هذيان من حنين ... اه يا علي ... - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: ثلاثون فجرا 1445ه‍ 🌤🏜 (آخر رد :راحيل الأيسر)       :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الأزهر يتحدث :: شعر :: صبري الصبري (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الادب والمجتمع (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: مقدّّس يكنس المدّنس (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: إخــفاق (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :عبدالماجد موسى)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ المدينة الحالمة ⊰

⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-01-2012, 12:20 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي هذيان من حنين ... اه يا علي ...

________________________________________
هذا هو اليوم الثالث للعزاء، وكان عليَّ أن آتي وإلا فاتني كل شيء.
خيمة واسعة جداً، ووجوه متعددة. أخذت ركناً بعيداً وهادئاً. فنجان القهوة (السادة) أشعل فيّ عروبتي فأشعلت سيجارتي، درت برأسي أعاين انفعالات الوجوه، كانت كما هي بالأمس، لم تغادر رتابتها، غموضها المكسو بالحزن، أو بفرح يشبه برد كانون.
وكعادتي حاولت أن أعيش دور المتوفَّى الراحل، فأحسست ببرودة إضافية، والشوق مزق ضلوعي، نظرت بوجوه من أحبهم، كانوا يبتسمون، حاولت أن أهتز في ذكرياتهم، لكنها كانت خارج تغطية الرحيل والموت، ربما في حواراتهم ما يشيع الدفء بأجسادهم فيخفت الحنين، وتهرب الذاكرة من برودة التذكر، وصقيع من جليد الرحيل، فعدت إلى شكلي الأول والابتسامة تهبط على وجهي. لم يعد بإمكاني أن أعيش غير دوري وما عاد يروقني التمثيل.
لفت انتباهي دورانه في غيرزاوية، حاول أن يخترق غيرَ تجمع، دار حول نفسه مرات، وظل وحيداً، تعلق بصري به وكأنني أعرفه. أعرف هذه الاستدارة العفوية المغلفة بالتعب والوحدة، وما أن عثرت عيناه على وجودي حتى ابتسم، وابتسمت، أسرع في خطاه وانهال بالقبل ومصافحة مملوءة بالبهجة، كان هو، عليّ، صديقي الذي لم أره منذ سنوات طويلة، كانت الهزائم قد تمكنت من رسم لوحتها على وجهه المنهك بالغربة والسراب، واقتلعت بعض أسنانه الضرورية، وبالأبيض رسمت على شاربيه ورأسه خيوطاً من نور. ولم يعط الفرصة للصمت والشرود. فرصة التنقل على وجهه وسائر جسده. عندما سألته عن أخباره،تكلم بلا فواصل متجاوزاً كل النقاط وحواجز السنين التي فصلتنا، تكلم بنهم عن سفره وغربته وبؤسه، في دول رمالها أشد حرارة من الشمس وأكثر قسوة منها، كنت أشعر بانفعاله، وكلما حاولت تهدئته من خلال عبارات أزرعها في حقول أحاديثه، ازداد في نثر أيامه على سمعي، وبلحظات قليلة أيقظ فيَّ كل دهري وقهري لأزداد صمتاً. ويزداد في لبّي تدفق المرارة إلى القلب المكسور، وحاول الدمع أن يقفز مرات من عينيه لولا أنه كان يربطها بضحكة فقدت جناحيها.

وقفت وأنا أشعر بغثيان يطبق على صدري، ورائحة الوجع تتسلل إليّ من كل اتجاه، ووقف معي، سألنيإن كان بإمكانه أن يمشي معي، لم أستطع إبلاغه أنني احتاج للعودة إلى سكوني ووحدتي. رحبت به وهو يستطرد بحديثه ليكمل ما تبقى من حكايات حروبه في الخارج، وكيف كانت معاركه حين عاد ليرسم وجوده داخل الوطن، أتعبتني رماحه وسيوفه المضمخة بالدم والجراح، وأتعبني كثيراً حديثه، كما أتعبني ما وسم فيه من خوف ووجع هذا الوطن.أوجعني أكثر، كيف يكون الوطن قاسياً على من رسموا أحلامهم في لب ترابه؟ كيف تكون الأم بخيلة وتمنع ثديها عن رضيعها، أي حضن ذلك الذي لا يتسع للشوق والحنين؟!!! ومشينا، وأنا أتلو صبري على روحي، إنه صديقي، جمعتنا المدرسة والحارة، زمناً طويلاً، وهناك ما اجتمعنا عليه هو وأنا للملمة بعض من جروحي الابتدائية. وضعت يدي على كتفه وأنا أقول له أكمل يا علي، أكمل.
السيارة التي وقفت بمحاذاتنا كان يقودها صديق آخر، وقد كان من خلال إشاراته يريدنا أن نركب معه، ربما لينقذنا من برودة الطقس. فتحت باب السيارة وأنا أشير إلى عليّ أن يركب، لكنه امتنع، ظننت أنه يشعر بالخجل لأنه لا يعرف صديقي الآخر، قلت له:إن للبرد طعم السياط وبيتك بعيد من هنا يا صديقي، لكنه ابتسم وهو يقول: سأكمل لك الحكاية، ولن يكون بوسعي فعل ذلك إلا وأنا أمشي، تعودت من خلال المشي أن أنثر الحكايات، وأحرق بعض الطاقة. سأفترض وجودك معي يا صديقي.وقبل أن يستدير قال: هل بإمكانك أن تعطيني رقم هاتفك (الخلوي) قلت له : بالطبع يا صديقي.كتب الرقم وهو يقول لي: آهيا صديقي.ومضى.
ركبت السيارة والصمت يلفني، وحيرة تقضمني، انطلقت السيارة وكأنها ترمي بالسكينة على البرد الراقد فوق الأرصفة والطرقات.وما هي إلا لحظات حتى انتفضت وأنا أقول لصديقي: توقف، توقف، أنزلني هنا، أنزلني هنا. نزلت من السيارة، وصديقي قد غلبه الصمت، والدهشة، وعدت أناإلى الخلف، حاولت، أسرعت بالخطى، بحثت غيرَ مرة، لكن عليّاً كان قد اختفى.تذكرت آخر كلماته: (سأكمل لك الحكاية ولن يكون بوسعي فعل ذلك إلا وأناأمشي)، ومشيت أكمل طريقي إلى البيت،أستمع لبقية الحكاية، وعليّ لا يتوقف عن البوح. وكل مافيّ يقول: آه يا صديقي، آه، يا عليّ.ولم أكن بقوته فتمكن الدمع من عينيّ.






  رد مع اقتباس
/
قديم 12-01-2012, 02:24 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
تسنيم الحبيب
عضو أكاديمية الفينيق
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع الأدبي والعطاء
الكويت

الصورة الرمزية تسنيم الحبيب

افتراضي رد: هذيان من حنين ... اه يا علي ...

السلام عليكم

الأديب المكرم
محمد بديوي

مابين الواقع واللاوقع تدور أحداث هذه القصة ..
فـ البداية في حضن الفقد والعزاء ثم الانتقال للحظة البوح والحنين ..
وقفلة لا تخلو من دعوة للتأمل ..

خالص التقدير.






  رد مع اقتباس
/
قديم 16-01-2012, 10:59 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
سلام الباسل
عضو أكاديمية الفينيق
لأكاديميّة الفينيق للأدب العربي
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
عضو تحكيم مسابقات الأكاديمية
فلسطين

الصورة الرمزية سلام الباسل

افتراضي رد: هذيان من حنين ... اه يا علي ...

سرد ماتع جمع بين مأساوية الحدث
وانزياحات اللغة وسموّ هذيانها
القاص القدير البديوي
طبت وطاب حرفك العذب
تقديري






  رد مع اقتباس
/
قديم 16-01-2012, 11:23 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ريما إبراهيم فائق
أديبة
رابطة الفينيق / عمون
الأردن

الصورة الرمزية ريما إبراهيم فائق

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

0 خط أحمر
0 أشباح
0 بعض أشياء
0 سناريو
0 غالية
0 صانع الفرح

ريما إبراهيم فائق غير متواجد حالياً


افتراضي رد: هذيان من حنين ... اه يا علي ...

