لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ من ذرْوَةِ الرّمــــــــــاد ⊰ >>>> من ذروة الرماد ينبثق الفينيق إلى أعالي السماء باذخ الروعة والبهاء ... شعر التفعيلة >> نرجو ذكر التفعيلة في هامش القصيدة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
20-06-2022, 12:40 AM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
مطر اليباس،،،
مطر اليباس،، مرَّ منطفئًا في تجاعيد روحي استدارَ توقـّفَ في لحظة الإحتضارِ تهاوى إلى قمة الوعدِ: - هذا الخواء المزركشُ لا يستفزّك بعدُ انتبِهْ ! في بقايا العروق بقايا اخضرارٍ وفي الزهرة اليابسةْ طيفُ لونٍ، وثمّةَ في قشرة الكلِّ، تصبو إلى قُبلة الغيمِ عذراءُ في خدرها نائمةْ وانتبِهْ! الربيع المعلّبُ في قسوة الغيمِ يعبر قلب الحطبْ ويرشُّ على حافة الروح ترنيمةً خافتةْ تفتح الباب والسقف والنافذةْ وتُطـلُّ .. فيصفع أحلامَك الرملُ والشوكُ والأعينُ الفارغةْ غير أنك لا تبدأ الموت من لحظةٍ يابسةْ وانتبـِهْ! أيها الفارس المعتلي صهوةَ الموتِ، صوتُ البراري يحاصر هذا السفرْ وتراتيلُ قلبك للخصبِ لا تفتح الأفقَ، والأفقُ لا ينكسرْ غير أنك – في مدِّكَ المستمرّْ – غير أنكَ .. لا تـنحسِرْ وانتبـِهْ! أيها السنديانُ المعفَّرُ بالذكرياتِ، العصافير تهدم أعشاشها، الشمسُ ترحلُ تهفو بقايا الحياةِ إليكَ، وأنت انحنيتَ، وقوّضتَ هذا الفضاءَ، انـتَصِبْ! أيها السنديان القديم .. انـتصِبْ واستَعِدْ رعشةَ الغصنَ عند اعتـناق الندى حين عزَّ المطرْ وانتبـِهْ! حين يغزوكَ طعمُ اليباسِ المسيّجِ بالشوكِ أنَّ بقايا الطراوةِ في قبضة العشبِ عند انحناء الزمانِ تغذّي بسردابِ روحكَ، هذا اليبابَ فيلتفُّ حولك، يخنق فيك انـتظار الغيومِ فلا تُسْلِمِ الروحَ طوعًا لهذا الهشيمِ ومُدَّ ذراعيكَ، رتِّلْ نشيدَكَ، واتْـلُ صلاتَكَ، بين السماءِ وبين انفجار الحياةِ يقينُكَ، لا تسقط الآن في قبضة الرملِ يا سيدَ العاشقين لنبضِ المطرْ!! * يرتدي درعَـهُ، يُسرجُ الريحَ يمتـدُّ في الروحِ أغنـيـةً: نـِصفـُها البحرُ، والنـصـِفُ رمـلٌ تـشـقَّقْتُ، حين اعتـرتْ نغمةُ الماءِ روحي، وأطلقْتُ من عتـمةِ الأسرِ نسرًا جريحـًا على حافـة الموتِ شوقًا لهذا المدى. أيها القادم المتـلثِّمُ في ظُلـمـةِ الغيـبِ ها أنهك الوجدُ أرواحنا؛ مثـلما القـشُّ في النارِ والنهرُ في السدِّ والشـِّـعْرُ في جبهتي والمطرْ حين يرتـدُّ في الغيـمِ لحنـًا ترقرقَ.. ثمَّ انكسـرْ أيها القادم الآن من صرخـةٍ في دمائي، اِشْتَعـِلْ!! كـُنْ أنا، وانْـفَجـِرْ: عاشقًا نصفهُ الموتُ، كن أنـاْ، واعصـِفْ بهذا الرمادِ وفي صمتِ هذا الخرابِ اِنْتَشِـرْ! * …، جسدي، جـُمْلَةٌ بين فاصلِتـيْنْ! خـِلـتُ أنَّ الحروفَ ارتـعاشُ يـدٍ طـِفْـلـةٍ تـتهـجـّـى الكتـابـةَ في أوّلِ العُمْرِ، أو رجْفَـةٌ كـهْلَـةُ الكـفِّ في أرذلِ العمرِ؛ قلتُ / ومن عادتي أن أخاطـِبَ في عالم الرمل صوتي/: سنعجنُ هذا الرمادَ بمـاءِ القصائدِ نصنع طوبًا، ونشويه فوقَ اشـتـعالِ الدّمـاءِ ونـبـنـيـهِ صـرحـًا ونـرقـى إلـى الـشـِّـعْرِ نـرتُقُ بالحبِّ ثُقبَ الحياةِ قـُبـيـلَ انهيـار الطفولـةِ في لُجَّةِ الرملِ، إذْ يعتـلـيـهـا الخرابْ! * أرقب الآن من كُـوّةِ الشعرِ؛ موتـًا يجـيئُ مع الرمل في موسم العُقْمِ، يمحو عن الأفْقِ آخرَ ما خلَّفَ الغيم من قَطَراتِ الندى، يستـمدُّ ضحاياهُ من أنجم الزهرِ، من لَيْلَكِ الفجرِ، من أجملِ العمْرِ، يمتـد ُّ حتى يطاولَ هذي الجبالَ، ويفتـكُ بالشمسِ، يغتال ضوءَ القمرْ. أرقب القادمَ المستـبـدَّ بأحلامنـا؛ يستـفـزُّ القصائدَ، يـَنْشَكُّ فيـنـا: أناشيدَ لا تعلن الإنـتـهاءَ، ولا تعرف الإرتواءَ، ويَنْدَسُّ تحت أظافرنا، حَكَّـةً لا يهـدَّئها غيرُ طقس اليباسِ المعـفَّـرِ بالأغنياتِ التي أشرقتْ من حصى القلبِ واستفحلتْ بيننا، نحنُ من أخصـبَ الرملَ شـِعْـرًا، وأعلن أنَّ انكسارَ الغيومِ انـتـصارُ القصيدةِ؛ لن يتوقَّـفَ هذا الجنونُ إلى أن تـعانقَ أرواحُنـا مجـدَهـا!! * أينع الرملُ بالموتِ مـدَ إلينا أكـُفَّ الزوابـعِ وامتـدَّ في دمنا جولـةً من سباقِ النهايـاتِ، يا أيها المنتظـِرْ كم ستـصمتُ قبل اقتلاعِ الرياحِ لنخلاتـنـا؟ قبل أن يـتـركَ الغيـمُ أحلامَنـا؟ قبل أن تـفتحَ الأفْقَ للشمسِ؟ كم سوف نـقـتـاتُ وهمَ الحصى، قبلَ أن يطرقَ البابَ في ليلةِ الجوعِ ظـِلُّ عُمَرْ؟؟!! * هدأةٌ، في سكون المحطـّاتِ، أو غفوةِ الأرصفـةْ هدأةٌ.. في ربيعٍ خجولٍ على حافةِ الرملِ، - ماذا تركتُ على شاطئ العمر منّي؟؟ - بقيـَّةَ حلـْمٍ حزينٍ، وصوتـًا.. تكـسَّرَ عبرَ الفراغْ؟؟!! * لم يكن من جهاتٍ سوى منبع الـسرِّ خـرَّ على بابـهِ القلبُ مرتعشـًا تـتـوهـَّجُ في مقلتيه الصلاةْ. يرفض الموتَ رمـلًا ويختـارُ أن يشربَ الموتَ منـتشيًا في اشـتـعال الحياةْ لم يعد من يقينٍ لنا غيرُ صوتِ السماءْ لم يـعدْ من قصائدَ غيرُ الدّمـاءْ نحنُ فرحتُنـا!! وامتدادُ الحياةِ وشعلةُ هذا الفضاءْ نحنُ سـرُّ الورودِ ولونُ السـنابلِ والماءُ نحنُ، وأجملُ ما في الشعوبِ، ونحن الـنّدى في ثـنايا الهواءْ!! * أيها الرملُ إنـّي أراكْ ساحبًا فوقَ صحرائكَ الذيلَ تُخفي وراءَ اتساعِ سرابكَ دمعَ انسحابكَ من عمرنـا أيها الرملُ بعد البداية كنـتَ وقبل النهايـةِ تمضـي وبينهما لستَ وحدَكَ سيِّـدَ هذي الحيــاةْ!! (فاعلن)
|
||||
20-06-2022, 01:22 AM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: مطر اليباس،،،
كيف يمكن أن تطاوعنا الذائقة في اقتباس بعضها!
لوحة فنية مكتملة كل جزء منها قصيدة.. ولأقتبس توقيعكم شاعرنا الكريم (أيها الشعر، ما أجملك!)
|
||||
20-06-2022, 02:15 AM | رقم المشاركة : 3 | |||||
|
رد: مطر اليباس،،،
اقتباس:
الأحلام الرائعة أسعدني حضوركم وتعقيبكم كل الشكر والتقدير
|
|||||
20-06-2022, 09:18 AM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: مطر اليباس،،،
أيها الفارس المعتلي صهوةَ الموتِ،
صوتُ البراري يحاصر هذا السفرْ وتراتيلُ قلبك للخصبِ لا تفتح الأفقَ، والأفقُ لا ينكسرْ غير أنك – في مدِّكَ المستمرّْ – غير أنكَ .. لا تـنحسِرْ.. إنه الشعر حين ينطلق من قيود القوافي ويحلق عاليا نحو فضاءات مدهشة في سياق قصيدة تألقت بما حملت وحملت بما تألقت فكان البيان غدران الذالت في لملمة شتات الأشياء ورفع عيار البهاء في مسرح العبارات شاعرنا الجميل نزار اللبدي بورك البيان وما تجلى من جمال لا عدمناك |
||||
20-06-2022, 09:30 AM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: مطر اليباس،،،
يفغَر الحرفُ فاهُ ويسكنهُ الوُجومُ فأنّى لهُ
أن يُلمَّ بدمع المُزنِ وهذا النهرُ يَفيضْ؟! أيُّها الحرف انتبهْ في التجاعيدِ احتِضار السنديان.. أم مَزايا اخضِرار الغصن إذا زقزق العصفورُ وغنّى الكَنارْ؟ للسنديان امتداد الظلِّ لو حُمَّ النهارْ يفغَر الحرفُ فاهُ ورعْشَتُهُ تستحضرُ الشعرَ وعبقرُهُ في زحمَة صمتهِ يُواري دهشتَهُ بالصمْتِ يُحاورهُ ( نحنُ من أخصـبَ الرملَ شـِعْـرًا، وأعلن أنَّ انكسارَ الغيومِ انـتـصارُ القصيدةِ؛ لن يتوقَّـفَ هذا الجنونُ إلى أن تـعانقَ أرواحُنـا مجـدَهـا!!) ويزيد الصمْتُ عُمقاً فيزيد البوْحُ عبقاً ( يا أيها المنتظـِرْ كم ستـصمتُ قبل اقتلاعِ الرياحِ لنخلاتـنـا؟ قبل أن يـتـركَ الغيـمُ أحلامَنـا؟ قبل أن تـفتحَ الأفْقَ للشمسِ؟ كم سوف نـقـتـاتُ وهمَ الحصى، قبلَ أن يطرقَ البابَ في ليلةِ الجوعِ ظـِلُّ عُمَرْ؟؟!!) ما زلتُ ألمُّ شتاتي بعد أن بعثرْتَني يا نزارْ الوقت يناكفني لي عودة إن شاء الله |
|||
20-06-2022, 03:37 PM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: مطر اليباس،،،
قبل النهاية كان
وبعد البداية كان يباس يُطوق الأشجار يلوي عنق النخيل ويرمي الرمل لجفاف والمطر هناك يرقب سر الورود ويعانق السنابل ويرمي الرمل للمل وينادي ذاك الفارس الممتطي صهوة الانتظار الشاعر نزار نص جميل يفتح الطريق للاخضرار ويطرد اليباس في انزياحات ترصد الواقع بكل تجلياته شكرا لروحك وتقديري يرمق |
||||
20-06-2022, 08:28 PM | رقم المشاركة : 7 | |||||
|
رد: مطر اليباس،،،
اقتباس:
الله الله من بعد طول غياب تتفتح زهور البوح في بستان الحرف لتعلن عن قصيدة من ماء رقراقة المعنى شامخة بشموخ روحك قبطان سفينة الابداع والنور كم سعدت بمصافحة جديدك الباذخ وحرفك العميق الــ لطالما افتقدناه وافتقدنا انغامه الفريدة ومذاقه الاستثنائي الجميل لوحة فنية مكتملة البهاء وحرف ذهبي يرصّع اوراق من حرير عكست بريقه على ارواحنا فاثرى الروح والوجدان. دام الجمال شاعر الجمال ودمت متألقا بهذا الحضور الفريد. تحية تليق وكل الود والورد
|
|||||
04-11-2022, 10:36 PM | رقم المشاركة : 8 | |||||
|
رد: مطر اليباس،،،
اقتباس:
الصديق الشاعر عبد الهادي، بوركت وبورك مداد قلمك السخي بالإطراء، كل الشكر والمودة محبتي
|
|||||
04-11-2022, 10:39 PM | رقم المشاركة : 9 | |||||
|
رد: مطر اليباس،،،
اقتباس:
الرائع أحمد عبد المعطي،
من أين أبدأ الرد عليك وقد أعجزتني؟ تتقصد خاصرة القصيدة وتغمزها، فتنثني راقصة بين يديك، أيها الشاعر الجميل، كل المحبة والامتنان
|
|||||
04-11-2022, 10:42 PM | رقم المشاركة : 10 | |||||
|
رد: مطر اليباس،،،
اقتباس:
الفاتي الرائعة حضور جميل عابق بالكلم الطيب وثيرة أجواء مشاركتك الطيبة، كل الشكر والامتنان
|
|||||
04-11-2022, 10:46 PM | رقم المشاركة : 11 | |||||
|
رد: مطر اليباس،،،
اقتباس:
العبير الرائعة
ثري حضورك وارف وجميل تجعلين القلم / القلب يرتجف وهو يحاول الرد على هذا الحضور أسميك الأميرة البليغة، والشاعرة الدافئة، أرجو أن تتقبلي احترامي ومودتي
|
|||||
12-11-2022, 11:15 PM | رقم المشاركة : 12 | |||
|
رد: مطر اليباس،،،
ايها الشاعر يا من ملكت الحرف والوانك المنتقاه
كيف تجعل من الحروف بدايات لكل الجمال ونهايات لا تتوقف بل تستمر حتى بعد الانتهاء من الكلام تثير في الراس اشجانا والوانا شكرا على ما وهبت الحروف من جمال الذائقة مودتي |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|