إضاءة على ديوان "وللعشق شأنك" بقلم الروائي. محمد فتحي المقداد - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: طيور في عين العاصفة* (آخر رد :عبدالرحيم التدلاوي)       :: الأصمّ/ إيمان سالم (آخر رد :إيمان سالم)       :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :أحلام المصري)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: جبلة (آخر رد :أحلام المصري)       :: إخــفاق (آخر رد :أحلام المصري)       :: ثلاثون فجرا 1445ه‍ 🌤🏜 (آخر رد :راحيل الأيسر)       :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الأزهر يتحدث :: شعر :: صبري الصبري (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الادب والمجتمع (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: مقدّّس يكنس المدّنس (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-08-2022, 12:45 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد فتحي المقداد
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
سوريا

الصورة الرمزية محمد فتحي المقداد

افتراضي إضاءة على ديوان "وللعشق شأنك" بقلم الروائي. محمد فتحي المقداد



إضاءة على ديوان

"والعشق شأنك" للشاعرة ابتسام الصّمادي. سوريا



بقلم الروائي. محمد فتحي المقداد

المرأة أمٌّ بطبيعتها؛ فإذا كانت شاعرة فهي وطنٌ، ابتسام الصمادي وطنٌ تحكيه بكلمات موجوعة، وعيون مدموعة، وقلب مُدمىً على وقع لحن جنائزي أوجزته ببيت شعر. وفي صفحة الإهداء تتضح هوية ديوان شعر "والشوق شأنك"؛ فتقول: "من يليق به الحزن، يليقُ به الفرح. الحزن مادة ثمينة، سترٌ لا نهتكه مع أحد" ص5.

وإذا سألوك عن الشعر، فهل هو تمحورات حول الذات وعواطفها ورغباتها فقط، بينما عند "ابتسام الصمادي" هو حالة: نيرفانا الصعود لفضاءات واسعة من أغراض الشعر المبتكرة المتجددة على كافّة الأصعدة، اعتبارًا من الموهبة، وإتقان صنعته وفنونه.

لتتواءم مع هتافات الحرية آملًا بالوصول من التغيير للسعادة في مستقبل منشود، والتحرر من براثن الدكتاتورية العسكرية الغشيمة المقيتة، رغبة بالوصول إلى ولادة حياة جديدة، رغم مشقّة الطريق المليئة بالعقبات والمثبطات والموت البطيء بالتجويع والتخويف، والاعتقال والتغييب في غياهب ظلمات السجون.

وعلى رأي الشاعر الفرنسي "جان كوكتو": "الشاعر لا يطلب الإعجاب أبدا، بل يود أن يصدقه الآخرين". وبذلك تقول "ابتسام الصمادي": "ما نكتبه اليوم، ونحن ندرك أنه زلّة قدم في عتمة الضمير" ص10.

وفي زحمة النشر في وسائل التواصل من السيل الجارف من الكلام المنمق، على أنه شعر. تتساءل الشاعرة ابتسام الصمادي" بشفافية مطلقة:

"الشعر.. يا للشعر، كيف يتربص بالصبايا على بوابات المدارس. داخل الشعر تفتش البنات عن رجل يكتب فيهن ما يتمنين سماعه، داخل الشعر يموت العاشق شوقًا، عندما يلمح قصيدة تشبه حبيبته" ص8.

" داخل الشعر أنت على نقطة ساكنة يسميها المتصوفة نفطة الصفر، التي تربط مبتداها بمنتهاها، ربما هو الزاوية الحادة من مثلث متوازي الحياة والموت"ص9.

"أم هو نقطة الماء التي تفلق الصخر بهدوء شديد، وتأن مزمن دون ضجيج الضرب وقساوة الطرق!! " ص9. رؤية الشاعرة تنبثق من فلسفة عميقة لرؤية الحياة من زوايا مختلفة، وملاحظة ماوراء الواقع بعين خبيرة، تمتلك تفوذا سريا على محيطها، كل ذلك سعيا منها للتغيير، أي أن سلاح الكلمة أقوى ألف مرة من قوة الرصاصة، تذهب اليد الضاغطة على الزناد وتبقى الكلمة.

المجموعة الشعرية "والشوق شأنك" جاءت مقسمة إلى ثلاثة أبواب. الباب ضم العديد من القصائد. وكانت إحداها ذات العنوان الذي احتل الصدارة عنوانًا رئيسًا للمجموعة.