قصة جميلة :
هو الحزن يجعلنا نبحث عن قلوب لتشاركنا الأسى
لغة ماتعة رائعة .
سلمت يمناك .






  رد مع اقتباس
/
قديم 17-01-2012, 12:40 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أمين خير الدين
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية أمين خير الدين

افتراضي رد: هذيان من حنين ... اه يا علي ...

اخي الكاتب الكريم
محمد بديوي
الحزن يفجر فينا طاقات الكلمة الجميلة التي غمرت النص
باسلوب شيق وقفلة جميلة
عشت صديقي
ودام قلمك
تحياتي







لأني أحب شعبي أحببت شعوب الأرض
لكنني لم أستطع أن أحب ظالما
  رد مع اقتباس
/
قديم 13-02-2012, 02:20 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: هذيان من حنين ... اه يا علي ...

الفاضلة المبدعة الانيقة

تسنيم الحبيب

لا زالت تثيرني قراءتكم المدهشة لكل نص تمسكون به
وكم يطربني ذلك ...

شكرا جزيلا لكم

مودتي وكل التقدير والاحترام






  رد مع اقتباس
/
قديم 19-02-2012, 04:19 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: هذيان من حنين ... اه يا علي ...

المبدعة الفاضلة

سلام الباسل

طبت ... وطاب حرفك .. وطابت روحك
شكرا جزيلا على هذا المرور الجميل

مودتـــــــــــــــي والتقدير






  رد مع اقتباس
/
قديم 19-02-2012, 04:22 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: هذيان من حنين ... اه يا علي ...

الفاضلة الالقة

ريما ابراهيم فائق

المتعة في مروركم
والروعة في كلماتكم

شكرا جزيلا لكم

مودتــــــــــي والاحترام






  رد مع اقتباس
/
قديم 19-02-2012, 04:28 AM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: هذيان من حنين ... اه يا علي ...

الاديب المبدع المكرم

امين خير الدين

مروركم يعني لي الكثير

شكرا جزيلا لكم

مودتــــــــــــــي ومحبـــــــــــــــــــــــتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 23-02-2012, 01:28 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: هذيان من حنين ... اه يا علي ...

من بين أجمل اللحظات التي عشتها وأنا أرتشف الحرف هذا الصباح
جميلة لأن السرد في هذه القصة محبوك بحرفية القاص المتمكن من أدواته الفنية
- الصورة ممسرحة بشكل رائع لم تنقل فقط جوانيات الذات ، بل نقلتنا الى هذه الاصوات التي عبر عنها ضمير المتكلم ، فكنا علي ، وكنا الحضور في العزاء ، وكنا الصديق ايضا في سيارته التي ظهرت مصادفة لتقل الصديقين الى بر الدفء* رغم امتناع علي عن الركوب*

- جميلة لانها ايضا تفننت في آلية القص الحديث الذي يمنح للصوت العبور عبر تقنية المنولوج الذي يحاور ويكون الراوي والمروي عنه
-وكذا روتوشات من فلاش باك جعلنا نمد البصر عمقا في هذه الشخوص التي كانت حية أمامنا تتحرك
لذلك استعملت مفردة مسرحة الصورة

-اللغة رائعة
جدا قوية جدا عميقة جدا شاعرية احيانا في بعض الحظات
-واتزان رزين في أفقية الحكي حيث الانسيابية تفتح نفسا نقيا للمتلقي وتمنحه أيضا الإسهام في تخيلات الصورة

وثم
- ايضا أليمة القصة في مضمونها تعبر عن توحش الذات وانفراديتها ووحدتها حتى مع الحضور * حاولت أن اهتز في ذكرياتهم لكنها كانت خارج تغطية الرحيل والموت *
ربما لان الرتابة والجو الغائم الحزين يصنع هذا *دورت براسي أعاين انفعالات الوجوه .. كانت كما هي بالأمس .. لم تغادر رتابتها .. *

