ضوء على انْبِجـــــــاســـات روح "زياد السعودي "

[سلام الباسل]

ضوء على انْبِجـــــــاســـات روح "زياد السعودي "

بقلم : سلام الباسل
=============

النص :

[fot1][poem=font="simplified arabic,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/27.gif" border="ridge,6,orange" type=2 line=0 align=center use=sp num="0,black""] [/fot1]

هذا زمانيَ كانَ مفقودَ الهوى =دَنِفٌ وعني السعدُ يوماً ما درى

قد مادَ ديجورٌ وأطفأ أنجُمي =فتنهدت تنهيدتي : فرّ الكرى

ودخلتُ في ليلِ السُّهاد مؤرقاً =متهالكاً مستوحشاً ظِلّ الورى

ملقى على جنبٍ أعاقرُ صرختي =كالطيرِ مقصوصَ الجناح مُكسَّرا

وحسبتُ أن العمرَ ماضٍ للضَّنَى =ترويهِ خيباتي سموماً لا تُرى

فترفقَ الخصبُ الندي برحلتي =من ثغرِ غيماتٍ حضوركِ أمْطرا

أرخي الضفائرَ أمسيات تحتفي =ببزوغِ وجهٍ فيهِ فجرٌ قد سرى

وَتَقَرَّبي فرحاً يبدّدُ وَحْشَتي =همساً يخاتلني بعطرٍ قُطِّرا

أمسى القريضُ حليفَ لوعةَ خافقي =والحرفُ صوتٌ في سناك تطهّرا

لا تحسبي أن القوافي مطلبي =إن لم تكن شِعراً لروحكِ سُطّرا

[/poem]



انبجاسات روح
مع عميدنا العزيز زياد
هو شاعرٌ ينحاز للقصيدة
فتنحاز بكلّها إليه متكئة
على مخزونه اللغوي الخلّاق ومعرفته الواعية..

[poem=font="simplified arabic,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/27.gif" border="ridge,6,orange" type=2 line=0 align=center use=sp num="0,black""]

هذا زمانيَ كانَ مفقودَ الهوى=دَنِفٌ وعني السعدُ يوماً ما درى
قد مادَ ديجورٌ وأطفأ أنجُمي=فتنهدت تنهيدتي : فرّ الكرى
ودخلتُ في ليلِ السُّهاد مؤرقاً=متهالكاً مستوحشاً ظِلّ الورى
ملقى على جنبٍ أعاقرُ صرختي=كالطيرِ مقصوصَ الجناح مُكسَّرا
وحسبتُ أن العمرَ ماضٍ للضَّنَى=ترويهِ خيباتي سموماً لا تُرى

[/poem]

بتلك الأبيات السابقة أعلاه يستهل الشاعر قصيدته
يستهلّها استراجعاً كمن ينفض الرماد عن ذاكرة\ جمرة تسكن الماضي
يأتي صوت الشاعر هنا من البعيد الــ كان يخامره اليأس مرهقاً
يحمل معه زوّادة أبجديات جليّة المعنى لكن بحمولة شعرية
تلك الأبيات مشرّعة على الديجور \ ليل السهاد\ الخيبات\ الأرق \ الوحشة
وكل هذه المفردات بقدر ما تعني بطابعها التشاؤمي
إلا أنها كانت شكلاً رائعاً من أشكال الطقس النفسي اللغوي للشاعر
وما زلنا نبحر في يم تلك الأبيات الــ كانت ممهدة لنقلة بديعة الإلتقاطة لأبيات قادمة ألا وهي :

[poem=font="simplified arabic,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/27.gif" border="ridge,6,orange" type=2 line=0 align=center use=sp num="0,black""]

فاستوقفَ القدرُ المُكَلأُ رحلتي=من ثغرِ غيماتٍ حضوركِ أمْطرا
أرخي الضفائرَ أمسيات تحتفي=ببزوغِ وجهٍ فيهِ فجرٌ قد سرى
وَتَقَرَّبي فرحاً يبدّدُ وَحْشَتي=همساً يخاتلني بعطرٍ قُطِّرا
أمسى القريضُ حليفَ لوعةَ خافقي=والحرفُ صوتٌ في سناك تطهّرا
لا تحسبي أن القوافي مطلبي=إن لم تكن شِعراً لروحكِ سُطّرا

[/poem]

هذه الأبيات لعبت دوراً أساسياً في منح القارىء
طاقة تفاعلية وصورة للرؤية الرومانسية والعاطفة القوية المتوهجة..
ثم كان التكثيف اللغوي لألفاظ الرقّة الــ يؤكد على إنفصال الأنا الشاعرة
من حالة الماضي \الشتات
الى حالة الحاضر \ التصالح مع الروح المُحِبّة
ولا شك بأن البيت الأخير أكّد الغرض الشِعري بحضوره
وهو تأكيد قد زاد بنية النص متانة
كــقطعة فنية واحدة غير قابلة للتجزئة!
عميدنا زياد
شاعرٌ لا يعترف إلا بالقصيدة
الــ مبدعة الــ غارقة في الجمال
فــ طوبى لذائقتنا هذا الــجمال
تقديري واحترامي
بود
ســــــــــلام