بلا عنوان

[عبد العزيز رياض الذيابات]

سأكتُب بِصيغة جديدة، بروحانية طفلٍ ، بِحُضنِ عَجوز تبرد على قَلبه وتسلي روحه، ويغفو وسط الحكاية.
خاطرةٌ على طَرَفِ القَلبِ، تتأرجحُ بين التوبَةِ والذَنبِ، وتَغدو بين الحيرةِ والشَكِ، وَبينَ اليَقينِ والحَقِ، أَمسَكْتُ بِها مُتلبسةً، جائت لِتَسرِقَ شَيئاً ما ،لا اعرفه، تلاعبني تلك الخاطرة، بين حقول الورد تركض أمامي، وألحَقُها بروح الوَلَهِ، والشوقُ يُنازعُ أنفاسي.
بَعدَ صولٍ وجولٍ أمسَكتُها، جلستُ متكوراً علی نفسي في الظلام الدامسِ، لا شيءً يقاطعُ صمت الظلامِ سویٰ لحنِ الاحلامِ، تهيأت نفسي للأستماعِ لما ستقولهُ تلكَ المُتمردة، بَعد صَمتٍ دامَ قرابةَ الدقيقتين، أفرغتْ ما في جَوفها مِنْ الأسارير وقالت لي:
اعلمُ أنَّك خائفٌٍ يا عزيزي، لٰكن لا عليك هدئ مِن رَوعِك، تعالَ لنرمم بَعضنا، وأبحر مَعي، فَوقَ جَزيرَةِ الأحلامِ، حَيث لا وجودَ للحُزنِ قيد أنملة، انطلقنا، حَطتْ بي علىٰ بُحيرةٍ مِن الفراغ، وَقَعتْ علىٰ جَسدي رَوحانيةٌ اقشَّعرَّ بَدني منها، وتَغلغَلت بي كُلي، كانَتْ الافكارُ تَتَحللُ بِرويةٍ، انسَدَلتْ مِنْ بَينِ أكتافي ثُمَّ نَزَلت بِهدوءٍ الیٰ كامِلِ جَسدي ثُمَّ إلىٰ أخمص قدميَّ كان لهيباً يخَرُجُ مِنْ بَينِ أصابِع قَدميَّ إلىٰ أن انتهىٰ كل ألَم حطَّ رِحالَهُ عليَّ يوماً ما، لم يبقَ داخلي سِوىٰ النَغَمِ، والحَنينُ يَشدُني، وَما زالت الرَوحانِيَةُ تُحيط بي، شَعرتُ أنَّني أطيرُ وأُحلِّقُ بَينَ عوالِمٍ لم أرَ مَثيلاً لها، دُموعي تَنسَدِلُ مِنْ الفَرَحِ ولا أقدِرُ عَلىٰ الحِراك، وصَوتُ المُوسيقىٰ مِلءُ الأرجاءِ حولي، تَجردتُ مِن أفكاري، كانَت رائِحَتي مِثل الأطفالِ الصِغار، وكُلُّ شَيءٍ لَهُ مَلمَسٌ طُفوليٌ، كانَ المَشهدُ بينَ هُبوطٍ وَنزولٍ في تِلكَ العوالِمِ أدور يمنة وَيسرةً وأنا مُغمَضُ العَينين أتَنهدُ فَقط.
فَتحتُ عَينايَ عَلىٰ حينِ غَرَّةٍ وَجدتُ كُل شَيءٍ مُجَرَّدٌ مِنَ الحِقدِ، كلُّ شَيءٍ عَفوي، كُلُّ شَيءٍ جَميلٌ، زُهورٌ مُتناثِرَةٌ بِالأرجاءِ وَشَجَرٌ تَتَحرَّكُ وَتَعزِفُ ألحاناً مُتناغِمَة، لَم أعبیء أينَ أنا أو حتىٰ مَنْ أنا، أو ماذا كنتُ أو ما سأكونُ أهمُّ شَيءٍ بالنسبةِ إليَّ كانَ هو الأستِمتاع بالمناظِرِ الخلابَةِ، ناجيتُ أطياف مَرَّت أمامي وندهتُ أيضاً علی أحلامي، كان كلُّ شيءٍ أشبهُ بِسَفَرِ للروح.
آخٍ مِنكِ أيَّتُها الخاطِرَة ما أجملَ رِحلَتَكِ، أفقتُ مما كُنتُ فيهِ، وَجدتُني لا زِلتُ مُتَكوراً عَلىٰ نَفسي وَما زالَ الظَّلام يَحتويني.
انتهىٰ.
#بقلمي
#عبد العزيز رياض الذيابات

[محمد خالد بديوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد العزيز رياض الذيابات

سأكتُب بِصيغة جديدة، بروحانية طفلٍ ، بِحُضنِ عَجوز تبرد على قَلبه وتسلي روحه، ويغفو وسط الحكاية.
خاطرةٌ على طَرَفِ القَلبِ، تتأرجحُ بين التوبَةِ والذَنبِ، وتَغدو بين الحيرةِ والشَكِ، وَبينَ اليَقينِ والحَقِ، أَمسَكْتُ بِها مُتلبسةً، جائت لِتَسرِقَ شَيئاً ما ،لا اعرفه، تلاعبني تلك الخاطرة، بين حقول الورد تركض أمامي، وألحَقُها بروح الوَلَهِ، والشوقُ يُنازعُ أنفاسي.
بَعدَ صولٍ وجولٍ أمسَكتُها، جلستُ متكوراً علی نفسي في الظلام الدامسِ، لا شيءٌ يقاطعُ صمت الظلامِ سویٰ لحنِ الاحلامِ، تهيأت نفسي للأستماعِ لما ستقولهُ تلكَ المُتمردة، بَعد صَمتٍ دامَ قرابةَ الدقيقتانِ، أفرغتْ ما في جَوفها مِنْ الأسارير وقالت لي:
اعلمُ أنَّك خائفٌٍ يا عزيزي، لٰكن لا عليك هدئ مِن رَوعِك، تعالَ لنرمم بَعضنا، وأبحر مَعي، فَوقَ جَزيرَةِ الأحلامِ، حَيث لا وجودَ للحُزنِ قيد أنملة، انطلقنا، حَطتْ بي علىٰ بُحيرةٍ مِن الفراغ، وَقَعتْ علىٰ جَسدي رَوحانيةٌ اقشَّعرَّ بَدني منها، وتَغلغَلت بي كُلي، كانَتْ الافكارُ تَتَحللُ بِرويةٍ، انسَدَلتْ مِنْ بَينِ أكتافي ثُمَّ نَزَلت بِهدوءٍ الیٰ كامِلِ جَسدي ثُمَّ إلىٰ أخمص قدميَّ كان لهيباً يخَرُجُ مِنْ بَينِ أصابِع قَدميَّ إلىٰ أن انتهىٰ كل ألَم حطَّ رِحالَهُ عليَّ يوماً ما، لم يبقىٰ داخلي سِوىٰ النَغَمِ، والحَنينُ يَشدُني، وَما زالت الرَوحانِيَةُ تُحيط بي، شَعرتُ أنَّني أطيرُ وأُحلِّقُ بَينَ عوالِمٍ لم أرىٰ مَثيلاً لها، دُموعي تَنسَدِلُ مِنْ الفَرَحِ ولا أقدِرُ عَلىٰ الحِراك، وصَوتُ المُوسيقىٰ مِلئُ الأرجاءِ حولي، تَجردتُ مِن أفكاري، كانَت رائِحَتي مِثلُ الأطفالِ الصِغار، وكُلُّ شَيءٍ لَهُ مَلمَسٌ طُفوليٌ، كانَ المَشهدُ بينَ هُبوطٍ وَنزولٍ في تِلكَ العوالِمِ أدور يمنة وَيسرةً وأنا مُغمَضُ العَينين أتَنهدُ فَقط.
فَتحتُ عَينايَ عَلىٰ حينِ غَرَّةٍ وَجدتُ كُل شَيءٍ مُجَرَّدٌ مِنَ الحِقدِ، كلُّ شَيءٍ عَفوي، كُلُّ شَيءٍ جَميلٌ، زُهورٌ مُتناثِرَةٌ بِالأرجاءِ وَشَجَرٌ تَتَحرَّكُ وَتَعزِفُ ألحاناً مُتناغِمَة، لَم أعبیء أينَ أنا أو حتىٰ مَنْ أنا، أو ماذا كنتُ أو ما سأكونُ أهمُّ شَيءٍ بالنسبةِ إليَّ كانَ هو الأستِمتاع بالمناظِرِ الخلابَةِ، ناجيتُ أطيفَةً مَرَّت أمامي وندهتُ إيضاً علی أحلامي، كان كلُّ شيءٍ أشبهُ بِسَفَرِ للروح.
آخٍ مِنكِ أيَّتُها الخاطِرَة ما أجملَ رِحلَتَكِ، أفقتُ مما كُنتُ فيهِ، وَجدتُني لا زِلتُ مُتَكوراً عَلىٰ نَفسي وَما زالَ الظَّلام يَحتويني.
انتهىٰ.
#بقلمي
#عبد العزيز رياض الذيابات

فنيا ..وباعترافكم هذه (خاطرة ) وجميلة جدا لكن موقعها
الصحيح هو (تباشير الندى ) وأظنها هناك ستلمع وستجد
تفاعلا أكبر.

الأديب عبدالعزيز رياض ذيابت

بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع
احترامي وتقديري

[محمد خالد بديوي]

إلى ركن تباشير الندى محمولة على الود والورد


مع خالص تحياتي ومحبتي

[الحمصي مصطفى]

رحلة جميلة أخذتنا فيها معك ..
جميل وماتع أستاذ عبد العزيز
تقديري والتحايا
....................
جائت : جاءت
لا شيءٌ : لا شيءَ
للأستماع : للاستماع
قرابة الدقيقتان : الدقيقتين
لم يبقى : لم يبقَ
لم أرى : لم أرَ
ملئُ : ملءُ
كانت رائحتي مثلُ : مثلَ
على حين غَرّة : غِرّة
أعبئ : أعبأ
أطيفة : جمع طيف أطياف أما أطيفة فلم أسمع بها
إيضا : أيضا
أشبهُ : أشبهَ (خبر كان منصوب)

[عبد العزيز رياض الذيابات]

شكراً لردك الجميل🥀❤⚘

[محمد خالد بديوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد العزيز رياض الذيابات

سأكتُب بِصيغة جديدة، بروحانية طفلٍ ، بِحُضنِ عَجوز تبرد على قَلبه وتسلي روحه، ويغفو وسط الحكاية.
خاطرةٌ على طَرَفِ القَلبِ، تتأرجحُ بين التوبَةِ والذَنبِ، وتَغدو بين الحيرةِ والشَكِ، وَبينَ اليَقينِ والحَقِ، أَمسَكْتُ بِها مُتلبسةً، جائت لِتَسرِقَ شَيئاً ما ،لا اعرفه، تلاعبني تلك الخاطرة، بين حقول الورد تركض أمامي، وألحَقُها بروح الوَلَهِ، والشوقُ يُنازعُ أنفاسي.
بَعدَ صولٍ وجولٍ أمسَكتُها، جلستُ متكوراً علی نفسي في الظلام الدامسِ، لا شيءً يقاطعُ صمت الظلامِ سویٰ لحنِ الاحلامِ، تهيأت نفسي للأستماعِ لما ستقولهُ تلكَ المُتمردة، بَعد صَمتٍ دامَ قرابةَ الدقيقتين، أفرغتْ ما في جَوفها مِنْ الأسارير وقالت لي:
اعلمُ أنَّك خائفٌٍ يا عزيزي، لٰكن لا عليك هدئ مِن رَوعِك، تعالَ لنرمم بَعضنا، وأبحر مَعي، فَوقَ جَزيرَةِ الأحلامِ، حَيث لا وجودَ للحُزنِ قيد أنملة، انطلقنا، حَطتْ بي علىٰ بُحيرةٍ مِن الفراغ، وَقَعتْ علىٰ جَسدي رَوحانيةٌ اقشَّعرَّ بَدني منها، وتَغلغَلت بي كُلي، كانَتْ الافكارُ تَتَحللُ بِرويةٍ، انسَدَلتْ مِنْ بَينِ أكتافي ثُمَّ نَزَلت بِهدوءٍ الیٰ كامِلِ جَسدي ثُمَّ إلىٰ أخمص قدميَّ كان لهيباً يخَرُجُ مِنْ بَينِ أصابِع قَدميَّ إلىٰ أن انتهىٰ كل ألَم حطَّ رِحالَهُ عليَّ يوماً ما، لم يبقَ داخلي سِوىٰ النَغَمِ، والحَنينُ يَشدُني، وَما زالت الرَوحانِيَةُ تُحيط بي، شَعرتُ أنَّني أطيرُ وأُحلِّقُ بَينَ عوالِمٍ لم أرَ مَثيلاً لها، دُموعي تَنسَدِلُ مِنْ الفَرَحِ ولا أقدِرُ عَلىٰ الحِراك، وصَوتُ المُوسيقىٰ مِلءُ الأرجاءِ حولي، تَجردتُ مِن أفكاري، كانَت رائِحَتي مِثل الأطفالِ الصِغار، وكُلُّ شَيءٍ لَهُ مَلمَسٌ طُفوليٌ، كانَ المَشهدُ بينَ هُبوطٍ وَنزولٍ في تِلكَ العوالِمِ أدور يمنة وَيسرةً وأنا مُغمَضُ العَينين أتَنهدُ فَقط.
فَتحتُ عَينايَ عَلىٰ حينِ غَرَّةٍ وَجدتُ كُل شَيءٍ مُجَرَّدٌ مِنَ الحِقدِ، كلُّ شَيءٍ عَفوي، كُلُّ شَيءٍ جَميلٌ، زُهورٌ مُتناثِرَةٌ بِالأرجاءِ وَشَجَرٌ تَتَحرَّكُ وَتَعزِفُ ألحاناً مُتناغِمَة، لَم أعبیء أينَ أنا أو حتىٰ مَنْ أنا، أو ماذا كنتُ أو ما سأكونُ أهمُّ شَيءٍ بالنسبةِ إليَّ كانَ هو الأستِمتاع بالمناظِرِ الخلابَةِ، ناجيتُ أطياف مَرَّت أمامي وندهتُ أيضاً علی أحلامي، كان كلُّ شيءٍ أشبهُ بِسَفَرِ للروح.
آخٍ مِنكِ أيَّتُها الخاطِرَة ما أجملَ رِحلَتَكِ، أفقتُ مما كُنتُ فيهِ، وَجدتُني لا زِلتُ مُتَكوراً عَلىٰ نَفسي وَما زالَ الظَّلام يَحتويني.
انتهىٰ.
#بقلمي
#عبد العزيز رياض الذيابات

صديقي رغم نقل النص فإني لم أنساه وها أنا أعود إليكم
لتقديم شكري غلى هذا الابداع والامتاع ..الخاطرة جميلة
وليست معقدة كالقصة القصيرة ..عما أبدعتم صديقي

مبدعنا عبد العزيز ذيابات

بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع
احترامي وتقديري

[عبد العزيز رياض الذيابات]

شكراً لمرورك ودعمك ❤❤❤🥀

[نوال البردويل]

كان حلما جميلا ليته يتحقق ويحقق لنا ما نبتغيه من أمن وسلام
بعيدا عن الحقد والفوضى والنزاعات والفتن التي انتشرت في عالمنا
اللغة جميلة ولكن يلزم النص بعض التعديل والذي أشار إليه أ. مصطفى مشكورا
تحياتي أ. عبد العزيز
وأهلا بك في فضاء الفينيق محلقا

[خديجة قاسم]

رحلة تأخذنا إلى عالم من الروحانية والنقاء
بوركت أ.عبد العزيز ودام العطاء

أهلا ومرحبا بك في أكاديمية الفينيق أتمنى لك طيب الإقامة

تقديري

[عبد العزيز رياض الذيابات]

شكراً لكم ولمروركم البهي الجميل 🥀❤

[عبد العزيز رياض الذيابات]

تحياتي لك واشكرك على مرورك ودعمك🥀🥀❤