جميع القصائد تتمحور حول الحب والوطن الموجوع بالخوف، وعلى لسان الشاعرة:

"أنا من بلاد الخوف، حيطان لها آذان. وطريدة، وشريدة البلدان" ص48.

"وأنا شآم الله فُك رتاجها، فاجتاحها النمل المميت يصول" ص46.

والشام في عيني "ابتسام الصمادي" يتمثل فيه الكون بأجمعه، ولا تفتأ تستعيد تاربخ مجد بناه الأجداد، وبقولها:

"تتعفّن الدنيا بلا شمس إذا.. انطفأت بيوم، فالشام بديل// لبني أمية في العروق صواهل.. عدّوا الأصائل فالدماء خيول" ص45.

وبتتبع بسيط لبعض مفردات متفرقة من النصوص، نقرأ هوية الديوان: (قاسيونك. أصفاد المنافي. دمعي همى. الدخيل. العواصف. أوجعني. السجن. الحروب. الوحوش. افتش عن صباح. الطاغوت. قطعت يداي. الإرث الخفي. يُحطب. تبت يداه. تهرب بسمتي. أين المصير) هذا أنموذج من دلالات تختزنها الكلمات.

وفي قصيدة "الغريب (أوباما)" تصب الشاعرة جام غضبها على تردد العالم الذي يدعي أنه حر. في الانحياز للإنسان وقيم الحرية والعدالة، بل انحاز للقتلة والمجرمين. ورغم هذا وذاك تصرخ: "أموية.. تجري الخيول بدمعتي، شآمية.. جرح القطا ببسالتي//حزني الجميل برغم يتم نسيجه، يبقى شفيفا لا يزعزع هامتي" ص27.

الباب الثاني (باب التغريد)

وبتعريف الشاعرة له: (قصائد قصيرة جداً (ق ق ج) التغريد فن حديث كانت العرب تسمي أجمل بيت (ببيت القصيد) واليوم هو (التغريد) الفرق أن بيت القصيد يخرج من القصيدة ويعود إليها أما التغريد فإن القصيدة تخرج منه ولا تعود إليه) ص55.

والباب الثالث والأخير:

لا أظنُّ إلا أنها قصائد غاضبة على غرار قصائد "نزار قباني"." قصائد مغضوب عليها"، مغضوب عليها من الدكتاتور، ولكنها تبث الغضب في وجهه، وتقول له:"إرحل.. نحن الباقون المتجذرون.. والوطن لنا..".

(نصوص شعرية في زمن أغبر تطعن فيه المنظومة الأخلاقية الجمعية للبشرية، يخرج السؤال الكبير: هل من إبداع يتخطى حدود الہم الخاص ويتمركز في البقاء الأسمى لمخزون حضاري يرقى أن يكون إنسانياً، وكونياً؟!

لا تعجبوا إذا شقت القصيدة ثوبها وخرجت للنثر حافية تدوس على زجاج القوافي والتفاعيل) ص 79.

والنص الأخير في هذا الباب. خاتمة المجموعة "والشوق شأنك"، حمل عنوانا صادمًا غاصًا بالغضب، وخيبة الأمل للمُخرجات السيئة القذرة طيلة عقد من الحرب والدمار والقتل والتشريد.

(في البلاد التي تضع صخرة في فمك وتقول: عش

ونضع في عمرك صباها وتقول: مت

فلا أنت بحي ولا أنت بميت

تعطيك المنافي ظلها

فتمنحها شجراً من وجودك

فلا وجود لزيتونك ولا ضوء لزيتك...

خذني الى قارب نجوت فيه

لا شيء يشبهني سواه

يطفو كأنه حي

لكنه غير موصل للحرارة

ولا موصل للحنين

أنا الممزوجة بطاقة من دفق الفراتين

من رحيق الياسمين) ص 87.

وختامًا. يكبر الشّاعر في عيون الجماهير بانحيازه لقضايا أمته، ابتسام الصمادي سنديانة حورانيّة إذا انحنت تُكسَر، صلبة بصلابة البازلت، فلو أنها انحنت قليلًا كما انحنى الآخرون، لكانت تحت أضواء المناصب التي هجرتها من أجل أن تبقى إنسانة حُرّة.

عمّان. الأردنّ

27/ 8/ 2022








مدرج بصرى الشام
  رد مع اقتباس
/
قديم 29-08-2022, 02:31 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
د.عايده بدر
فريق العمل
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائزة بالمركز الأول
مسابقة قصيدة النثر 2020
تحمل صولجان الومضة الحكائية
وسام المركز الاول في القصة القصيرة
مصر

الصورة الرمزية د.عايده بدر

افتراضي رد: إضاءة على ديوان "وللعشق شأنك" بقلم الروائي. محمد فتحي المقداد


مرحباً بكم مبدعنا القدير الراقي
. محمد فتحي المقداد
تحية تقدير تليق لهذا الجهد المتميز
في تتبع مفاصل الحرف والقراءة المميزة
وتحية تقدير للمبدعة الراقية
ا. ابتسام الصمادي
تقديراً للحرف المتألق والقراءة النابهة
كل مودتي واحترامي
عايده









روح تسكن عرش موتي
تعيد لي جمال الوجود الذي هو بعيني خراب
  رد مع اقتباس
/
قديم 29-08-2022, 03:27 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أحلام المصري
الإدارة العليا
شجرة الدرّ
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل صولجان الومضة الحكائية 2013
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحلام المصري

افتراضي رد: إضاءة على ديوان "وللعشق شأنك" بقلم الروائي. محمد فتحي المقداد

ولأنك (تقرأ بمتعة كبيرة) كما قلت في رد سابق لك..
أجدني ( أقرأ ) قراءتك وكلي يقين أني سأجد المختلف الثري والمزهر

الروائي الفاضل أ/ محمد فتحي المقداد
عبرت من خلال قراءتك هنا إلى وجع شاعرتنا الجميلة أ/ ابتسام الصمادي
وكيف تقاطع وجدان شعرها الدافق مع الكثير مني عند خط يسير كشعاع لا يتوقف في عمق الروح
الوطن الذي نحبه فيعذبنا،
ويحبنا فيعذبنا كذلك..

شكرا لك على وقفتك المتميزة هنا

تقديري الكبير






،، أنـــ الأحلام ـــــا ،،

  رد مع اقتباس
/
قديم 31-08-2022, 02:09 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محمد فتحي المقداد
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
سوريا

الصورة الرمزية محمد فتحي المقداد

افتراضي رد: إضاءة على ديوان "وللعشق شأنك" بقلم الروائي. محمد فتحي المقداد

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.عايده بدر مشاهدة المشاركة

مرحباً بكم مبدعنا القدير الراقي
. محمد فتحي المقداد
تحية تقدير تليق لهذا الجهد المتميز
في تتبع مفاصل الحرف والقراءة المميزة
وتحية تقدير للمبدعة الراقية
ا. ابتسام الصمادي
تقديراً للحرف المتألق والقراءة النابهة
كل مودتي واحترامي
عايده


دكتورتنا الغالية عايدة بدر
أسعد الله أوقاتكب كل خير
وكل التقدير والاحترام لشخصك الكريم
مرورك على الموضوع أسعدني .. وبث
عندي طاقة إيجابية ..
دمت متألقة على الدوام








مدرج بصرى الشام
  رد مع اقتباس
/
قديم 31-08-2022, 02:14 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
محمد فتحي المقداد
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
سوريا

الصورة الرمزية محمد فتحي المقداد

افتراضي رد: إضاءة على ديوان "وللعشق شأنك" بقلم الروائي. محمد فتحي المقداد

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلام المصري مشاهدة المشاركة
ولأنك (تقرأ بمتعة كبيرة) كما قلت في رد سابق لك..
أجدني ( أقرأ ) قراءتك وكلي يقين أني سأجد المختلف الثري والمزهر

الروائي الفاضل أ/ محمد فتحي المقداد
عبرت من خلال قراءتك هنا إلى وجع شاعرتنا الجميلة أ/ ابتسام الصمادي
وكيف تقاطع وجدان شعرها الدافق مع الكثير مني عند خط يسير كشعاع لا يتوقف في عمق الروح
الوطن الذي نحبه فيعذبنا،
ويحبنا فيعذبنا كذلك..

شكرا لك على وقفتك المتميزة هنا

تقديري الكبير

أستاذتنا الغالية أحلام
أسعد الله أوقاتك بكل خير
بالفعل متعة القراءة بمحبة مختلفة تماما عن القراءة
العابرة.. إما لرغبة أو لتمضية وقت..
فجائع الأوطان وجع مستكنٌّ في دواخلنا.. يؤرق ليلنا
ونهاراتنا.. وجع لا ينتهي يرافقنا إلى قبورنا..
نُكبنا بالوطن.. والوطن منكوب بنا..
تحياتي وتقديري لك أديبتنا الراقية








مدرج بصرى الشام
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:22 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط