حروف بلا أرصفة

[يزن السقار]

القصائد لعبة الروح ألخرسه
لا لغة تُصيب
أجمع الحروف و انثرها في مهب النايات
و أجلس على شرفتي وحيدا
أراجع الغد
و اغتسل برجع اللحن أمام الصدى

[يزن السقار]

العيش مثل الفصول
تعاقب اختلافات و أضداد و ذهول
فتأنّق للحزن و الابتسام
و للتورّق و الذبول
و لا تربط حبال وقت في الموانئ
لا شيء ثابت
كل الأشياء مؤقتة و تزول

[يزن السقار]

الأقنعة لا وزر لها
ملامح ثابتة عصية على التغيير
الوجوه هي من تسقط

[يزن السقار]

أن لا تعرفكَ المرآة
عندها يكون الوقت قد خاطبك
و لازلت مندهشا
من نبرة الحوار
لا ذاكرة في الجوار
هو خليط يعرُكُ الحلم بغد الأمس
والأمس بعيون ضاربة الودع
يمسح وجه الفكرة
و يقول لازال في الوقت بقية

[يزن السقار]

سأكسر البعد الحالم للأشياء
سأرى الأشياء كما هي
زلال كما ولدتها أمها
لا أكثر و لا أقل
الجرح التركته مكنسة الأيام في جسد الشوارع
سأراه جرحا بحجم اتساخ الأقدام
من اختلال المشاوير
لا علاقة له بالوصول
ولا بتأخر الظل في ساحات الموانئ
اليباس في أغصان شجرة اللوز
المختبئة في الساحة الشمالية
يباسها لا علاقة له بكسل الجذور
و لا بالصدفة الشمالية
لا علاقة لهجرة العصافير به
و لا لضمور أعداد الملتحفين ظل الشجر
الهاربين من زحام الوحدة
هو اعتلال طقسيّ تمرّد على الفصول
فأكسَبَ الأخضر هروبا لا منتهي
حشرجة الجوع في الحواري الضيقة
سأراه شحا في الحنطة الإنسانية
و إجماعا للحفاظ على الصحة العامة
لا أكثر و لا أقل
لا دخل لي بما بعد ذاك
عيناكِ
لا دخل للبحر في اتساعها
ولا لقارئة الفنجان بأسرارها
عينان تجيدان اللغة العاشرة
و تعرفان أين و متى يُلقى الطُعم
فقط الشعر
سأتركه يحلم و يحلم
يبني الجسور من ورق الورد
يرسم في الظل شمسا لا تنتهي
يغلي البن على لهب الاحتمال
و يركض للأعلى
و حين يتعب يأكلني

[ميسون عربيات]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يزن السقار

في مياه عينيكِ
كل تفاصيل الشِعر مشدوهة
و مذبوحة كل خيول المعاني
بحدِّ سيوفهما
و الشاعر المسكين على ضفة المجاز واقف
يطبب المقتول
و يمسح الوعي بكامل لهفته

مبدع دوما ودائما
تحية تقدير

[يزن السقار]

كالغريب أمرُّ في حواري الذاكرة
لا شيئا يُشبه شيئا
لا الليل ذات الليل
و لا ذاتها بحّة النايات
لا المرايا تراني و لا أرى صدى الخطوات
كأني غيري
أو كأني نسيتُني في زحام الذكريات

[يزن السقار]

بالقرب من الحنق
تجلس دمعة خرساء و بيت خاو
الأهل يحرسون الشوارع
و الطريق غدٌ لا ينام
لا رَجْعًا إلا دعاء الملائكة
و الصوت مأدبة الخذلان
دعوا الحراس يحرسون
و لا تسرقوا أيامهم و أحلامهم
دعوهم لا بد من درس يخرج من بين أيديهم
و تغرغروا مرة أخرى بالقزامة و ردائة الطالع
يكفيكم أنكم صامتون

[يزن السقار]

أخاف النوم
فالصحو صفعة
و مزيد من الشهداء
و الحلم غابة ممهورة الدماء
و إن بقيت صاحيا
أكل القهر مني ملامحي
أحشاء تعض أصابع الأحشاء
فأي فائقِ نائم أنا
مكبّلُ الأركان
ممزق الوجدان

[يزن السقار]

سيطلع الزهر من بين الصخر
و يورق الصهيل أغنيات
يدغدغ الفجر وجه الحياة
و يجود بالطالع لحن المطر
اليوم صمود
و الغد في يدنا لا مفر

[يزن السقار]

في تربة الأرض هويتنا
و بين صوت الرصاص وجوهنا تضحك بازدراء
مذ ألف زيتونة و نحن زيت البقاء
أطقالنا رجال
رجالنا درع
ونساؤنا شامخات النساء
يزرعن في الشهادة قمح
و يخبزن الغد على نار بلا نار
سلوا الأرض عنا
أحمق من ينتظر الجواب

[يزن السقار]

و لأننا أبناء السكوت
يخجل بنا الكلام
و تُنكرنا المرايا
*
مردودون للتراب لا محالة
و لازلنا نخاف صافرة القطار
و موج الموانئ
*
متورة أطرافنا
و لاعكاز إلا من شجر الزيتون
*
وحدهم اليتعمشقون كرامة الموت
أحياء
و البقية أصنام تتنفس

[يزن السقار]

لا سر في جسد المحال سوى غزة
كلما سال دمها
تعافى ظلها
تلعثم نجم
و قال الصبح أنا ابن فجرها

[يزن السقار]

لا كتف لليل
كي أريح رأس فكرتي المتعبة
مشفول بلملمة الأحلام الملقاة في شوارع المذبحة
يداه ملطختان بالصراخ و أشلاء الطفولة
و على ظهره أسماء المتخاذلين

[يزن السقار]

هذا الدخان ذاكرة الغابة بعد حديثها الطويل مع اللهب
هذا السراب نداء لغيم المعاني تحت شموس الجدب
هذا المساء وشاية شيب النهار بعد انهزام جسده على مرأى التقويم البشري
هذا الزهر ضحكة الأرض من العابرين
لا شك في المدى سواي
عين ترقب الآفلين في حديث القمر
و الذاهبين إلى زوبعة الحِراك المتخم باهتزاز المعاني
لا سر في النوافذ سوى صمود الأصابع من العبث بجدائل المكان و الزمان
هذا الحوار عميق يعيد ترتيبي أمام أجندة الهواء
يجرني بلا أبجدية إلى لغة الاحتمال
و يشد مئزر الأجنحة على بطن سفري
هنا على صخرة هربت من جانب بحرها
أجلس
يبللني خيالي و صدر الموجة العابرة
أهزّ نخيل الذاكرة
لا رُطب تسقط و لا ظل سعفة
تدلني على اتجاه خيلي
ارمح أيها الشك
هذا المضمار واسع
و لا شيء في السباق سواي
أنا المولع بلون الأساطير القمحي
و لهجة البكاء على الأرصفة
قطعت من قصبي بحجم ناي
و تركت لانزلاق المعاني ثَقبَه
كلما جدني السؤال
سال لحني على أسفلت القصيدة
و تاه خصر النجمة البعيدة بين أصابعي
لا شك في المدى سواي
عابثٌ يشد الرحال إلى خلوته
كلما فار به الكلام
يمسح زجاج الزحام
يرى المدى في المدى جارفٌ
ويرى صدى وجههُ غارق في شكِّهِ
خارج أروقة الزحام
لازال في الليل متسع لخيبتين و رمة نرد
لازال النجم يقوى على السهر
و عيون الحقيقة تلاعب أجفان الحلم بحذر
أنا الهاوي في أرقة البكاء
أمسح عيني بأحمر الأخبار العاجلة
أقرأ من اليسار إلى اليمين علِّ أقلب وجه الحدث
لا شيء يختلف
صوتي يتهدرج فوق اللهب
نبرتي مرتجفة
مغص في خاصر الوقت
لا ترياق إلا الصبر
الدم أصدق من كل الكلام

[يزن السقار]

يقول الجريح للجريح
لا تأبه الشفاء فكرة الصمود
و البقاء للأصلح
و نحن منذ قرون نُجرح و لا نبرح
أتذكر عندما عضّنا ذئب الأخوة في المذبح
ضحك الجميع في الخفاء
و لازلنا كما نحن
نطرح زيتونا و نُجرح
و لا نأبه
الفكرة في أن نكون هنا
رغم التكالب و التكاثر
و انقلاب الحق والتضامن
و العهر العميق في الشاشات و الشوارع
و انسلاخ الوجه من الحياء
و الرياء
الفكرة في أن نكون بكل جرحنا هنا
و أن لا يكون للهنالك مطرح

[يزن السقار]

ليست وِجهة نظر
و لا هي فكرتي الراسخة
هذا الطريق طويل و بلا مسافة
لمحة بحجم العمر
الفارق خيالات و حنين
و كمشة انهزامات و لون غير محايد
قيد معلّق في أذن غيمة
جناح يهدي ريشة للريح و البوصلة
قدح من دهشة و اعتياد
تسريب للتفاصيل الصغيرة الملتهبة
همسة ماء
و انقلاب الفصول و الملامح
ليست وِجهة نظر
و لا فكرتي الراسخة
أنه شيب التجربة
شيب التجربة

[يزن السقار]

أستلُّ من غمد الخيال
حديث عطركِ الغجري للحاسة السادسة
أجرح جسد المحال
و أُلعثم المدى
حتى تسبيل القصائد
من فم خمرة
أضاعة العمر على حواف القدح
و الثمالة على أجوبة الولادة