لقد صرنا كالآلة نكرر أشياءنا ، إحساسنا بنفس الطريقة وبنفس الرتابة لقد انتصرت علينا الآلة وعهد التكنلوجيا الخطير
وربما نتسابق لنكون الأحسن من هذه التكنلوجيا وفي هذا السباق الاحمق نفقد انسانيتنا وتواصلنا ودفئنا وأخوتنا

وستعبر عن هذا الانفصال الانساني منا * شخصية علي في القصة * حيث يرغب في الانفراد ويرفض الدفء * الدفء الآتي من سيارة الصديق * فكل آلة والسيارة آلة تثير هذه الرتابة

لاحظ عزيزي القارىء كيف نعود الى بداية القصة حيث تدويرة النسقية الخطية للحكي متقنة بشكل رائع جدا ولم تفقد خيوط الربط ، وهنا نجاح الكاتب :
يبدأ بتعريفنا بتفاصيل الحكاية عبر خطوط كبيرة ويمفصلها امامنا بحركية متناغمة في السرد ، متناغمة في الصورة ووفية للحكاية
ثم
قفلة تثير الكثير من الاعجاب والسؤال ايضا :
فهل التقيا من جديد؟ ام اكمل الطريق وحده الراوي وفي نبضه صوت علي؟ فالفعل استعمل منفردا * ومشيت أكمل طريق البيت استمع لبقايا الحكاية وعلي لا يتوقف عن البوح *

إذن ربما اكمل الطريق وحده وصوت علي يراقه او ربما التقيا واستعمل الفعل منفردا ليمنح للصوت الثاني حضوره المستقل * المتصل المنفصل

قصة تستحق الوقوف عندها وقراءتها وادعو الاحبة للاستمتاع بالقص الجميل

همسة
ولم يعطي ** لم يعط
ويزداد في لبي ؟ هل تقصد قلبي؟؟

ثم
كبيرة هي شكرا لك اخي محمد على عنصري المؤانسة والمتعة والابداع

دمت بخير

زهراء






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 27-02-2012, 03:09 AM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: هذيان من حنين ... اه يا علي ...

من بين أجمل اللحظات التي عشتها وأنا أرتشف الحرف هذا الصباح
جميلة لأن السرد في هذه القصة محبوك بحرفية القاص المتمكن من أدواته الفنية
- الصورة ممسرحة بشكل رائع لم تنقل فقط جوانيات الذات ، بل نقلتنا الى هذه الاصوات التي عبر عنها ضمير المتكلم ، فكنا علي ، وكنا الحضور في العزاء ، وكنا الصديق ايضا في سيارته التي ظهرت مصادفة لتقل الصديقين الى بر الدفء* رغم امتناع علي عن الركوب*

- جميلة لانها ايضا تفننت في آلية القص الحديث الذي يمنح للصوت العبور عبر تقنية المنولوج الذي يحاور ويكون الراوي والمروي عنه
-وكذا روتوشات من فلاش باك جعلنا نمد البصر عمقا في هذه الشخوص التي كانت حية أمامنا تتحرك
لذلك استعملت مفردة مسرحة الصورة

-اللغة رائعة جدا قوية جدا عميقة جدا شاعرية احيانا في بعض الحظات
-واتزان رزين في أفقية الحكي حيث الانسيابية تفتح نفسا نقيا للمتلقي وتمنحه أيضا الإسهام في تخيلات الصورة

وثم
- ايضا أليمة القصة في مضمونها تعبر عن توحش الذات وانفراديتها ووحدتها حتى مع الحضور * حاولت أن اهتز في ذكرياتهم لكنها كانت خارج تغطية الرحيل والموت *
ربما لان الرتابة والجو الغائم الحزين يصنع هذا *دورت براسي أعاين انفعالات الوجوه .. كانت كما هي بالأمس .. لم تغادر رتابتها .. *

لقد صرنا كالآلة نكرر أشياءنا ، إحساسنا بنفس الطريقة وبنفس الرتابة لقد انتصرت علينا الآلة وعهد التكنلوجيا الخطير
وربما نتسابق لنكون الأحسن من هذه التكنلوجيا وفي هذا السباق الاحمق نفقد انسانيتنا وتواصلنا ودفئنا وأخوتنا

وستعبر عن هذا الانفصال الانساني منا * شخصية علي في القصة * حيث يرغب في الانفراد ويرفض الدفء * الدفء الآتي من سيارة الصديق * فكل آلة والسيارة آلة تثير هذه الرتابة

لاحظ عزيزي القارىء كيف نعود الى بداية القصة حيث تدويرة النسقية الخطية للحكي متقنة بشكل رائع جدا ولم تفقد خيوط الربط ، وهنا نجاح الكاتب :
يبدأ بتعريفنا بتفاصيل الحكاية عبر خطوط كبيرة ويمفصلها امامنا بحركية متناغمة في السرد ، متناغمة في الصورة ووفية للحكاية
ثم
قفلة تثير الكثير من الاعجاب والسؤال ايضا :
فهل التقيا من جديد؟ ام اكمل الطريق وحده الراوي وفي نبضه صوت علي؟ فالفعل استعمل منفردا * ومشيت أكمل طريق البيت استمع لبقايا الحكاية وعلي لا يتوقف عن البوح *

إذن ربما اكمل الطريق وحده وصوت علي يراقه او ربما التقيا واستعمل الفعل منفردا ليمنح للصوت الثاني حضوره المستقل * المتصل المنفصل

قصة تستحق الوقوف عندها وقراءتها وادعو الاحبة للاستمتاع بالقص الجميل

همسة
ولم يعطي ** لم يعط
ويزداد في لبي ؟ هل تقصد قلبي؟؟

ثم
كبيرة هي شكرا لك اخي محمد على عنصري المؤانسة والمتعة والابداع

دمت بخير

زهراء
..........................................

الفاضلة المبدعة .. الرائعة ..
فاطمة الزهراء

ام هادي

اي قول بعد قولكم فهو عبث .. محاولة بلا معنى
.. اي شئ اقوله فيفي قراءتكم .. وجميل عمقكم
هي قراءة لم تترك ما يمكن ان ندخل منها لنزيد
شكرا جزيلا لك ... على عمق مروركم .. ودفء
كلماتكم .. وامانتكم بحسن القراءة والتدبر ...

ام هادي........
مودتــــــــــــــــي وكامل الاحترام والتقدير






  رد مع اقتباس
/
قديم 28-02-2012, 04:48 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
عبير محمد
الإدارة العليا
عضو تجمع الأدب والإبداع
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية عبير محمد

افتراضي رد: هذيان من حنين ... اه يا علي ...

سرد راقي

واسلوب غاية في التشويق

وحروف تنبض بالحنين

فوق اوراق بوحك الموشّحة بالنور

اندمجت كثيرا مع الاحداث

وكأنني اراها في مشهد مصوّر بكل براعة وتألق

دمت مبدعا كما انت اديبنا السامق

ودام نبض قلمك الوارف بالبهاء

ودّي ووردي








"سأظل أنا كما أريد أن أكون ؛
نصف وزني" كبرياء " ؛ والنصف الآخر .. قصّـة لا يفهمها أحد ..!!"
  رد مع اقتباس
/
قديم 28-02-2012, 05:20 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
محمد نور
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
يحمل ميدالية الأكاديمية للتميز
سوريا

الصورة الرمزية محمد نور

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

محمد نور غير متواجد حالياً


افتراضي رد: هذيان من حنين ... اه يا علي ...

هذه ليست القراءة الاولى

واقعية نسجتها بمشاعر صادقة
تنبيء بقاص يحفر في ادق التفاصيل
لتستقر في ذاكرة القاريء
وبالتالي الابداع
دمت بخير






قال تاجور
( ما اكثر القيود التي تربط الإنسان بالدنيا ولكن أعجبها جميعاً قيد الأمل .)
  رد مع اقتباس
/
قديم 28-02-2012, 10:27 PM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
د.سمر البستنجي
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمّع أدباء الرسالة
تحمل لقب عنقاء العام 2013
تحمل ميدالية الأكاديمية للتميز
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الأردن

الصورة الرمزية د.سمر البستنجي

افتراضي رد: هذيان من حنين ... اه يا علي ...

تحضرني هنا مقتطفة للكاتب الكبير"مصطفى صادق الرافعي"
حين قال:
"ربّ جرح صغير يفتح فينا جراحات كبيرات"
ومن هنا تدفقت سلسلة الألم تجرجر من العمق رتوش الحنين...

أخي"محمد":
حبر تدفق من مداد معتّق في خبايا الحزن . ..






  رد مع اقتباس
/
قديم 01-03-2012, 05:40 AM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: هذيان من حنين ... اه يا علي ...

سرد راقي

واسلوب غاية في التشويق

وحروف تنبض بالحنين

فوق اوراق بوحك الموشّحة بالنور

اندمجت كثيرا مع الاحداث

وكأنني اراها في مشهد مصوّر بكل براعة وتألق

دمت مبدعا كما انت اديبنا السامق

ودام نبض قلمك الوارف بالبهاء

ودّي ووردي
............................
الفاضلة المرهفة

عبير محمد

كنت .. ولا زلت .. اميرة الاحساس
في مرورك دفء وبكلماتك ندى
شكرا جزيلا لك
مودتي والتقدير






  رد مع اقتباس
/
قديم 02-03-2012, 11:57 AM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
يوسف هداي الشمري
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو







آخر مواضيعي

يوسف هداي الشمري غير متواجد حالياً


افتراضي رد: هذيان من حنين ... اه يا علي ...

الصديق الرائع محمد بديوي..

معاناة وآلام قضاها علي على رمال الخليج الساخنة.. في وحل الغربة والبعاد..

جسدت همومه بشكل جميل..

دمت بخير.






  رد مع اقتباس
/
قديم 11-03-2012, 11:04 AM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: هذيان من حنين ... اه يا علي ...

القاص القدير البديوي

سرد يعزف نااي الاشرعه معانقا نشوة الشوق

يراقصها يقبلها يلامس عقد الياسمين في جيدها تتجاذب آهات السهر والحنين

تتعانق أطراف المسافات لترسو على عسل الغيوم فتعزف أغنية اللقاء

جل التقدير والاحترام
...........................................
المكرم الفاضل
مازن الطباع

كرمكم وجودكم لا حدود له اغرقتني
باهتمامك وجميل كلماتك

شكرا لك يا سيدي
مودتي والتقدير






  رد مع اقتباس
/
قديم 11-03-2012, 11:07 AM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: هذيان من حنين ... اه يا علي ...

هذه ليست القراءة الاولى

واقعية نسجتها بمشاعر صادقة
تنبيء بقاص يحفر في ادق التفاصيل
لتستقر في ذاكرة القاريء
وبالتالي الابداع
دمت بخير
...................................
الفاضل الالق
محمد نور
قراءة جميلة واهتمام نبيل
اسعدني انك قرأتها اكثر من مرة

شكرا لك ايها الوارف

مودتي والتقدير






  رد مع اقتباس
/
قديم 11-03-2012, 11:11 AM رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: هذيان من حنين ... اه يا علي ...

تحضرني هنا مقتطفة للكاتب الكبير"مصطفى صادق الرافعي"
حين قال:
"ربّ جرح صغير يفتح فينا جراحات كبيرات"
ومن هنا تدفقت سلسلة الألم تجرجر من العمق رتوش الحنين...

أخي"محمد":
حبر تدفق من مداد معتّق في خبايا الحزن . ..
.................................................
الفاضلة المبدعة
سمر مطير البستنجي
مرور مدهش وكلمات دافئة
شكرا لك اهتمامكم النبيل وكلماتكم الدافئة
مودتي والتقدير






  رد مع اقتباس
/
قديم 11-03-2012, 11:15 AM رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: هذيان من حنين ... اه يا علي ...

الصديق الرائع محمد بديوي..

معاناة وآلام قضاها علي على رمال الخليج الساخنة.. في وحل الغربة والبعاد..

جسدت همومه بشكل جميل..

دمت بخير.
..............................................................................

المبدع الفاضل
الصديق يوسف هداي الشمري

متالق دائما ووارف
اشكر لك اهتمامك الدافئ وكلماتك الندية
دمت ودام نبضك وحرفك متالقا

مودتي والتقدير






  رد مع اقتباس
/
قديم 06-07-2013, 11:10 AM رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
خالد يوسف أبو طماعه
عضو مجلس إدارة
المستشار الفني للسرد
عضو تجمع الأدب والإبداع
عضو تجمع أدب الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الاردن

الصورة الرمزية خالد يوسف أبو طماعه

افتراضي رد: هذيان من حنين ... اه يا علي ...

هنا ...
سنتابع هذيانك
مع علي أيضا
لي عودة وقراءة
لكل الهذيان بإذن الله
تحيتي وتقديري






حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
  رد مع اقتباس
/
قديم 06-07-2013, 12:03 PM رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
روضة الفارسي
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
تونس
افتراضي رد: هذيان من حنين ... اه يا علي ...



سرد رائع مشوق ولغة ثرية وخاتمة جميلة وعبر استوقفتني

بصدق استمتعت، أحييك وأشد على يديك قديرنا محمد البدوي






  رد مع اقتباس
/
قديم 08-07-2013, 02:15 PM رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
مصطفى الصالح
Guest
إحصائية العضو






آخر مواضيعي


افتراضي رد: هذيان من حنين ... اه يا علي ...

رغم مضي أكثر من سنة إلا أن القصة ما زالت طازجة

عتبي عليك أخي محمد أنك لم تأخذ بما قالته الأخت فاطمة ولم ترد عليه

القصة جاءت بأسلوب مشوق استخدم الكاتب فيه معظم صنوف البديع

اللغة جميلة خلت إلا من بعض سهوات فمثلا: وبلحظات قليلة أيقض>> ما معنى أيقض؟

استخدام حرف الواو بكثرة يبطيء القراءة ويعمل ترهلا يمل منه القاريء

دام عطاؤك وإبداعك

ودي وتقديري






  رد مع اقتباس
/
قديم 23-07-2013, 10:13 AM رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: هذيان من حنين ... اه يا علي ...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه مشاهدة المشاركة
هنا ...
سنتابع هذيانك
مع علي أيضا
لي عودة وقراءة
لكل الهذيان بإذن الله
تحيتي وتقديري

ما اروع مروركم واهتمامكم اخي الكريم
وانا بانتظار قراءتكم يا صديقي

الفاضل خالد يوسف ابو طماعه

مودتي والتقدير






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-08-2013, 01:05 PM رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
خالد يوسف أبو طماعه
عضو مجلس إدارة
المستشار الفني للسرد
عضو تجمع الأدب والإبداع
عضو تجمع أدب الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الاردن

الصورة الرمزية خالد يوسف أبو طماعه

افتراضي رد: هذيان من حنين ... اه يا علي ...

جميل أنه توقف وعاد إليه
ربما بعد فوات الأوان
المهم أنه لحق نفسه وأدرك خطأه
ما يلفت النظر في النص التشبيهات البلاغية
الرائة والتصوير الفني المتقن للمشهد
بكا اتقان ولغة جميلة متينة لا تهويم فيها
تكلف أيضا وكما قال من سبقني بالرد
حاول أخي أن تخفف من الواااااو ما استطعت
في بداية الحوار والكلام أراها زائدة وتضعف
السرد ....
نص جميل وبصراحة أعجبني جدا
أصفق وأرفع قبعتي وأمضي بهدوء
تحيتي للقدير محمد بديوي






حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:28 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط