لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
15-01-2020, 10:07 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
مصر و السودان
هذه المعلقة الجديرة بالقراءة لما حوته من فكر و تاريخ و ثقافة و علم أهدانيها الشاعر الفخيم الدكتور توفيق حلمي حفظه الله إثر زيارة زرتها له بالقاهرة ...وددت مشاركتكم إياها لعلها تضيف شيئا الى الذائقة و الفكر لديكم.. مِصْرُ والسُّودَان ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــأتَانِي مِنَ السُّودَانِ بِالْقَلْبِ يَلْقَانِي = فَأقْبَلْتُ ألْقَى فِيهِ قَلْبًا لِسُودَانِ وَيَجْمَعُ خَيْطُ الوِدِّ بَيْنَ أحِبَّةٍ = فَكَيْفَ إذَا مَدَّ الحِبَالَ فَؤَادَانِ وَحَدَّثَنِي خِلِّي بِثَاقِبِ فِكْرِهِ= وَأسْمَعَنِي قَوْلًا بِحِكْمَةِ لُقْمَانِ فَذَا (طَارِقُ المَأمُونُ) شَاعِرُنَا الذِّي = إذا خَطَّ بَيْتًا خَطَّ مِنْ تِبْرِ عِقْيَانِ وَلَوْ يَرْتَقِي المَعْنَى جَمُوحُ خَيَالِهُ = يَصُولُ بِوَصْفٍ لَا يَجُولُ بِأذْهَانِ دَعَانِي إلَى السُّودَانِ ضَيْفًا أجَبْتُهُ = أيُدْعَى كَضَيْفٍ مَنْ يُقِيمُ بِوِجْدَانِ فَتِلْكَ الدِّيَارُ الطَّيِّبَاتِ مَنَازِلِي = وَفِيهَا مِنَ (الخُرْطُومِ) (لِلْفُورِ) إخْوَانِي وَإنْ كُانَ جِسْمِي فِيكِ مِصْرَ مُقَيَّدًا = فَمَا قُيِّدَتْ رُوحِي بِقَيْدٍ لِسَجَّانِ وَيَحْمِلُهَا لَهْفَى بُرَاقُ حَنِينِهَا = لأقْصَى أمَانِيهَا فَتَسْرِي بِتِحْنَانِ تُحَلِّقُ فَوَقَ النِّيلِ تُبْصِرُ جَنَّةً = بِلألَاءِ (سُوبَاطٍ) وَفَيْرُوزِ شُطْآنِ وَتَنْهَلُ مِنْ شَهْدٍ (بِعَطْبَرَةٍ) جَرَى = شِفَاءً لِمُشْتَاقٍ وَرِيَّا لِسَغْبَانِ وَتُلِقِي رِحَالَ الوَجْدِ فِي رَبْعِ أخْوَةٍ = بِرَغْمِ خَطُوطٍ خَطَّهَا نَزْغُ شَيْطَانِ تُفَرِّقُ جِسْمًا ضَمَّ رُوحًا فَكَيْفَمَا = تَفَرَّقَ تَبْقَى الرُّوحُ والجِسْمُ جِسْمَانِ وقَدْ وَحَّدَ الرَّحْمَانُ بِالنَّيلِ أرْضَنَا = وَنَحْنُ بِهَا أسْنَانُ مِشْطٍ بِتِبْيَانِ وَكَمْ عَادَ مُحْتَلٌّ بِكَيْدِهِ خَائبًا = فَلَا الدِّينُ أدْيَانٌ وَلَا النَهْرُ نَهْرَانِ وَمَازَالَ مَاءٌ وَاحِدٌ بِحِلُوقِنَا = وَمَازَالَ فِينَا الحَلْقُ يَدْعُو لِدَيَّانِ وَإنَّا لَشَعْبٌ وَاحِدٌ مُنْذُ (نَرْمَرٍ) = وَإنْ أقْسَمُوا أنَّا بِذَا الرَّسْمِ نِصْفَانِ أخَارِطَةٌ لِلزَّيْفِ أمْ نَسَبٌ لَنَا= بِأصْلَابِ أجْدَادٍ وَأرْحَامِ خِلَّانِ وَتَارِيخُنَا مَجْدٌ وَفَخْرٌ وَعِزَّةٌ = سَوَاءٌ شَمَالٌ أوْ جَنَوبٌ فَسِيَّانِ وَإنْ حَدَّثَتْ أهْرَامُ مِصْرَ بِشَأوِهَا = يُحَدِّثْكَ عَنْ شَأوٍ لِسُودَانِ شَأوَانِ وَسَلْ سَالِفَ الأزْمَانِ عَنْ (كُوشَ) مَا لَهَا = تُجِبْكَ بِأهْرَامٍ (بِمِرْوِي) لِتِيجَانِ (وَنَبْتَةُ) تَحْكِي عَنْ (مِغَرَّةَ دُنْقُلَا) = (وَعَلْوَةُ) فِي ذِكْرِ ابْنِ حَوْقَلِ ذِكْرَانِ وَكَمْ مِنْ حَضَارَاتٍ تَوَالَتْ وَأرْهَصَتْ = حَوَادِثُهَا كَالبْرِقِ يَتْلُوهُ إثْنَانِ فَآلُ (عَلِي) وَالتَّرْكُ فِي مِصْرَ قَدْ عَلَوا = يُقِيمُونَ مُلْكًا لَمْ يُقِمْ عَدْلَ قُرآنِ وَإنْ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ سَعَى لِتَقَدُّمٍ = لِنَلْحَقَ بِالعِلْمِ الحَدِيثِ بِإتْيَانِ وَإنْ كَانَ فِيِهِمْ مَنْ تَنَادَى لِوِحْدَةٍ= وَأبْلَى فَكَانَ التَّاجُ تَاجًا لِأقْرَانِ إذَا جَفَّ فِي (الدِّلْتَا) غَدِيرٌ لِظَامِئٍ = تَدَاعَى لَهُ فِي (كُرْدِفَانِ) غَدِيرَانِ وَلَوْ أرَّقَ القَيْظُ (الأُبَيِّضَ) لَيْلَةً = تَأرَّقَ (للأسْكَنْدَرِيَّةَ) جَفْنَانِ تَبَشُّ لأعْرَاسِ (الدَّمَازِينِ) فَرْحَةٌ = لِصِهْرٍ (بِبَنْهَا) أوْ نَسِيبٍ (بِأسْوَانِ) وَلَكِنَّ قَصْرَ الحُكْمِ مَاجَ تَعَالِيَا = وَأمْسَى الخِدِيوِي فِيهِ رَأسًا لِطُغْيَانِ وَأذْعَنَ لِلأتْرَاكِ يُمْلُونَ كِبْرَهُمْ = وَيَغْلوُنَ ظُلْمًا سَاءَ إثْمٌ لإذْعَانِ وَخَيَّمَ لَيْلٌ فِي البِلَادِ بِرَوْعِهِ = وَفَاضَ بِنَا المِكْيَالُ مِنْ آلِ عُثْمَانِ فَثَارَ (عُرَابِي) فِي الشَّمَالِ بِجَيْشِهِ = فَلَسْنَا بِإرْثٍ أوْ عَبِيدٍ لإحْسَانِ يُقَوِّضُهُ الأعْدَاءُ فِي (التَّلِّ) بِالخَنَى = وَيَنْفِيهِ أسْطُولُ احْتِلَالٍ لِسِيلَانِ وَمِنْ عَجَبٍ ذَمٌّ وَقَدْحٌ لِثَائِرٍ = وَمَدْحٌ لِمَنْ خَانُوا وَبَاؤوا بِخِزْيَانِ وَمَهْمَا يَكُنْ فَالْحَقُّ كَالصًّبْحِ ظَاهِرٌ = وَإنْ أنْكَرَ الإشْرَاقَ لَيْلٌ لِعُمْيَانِ وَكُمْ مِنْ نَبِيلِ القَصْدِ أوْدَى بِقَاصِدٍ = بِدَعْوَى لِبُهْتَانٍ وَحُكْمٍ بِبُطْلَانِ وَثَارَ سُمَانِيُّ الجَنُوبِ (مُحَمَّدٌ) = وَلَا غَرْوَ (مَهْدِيٌّ) وَهَادٍ لِفُقْهَانِ وَيَحْشِدُ (أنْصَارًا) وَيَزْحَفُ مِنْ (أَبَا) = بِجَيْشٍ تَنَادَى لِلجِهَادِ بِمَيْدَانِ وَيَشْهَدُ فِي (شِيكَانَ والتِّيبَ) نَصْرَهُ = وَمَلْحَمَةً فِي (كَرْبَكَانِ) لِأحْزَانِ وَيَفْتَحُ فِي (الخُرْطُومَ) فَتْحًا مُدَوِّيًا = يُطَهِّرُهَا مِنْ رِجْسِ حُكْمٍ لِأوْثَانِ (وَجُورْدُونُ) يَلْقَى (بِالدَّرَاوِيِشِ) حَتْفَهُ = وَيَلْقَى (الفَقِيهُ) الحَبْرُ رَبَّا برِضْوَانِ فَقَدْ رَضِيَ القُدُّوسُ عَنْ أرْضِ سُؤدَدٍ = وَأسْكَنَهَا نَسْلَ النَبِيٍّ كَبُرْهَانِ فَفِي سَائِرِ السُّودَانِ عِطْرٌ (لأحْمَدٍ) = وَمِنْ رِيحِهِ فِي كُلِّ بَيْتٍ شَرِيفَانِ كَأنَّ بِكُلِّ النَاسِ نَسْمَةُ رَوْضَةٍ = يَضُوعُ شَذَاهَا فِي مَدَائِنِ رَيْحَانِ وَأشْرَافُ (زَيْنِ العَابِدِينَ) بِخِتْمِهِمْ = جَفُوا المُلْكَ زُهْدًا فِيِهِ هُمْ أهْلُ فُرْقَانِ (مَرَاغِنَةٌ) مِنْهُمْ (عَلِيُّ) غَضَنْفَرٌ = بِمَهْدِ (مَسَاوِي) أُرْضِعَ الذِّكْرُ فِي آنِ وَيَنْهَلُ عِلْمًا فِي (سَوَاكِنَ) لَاهِثًا= وَيَشْرَبُ مِنْ غَيْثٍ (لأزْهَرَ) هَتَّانِ وَيَذْهَبُ فِي وَفْدٍ (لِلَنْدَنَ) عَازِمًا = عَلَى رَفْضِ نَيْرٍ وَاحْتِلَالٍ لِأوْطَانِ يُفَاوِضُ فِي عُقْرِ الدِّيَارِ عَدُوَّهُ =لِيُجْلِيَهُ مِنْ دُونِ حَرْبٍ وَنِيرَانِ وَلَوْلاهُ مَا شَدَّ (الفِرِنْجَةُ) رَحْلَهُمْ = وَمَا حُرِّرَ السُّودَانُ مِنْ بَغْيِ سُلْطَانِ وَفِي مِصْرَ يُمْلِي (الإنْجِلِيزُ) شُرُوطَهُمْ = فَلَيْسَ جَلَاءٌ دُونَ فَصْلٍ لِسُودَانِ وَمَا خَطَّهُ (سَايكِسْ وَبِيكُو) بِمَكْرِهِمْ = أسَاسُ اتِّفَاقٍ وَهْوَ فِي طَيِّ كِتْمَانِ وَيَقْبَلُ ضُبَّاطٌ شَبَابٌ عُرُوضَهُمْ = لِمَحْضِ هَوًى مَا انْفَكَّ يَهْوِي بِبُنْيَانِ وَكَمْ رَفَضَ (النَّحَّاسُ) مِنْ قَبْلِ مِثْلَهَا = وَلَمْ يُغْرِهِ طُعْمٌ بِفَخٍّ فَشَتَّانِ فَحَقٌّ لِتَقْرِيرِ المَصِيرِ بِدَايَةٌ = لِتَقْطِيعِ أوْصَالٍ وَإضْعَافُ أرْكَانِ وَقَانُونُ أهْلِ الغَرْبِ (فَرِّقْ تَسُدْ) جَرَى = فَبِتْنَا مِنَ التَّفْرِيقِ صَيْدًا لِذُؤبَانِ وَوَسْوَسَ لِلْرُعْيَانِ كَيْدُ ثَعَالِبٍ= لِيُصْبِحَ دَارًا وَاحِدًا دُورَ جِيرَانِ وَيُعْلِنُ (إسْمَاعِيلُ أَزْهَرِ) دَوْلَةً = لِسُودَانِ وَاسْتِقْلَالَهَا فَوْرَ إعْلَانِ وَقَدْ أخَلَصَ النِّيَّاتِ لَا شَكَّ قَاصِدًا = بِنَاءً وَخَيْرًا فَهْوَ مِنْ أمِّ دُرْمَانِ وَلَكِنْ أيَكْفِي حُسْنُ نِيَّةِ مُصْلِحٍ = لِتَقْدِيرِ آثَارٍ وَمَرْدُودِ هِجْرَانِ وَتَكْفِي طَبِيبًا بَعْضُ شَكْوَى لِخَافِقٍ = لِيَسْتَأصِلَ القَّلْبَ الخَفُوقَ بِشِرْيَانِ وَلَوْ عَادَتِ الأزْمَانُ وَاليَومُ نَاصِحٌ = أيُرْهِفُ سَمْعًا أمْ سَيَرْضَى بِأثْمَانِ فَأبْدَل أعْلَامًا وَسَجَّلَ مَوْلِدًا= وَأُولَدُ عَامَ الفَصْلِ فَالعُمْرُ عُمْرَانِ فَهَلْ كَنْتُ أبْكِي فِي المِهَادِ لِرَضْعَةٍ = أمِ الحُزْنُ أبْكَانِي فَفِي ذَاكَ قَوْلَانِ وَرَايَتُنَا الخَضْرَاءُ يَأفُلُ نَجْمُهَا = وَيُخْفِي الهِلَالَ الخِصْبَ غَيْمٌ لِألوَانِ تَعَدَّدَتِ الرَّايَاتُ حَتَّى نَسِيتُهَا = وَجُدِّدَتِ الأسْمَاءُ لَمْ يَبْقَ إسْمَانِ وَإنْ أطْلَقُوا الآلَافَ مِنْهَا سِيَاسَةً = فَقَدْ خَلَّدَ التَّارِيخُ مِصْرَ وَسُودَانِ وَلَوْ حَكَّمَ العَقْلَ الوُلَاةُ تَمَسَّكُوا = بِحَبْلٍ وَمَا أَرْخُى اليَدَيْنِ شَقِيقَانِ وَمَا عَرْبَدَ (الصِّهْيُونُ) فِينَا بِبَغْيِهِ = وَمَا انْفَصَلَتْ (جُوبَا) بِوَاهِنِ بُهْتَانِ وَلَوْ كَلُّ عِرْقٍ قَدْ أقَامَ دُوَيْلَةً = لَمَا بَقِيَتْ (لِلعَمِّ سَامِ) وِلَاتَانِ وَلانْفَرَطَتْ كُلُّ العُقُودِ بِجَذْبِهَا = ومَا انْعَقَدَتْ دُرَّاتُهَا (لِسُلَيْمَانِ) وَمَا جَاءَنَا فِي كُلِّ يَوْمٍ هَدَاهِدٌ = بِأنْبَاءِ غَمِّ وَهْىَ أشْبَاهُ غِرْبَانِ وَلَيْسَ لَنَا عِفْرِيتَ يَأتِي بِنَمْلَةٍ = وَلَا عَرْشَ يُخْشَى رَغْمَ صَرْحٍ وَإِيوَانِ وَتَحْطِمُنَا أقْدَامُ جُنْدِ عَدُوِّنَا = وَنَدْخُلُ فِي أحْلَافِهِ بَيْنَ عُقْبَانِ وَلِلَّهِ أمْرٌ فِي الدُّنَى وَمَشِيئَةٌ = وَأخْرَى بِهَا القِسْطَاسُ فِي كَفِّ مِيزَانِ يُدَاوِلُ أيَّامًا تَدُولُ بِنَاسِهَا = وَيُمْلِي لِآثَامٍ تَزِيدُ بحُسْبَانِ وَيُخْبِرُنَا التَّارِيخُ عَنْ أُمَمٍ هَوَتْ = كَمَا يَعْقُبُ المَدَّيْنِ فِي البَحْرِ جَزْرَانِ فَلَا تَأسَ فَالأيَّامُ قَادِمَةٌ لَنَا = أخَالُ رُؤاهَا حِينَ أُغْمِضُ أجْفَانِي وَكَمْ مُسْتَحِيلٍ جَاءَ يَوْمًا حَقِيقَةً = وَكَمْ جَاءَ حُلْمٌ بِالعَشِّي لِيَقْظَانِ فَدَعْنِي مِنْ الأحْزَانِ أفْزَعُ لِلْرُؤى = تُسَامِرُنِي أطْيَافُهَا كُلَّ أحْيَانِ فَمِنْ (عُمَرُ النُّورُ) (الزَّمَالِكِ) مُقْدِمًا= إلَى (شَطَّةُ)(الأهْلِي) يُصِيبُ بِإتْقَانِ وَتَكَسِبُ بِاسْتَادٍ (لِنَاصِرِ) فِرْقَةٌ = وَيَهْزِمُهَا (المَرِّيخُ) بِاسْتَادِ (زَهْرَانِ) وَمِنْ رَائعَاتِ (الهَادِ آدَمِ) دُرَّةٌ = (وَكُلْثُومُ) تَشْدُوهَا بِرَائعِ ألحَانِ وَسَل (أغَدًا ألْقَاكَ) عَنْهُ كَشَاعِرٍ = وَلَا تَنْسَ دِيوَانًا (بِكُوخٍ) لِهَيْمَانِ ويُطْرِبُنَا (المَامْبُو خَلِيفَةُ) وَيْلُهُ = يُمِيلُ قُدُودًا تَنْتَشِي دُونَ نُكْرَانِ وَمَازَالَ حَيَّا بِابْتِسَامَتِهِ التِّي = بِخِفَّةِ ظِلِّ تَوَّجَتْهُ بِآذَانِ وَنَشْهَدُ (إبْرَاهِيمُ خَانُ) مُمَثِّلًا = بِأرْوَعِ دَوْرٍ فِي مُسَلْسَلِ (هَجَّانِ) وَذَا (الفَاضِلُ) العِمْلَاقُ هَزَّ مَسَارِحًا = وَيُدْمِعُنَا ضِحْكًا (بكَرْتُوبِ) (وَالضَّانِ) وَيَكْتُبُ (فَيْتَورُي) أغَانِي لِقَارَةٍ = تُرَدِّدُهَا (بَعْدَ الرَّدَى رَغْمَ قُضْبَانِ) فَأسْعَدَنِي شِعْرًا بَقَافِيَةٍ لَهُ = وَعَاتَبْتُهُ لَمَّا جَفَا قَيْدَ عِمْدَانِ وَيَرْوِي حِكَايَاتِ المُهَاجِرِ (صَالِحٌ) = بِمُوسِمِ هِجْرَاتٍ لِشَمْألِ بُلدَانِ وَيَطْرَحُ فِكْرًا مِنْ خِلالِ رِوَايَةٍ = وَيَعْرِضُ فِكْر الغَرْبِ فِي غَيِّ شُبَّانِ (وَيوُسُفُ تَجَّانِي) يُذِيَبُ فُؤادَنَا = بِخَاشِعِ أبْيَاتٍ وَزُهْدٍ بِدِيوَانِ وَيُؤذَى فَيَنْأَى عِنْ ظَلُومٍ بِنَفْسِهِ = وَيَعْتَزُلُ الدُّنْيَا فَيُدْعَى لِمَنَّانِ (وَمَلْكَةُ دَارٍ) فِي الرِّيَادَةِ كَوْكَبٌ = لَهَا قِصَصٌ تُثْرِي العُقُولَ بِرُجْحَانِ وَتَثْوِي بِصَمْتٍ كَيْفَ أرْثِي شَبَابَهَا = وَقَدْ كَانَ فِيهَا العَقْلُ شَيْخًا فَضِدَّانِ وَذَلِكَ (إسْمَاعِيلُ عَتْبَانِ) مُنْشِئًا = صَحَافَةَ رَأي فَالجَرِيدَةُ رَأيَانِ وَكَانَ (وَإبْرَاهِيمُ أحْمَدُ) شُعْلَةً = (بِمُؤتَمَرِ الخِرِّيجِ) نِبْرَاسَ شُبَّانِ وَقَامَاتُ عِلْمٍ (كَالجَزُولِي) بِطِبِّهِ = يُعَلِّمُ أجْيَالًا وَيُشْفِي بِعِصْيَانِ (وَتَجَّانُ مَاحِي) عَالِمُ النَّفْسِ رَائدًا = يُؤَسِّسُ عِلْمًا كَانَ قَبْلًا بِلَا شَانِ وَمَنْ يَعْرِفُ التَّارِيخَ قَدْرَ (شُبَيْكَةٍ) = يُؤرِّخُ أفْرِيقَا بِسَائِرِ أزْمَانِ وَضَادٌ (لِعَبْدِ اللهِ طَيِّبِ) سَاحَةٌ = وَلَيْسَتْ تُبَارِيِهِ فَصَاحَةُ سَحْبَانِ (وَكَامِلُ إدْرِيسٍ) يُقَنِّنُ لِلدُنَى =حُقُوقًا لِمِلْكِيَّاتِ فِكْرٍ لِفَنَّانِ (وَمَحْجُوبُ طَهَ) فِي العُلُومِ مَرَاجِعًا = لِمَنْ كَانَ يَرْجُو عِلْمَ (فِزْيَا) بِأكْوَانِ وَهَلْ يُذْكَرُ التَّشْكِيلُ فَنًا لِرَاسِمٍ = بِلَا فَنِّ (إبْرَاهِيِمُ صِلْحِي) (بِسُونْيَانِ) وَآلافِ لَوْحَاتٍ (لِخَيْرِي سَكَنْكَرٍ) = (وَشِبْرِينِ) أوْ (مُحْيِي جُنَيْدِ) (وَعُثْمَانِ) وَتِلكَ قُطُوفٌ مِنْ كَثِيرٍ يَانِعٍ = تُنَافِسُ فِي ذِهْنِي قُطُوفًا لِأخْدَانِ قَبَسْتُ بِشِعْرِي مِنْ سَمَاءٍ عَرِيضَةٍ = وَمِيضَ نُجُومٍ لَا تَلُمْنِي لِنِسْيَانِ فَكَيْفَ بِرَبِّ النَّاسِ أُحْصِي عَدِيدَهَا = وَأخْبِرُ كَمْ نَجْمٍ وَشَمْسٍ يُشِعَّانِ فَنَحْنُ بِفَخْرٍ قَدْ أضَأنَا فَضَاءَنَا = بِأنْوَارِ أقْطَابٍ وَأضْوَاءِ رُكْبَانِ وَكُنَّا وَمَازِلْنَا حُدَاةَ حَضَارَةٍ = بِمِشْكَاةِ أخْلَاقٍ وَفِكْرٍ وَإيمَانِ وَإنْ سَبَقَتْ فِي بَعْضِ عِلْمٍ قَوَافِلٌ= فَلًا كَانَ عِلْمٌ سَالَ مِنْ أجْلِ عِدْوَانِ وَلَا كَانَ تَسْخِيرُ العُلُومِ لِمَقْتَلٍ = وَلَا كَانَ (قَابِيلٌ) بِعَالَمِ ثَقْلَانِ وَلَكْنَّ مَنْ يَبْغِي التَّقَدُّمَ عِالِمًا = فَلَابُدَّ أنْ يُعْنَى بِأحْكَامِ رَحْمَانِ فَمَا خَلَقَ الإنْسَانَ إلَّا لِحِكْمَةٍ = وَلَيْسَ بِهَا عِلْمٌ يَقُودُ لِكُفْرَانِ وَعِنْدِي يَقِينٌ مِنْ خَوَاتِيمِ صَوْلَةٍ = لِمَنْ جَهَلُوا بِالعِلْمِ مَهْوًى لخُسْرَانِ وَعِنْدِي يَقِينٌ مِنْ غَدَاةٍ يُعِيدُنَا = لِمَا كَانَ مِنْ بَأسٍ لِنِيلٍ بِإيذَانِ فَرُبَّ رِجَالٍ بِالعَزَائِمِ والنُّهَا= يُعِيدُونَ بِالأحْضَانِ دِفْءً لِأحْضَانِ تُرَفْرِفُ فَوْقَ النَّهْرِ بِالسِّلْمِ رَايَةٌ = مِنَ البَحْرِ (لِلْفِيكْتُورِ) بُشْرَى لِوِدْيَانِ وَرُبَّ بَنِيٍّ أوْ حَفِيدٍ يَجُوبُهَا = شَمَالًا جَنُوبًا وَهْوَ يَخْطُو بَألحَانِي وَيُنْشِدُ أبْيَاتِي عَلَى شَطِّ (أزْرَقٍ) = وَيَنْقُشُهَا يَوْمًا بِصَفْحَةِ وَسْنَانِ وَيرْوِي لِكُلِّ النَّاسِ قِصَّةَ شَاعِرٍ = قَضَى بَعْدَ أنْ أبْلَى وَيَشْهَدُ شَطْرَانِ وَصَفَّ مَعَانٍ فِي نَضِيدِ قَصِيدَةٍ = يَلُمُّ بِهَا شَمْلًا فَأيْنَ المُجِيبَانِ أيَا (طَارِقَ المَأمُونَ) هِجْتَ قَوَافِيًا = دُخَانًا لِآلَامِي وَشَجْوَا بِوِجَدَانِي أثَرْتَ شُجُونًا مَا فَتِئتُ أسُومُهَا = وَأدْمَيْتَ جَرَّاحًا فَرِفْقًا بِأنْسَانِ فَعُدْ سَالِمًا يُغْنِيكَ رَبُّكَ مُغْنِيًا = تُرَافِقُكَ الأشْعَارُ تَشْدُو بِأغْصَانِ وَسَلِّمْ عَلَى السُّودَانِ وَالْثِمْ رُبُوعَهَا = وَرَدِّدْ تَعَالَى اللهُ فِي كُلِّ بُسْتَانِ دكتور توفيق حلمي |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|