هذيان من وحي موت.... - الصفحة 2 - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)       :: مناصرة من خلايا مشاعري (آخر رد :غلام الله بن صالح)       :: رسالة إلى جيش العدوّ المقهور (آخر رد :نفيسة التريكي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ المدينة الحالمة ⊰

⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-07-2013, 07:15 AM رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: هذيان من وحي موت....

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أملي القضماني مشاهدة المشاركة
حاولت ان افهم لم اتمكن ..

تقديري واحترامي






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-08-2013, 12:54 PM رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
خالد يوسف أبو طماعه
عضو مجلس إدارة
المستشار الفني للسرد
عضو تجمع الأدب والإبداع
عضو تجمع أدب الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الاردن

الصورة الرمزية خالد يوسف أبو طماعه

افتراضي رد: هذيان من وحي موت....

جميلة القصة بكل ما فيها
من ألم وشجن وحزن وبوح
جميلبة بلغتها السامقة وسلاستها
الرائعة وسردها المتين والمشوق
وتلك التصاوير المتقنة لبناء المشهدية
بحرفية جميلة تامة ودون تكلف من الناص
باختلاق مفردات تكليفية وكانت الصورة رائعة
والمشهد رقيق بألم وذاكرة مذبوحة ورقة إنسان
داخل القفص وآخر خارجه ....
لماذا طلب السجين اطعام أو أطلاق العصفور؟
إشارة ذكية من الناص لمعنى الحرية التي اشتاقها
السجين وما كان منه إلا أن يحرر من في القفص
قصة جميلة ومتقنة وتستحق عناء القراءة والتدبر
أخي محمد بديوي
جميلة القصة كأنت
لمست محمد بديوي الإنسان بحق ها هنا ....
تحيتي والتقدير






حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
  رد مع اقتباس
/
قديم 16-08-2013, 09:37 AM رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
علي بن مجدوع آل علي
عضو أكاديميّة الفينيق

الصورة الرمزية علي بن مجدوع آل علي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

علي بن مجدوع آل علي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: هذيان من وحي موت....

لفت انتباهي هذا القلم من أول وهلة قام فيها بالتعليق على أحد النصوص التي تم طرحها مسبقاً.
كنتُ أبحثُ عنك بين الأوراق فوجدتُ لك هذه الورقة وقرأتها ثم ماذا؟

إنها فارهة، حالمة، مُتقنة التعابير، جزلة التصاوير ...... إلى مالا نهاية!

شكراً للمكان الذي عرّفني بك! وتقبل سلاماً مني في كل حين ...

مودتي،






  رد مع اقتباس
/
قديم 04-05-2014, 08:17 AM رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: هذيان من وحي موت....

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه مشاهدة المشاركة
جميلة القصة بكل ما فيها
من ألم وشجن وحزن وبوح
جميلبة بلغتها السامقة وسلاستها
الرائعة وسردها المتين والمشوق
وتلك التصاوير المتقنة لبناء المشهدية
بحرفية جميلة تامة ودون تكلف من الناص
باختلاق مفردات تكليفية وكانت الصورة رائعة
والمشهد رقيق بألم وذاكرة مذبوحة ورقة إنسان
داخل القفص وآخر خارجه ....
لماذا طلب السجين اطعام أو أطلاق العصفور؟
إشارة ذكية من الناص لمعنى الحرية التي اشتاقها
السجين وما كان منه إلا أن يحرر من في القفص
قصة جميلة ومتقنة وتستحق عناء القراءة والتدبر
أخي محمد بديوي
جميلة القصة كأنت
لمست محمد بديوي الإنسان بحق ها هنا ....
تحيتي والتقدير
المكرم خالد يوسف ابو طماعة :

بداية أعتذر عن تأخري في الرد وأنتم تعلمون الأسباب

حضوركم الجميل أسعدني جدا .. وقراءتكم أمتعتني
كم عليّ أن اشكرك ايها الجميل على هذا الاهتمام

شكرا كبيرة بحجم الكون وأكبر

مودتي والاحترام






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 04-05-2014, 08:22 AM رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: هذيان من وحي موت....

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن مجدوع آل علي مشاهدة المشاركة
لفت انتباهي هذا القلم من أول وهلة قام فيها بالتعليق على أحد النصوص التي تم طرحها مسبقاً.
كنتُ أبحثُ عنك بين الأوراق فوجدتُ لك هذه الورقة وقرأتها ثم ماذا؟

إنها فارهة، حالمة، مُتقنة التعابير، جزلة التصاوير ...... إلى مالا نهاية!

شكراً للمكان الذي عرّفني بك! وتقبل سلاماً مني في كل حين ...

مودتي،
اديبنا المكرم علي بن مجدوع

ايضا لكم أعتذر عن تأخري بالرد وذلك لأسباب صحية
أسعدني ما قلت أستاذي .. أن تبحث عن قلمي فأن ذلك
يشرفني ... شكرا لكم على حضوركم واهتمامكم الجميل

وسلامي وكل التحايا لروحك ايها الفاضل
مودتي والتقدير






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 02-03-2018, 04:32 PM رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
خالد يوسف أبو طماعه
عضو مجلس إدارة
المستشار الفني للسرد
عضو تجمع الأدب والإبداع
عضو تجمع أدب الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الاردن

الصورة الرمزية خالد يوسف أبو طماعه

افتراضي رد: هذيان من وحي موت....

لمزيد من الضوء
هذيان بديع وأنيق
كل الود






حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
  رد مع اقتباس
/
قديم 09-03-2018, 10:25 AM رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: هذيان من وحي موت....

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه مشاهدة المشاركة
لمزيد من الضوء
هذيان بديع وأنيق
كل الود


التحيات الطيبات المباركات لروحك صديقي خالد ابو طماعة
شكرا على اهتمامكم الكريم وجهودكم الكبيرة.

بوركتم وبورك مدادكم

احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 01-04-2018, 11:29 AM رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: هذيان من وحي موت....

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن لشهب مشاهدة المشاركة
محمد خالد بديوي
متواليات سردية سلسة رغم الشجن ودفق مشاعر الحزن ...
بناء متماسك مبنى ومعنى .
تحياتي لقلمك اابارع

أستاذنا وأديبنا القاص حسن لشهب

لقراءتكم عبق خاص ونكهة لا تتكرر
حضوركم الراقي زاد من سعادتي أيها الوارف
شكرا جزيلا لكم على اهتمامكم الكريم وحسن
رعايتكم.

سلمت وسلمت الروح محلقة

احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 21-08-2020, 11:45 AM رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: هذيان من وحي موت....

أرجو من الأديبة الفاضلة فاطمة أحمد أن تطلع عليها
وتزودنا برأيها في هذا النص وخصوصا أنه عن العصافير,, طبعا لفاطمة ومن يقرأ هذا النص المتواضع
ولكن بشكل مختلف.


احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 28-08-2020, 06:53 AM رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: هذيان من وحي موت....

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال عمران مشاهدة المشاركة
السلام عليكم.
تؤكد بتواصل سلسلة ال(هذيان) تمكنك ومقدرتك على الامساك بالفكرة وتطويع القلم لخدمتها.
مودتي


شكرا لك زعيم الغلابة أديبنا جمال عمران
لحضوركم البهي ولقراءتكم نكهتها النادرة

شكرا جزيلا لكم على مروركم واهتمامكم الكريم
بوركتم وبوركت روحكم المحلقة

احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 04-09-2020, 10:08 AM رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
ناظم العربي
فريق العمل
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائز بالمركز الثالث
مسابقة الخاطرة 2020
العراق

الصورة الرمزية ناظم العربي

افتراضي رد: هذيان من وحي موت....

سرد محكم وبناء متكامل
من لدن خبير بهذا الفن
بورك هذا الفلم المعطاء






لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
ايُّهَا الْعَابِرُوْنَ هُنَا اشْهِدُكُمْ أَنِّيْ أُحِبُّ الْلَّهَ وَرَسُوْلَه
  رد مع اقتباس
/
قديم 06-09-2020, 03:20 AM رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: هذيان من وحي موت....

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناظم العربي مشاهدة المشاركة
سرد محكم وبناء متكامل
من لدن خبير بهذا الفن
بورك هذا الفلم المعطاء


أخي الحبيب وصديقي الجميل

شكرا جزيلا لكم على حضوركم الراقي وكلماتكم الرقيقة
شكرا على مروركم الدائم واهتمامكم الكريم

أديبنا القدير ناظم العربي
سلمت وسلمت روحكم العذبة محلقة

احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 06-09-2020, 03:27 AM رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: هذيان من وحي موت....

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناظم العربي مشاهدة المشاركة
سرد محكم وبناء متكامل
من لدن خبير بهذا الفن
بورك هذا الفلم المعطاء


أخي الحبيب وصديقي الجميل

شكرا جزيلا لكم على حضوركم الراقي وكلماتكم الرقيقة
شكرا على مروركم الدائم واهتمامكم الكريم

أديبنا القدير ناظم العربي
سلمت وسلمت روحكم العذبة محلقة

احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 12-09-2020, 11:38 AM رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
محمود قباجة
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية محمود قباجة

افتراضي رد: هذيان من وحي موت....

نص باذخ في معانيه وجزالته
يرصد السجن ومعانات المساجين
وتاني القفلة لتقول
ما احوجنا للحرية
امتناني






  رد مع اقتباس
/
قديم 06-11-2020, 12:50 PM رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: هذيان من وحي موت....

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود قباجة مشاهدة المشاركة
نص باذخ في معانيه وجزالته
يرصد السجن ومعانات المساجين
وتاني القفلة لتقول
ما احوجنا للحرية
امتناني


الأديب والشاعر المبدع محمود قباجة

شكرا جزيلا لكم شاعرنا الجميل على
حضوركم الشاهق وقراءتكم الدقيقة
شكرا على اهتمامكم الكريم وعنايتكم
الكثيرة.
سلمتم وسلمت روحكم الناصعة محلقة
احترامي وتقديري وخالص المحبة






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 06-11-2020, 01:11 PM رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
فاطِمة أحمد
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
ليبيا

الصورة الرمزية فاطِمة أحمد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

فاطِمة أحمد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: هذيان من وحي موت....

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد بديوي مشاهدة المشاركة
أرجو من الأديبة الفاضلة فاطمة أحمد أن تطلع عليها
وتزودنا برأيها في هذا النص وخصوصا أنه عن العصافير,, طبعا لفاطمة ومن يقرأ هذا النص المتواضع
ولكن بشكل مختلف.


احترامي وتقديري
مررت من هنا صدفة
تشرفني دعوتك والقراءة المبدع محمد خالد بديوي
أرجو أن أكون عند حسن ظنك
تحية وتقدير






سبحانك ربي
  رد مع اقتباس
/
قديم 06-11-2020, 11:11 PM رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
فاطِمة أحمد
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
ليبيا

الصورة الرمزية فاطِمة أحمد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

فاطِمة أحمد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: هذيان من وحي موت....

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد بديوي مشاهدة المشاركة
لا تتركوا العصافير وحيدة بأقفاصها.


الرقم الذي ظهر أمامي لم يكن معروفاً لديّ، وإن كانت عادتي أنني أنسى بطبيعتي تخزين الأرقام، ترددت قليلاً ثم أجبت. كان الصوت بعيداً، يأتي من حنجرة مخنوقة، ورائحة الدمع تفوح من الكلمات التي جاءت غير واضحة.
أغلق الخط، انتهت المكالمة سريعاً، ولم يعلق برأسي غير أن صديقاً افتقده منذ فترة يريدني أن أذهب إليه، فهو في السجن، ومرت ليلتي كئيبة، كيف يكون صديقي خلف القضبان وأنا أنعم بالتمدد على سريري.
في صباح اليوم التالي استقليت سيارة وتوجهت إلى السجن الذي حدده صديقي.ما كان يفصلنا هو لوح زجاجي وهاتف أمامي وهاتف أمامه، رفعت سماعة الهاتف، وما أن قلت له: كيف أنت؟ حتى انهار بالبكاء والبوح بكلمات لم أفهمها بسبب حشرجة في جوفه وتشويش يأتي بسبب رداءة الهاتف الموضوع، كان بإمكاني أن أسمع كلمات تأتي من غيره وبكاءً يأتي من بعيد، ورغم كل هذا حاولت أن أبدو متفهماً لكل ما يقول.
تركت له بعض الدنانير بعد أن ودعته وأنا أعده بأن أوكل له محامي دفاع يخرجه من ورطته سريعاً، وتذكرت أنه طلب مني أن أذهب إلى غرفته، وكان مفتاح الغرفة في أمانات السجن، لذلك كان علي أن أقوم بتقديم طلب إلى مدير السجن من أجل الحصول على المفتاح، كنت أظنه أمراً سهلاً، ولكن لو كنت أردت طلباً بإخلاء سبيله لكان الأمر أسهل.
في اليوم التالي كنت أصعد السلم الطويل وأنا ألهث، وأمنّي نفسي أن تنتهي هذه الرحلة الطويلة، وأخيراً وجدت نفسي أمام غرفة على سطح مبنى يغازل الغيم، فتحت الغرفة وبدأت بعمل ما طلبه مني، شعرت بألم شديد؛ كيف لرجل بهذا العمر أن يكون وحده في غرفة وحيدة؟! فراش رقيق، ووسائد تشتكي الحنين، أغطية بلا غطاء، وكتب مبعثرة، ورائحة الذكريات تثير حساسية من لم يعرف الحس من قبل. كنت أسأل نفسي: هل قال لي شيئاً لا أتذكره، درت في الغرفة غيرَ مرة، لم أعثر على ما يذكرني بشيء آخر.قررت الرحيل وأنا أشعر بحزن شديد، ورغبة بالقفز من المبنى بسبب القهر وتجنباً لنزول الدرج، (أن تنزل ذلك الدرج أشد ألماً وأكثر تعباً من الصعود)، ومع ذلك اضطرني الحال لنزول الدرج،وصلت الشارع وأنا أشتهي لو أني أغفو لألف عام، أو أكون قطرات في رحلة تركب ظهر الغمام، علني أسقط في أرض بعيدة، أتودد إلى تراب جديد، ويحلو المقام، لكنها أحلام، وكذلك ستموت أحلاماً.
تناقشت بالسعر مع غير محام، اختلفنا، واتفقنا، ثم لم نتفق، أكثر ما أثار دهشتي أن لكل محام سعره الخاص، مع محاولة بعضهم إقناعي بأن سبب الاختلاف عائد إلى الجودة في العمل!! فرق شاسع في الأسعار، ذكرني بكشفية(طبيب البلدة كلها) الدكتور دامر، غفر الله تعالى له ورحمه، وكشفية الأخصائي الذي كان يخلق للمريض مرضاً جديداً بسبب ارتفاع كشفيته، يا الله عفوك، هل أنا بين الحسبة المركزية وأحد( مولات) عمان الأنيقة؟! انتهى الأمر بأن وجدت من يعمل من أجل سد حوائجه في الدنيا ورضاء الله تعالى. كم كان الأمر مختلفاً، ليس بالسعر فحسب، إنما في الأخلاق والوفاء والإحساس مما تعاني، والجودة أيضا!!
الرقم نفسه نزل على شاشة هاتفي، وتذكرت أنني نسيت تخزينه، تماماً كما يحصل معي كل مرة، كانت الكلمات سريعة متقطعة، مثل ذاكرة هرمة لا تنقل المشاهد كاملة، وتتداخل ببعضها، لكنني لمحت من بين الكلمات ما يشبه صوت التغريد:هل أطعمت العصافير؟ هل أطعمت العصافير؟ أغلق الخط وانتهت المكالمة وما زال الصوت يأتي كومض وجع الضرس، هل أطعمت العصافير؟ وكأنها: هل أطلقت العصافير، أطعمت أم أطلقت؟! قمت مفزوعاً من فراشي، وأنهيت على درج البيت لباسي، والهاتف على أذني أقول لمن تعودت أن أطلبه في كل أمر حرج: الآن، عليك أن تحضر الآن! وما هي إلا دقائق قليلة حتى كان السائق يقف بسيارته أمام البيت وهو يقول: (خير إن شاء الله ). قلت له: انطلق إلى ذلك المبنى اللعين، وحاول أن تسرع!
صعدت الدرج المتكئ على بعضه بعضاً بسرعة الخيال،كدت أن أسقط غيرَ مرة، ألهث، وأتابع، وصلت فتحت الغرفة لم يكن بها أي كائن حي سوى بعض الصراصير المتكرشة والناموس المنتفخ، وذباب يشعر بالغثيان، خرجت من الغرفة درت حولها ومن الجهة الشرقية، وجدت سبعة أقفاص وضعت فوق بعضها بعضاً، كلها فارغة إلا واحداً في الوسط، اقتربت أكثر، فإذا بعصفور وحيد ينام على ظهره فاتحاً جناحيه وكأنه يريد أن يطير، لم يكن في علبة الماء ماء، وعلبة غذائه فارغة إلا من بعض القشور، مددت يدي صرخت بوجهه: أفق أيها الصغير، لا تمت أيها العصفور.لكنه لم يكن يسمعني وقد تيبس جسمه الطري، صرخت بأعلى صوتي، وبكيت وكأنني لم أبكِ من قبل، لماذا لم يأتِ الصوت واضحاً منذ المرة الأولى؟لماذا لا تنتبه الذاكرة؟ولماذا تترك العصافير بالأقفاص وحيدة؟ ثم بكيت للمرة الأخيرة وأنا أمعن بلون العصفور الذي تلون بكل لون من الذاكرة الأولى. وركضت مسرعاً، وقفزت من فوق المبنى!!!

