بلادُ الجنون

[الشاعر عبدالهادي القادود]

بلادُ الجنون

سأبدأُ عهدًا جديدًا من الشَّوقِ بين يديكِ

لعلِّي أكونُ بحجمِ الجمالِ على ضفَّتيكِ

فكوني اشتعالَ الخيالِ على راحةِ المستحيلِ

ودُلِّي الفؤادَ عليكِ

فما زال قلبي رسول الكتابةِ بين ضفافِ البعادِ

وبين دروبِ الهجيرِ إذا ما اشتهينا اللقاءَ

وقامت على راحتينا الثَّواني

تفتِّشُ عن لحظةٍ يحتويها البيان ....

تعالي نُدشِّنُ صلحَ الفصولِ

ونعلنُ عهدَ الرَّبيعِ إذا ما توالى الخريفُ

يُقلِّمُ ما أيقظتهُ الحقولُ من الشَّوقِ فوق غصونِ الصَّباحِ

وسالت على راحتيكِ شموسُ الحنينِ

فكوني كما تشتهيك الكتابةُ

يا روضةَ الله دلِّي عليك خيولَ القريضِ

لكي يبدأَ الدَّهرُ عندَ العناقِ الأخيرِ

وعند احتفاءِ المكان ...

أريدُكِ عهدًا فريدًا لأعبرَ فيه بلادَ الجنونِ

وأكتبُ آخرَ ما حرّضتهُ البلاغة في ضفَّتيكِ

تعالي فما زالَ قلبي يصافحُ كلَّ النَّسائمِ

حين يهلُّ الغيابُ

وتبقى ورودُكِ بين الدّفاترِ إن حمحمَ الحرفُ فوقَ السُّطورِ

وسالت عليكِ رسائلُ قلبي دون عنان ..

لديكِ يعودُ الزَّمانُ رضيعًا

فرفقـًا بما يحتويه الفؤادُ إذا ما توالى هديلُ الفصولِ

وراحت حماماتُ قلبي

تطيرُ بكلِّ المودةِ فوق غصونِ اللقاءِ

فكوني مصيرَ المسافرِ إنْ أقفلَ الليلُ بابَ الحبيبِ

وهلَّت على الدَّربِ عينُ العذولِ

تحاصرُ ما ماجَ بين الضُّلوعِ من الحُبِّ

يا خيمةً من حنان ..