الجسر.../ عايده بدر - الصفحة 2 - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: طيور في عين العاصفة* (آخر رد :عبدالرحيم التدلاوي)       :: الأصمّ/ إيمان سالم (آخر رد :إيمان سالم)       :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :أحلام المصري)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: جبلة (آخر رد :أحلام المصري)       :: إخــفاق (آخر رد :أحلام المصري)       :: ثلاثون فجرا 1445ه‍ 🌤🏜 (آخر رد :راحيل الأيسر)       :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الأزهر يتحدث :: شعر :: صبري الصبري (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الادب والمجتمع (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: مقدّّس يكنس المدّنس (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ المدينة الحالمة ⊰

⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-09-2020, 08:44 AM رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
خالد يوسف أبو طماعه
عضو مجلس إدارة
المستشار الفني للسرد
عضو تجمع الأدب والإبداع
عضو تجمع أدب الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الاردن

الصورة الرمزية خالد يوسف أبو طماعه

افتراضي رد: الجسر.../ عايده بدر

يعود للواجهة
لمزيد من الضوء
فيه وعليه
كل الود






حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
  رد مع اقتباس
/
قديم 18-10-2020, 09:14 PM رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
أحمد علي
عضو أكاديمية الفينيق
السهم المصري
يحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحمد علي

افتراضي رد: الجسر.../ عايده بدر

قصة رعب

بإمتياز اعتمد فيها الكاتب تقنية الإدهاش المستمر بما يتمتع به من قدرة لغوية وأسلوب سرد شيق يجبر القاريء على التهام كل عبارة بشغف شديد محاولا الامساك بالفكرة ، لقد جعل الكاتب القارىء يلهث خلف الاحداث المتتابعة مع المحافظة الشديدة على عدم فضح القصة باستخدام عبارات وجمل تحمل أكثر من تأويل وتفتح الطريق أمام ذهن القاريء ليتخيل سيناريوهات عديدة .. وكلما توغل في القصة تسارعت دقات قلبه رعبا وسعيا لاكتشاف الفكرة والنهاية .

الجسر

يعبر عن حلقة وصل بين عالمين أحدهما مرئي يتمثل في البشر والثاني غير مرئي قد يتمثل في الأرواح الهائمة وهذا يقودنا للعلاقة بين العالمين المرئي والغير مرئي وما نسجته الأساطير والخرافات من ملاحم وقصص تدور حول هذه العلاقة والتي انقسم الرأي فيها ما بين مؤيد بشدة لهذه العلاقة المرعبة وبين الرافض لها بشكل كامل وبين طائفة أخرى آثرت الوقوف في المنتصف ما بين الفئتين ، الجسر يصحبه هنا الضباب وهو بدوره يقوم بعملية التمويه العقلي وكذلك تمويه مادي باخفاء الجسر .
اختار الكاتب هنا المكان بدقة ( في الريف ) حيث الأشجار والغابات والأنهار ، الأمية التي تخلق جوا من الخرافات تتقبله العقول البسيطة وتتغذى عليه وتكون أحد روافده فمن الصعب أن يختار الكاتب المدينة بصخبها وازدحامها الشديد ليلا ونهارا .

محاولة اقتراب :

نقترب من القصة مرة أخرى لنرى ذلك الرجل الذي يرى ويسمع مالا يراه الجميع ، ويسمع أصواتا ويرى أضواء ( ربما هذه الاضواء هي الروح وهي في صورتها الجديدة بعد الموت ).
ذلك البائس الذي ارتبط مصيره بمصير الجسر في ثنائية مرعبة ومحزنة وكأن - النداهة - تناديه وتكلمه وتطلب منه القدوم إليها ،

ينمو الليل على شرفة وجهه

تحتله تلك الأرواح شيئا فشيئا ...

من يكون هذا الرجل ؟

هذا الرجل ربما كان زوج لتلك السيدة التي تجرجر وراءها الطفل، و ربما أذهب بعيدا لأقول أنه كان سببا في موت هذه الأسرة ( الأم والطفل ) عن طريق حادثة ما كان هو المتسبب بها وظل ضميره يعذبه حتى جاءت روح المرأة وأخذت تناديه وتحاول اقناعه بالذهاب معها أو هكذا تصور هو .

ماهية المرأة

كما وصف الكاتب هذه المرأة بوصف مرعب جدا تماما كما نراه في أفلام الرعب المخيفة ،
ربما كانت الزوجة المغذبة روحها الطامعة في الرجوع للدنيا من جديد - النداهة - .

موقف أهالي القرية

جهل أهالي القرية كان ينمي ويطعم هذا الجسر وتلك الأرواح تغذت على جهلهم ونمت وأصبحت وحشا يستعد للانقضاض عليهم في أية لحظة .


رؤية

القصة هنا ربما تطرح قضية الخوف من المجهول والجبن من قبل البعض في مواجهة ذلك المجهول وعدم الاكتراث لمعرفة ماهية شيئ غامض ، وهذا دليل على اللامبالاة والتهرب من المشاكل والصعاب التي لو تمت مواجهتها بقوة وعزم لتم حلها وأصبحوا فئة مفيدة لأنفسهم ولمجتمعهم ،
وقد أذهب بعيدا أيضا وأقول أن القضية قد تتسع لتشمل قضية الخوف من الموت والانتقال لحياة أخرى فطبيعة الانسان تقول أنه يخاف من مواجهة الموت لأن ما بعد الموت يعد بالنسبة له من الغيبيات وهي شيئ شبه مجهول مخيف فمجرد التفكر في شكل الروح وسلوكها وماهيتها بعد الموت فكرة مرعبة بحد ذاتها .


العودة لذلك الرجل مرة أخرى


بعد أن تملك الليل ذلك الرجل واحتل نفسه استجاب للنداهة وقرر الذهاب معها إلى الحياة الأخرى عبر الجسر الذي يشبه فجوة زمنية فتحت ما بين عالمين في بعدين مختلفين .

اقتراب من القفلة

يستمر الكاتب في فرض اسلوب الغموض في كل عبارة من عبارات القصة حتى القفلة التي جاءت مذهلة ، مدهشة ، مربكة وصادمة .
فقد أخذت الصيحة الكل ، ربما اختار الكاتب ( الصيحة ) وذلك طبقا لمعتقده ( من وحي القرآن الكريم ) موت الجميع في نهاية الزمن بالصيحة . وهي درجة فائقة القوة من الصوت لدرجة أنها لا تبقي الأرواح ولا تذر ، بل تنزعها بقوة وعنف وسرعة شديدة.
أخدت الحياة المادية أهل القرية ، فـ قنصتهم الصيحة التي طالما استهتروا بها وسخروا منها وتهربوا من مواجهتها .



بناء القصة اعتمد على التشويق ونشر الغموض والرعب حتى أخر عبارة من القصة .


تعقيب


أعرف أن الكثير من قصص الرعب والغموض يكون هدفها الأساسي وبنائها الدرامي معتمدا على جو الرعب إذ يعتبر هذا فكرة النص وهو أيضا حبكة النص الأساسية والأمر لا يمنع وضع بعض العبر وطرح قضايا قد نراها ثانوية أثناء العدو خلف الأحداث المتلاحقة ، ولكنها رغم ضوئها الخافت الباهت تدعونا لاكتشافها والتفكر بها ،
وأعتقد أن الكاتب هنا اعتمد نفس التقنية .



أعجبتني اللغة الجميلة للنص واستخدام مفردات وعبارات أدت المطلوب بشكل ممتاز والسرد طبعا كان ممتعا .


مجرد رؤية قد تكون بعيدة كل البعد عن الفكرة الرئيسية


هكذا قرأتها د. عايدة بدر
تقبلي مروري
مع تحياتي لك






  رد مع اقتباس
/
قديم 19-10-2020, 10:46 PM رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
د.عايده بدر
فريق العمل
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائزة بالمركز الأول
مسابقة قصيدة النثر 2020
تحمل صولجان الومضة الحكائية
وسام المركز الاول في القصة القصيرة
مصر

الصورة الرمزية د.عايده بدر

افتراضي رد: الجسر.../ عايده بدر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال عمران مشاهدة المشاركة
الاستاذة عايدة
شكرا لك على هذا النص الرائع ..وشكرا لمن أعادوه الينا ..
سرد شيق وتشبيه دقيق وصور ناطقة ..من واقع عشنا فى الريف شبيها به ..تفاصيل الغريب ..والجسر ..وردود فعل الناس ..كلها بدت واقعية الى حد بعيد ..حنى خلتنى استرجع
حقيفة معاشة .
القفلة اكثر من رائعة ..فأثناء القراءة توقعت أكثر من نهاية ..لكن انت اخترت الأروع والأعمق فجاءت قفلة مدهشة ..
هل بعد ان قرات هذه القصة مرارا سوف اعود لقراءتها مجددا ؟
الاجابة .نعم و 1000 نعم .
عيد اضحى سعيد ياسيدتى
مودتى

زعيمنا المبدع القدير جمال عمران
تتوج حرفي المتواضع براقي حضورك ورائع رؤواك
وكوّن القصة جاءت قريبة من الواقع المعاش فهذا تتويج آخر لها
لأنها جاءت من خيالي ودون سابق تجربة بالتواجد في الريف
أسعدني حضورك وقراءتك وكلماتك المشجعة
شكرا زعيمنا المتألق ولروحك الراقية كل التقدير والاحترام
عايده








روح تسكن عرش موتي
تعيد لي جمال الوجود الذي هو بعيني خراب
  رد مع اقتباس
/
قديم 19-10-2020, 11:52 PM رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
د.عايده بدر
فريق العمل
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائزة بالمركز الأول
مسابقة قصيدة النثر 2020
تحمل صولجان الومضة الحكائية
وسام المركز الاول في القصة القصيرة
مصر

الصورة الرمزية د.عايده بدر

افتراضي رد: الجسر.../ عايده بدر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد الغفار صيام مشاهدة المشاركة
يعيش الناس أسرى أوهام توارثوها كابرا عن كابر ، و تكون الطامة عندما تصبح الأوهام مسلمات و حقائق يسلمها جيل إلى جيل .
كم عطلت الأوهام حياة ، و قصفت اعمارا ، و حرمت صغارا و كبارا !
الوهم يقتات على الرتابة و التقليد ، الوهم يقبع داخل الصندوق .
وحدهم المميزون المبدعون ، المسكونون بالأسئلة ، و المتمسكون بالأجوبة المُقْنعة هم فقط القادرون على حل المعادلة و التفكير خارج الصندوق و من ثم محو الأوهام كمقدمة لتحقيق الأحلام المتأخرة ، و تكسير التابوهات المتجذرة .
أو هكذا فهمت .
قص مميز قلما نلتقيه .

وحضور تالق في روح تقرأ بعناية وتأمل
مبدعنا القدير الراقي محمد عبد الغفار صيام
تألقت مع قراءتك الحروف وأزهرت
شكراً لهذا البهاء الذي تركته هنا ونفتقد حضوره ومشاركاتك القيمة وحرفك الراقي
كل التقدير والمودة والاعتزاز برؤواك الراقية توجت حرفي بها
مودتي وتقديري
عايده








روح تسكن عرش موتي
تعيد لي جمال الوجود الذي هو بعيني خراب
  رد مع اقتباس
/
قديم 20-10-2020, 12:00 AM رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
د.عايده بدر
فريق العمل
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائزة بالمركز الأول
مسابقة قصيدة النثر 2020
تحمل صولجان الومضة الحكائية
وسام المركز الاول في القصة القصيرة
مصر

الصورة الرمزية د.عايده بدر

افتراضي رد: الجسر.../ عايده بدر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه مشاهدة المشاركة
يعود للواجهة
لمزيد من الضوء
فيه وعليه
كل الود

دائما تترك بصمة للضوء لا يشابهها إلا رقي روحك
مبدعنا المتألق الراقي خالد يوسف أبو طماعه
شكراً لأنك أطلقت سرب النور باتجاه الحرف
كل تقديري ومودتي
عايده








روح تسكن عرش موتي
تعيد لي جمال الوجود الذي هو بعيني خراب
  رد مع اقتباس
/
قديم 20-10-2020, 01:07 AM رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
د.عايده بدر
فريق العمل
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائزة بالمركز الأول
مسابقة قصيدة النثر 2020
تحمل صولجان الومضة الحكائية
وسام المركز الاول في القصة القصيرة
مصر

الصورة الرمزية د.عايده بدر

افتراضي رد: الجسر.../ عايده بدر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصي المحمود مشاهدة المشاركة
مراحب أستاذتنا القديرة الأديبة والقاصة المبدعة الأخت عايدة بدر
وكل التقدير لروحك الراقية وحرفك البهي .بتواضع جم اسمحي لي بالتوغل بالنص
وفق ما وجدت وأجتهدت من خلال قراءة النص..
نص كتب بحرفنة ورمزية عالية الجودة وقراءة النص
بتمعن تضعنا أمام اسئلة كثيرة تعمدت الأخت الفاضلة
عايدة بدر أن تتركها للمتلقي ...بداية العنوان (الجسر)
وهو يرمز للعبور ما بين ضفتين وتسمية الضفتين تركتها
للمتلقي من خلال قراءة المتن,ارتكز النص على اعمدة ثلاثية
وهي الجسر والغريب و(خيال)امرأة تجر طفلا..وجعلت سكان
القرية على الهامش من خلال تفرجهم وما يحملوه من تساؤلات
هذه الرمزية الرائعة التي صيغت بخيال مبدع وحرفي وتركت
للمتلقي تفسيرها اعطت للنص خصوصية متفردة وأشغلت القاريء
في التفسير والنسج وحسب مخيلته
النص من وجهة نظري المتواضعة يرمز للأوطان التي تسمح
للغرباء من يحدد مستقبلها والعبور من مرحلة الى اخرى
فالجسر يمثل مرحلة العبور
والغريب يمثل التدخل في العبور
والمرأة والطفل يمثل الحياة والمستقبل
السلبية التي كانت عليها القرية في عدم التحري عن الجسر
(رغم ظهوره المفاجيء)وعن الغريب وخلفية تواجده وبعد
اداء مهمته ..قالته الخاتمة برمزية فائقة متقنة
(يغادر الغريب مع المرأة و الطفل و الضباب و الجسر تاركين
القرية بكل ساكنيها جاثين على ركب الفزع و صيحة عظيمة حصدت أرواحهم)
النص شفرته عالية ,ورمزيته متقنة .وهو لزوار النهار!!!

تحياتي وتقديري للأخت الأديبة القاصة المبدعة عايدة بدر

مرحبا أستاذنا ومبدعنا القدير الراقي قصي المحمود
ومرحبا بهذا الهطول السماوي الراقي في الحضور والقراءة وتأمل الحرف
فتحت أبواب الشمس فأشرقت بتألق الحروف وأزهرت
لمثل هذه القراءة الراقية والحضور المتوج بالنور
تتوقف الحروف للتحية والتقدير
ولهذه الرؤية الراقية أسمح لنفسي بنسخها منفصلة في قسم الدراسات النقدية
ونسخة أخرى أتشرف بوضعها في مدونتي الخاصة بالسرد
وأترك لروحك الراقية كل التقدير والاعتزاز والمودة
عايده








روح تسكن عرش موتي
تعيد لي جمال الوجود الذي هو بعيني خراب
  رد مع اقتباس
/
قديم 20-10-2020, 01:31 AM رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
د.عايده بدر
فريق العمل
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائزة بالمركز الأول
مسابقة قصيدة النثر 2020
تحمل صولجان الومضة الحكائية
وسام المركز الاول في القصة القصيرة
مصر

الصورة الرمزية د.عايده بدر

افتراضي رد: الجسر.../ عايده بدر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد على مشاهدة المشاركة
قصة رعب

بإمتياز اعتمد فيها الكاتب تقنية الإدهاش المستمر بما يتمتع به من قدرة لغوية وأسلوب سرد شيق يجبر القاريء على التهام كل عبارة بشغف شديد محاولا الامساك بالفكرة ، لقد جعل الكاتب القارىء يلهث خلف الاحداث المتتابعة مع المحافظة الشديدة على عدم فضح القصة باستخدام عبارات وجمل تحمل أكثر من تأويل وتفتح الطريق أمام ذهن القاريء ليتخيل سيناريوهات عديدة .. وكلما توغل في القصة تسارعت دقات قلبه رعبا وسعيا لاكتشاف الفكرة والنهاية .

الجسر

يعبر عن حلقة وصل بين عالمين أحدهما مرئي يتمثل في البشر والثاني غير مرئي قد يتمثل في الأرواح الهائمة وهذا يقودنا للعلاقة بين العالمين المرئي والغير مرئي وما نسجته الأساطير والخرافات من ملاحم وقصص تدور حول هذه العلاقة والتي انقسم الرأي فيها ما بين مؤيد بشدة لهذه العلاقة المرعبة وبين الرافض لها بشكل كامل وبين طائفة أخرى آثرت الوقوف في المنتصف ما بين الفئتين ، الجسر يصحبه هنا الضباب وهو بدوره يقوم بعملية التمويه العقلي وكذلك تمويه مادي باخفاء الجسر .
اختار الكاتب هنا المكان بدقة ( في الريف ) حيث الأشجار والغابات والأنهار ، الأمية التي تخلق جوا من الخرافات تتقبله العقول البسيطة وتتغذى عليه وتكون أحد روافده فمن الصعب أن يختار الكاتب المدينة بصخبها وازدحامها الشديد ليلا ونهارا .

محاولة اقتراب :

نقترب من القصة مرة أخرى لنرى ذلك الرجل الذي يرى ويسمع مالا يراه الجميع ، ويسمع أصواتا ويرى أضواء ( ربما هذه الاضواء هي الروح وهي في صورتها الجديدة بعد الموت ).
ذلك البائس الذي ارتبط مصيره بمصير الجسر في ثنائية مرعبة ومحزنة وكأن - النداهة - تناديه وتكلمه وتطلب منه القدوم إليها ،

ينمو الليل على شرفة وجهه

تحتله تلك الأرواح شيئا فشيئا ...

من يكون هذا الرجل ؟

هذا الرجل ربما كان زوج لتلك السيدة التي تجرجر وراءها الطفل، و ربما أذهب بعيدا لأقول أنه كان سببا في موت هذه الأسرة ( الأم والطفل ) عن طريق حادثة ما كان هو المتسبب بها وظل ضميره يعذبه حتى جاءت روح المرأة وأخذت تناديه وتحاول اقناعه بالذهاب معها أو هكذا تصور هو .

ماهية المرأة

كما وصف الكاتب هذه المرأة بوصف مرعب جدا تماما كما نراه في أفلام الرعب المخيفة ،
ربما كانت الزوجة المغذبة روحها الطامعة في الرجوع للدنيا من جديد - النداهة - .

موقف أهالي القرية

جهل أهالي القرية كان ينمي ويطعم هذا الجسر وتلك الأرواح تغذت على جهلهم ونمت وأصبحت وحشا يستعد للانقضاض عليهم في أية لحظة .


رؤية

القصة هنا ربما تطرح قضية الخوف من المجهول والجبن من قبل البعض في مواجهة ذلك المجهول وعدم الاكتراث لمعرفة ماهية شيئ غامض ، وهذا دليل على الامبالاة والتهرب من المشاكل والصعاب التي لو تمت مواجهتها بقوة وعزم لتم حلها وأصبحوا فئة مفيدة لأنفسهم ولمجتمعهم ،
وقد أذهب بعيدا أيضا وأقول أن القضية قد تتسع لتشمل قضية الخوف من الموت والانتقال لحياة أخرى فطبيعة الانسان تقول أنه يخاف من مواجهة الموت لأن ما بعد الموت يعد بالنسبة له من الغيبيات وهي شيئ شبه مجهول مخيف فمجرد التفكر في شكل الروح وسلوكها وماهيتها بعد الموت فكرة مرعبة بحد ذاتها .


العودة لذلك الرجل مرة أخرى


بعد أن تملك الليل ذلك الرجل واحتل نفسه استجاب للنداهة وقرر الذهاب معها إلى الحياة الأخرى عبر الجسر الذي يشبه فجوة زمنية فتحت ما بين عالمين في بعدين مختلفين .

اقتراب من القفلة

يستمر الكاتب في فرض اسلوب الغموض في كل عبارة من عبارات القصة حتى القفلة التي جاءت مذهلة ، مدهشة ، مربكة وصادمة .
فقد أخذت الصيحة الكل ، ربما اختار الكاتب ( الصيحة ) وذلك طبقا لمعتقده ( من وحي القرآن الكريم ) موت الجميع في نهاية الزمن بالصيحة . وهي درجة فائقة القوة من الصوت لدرجة أنها لا تبقي الأرواح ولا تذر ، بل تنزعها بقوة وعنف وسرعة شديدة.
أخدت الحياة المادية أهل القرية ، فـ قنصتهم الصيحة التي طالما استهتروا بها وسخروا منها وتهربوا من مواجهتها .



بناء القصة اعتمد على التشويق ونشر الغموض والرعب حتى أخر عبارة من القصة .


تعقيب


أعرف أن الكثير من قصص الرعب والغموض يكون هدفها الأساسي وبنائها الدرامي معتمدا على جو الرعب إذ يعتبر هذا فكرة النص وهو أيضا حبكة النص الأساسية والأمر لا يمنع وضع بعض العبر وطرح قضايا قد نراها ثانوية أثناء العدو خلف الأحداث المتلاحقة ، ولكنها رغم ضوئها الخافت الباهت تدعونا لاكتشافها والتفكر بها ،
وأعتقد أن الكاتب هنا اعتمد نفس التقنية .



أعجبتني اللغة الجميلة للنص واستخدام مفردات وعبارات أدت المطلوب بشكل ممتاز والسرد طبعا كان ممتعا .


مجرد رؤية قد تكون بعيدة كل البعد عن الفكرة الرئيسية


هكذا قرأتها د. عايدة بدر
تقبلي مروري
مع تحياتي لك

مرحبا شاعرنا ومبدعنا المتألق الراقي
أحمد علي
وما أجمل أن يحظى الحرف بحضور المبدعين
ويتوجه قراءات تعلو به نحو النجوم
توقفت أمام قراءتك مبدعنا القدير وهذا التفكيك الرائع
والتأمل لكل حرف في النص فكانت القراءة إبداع آخر
تتوقف أمامها الحروف في تحية وتقدير لإبداعك
وأعتز بنسخها إلى الدراسات النقدية ونسخة أخرى لمدونتي السردية
مع كامل تقديري واعتزازي ومودتي
دمت برقي ونور
عايده








روح تسكن عرش موتي
تعيد لي جمال الوجود الذي هو بعيني خراب
  رد مع اقتباس
/
قديم 26-10-2020, 09:43 PM رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
حنان عبد الله
عضو أكاديميّة الفينيق

الصورة الرمزية حنان عبد الله

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

حنان عبد الله غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الجسر.../ عايده بدر

قصة رائعة وتشويق حتى آخر حرف
تحياتي استاذة عائدة






  رد مع اقتباس
/
قديم 06-10-2021, 06:17 AM رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
د.عايده بدر
فريق العمل
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائزة بالمركز الأول
مسابقة قصيدة النثر 2020
تحمل صولجان الومضة الحكائية
وسام المركز الاول في القصة القصيرة
مصر

الصورة الرمزية د.عايده بدر

افتراضي رد: الجسر.../ عايده بدر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رياض القيسي مشاهدة المشاركة
قصة رائعة.. وسرد جميل
سلمت يداك...تحياتي

وحضور رائع يعتز به الحرف
مبدعنا الراقي أ.رياض القبيسي
امتناني لحضور روحك الراقية
وبصمات ضوئك البهية
كل مودتي وتقديري
عايده








روح تسكن عرش موتي
تعيد لي جمال الوجود الذي هو بعيني خراب
  رد مع اقتباس
/
قديم 06-10-2021, 06:20 AM رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
د.عايده بدر
فريق العمل
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائزة بالمركز الأول
مسابقة قصيدة النثر 2020
تحمل صولجان الومضة الحكائية
وسام المركز الاول في القصة القصيرة
مصر

الصورة الرمزية د.عايده بدر

افتراضي رد: الجسر.../ عايده بدر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنان عبد الله مشاهدة المشاركة
قصة رائعة وتشويق حتى آخر حرف
تحياتي استاذة عائدة

وما أجمله من حضور أعتز به
ونسائم نور تتهادى حول الحرف
لروحك الراقية أ.حنان عبدالله
كل محبتي وعظيم تقديري
عايده








روح تسكن عرش موتي
تعيد لي جمال الوجود الذي هو بعيني خراب
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:58 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط