالصور الفنية والقوى العقلية والقوى الروحية وحرفية البناء للألفاظ تجعلنا ننطلق للوجود بمنظار الكشف والتنقيب عن جمالية النص ونا فيه من إبداع..فالشاعر يقف موقف المصور لتصوير حسي متدفق قد تم فيه اندماج الواقع الظاهري بلمسة موسيقية فكرية والتي هي أرقى من الموسيقى السمعية..فالموسيقى السمعية تتحقق بالوزن والألفاظ..والموسيقى الفكرية بتسلسل الفكرة وأجزاءها..والروحية بالجو العام الذي يحس به القارئ للنص..
وهنا يتجلى الرمز في النص ليمنح المتلقي البحث والتنقيب عن جمال النسيج الذي طرزه الشاعر...
إلى هنا أقف في خشوع وتدبر بين ما يمكن للخيال نسجه من تأويلات ودلالات معبرة تعطي تاريخاً لنص الشاعر بما يقارب الصور الذهنية...
الأستاذ الكبير الشاعر الراقي المبدع
أ. أشرف أمين
سعدت وأنا أطوف بين حروفكم الثرية وما تحمل من أسرار..
ربما أعود لتشريح النص بما يمليه الفكر والخيال..
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه

جهاد بدران
فلسطينية






  رد مع اقتباس
/