مساء الخير
قبل أن أبدأ؛ بقراءة رائقة استمتعت بالقراءة لك
وإنْ قرأتها من جديد سأستمتع بقراءتها وتأمل تفاصيلها أدبيا
قصة مختلفة ومفعمة بالتفاصيل الحقيقية والأحداث والوصف
جميل الوصف فيها
كنت أظنه أمراً سهلاً، ولكن لو كنت أردت طلباً بإخلاء سبيله لكان الأمر أسهل.
كنت أصعد السلم الطويل وأنا ألهث
وجدت نفسي أمام غرفة على سطح مبنى يغازل الغيم،
أثار دهشتي أن لكل محام سعره الخاص،


كلما تقدمنا في القصة زاد التشويق وتسارعت الأحداث
لنقل أن نهايتها أكثر إتقانا وتكثيفا من بدايتها
بداية القصة ساكنة نسبيا كان يمكن اختزالها قليلا

كـ "رقم غريب لم أسجله، وإن كنت أنسى تخزين الأرقام ...

أما النهاية.. ولا شك ستتساءل عن رؤيتي لها
أعجبني تسارع وتيرتها والخيال المتدفق فيها

مددت يدي صرخت بوجهه: أفق أيها الصغير، لا تمت أيها العصفور.لكنه لم يكن يسمعني

حتى تلك التساؤلات المنكرة
حتى الجملة الأخيرة

وقفزت من فوق المبنى

خيالية قاسية
لكنها تترك بصمة في روح القارئ
قارئ سيصنف النهاية أنها هروب حتمي من واقع مؤلم لا يجدي معه الهروب

جميلة نهايتها بنكهة أدبية بارعة في كل حال موشومة بهذيان موت

الأديب المتميز محمد خالد بديوي
استمتعت بقراءة قصة بدت حقيقية ممزوجة في نهايتها بالخيال

تقديري واحترامي






سبحانك ربي
  رد مع اقتباس
/
قديم 14-11-2020, 08:38 AM رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: هذيان من وحي موت....

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطِمة أحمد مشاهدة المشاركة
مررت من هنا صدفة
تشرفني دعوتك والقراءة المبدع محمد خالد بديوي
أرجو أن أكون عند حسن ظنك
تحية وتقدير


مبدعتنا الوارفة فاطمة احمد
أنا من يتشرف بقراءتكم وسماع رأيكم
شكرا لله تعالى على مروركم الذي جعلكم
تلتفتون "لشاخصة النداء"

بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع
احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 14-11-2020, 08:50 AM رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: هذيان من وحي موت....

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطِمة أحمد مشاهدة المشاركة
مساء الخير
قبل أن أبدأ؛ بقراءة رائقة استمتعت بالقراءة لك
وإنْ قرأتها من جديد سأستمتع بقراءتها وتأمل تفاصيلها أدبيا
قصة مختلفة ومفعمة بالتفاصيل الحقيقية والأحداث والوصف
جميل الوصف فيها
كنت أظنه أمراً سهلاً، ولكن لو كنت أردت طلباً بإخلاء سبيله لكان الأمر أسهل.
كنت أصعد السلم الطويل وأنا ألهث
وجدت نفسي أمام غرفة على سطح مبنى يغازل الغيم،
أثار دهشتي أن لكل محام سعره الخاص،


كلما تقدمنا في القصة زاد التشويق وتسارعت الأحداث
لنقل أن نهايتها أكثر إتقانا وتكثيفا من بدايتها
بداية القصة ساكنة نسبيا كان يمكن اختزالها قليلا

كـ "رقم غريب لم أسجله، وإن كنت أنسى تخزين الأرقام ...

أما النهاية.. ولا شك ستتساءل عن رؤيتي لها
أعجبني تسارع وتيرتها والخيال المتدفق فيها

مددت يدي صرخت بوجهه: أفق أيها الصغير، لا تمت أيها العصفور.لكنه لم يكن يسمعني

حتى تلك التساؤلات المنكرة
حتى الجملة الأخيرة

وقفزت من فوق المبنى

خيالية قاسية
لكنها تترك بصمة في روح القارئ
قارئ سيصنف النهاية أنها هروب حتمي من واقع مؤلم لا يجدي معه الهروب

جميلة نهايتها بنكهة أدبية بارعة في كل حال موشومة بهذيان موت

الأديب المتميز محمد خالد بديوي
استمتعت بقراءة قصة بدت حقيقية ممزوجة في نهايتها بالخيال

تقديري واحترامي


هذا ما كنت أتوقعه وما حلمت به حين تمنيت مروركم
قراءة تنبش أدق التفاصيل ، وتأول النص على أنه من
الخيال فتنجح ..تقول أنه نص حقيقي من الواقع المرير
فتنجح كل استنتاجاتها وتقرأ بلا ملل بالتفصيل.


القديرة المبدعة فاطمة أحمد


كنت أكثر من رائعة وقدمت قراءة مائزة عميقة
فشكرا لكم على حضوكم الشاهق وقراتكم الراقية
شكرا على اهتمامكم الكريم وعنايتكم النبيلة

سلمتم وسلمت روحكم النقية محلقة
احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 19-11-2020, 09:01 PM رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: هذيان من وحي موت....

كنت قد قرأتها ذات سنة
وقرأتها اللحظة بنفس الوجع وبنفس المودة ، لكل العصافير التي تموت بسبب ضبابية المواقف ، وسلاسل السجون واعتداءات مجانية
نص عميق قوي ، وما شدني أكثر هو مسرحة الموقف والصورة
لقد كنا كـ قراء نشهد ضربات قلب الراوي ووجع السجين وشحرجة العصفور في آخر لحظاته
ثم نفقد توازننا عند الختمة حيث الصدمة كبيرة
نص من بين أجمل ما زرع في المدينة الحالمة
المبدع الفاضل السي محمد كنتُ هنا






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 10-01-2021, 10:14 AM رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: هذيان من وحي موت....

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء العلوي مشاهدة المشاركة
كنت قد قرأتها ذات سنة
وقرأتها اللحظة بنفس الوجع وبنفس المودة ، لكل العصافير التي تموت بسبب ضبابية المواقف ، وسلاسل السجون واعتداءات مجانية
نص عميق قوي ، وما شدني أكثر هو مسرحة الموقف والصورة
لقد كنا كـ قراء نشهد ضربات قلب الراوي ووجع السجين وشحرجة العصفور في آخر لحظاته
ثم نفقد توازننا عند الختمة حيث الصدمة كبيرة
نص من بين أجمل ما زرع في المدينة الحالمة
المبدع الفاضل السي محمد كنتُ هنا

الأديبة القديرة فاطمة الزهراء العلوي

مروركم أسعد القلب وابتهجت له الروح
نعم أسعدني حضوركم الثاني وقراءتكم الجديدة للنص
والتي تبدو عميقة من خلال حروفكم التي شكلت هذا التعليق

شكرا جزيلا لكم على حسن المتابعة والاهتمام الكريم
شكرا على عنايتكم الكثيرة وتشجيعكم الدائم.

سلمتم وسلمت روحكم العذبة محلقة
احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 16-01-2021, 01:32 AM رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
قصي المحمود
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
العراق

الصورة الرمزية قصي المحمود

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

قصي المحمود غير متواجد حالياً


افتراضي رد: هذيان من وحي موت....

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد بديوي مشاهدة المشاركة
لا تتركوا العصافير وحيدة بأقفاصها.


الرقم الذي ظهر أمامي لم يكن معروفاً لديّ، وإن كانت عادتي أنني أنسى بطبيعتي تخزين الأرقام، ترددت قليلاً ثم أجبت. كان الصوت بعيداً، يأتي من حنجرة مخنوقة، ورائحة الدمع تفوح من الكلمات التي جاءت غير واضحة.
أغلق الخط، انتهت المكالمة سريعاً، ولم يعلق برأسي غير أن صديقاً افتقده منذ فترة يريدني أن أذهب إليه، فهو في السجن، ومرت ليلتي كئيبة، كيف يكون صديقي خلف القضبان وأنا أنعم بالتمدد على سريري.
في صباح اليوم التالي استقليت سيارة وتوجهت إلى السجن الذي حدده صديقي.ما كان يفصلنا هو لوح زجاجي وهاتف أمامي وهاتف أمامه، رفعت سماعة الهاتف، وما أن قلت له: كيف أنت؟ حتى انهار بالبكاء والبوح بكلمات لم أفهمها بسبب حشرجة في جوفه وتشويش يأتي بسبب رداءة الهاتف الموضوع، كان بإمكاني أن أسمع كلمات تأتي من غيره وبكاءً يأتي من بعيد، ورغم كل هذا حاولت أن أبدو متفهماً لكل ما يقول.
تركت له بعض الدنانير بعد أن ودعته وأنا أعده بأن أوكل له محامي دفاع يخرجه من ورطته سريعاً، وتذكرت أنه طلب مني أن أذهب إلى غرفته، وكان مفتاح الغرفة في أمانات السجن، لذلك كان علي أن أقوم بتقديم طلب إلى مدير السجن من أجل الحصول على المفتاح، كنت أظنه أمراً سهلاً، ولكن لو كنت أردت طلباً بإخلاء سبيله لكان الأمر أسهل.
في اليوم التالي كنت أصعد السلم الطويل وأنا ألهث، وأمنّي نفسي أن تنتهي هذه الرحلة الطويلة، وأخيراً وجدت نفسي أمام غرفة على سطح مبنى يغازل الغيم، فتحت الغرفة وبدأت بعمل ما طلبه مني، شعرت بألم شديد؛ كيف لرجل بهذا العمر أن يكون وحده في غرفة وحيدة؟! فراش رقيق، ووسائد تشتكي الحنين، أغطية بلا غطاء، وكتب مبعثرة، ورائحة الذكريات تثير حساسية من لم يعرف الحس من قبل. كنت أسأل نفسي: هل قال لي شيئاً لا أتذكره، درت في الغرفة غيرَ مرة، لم أعثر على ما يذكرني بشيء آخر.قررت الرحيل وأنا أشعر بحزن شديد، ورغبة بالقفز من المبنى بسبب القهر وتجنباً لنزول الدرج، (أن تنزل ذلك الدرج أشد ألماً وأكثر تعباً من الصعود)، ومع ذلك اضطرني الحال لنزول الدرج،وصلت الشارع وأنا أشتهي لو أني أغفو لألف عام، أو أكون قطرات في رحلة تركب ظهر الغمام، علني أسقط في أرض بعيدة، أتودد إلى تراب جديد، ويحلو المقام، لكنها أحلام، وكذلك ستموت أحلاماً.
تناقشت بالسعر مع غير محام، اختلفنا، واتفقنا، ثم لم نتفق، أكثر ما أثار دهشتي أن لكل محام سعره الخاص، مع محاولة بعضهم إقناعي بأن سبب الاختلاف عائد إلى الجودة في العمل!! فرق شاسع في الأسعار، ذكرني بكشفية(طبيب البلدة كلها) الدكتور دامر، غفر الله تعالى له ورحمه، وكشفية الأخصائي الذي كان يخلق للمريض مرضاً جديداً بسبب ارتفاع كشفيته، يا الله عفوك، هل أنا بين الحسبة المركزية وأحد( مولات) عمان الأنيقة؟! انتهى الأمر بأن وجدت من يعمل من أجل سد حوائجه في الدنيا ورضاء الله تعالى. كم كان الأمر مختلفاً، ليس بالسعر فحسب، إنما في الأخلاق والوفاء والإحساس مما تعاني، والجودة أيضا!!
الرقم نفسه نزل على شاشة هاتفي، وتذكرت أنني نسيت تخزينه، تماماً كما يحصل معي كل مرة، كانت الكلمات سريعة متقطعة، مثل ذاكرة هرمة لا تنقل المشاهد كاملة، وتتداخل ببعضها، لكنني لمحت من بين الكلمات ما يشبه صوت التغريد:هل أطعمت العصافير؟ هل أطعمت العصافير؟ أغلق الخط وانتهت المكالمة وما زال الصوت يأتي كومض وجع الضرس، هل أطعمت العصافير؟ وكأنها: هل أطلقت العصافير، أطعمت أم أطلقت؟! قمت مفزوعاً من فراشي، وأنهيت على درج البيت لباسي، والهاتف على أذني أقول لمن تعودت أن أطلبه في كل أمر حرج: الآن، عليك أن تحضر الآن! وما هي إلا دقائق قليلة حتى كان السائق يقف بسيارته أمام البيت وهو يقول: (خير إن شاء الله ). قلت له: انطلق إلى ذلك المبنى اللعين، وحاول أن تسرع!
صعدت الدرج المتكئ على بعضه بعضاً بسرعة الخيال،كدت أن أسقط غيرَ مرة، ألهث، وأتابع، وصلت فتحت الغرفة لم يكن بها أي كائن حي سوى بعض الصراصير المتكرشة والناموس المنتفخ، وذباب يشعر بالغثيان، خرجت من الغرفة درت حولها ومن الجهة الشرقية، وجدت سبعة أقفاص وضعت فوق بعضها بعضاً، كلها فارغة إلا واحداً في الوسط، اقتربت أكثر، فإذا بعصفور وحيد ينام على ظهره فاتحاً جناحيه وكأنه يريد أن يطير، لم يكن في علبة الماء ماء، وعلبة غذائه فارغة إلا من بعض القشور، مددت يدي صرخت بوجهه: أفق أيها الصغير، لا تمت أيها العصفور.لكنه لم يكن يسمعني وقد تيبس جسمه الطري، صرخت بأعلى صوتي، وبكيت وكأنني لم أبكِ من قبل، لماذا لم يأتِ الصوت واضحاً منذ المرة الأولى؟لماذا لا تنتبه الذاكرة؟ولماذا تترك العصافير بالأقفاص وحيدة؟ ثم بكيت للمرة الأخيرة وأنا أمعن بلون العصفور الذي تلون بكل لون من الذاكرة الأولى. وركضت مسرعاً، وقفزت من فوق المبنى!!!
كتب هذا النص منذ تسع سنوات كما يشير تأريخ النشر، لا أدري كيف فاتني، روح السردية
والمطاولة أكثر من رائعة، الجمل الصورية لرسم الحبكة القصصية في أبهى صورها، النص
بحلاوة سرده يعطي انطباع بواقعيته، تعاطفت مع الراوي لأن مشاعره صادقة ولم يهمل أدق
التفاصيل، زميله في السجن يوصي بالعصفور والذي كان عليه أن لا يضعه في القفص كما هو
الآن ..لأن غريزته وحياته الطيران، في النص واقعية ورمزية متلازمة وهذه تحسب للأخ محمد
أذ استطاع أن يقنعنا بواقعية النص ودس فيه بذكاء الرمزية
سعيد أني أقرأ لك أخي محمد مثل هذا النص الثري..فأنت أهلا لها
تحياتي ومودتي وتقديري







  رد مع اقتباس
/
قديم 22-01-2021, 06:34 AM رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: هذيان من وحي موت....

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصي المحمود مشاهدة المشاركة
كتب هذا النص منذ تسع سنوات كما يشير تأريخ النشر، لا أدري كيف فاتني، روح السردية
والمطاولة أكثر من رائعة، الجمل الصورية لرسم الحبكة القصصية في أبهى صورها، النص
بحلاوة سرده يعطي انطباع بواقعيته، تعاطفت مع الراوي لأن مشاعره صادقة ولم يهمل أدق
التفاصيل، زميله في السجن يوصي بالعصفور والذي كان عليه أن لا يضعه في القفص كما هو
الآن ..لأن غريزته وحياته الطيران، في النص واقعية ورمزية متلازمة وهذه تحسب للأخ محمد
أذ استطاع أن يقنعنا بواقعية النص ودس فيه بذكاء الرمزية
سعيد أني أقرأ لك أخي محمد مثل هذا النص الثري..فأنت أهلا لها
تحياتي ومودتي وتقديري




أديبنا الراقي والمتألق قصي المحمود

ما أسعدني بهكذا قراءة عميقة غاصت حتى آخر قرار
حقيقة كانت قراءة ماتعة ومائزة أجبرتني على قراءتها
مرات..
شكرا جزيلا لكم أدينا الوارف على هذا الحضور الراقي
وعلى قراءتكم العميقة الثرية ..شكرا على اهتمامكم الكريم
والمرور الدائم .

سلمتم وسلمت روحكم النقية محلقة
احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:38 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط