(مدينةُ النرجس ـ أحلام المصري / رقم الايداع :أ.م / 02 / 2022) - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الأزهر يتحدث :: شعر :: صبري الصبري (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الادب والمجتمع (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: مقدّّس يكنس المدّنس (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: إخــفاق (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :عبدالماجد موسى)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ 📜 ▆ 📜 دار العنقاء 📜 ▆ 📜 ▂ > 🔰 سجلات الايداع>>>

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 18-02-2022, 04:23 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني

الصورة الرمزية المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني

افتراضي (مدينةُ النرجس ـ أحلام المصري / رقم الايداع :أ.م / 02 / 2022)





الخيبةُ أُنثى !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

للنورِ توقيعٌ كالماء، رقراق . .
للوقتِ توثيقٌ كالنار، حراق . .
و الوردُ صغيرُ الخطى،
حلمُه حقلُ فراشات !
كالوجدِ جميلُ اللظى،
قتلُه بدءُ حضارات !
للعشقِ فينا أصولٌ،
للحزنِ دوما دروبٌ،
و أنت !
وحدَك سرُّ المعادلة،
وحدَك أصلُ المسألة !
بعثِرني على دروبِ التيه، كما تشاء !
لملِمني كما حروفِ الشعر،
قصيدةً عصماء !
تخدعُني القوافي،
تغزوني رغما عني،
و أنا امرأةٌ كم كرهتُ القيود !
حين فاجأني وجهُك على دربِ التمني،
أنزلتُ راياتِ الحربِ ،
ما كنت أدري حينها أني،
خسرتُ كلَّ معارك الحب !
بجواري،
تكوّر ظلّي !
تماما كـ ( أنا ) التي خذلتني،
جلسَت هناك،
على ضفةِ اليأسِ،
تحصي الخيباتِ،
تطعمُ فرخَ الحزن من وجعي،
و نفسي !
( أنا ) التي -قبل الجميعِ- هزمتني،
بكت على أبوابِك العالية،
نظرت في انكسارٍ نحوي :
اعذريني،
إنه موسمُ حصادِ الخيبة !
أنا لستُ كـ ( أنا ) التي خذلتني !
ما زلتُ أفتحُ للدهشةِ أبوابا،
ما زلتُ أرسمُ للروعةِ حقولا !
رغمَ وجعِ انكسار الـ ( أنا )،
رغم صوتِ انهيار المنى،
ما زلتُ هنا . .
أرفضُ أن أسميَ الخيبةَ أنثى !



مدينةُ النرجس . . !
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

مـ دخل /

كذلك الموسيقى،
يمكنها صناعةَ قصيدةٍ من رحيق !
كما قلبُكَ،
ما يزالُ يعلمُ الماءَ أنشودةَ الفرح،
و الماءُ حزين !
على ضفةِ عمرٍ لا يأبهُ للتقويم،
بصحبةِ دفاترِ الليلِ،
حلمٌ صغير . .
معاندا حكومةِ الوقت،
ما يزالُ يرتبُ أوراقَ هجرتِه نحوَ ابتسامةٍ،
ما تزالُ خضراء !
في سفنٍ أخرى،
غيرِ مجهزةٍ بالأمل، أعدوا له اعتمادا للرحيلِ نحوَ الموجِ المنكسرِ،
كما كبرياءِ العشقِ في حواديت جدتي !
يخاتلُه نورٌ مسروقٌ من نجمٍ حزين !
تفاصيلُ المسافةِ تتلاشى،
و الحلمُ يحملُ دفترَ الحكاية،
كلما جنَّ ليلٌ،
أخرجَ قمرا و بعضَ نجوم !
كلما تراقصَ في المدى سرابٌ،
مدَّ للغيمِ يدا،
فجاء المطرُ سقيا و رواء !
في جيوبِ العمرِ المتمردِ على مؤامرةِ الوقت،
ابتسامةٌ صغيرة،
غيمةٌ حبلى بالمطر،
و نرجسةٌ واحدة !
على وجهِ طفلٍ يتّمَته شمطاءُ الحرب،
أرسمُ الابتسامةَ حتى تكبر !
في سماءِ بلادي،
أعلقُ الغيمةَ حتى تمطر !
في قلبِك الجميل،
أترك زهرةَ النرجس،
حتى ينمو حقلٌ كبير !
على ورقةِ الروح، تركتُ وصاياي . .
و من الماءِ الضاحكِ في نهرنا،
صنعتُ قلادةً،
طوقتُ بها حلمي الصغير،
و في ظلالِ النرجسِ غفَوت !
.

مـ خرج /
.

الماءُ وحده يحملُ قلقي،
يربتُ على حزني، رغمَ أوجاعه !
و النرجسُ مدينةٌ لقلوبٍ مائيةِ الخطى .


الفراشات المهاجرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

توطئة
.
في حقل أبي..كانت حياة،
و حقل أبي يشبه كل الحقول حينها..إلا أن أبي كان هو المختلف!
حقل أبي..هو الوطن!
في حضرة الأحزان ،جاءت الذكريات تتهادى،
مد أبي نظره بعيدا، و استعاذ!
انتبهت..حين ألقى بحجرٍ صغيرٍ -كان يداعبه بين أصابعه- في النهر، فتشكلت دوائرٌ متتابعة و متشابكة و بعض فقاعات..لم تلبث أن اختفت..
ابتسم أبي ابتسامته الباهتة التي تلازمه منذ عقود..و قال:
سينتهي!
ثم ركن رأسه إلى جذع شجرة التوت العتيقة التي لم تبرح مكانها منذ زرعها جدي منذ ...ثمـــ.. تسعـــ... أو مائة عام كما يروي لي أبي!
سألته في همسٍ ، خشية أن أعكر لحظات تأمله :
ما الذي سينتهي يا حبيبي!!
نظر أبي إليّ و كأنه لم يكن يعلم أني برفقته، ثم ابتسم ابتسامةً أخرى، قديمة..لم أرها في عينيه منذ كنت طفلة..ابتسامة برائحة البرتقال و لون الشمس..ابتسامة فيها فرح النخيل حين يعانق الفضاء..و فيها رقص الريحان عندما تداعبه نسائم صبح..
ابتسم ، و ضمتني ابتسامته القديمة..ثم مد يده نحوي، فاقتربت منه و كما كان يفعل منذ عقود..أخذني في صدره، ربت على كتفي..و مسح على شعري ، ثم قال:
الفرح يا بسمتي..الفرح سيعود
الحزن سينتهي!
ثم همس لي بصوتٍ قديم:
أأحكي لك حكاية؟
فقلت بلهفة كنت قد نسيتها :
نعم ،حبيبي
احكِ لي حكاية، فقد اشتقت حكاياتك منذ زمن!
بيده الأخرى تناول بعض التراب من تحت قدميه، و قربه في كفه نحو أنفه..و قال:
هذا التراب لم تتغير رائحته قط..لكنه اليوم حزين!
غدا..سيفرح التراب..و سيغني الطين حين يضحك فيه القطن من جديد..و ترقص على صدره سنابل قمح..!
آهٍ يا أبي..ما تزال تحلم بأيامك القديمة!
أوجعك جدب الأرض و جفاف المطر..و النيل وحده غير قادر!
آهٍ يا أبي !
يا لهذا الوجع الممتد على درب الخروج ذي الاتجاه الواحد..
هل تنسى يا أبي!
أتنسى يا حبيبي..كم من طيرٍ هجر أرضك!
و كم من فراشةٍ اغتالتها نار الغياب!
أتنسى يا سيدي..كم من سنبلةٍ ماتت قبل أن تنعم بولادة القمح..!
حبيبي أنت و صابرٌ حد الموت تحت شجرة التوت التي دفن تحتها أبوك كما أوصى!
لماذا يا أبي أراك مؤخرا لا تفارقها..!!
لماذا يا سيدي تعيد اجترار الحزن ، رغم محاولتك لصنع رغيف أملٍ لا يكفي لسد جوعنا جميعا..!
سيدي..
بات زمن الفراشات بعيدا..و شجرة الورد البيضاء التي زرعتها لي..سرقتها يد الطوب،
و أما شجرتنا العتيقة..فهي قائمة و قد اعتصمت بالأرض و النهر..
لكنها يا حبيبي لم تعد تدرك كيف تضم الفراشات!
.
.
خروج
ما تزال شجرة التوت تنادي،
و الفراشات عرفت الدرب ذا الاتجاه الواحد!


غانية
ـــــــــــــــــــــــ

في لفافات التبغ الفخمة
يدخنون أوجاعنا...
أملا في النسيان
دخانٌ يتطاير
نساءٌ يتراقصن على أحبال الوجع
في فضاء الصمت و الضجر
هكذا يرونه...مجرد دخانٍ يتطاير
آهات قلبٍ حزين
لا مدى يحتملها
عاريةً تتساقط
كـ غانية
لم تشأ أن تكون (بنت ليل)
كـ قصيدةٍ كانت ترفل في فراء البلاغة
تدنت...
سقطت في خرائب السوقية
تنكّر لها جميع الشعراء...!


عندما بكت إيزيس !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.

للعرشِ ملكةٌ ، للقمرِ حبيبةٌ ،
نهرُها الحنانُ ، لا يُخلفُ يوما وعده . .

*

يا سيدةَ النورِ ،
أخبريني . .
احكي لي كيف للشيطانِ كانت أيادٍ . .!
كيف نبتت له أذنابٌ و أفاعٍ . . ؟
أخبريني ،
كم هو موجعٌ خطوُ الحزنِ في أوردةِ الروح . . !

على ضفةِ النهرِ الشرقيةِ ،
نثرتُ نبضا عتقَه نبيذُ الوفاء . .
و على الضفةِ الغربيةِ . . زرعتُ نخيلا ، و انتظرت تساقطَ الرطب !

تعاليّ ، سيدةَ الصبرِ ،
احكي لي قصةَ الطفلِ الذي احتضنه النهرُ بحنان ،
و حكى له حكايةَ الرحلةِ الأبدية ،
متكررةِ الفصول . .
كيفَ روى طفولتَه الخضراءَ ،
فنما ملكا كأبيه . . !

أيتها الشمسُ البارةُ بسمرةِ الوادى ،
كيفَ علمتِ التلال فريضةَ الصلاةِ عند الفجر . . !
كيف أقنعتِ المروجَ باعتناقِ الخضرةِ قبل كل ربيع . . !
كيف علمتِني ،
أن أكونَ أنا . .
و إن مرت ألفُ ألفُ عام . . !

نحوي ،
ألقت بأشعةِ عينيها ،
رافعةً ذيلَ ثوبها . .
بخطوةٍ واحدة ، عبرت إلى التاريخِ ، ابتسمت !
صندوقُ الذهبِ . . انتصب ،
شمسُ الحنين ألقت بدفئها على الوادي . .

قلبي تعالى في أمداء الصمتِ نبضُه ،
موسيقى النصرِ تنهمرُ من شلالِ القمر ،
(إيزيسُ) الملكةُ ،
ترشُّ الوادي بدرِّ الفرح . .
و أنا . .
على ضفةِ النهرِ ،
في ظلالِ النخيلِ ،
أنتظرُ اكتمالَ الحكاية !


...بـ حنانٍ لا يُغتَفَر !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كانت المواعيد تغني
على لحن الأشواق المرتجفة
في انتظار صيحات العقارب معلنةً وصولها...
و القلب الذي فقد أغلب نبضاته طوعاً في سباق الساعات...
تأهب مرتدياً معطف الوجد مكتملَ التطريز
فتحتُ بابي...
تسابقني عصافير الأنفاس...
تتقافز من أقفاصها..
ترتمي طواعيةً خلف قضبان صدرك..
لـ تسبحَ أسماكاً في نهر عينيك...
جئتَني...كما تمنيتك تماماً
و تماماً كما عودتني...مكتملَ البهاء...فائضَ الشوق...
تنثر حولي الورد..
و تمد أيدي الحنان تلفني...
تمطرني نظرات الحنين...
و جئتني
تراقص الحلم الذي يسبح في عيوني
ضممتَني...
و غمرتَني...
لملمتَ ليل شعري...عن عيوني
و قلت لي:
اعزفيني لحناً لـ الأثير ، لا ينتهي
فـ بدأت...
و احتضنت أناملي الأوتار
تهادت الأنغام يا سيد الحلم الذي ما كان يوماً لـ سواك يغني
فاض جنونك بـ لحني...
و غنيتَ لي...
فردتُ جناحيَّ لـ النسيم الذي جاء مهللاً...
و ضممتُه...
كما أنت ضممتني..
لكنني...
رحتُ في غمرة الحلم...
غبتُ لـ لحظةٍ..عن اللحن..و عني
فـ نظرتَ لي...في عيني..
ضممتَ وجهي بين كفيك...
و قبّلتني...في جبيني..
و بكل الحب الذي ولد في الأرض
بـ حنانٍ لا يُغتَفَر...رحلتَ عني
خرجتَ من حلم ليلي
و تركتني
منذ عامٍ و نجم
و ما يزال..دولاب الرحيل
على عجلات القدر
يسير


المــــــــــــاء !
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

الماءُ يشبهُني ،
سريعُ الغضبِ ، إذا ما عاندته الرياح !
الماءُ يشبهُك ،
صافي النوايا ، إذا ما ترقرق عشقا !
صوتانِ نحن ، و ماؤنا واحد . .
صمتين كنّا ، و الضوضاء رفاهيةٌ لا تليق بنا !
متى يحقُّ لأحصنةِ الوهمِ اجتياحُ ماءِ سكينتِنا ؟!
من يفتحُ أبوابَ الحزنِ بلا مبالاةٍ و ارتياب !
ليلُ القلقِ يحاولُ إغراءَ نجمةِ الروح ،
عطشٌ هي تفاصيلُ الوقت ،
أحصنةُ الأملِ تعبرُ المفازات ،
تحطمُ تماثيلَ الفكرةِ المستنسخة ،
و الليلُ يعوي على أرصفةِ المواعيد ،
عند محطةِ الصمت ،
يُكبّر الوجعُ على مئذنةِ الضجيج ،
أحدثُُك عنك ،
فلا تسمح للصمتِ برفعِ راياتِه فوقَ مساحاتِنا
التي نما فيها عشبُ الكلام !

الماءُ حين يغضبُ ،
يهدرُ و لا ينكسر !
الماءُ حين يغني ، ترقصُ نرجسةُ النور . .
في كفِّ الماءِ خطوطُ حياة ،
و ابتساماتُ ضوء . .
يمتدُ دربُ المنى نحوَك ،
متسعا بلا وجع !
لهفةُ الماءِ تشبهُ خطاي إليك !


من يومياتِ امرأةٍ تافهة . .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

{ مدخل }

بدأت اليوميات...
في مساء وجعٍ اشتعل،
حيث السماء كانت تحيك خدعةً لـ عصافير المغيب....
كأنني على طاولتك قطعةٌ نقدية
تراهن عليها في كل مرة...
و خصمك...
هذا القرار الذي يترنح في رأسي
لا يقوى عليك
أنت تعلم
و كلما دنت لك القطعة النقدية...
ألقيتها على طرف الطاولة....
في رهانٍ جديد....
آه...
تعبت القطعة النقدية
بل....فقدت قيمتها أيها الرابح
الذي ملّ الربح
لا تحتاج لـ المقامرة

{ مخرج }

جدلٌ كبير حول قيمة القطعة النقدية
في سوق القمار
ما تزال البورصات...متأرجحة القيمة
و هي على الطاولة...
تختبئ تحت معطف المشروب الفاخر
بعض السُكْر...لا يضر
في تمام يأسٍ و انكسار
في سنة ألفٍ بعد سخرية
عند اكتمال شهر الحزن


حزنٌ أخير !
ــــــــــــــــــــــــــ


هو الليل الأخير ،
و عند آخرِ الليل . . عصفورةٌ و بحر . .
و آخرُ غيمةٍ قررت إبقاءَ سرِّ المطر بعيدا عن اشتهاء الرياح ،
تساورني فكرةٌ عبثيةٌ ،
مجنونةُ الوحي ، و الإيحاء . .
هل تنساني شهوةُ الخيبة . .
و قبحُ الانكسار !
هزائمي تباهي بمجدها . .
و قلبي لا يقدّرُ مقامَ الوجد . .
حين يكون الظلُّ أقوى ،
حين ينخرطُ القلبُ في حساباتِ نبضٍ و انكسار ،
حين تولد الشمسُ رماديةً ،
ترتبكُ العصافير ،
تبعثرُ رسائلَ العشاقِ على مقابرِ الهوى . .
في قلبِ النهار القادم على استحياء ،
أفتشُ عن بعضِ فراشاتٍ فرت من الحريقِ الأخير ،
عن بعضِ براعمٍ ربيعية ،
سرقَ الخريفُ ابتساماتِها الخضراء ،
لا شيءَ يجدي . .
عند انتهاءِ الحكاية . .
طفلةٌ تلملمُ رمادَ ظلها ، دون بكاء !
شمسٌ تمارسُ غوايةَ الضوءِ على رصيفِ الخيبة . .
و مدينةٌ مات كلُّ من فيها ، قبل اندلاعِ الحرب !
الحبُّ فارسٌ مبتورةٌ ساقُه ،
بجوار الجدار القديمِ في مدينةِ الظل . . يبكي !
و صوتُ الراوي من بعيدٍ يأتي :
لن يحزنَ أحدٌ بعدَ اليوم !
اليوم ،
آخرُ موعدِ حب . . آخرُ حزن !


ضحكاتُ الماء!
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

مدخل:


القصيدةُ صلبُ روحٍ على مذبح الوقت،
دماؤها نبضُ قلبٍ حائر..
كقطعةٍ من سُكّرِ الحزن،
تذوبُ في ماء القلب،
آهتُك التي عذبتني!
أنت!
سماءٌ مفتوحةٌ على الفرح!
بحرٌ عميقٌ من الوجع!
أنا!
حلمٌ يتأرجحُ في مهدِ الأمل،
نبوءةٌ، لا تتحققُ في كتب العرافات!
كقبضةٍ للحزنِ، لا تُفلِتُ حلمي،
كانت آهتُك، كانت دموعي!
كنبضةِ نورٍ في قلبِ العتمة،
شمسُك التي تضحك لي!
مطرٌ يروي ابتساماتي المتشققة عطشا لحضورك!
كمهرجٍ قديم الحيل،
يتبختر الغيابُ بيننا.. خائبَ الخطى،
على حبل الضغينة يتقن السيرَ،
قليلا، و يسقط!
بعضُنا المسروق منّا على درب العمر،
ما يزال يحملُ تفاصيلَه المترعة بالعشق،
بالشوق،
و الحنين..
متكفلا بالذكرياتِ يسير..
تحت مطرنا القديم،
تغتسلُ أوجاعُ الروح..
و القصيدةُ التي أرهقت المجازات،
ترقص على لحن الماء حين يضحك!
في سماء الهوى يحلقُ قلبي،
متوجها لاستواء نبضك،
حيث يتساوى ليل الحزن و نهار الفرح..
حيث لا طغيان لشيء،
و الضحكاتُ الطازجة شلال!

مخرج:

تبقى متاهةُ هواك،
هي الأحلى..


أيــــــلولُ الحزين!
ـــــــــــــــــــــــــــــ

أيلول الحزين،
تعال..
هات يدك، و سر بجانبي..
لا تأبه لعباءة الأرض الصفراء..
لا تبالِ يا رفيقي بعواء الريح..
واتركني ألملم عن وجهك غبار التعب!
أيلول المتعب،
هنا على أريكة الوقتِ المنفلتِ من دولاب الزمن،
استلقِ قليلا،
لا تكابر أيها المرهَقُ،
فالوقت في عجالةٍ من أمره!
أيلول المكتظة عروقه باصفرارٍ لا ذنبَ له فيه،
نم قليلا يا صديقي،
انفض عن كتفيك عبء الذكريات،
واخلع بردة الهزيمة،
فأنت يا صديقي طيبٌ جدا كالماء،
و بريئٌ جدا كالطفولة!

أيلول المثقل بذنوبٍ لم يقترفها،
لا تصدق تراث الأساطير!
لا تستسلم لسيرة الكذب،
فأنت يا صديقي صادقٌ جدا كالضوء!
و رقيقٌ جدا كصبيةٍ،
يتفتح قلبها على دهشة العشق لأول مرة!

أيلول يا صديقي الجميل..
تعال!
واترك كفك ترسم من جديد وجه الأرض..
راقص الماء الذي اشتاق موسيقى حضورك،
لملم الغبار عن مرايا الضوء،
وافتح للفراشات دربا نحو العبير!
أيلول الحزين..
ابتهج!
فأنت منذ البدء رفضت المقايضة على الألوان،
وانتصرت!

مخ ـــرج/
.
.
يبقى أيلول جميلا،
رغم كل التهم المصوبة نحوه!
بريئا كما ضحكة طفلٍ يحتضن ثوب العيد!


من حديثِ الرماد !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

كما السرابُ يشعلُ خيالَ المكان ،
كما الماءُ يضحكُ على لهفةِ العطش ،
مبعثرا ترانيم الترحال ،
لدى الرمادِ دفترُ حكايات !
الرمادُ متهمٌ دوما بإشعالِ الحريق !
و هو قاتلٌ غيرُ محترف ،
تورطَ فجأةً في اشتعالِ الصدفة !
لا يستطيعُ غسلَ يديه من دمِ الأشياء !
هل تساءلت النارُ يوما عن وجع الرمادِ بعدَ انطفاءِ الحريق !
هل تشاغلت الريحُ لحظةً واحدةً بتعاريجِ الحزنِ الأسودِ على وجهِ الرماد ؟
كيفَ لم يتساءل الماءُ عن اكتفاءِ الرمادِ ،
عن عدم اشتياقه للمطر ؟
عندما أحرقتُ آخرَ صورةٍ كانت في ألبوم أوجاعي ،
ظلت ذرةُ رمادٍ تتراقصُ حولي !
أهي الشماتةُ أيتها الصغيرة ؟
أهو الفضول و انسكابُ الأسئلةِ المملة ؟
حين نفختها بلا مبالاة ،
حطت على كفي في عناد !
سمعتها تكتم ضحكةً صغيرة ،
و عيناها مبللةٌ بدخانِ السؤال :
هل انتصرتِ الآن ؟
كالمجنونِ حين يحدثُ الأشياءَ غيرَ المرئية ،
انتبهتُ ، فأخذتُ بصري نحو نافذتي ،
حيث كانت تمرُ نحو الأفق قافلةُ رمادٍ أخيرة !
بابيَ المفتوحُ على السكون ، لم يسمح بمروري !
تعثرتُ فيها من جديد ،
ذرةُ الرمادِ اللحوحة ،
كررت سؤالها اللعين :
هل استرحتِ الآن ؟
بعينٍ متسعةٍ لا ترى ،
نظرتُ نحو قوافل الرمادِ المسافرة ،
أحاولُ لملمةَ بعضي ،
ظننتني هناك على النافذةِ ، أمدُّ ذراعيّ ،
نحو الفراغ !
ذرةُ الرمادِ الصديقة ، قالت في حنان :
لسنا سوى فصلٍ في رواية !
و حلّقت بعيدا ،
تحاولُ اللحاق بالقافلة . . !



عشقُهُ الحزينُ جدا!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في غفوتها على صدر الحلم،
تراتيلُ أمل..
في صحوته في قلب الهوى،
بكاءُ فرحٍ،
وانكساراتُ مستحيلٍ خائبِ الخطى..
من عتمتِها المتبرجةِ بالكبرياء،
من بحرِ خيباتِها المتلاحقةِ كالشتاء،
ملأت سلالَ الكلامِ،
تاريخًا ناضجَ الثمر..
كأسطورةٍ أتعبتها دهشةُ القراءةِ في كل مرة!
من ضوئه الشلال،
منهمرا أتاها كصاعقةٍ لعنت العتمة،
بأنامل عاشقٍ،
رسم في قلبها قزحَ البراءة!
غافيةً على صدر الوهم، تردد:
خُلقت الأحلامُ كي تموتَ سريعا!
عيناه نجمان محلقان في سماواتِ الضوء،
قلبُه مهدٌ وثيرٌ،
وكفاه أرجوحةُ نبضها!
كلما علت في أمداء الفرح، رددت:
الطيبون يمنحون هذي الحياةَ أكثرَ مما تستحق!
ذات عناقٍ وثرثرةِ صمت،
غابت في عينيه،
غامت عيناها،
بصوتها المتكسر وجدا، سألته:
لماذا أنت جميلٌ جدا، حتى أنك تشبه الحزن!!

ذات صحوةٍ لم تتأخر،
قبلتها نسمةٌ خريفيةٌ تسللت من نافذته المغلقة،
ودمعةٌ غابت كثيرا،
قبلتها،
وألقت السلام!!


قــــــــــــــــلق!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليل أوجاعي ممتدٌ ،يعاند أنفاسي،
ثقيلةٌ خطاه على صدري..
رأسي دخان..قلبي ضباب،
متناثرةٌ حولي..و لا حيلة لي
يد الروح مبتورة الأنامل..
كيف تتحسس بثور أحزاني..فتداويها!
أفكارٌ سوداء تنزلق على أوتار أعصابي..
أفكارٌ لا لون لها..تعبر خجلى،
تموت قبيل التشكيل بلحظات
مبتورة الجينات..لا منتمية،
تماما كأنا الآن..!
غيماتٌ كاذبة..كللت سمائي،
واعدة بالمطر..قهقهت كذبا و هروبا..
هل حقا هطل بالأمس مطر!!!
هل مسّ الفرح روحي يوما..!
دخانٌ غمر كوني..و كياني
فراغٌ لا يعترف بسواه!
مستبد العواء..يأكل تفاصيل ذكرياتي..
كريحٍ عصفت على عجل..كنست ذاكرتي..
تركتني كوليدٍ لا تاريخ له..
لا رصيد في دمي..سوى بقايا وجع..
كثير اختناق..يحتل صدري!
و عيناي دخان!!
ذات فقدان هوية
بلا تاريخ..
بلا معنى!


لآخر مرة . .
ــــــــــــــــــــــــــ

مرآتي تهشمت ، ما عدتُ أراني ،
ملامح وجهي ضائعة . .
أشلاء وجداني مبعثرة
لا الريح عادت توجعني ، لا النار تعيد تكويني
بعض النبض أنا
و الحكايا القديمةُ دفعتْ ثمني
لمقامرٍ في مزادٍ علني
لا تكفي الحروف . . !

في السماء قمرٌ يرمقني ،
يراقص النجوم واحدا تلو الآخر . .
نائمةٌ أنا في ساحات الضياع ،
وسادتي شوكٌ ، بردي فراغ . .
حشرات الأفكار تتشاجر في ذهني ،
فراشاتٌ سوداء تحوم حولي ،
غربانٌ هناك . . تلوك سيرتي !

القمر ،
ما يزال ينهك ضوءه المستعار في رقصة الترهيب ،
ثملةٌ بوجعي ، أموء كقطةٍ تائهةٍ في ليلةٍ ممطرة . .
لا شيء يسد جوع خوفي !

أين أسلحتي . . ؟ !
أين أنا التي كانت في حكاياتك . . ؟ !
بعض حروفٍ ما تزال تنتشي بسيرة المجد الأولى ،
كفاي خاويان من النور ،
لملمني الحنين لنفسي . .
لأسطر بعض حروفٍ عن تاريخي الفاسد بالنور
حروفٌ تكتبني
أغلقتُ فيها على نفسي . . كتابها طلسم ،
تمائم الحروف ليست للقراءة . .
لعنةُ التعاويذ تصيب قلب العصافير ،
لا يشفيها مطر . .

كم انتظرتُ نزول المطر
ليته ما نزل . . ! !

و أذكرُ أنه قد عاودني حزنٌ شبيه !










عدد النصوص : (15)

المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
أكاديمية الفينيق للأدب العربي

مدينةُ النرجس ـ أحلام المصري
المادة محمية بموجب حقوق المؤلف عضو تجمع أكاديميّة الفينيق لحماية الحقوق الابداعية
رقم الايداع : أ.م / 02/ 2022
تاريخ الايداع : 18 - 02- 2022















  رد مع اقتباس
/
 

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:54 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط