تضا ريس الخرافة

[الشاعر عبدالهادي القادود]

تضاريس الخرافة


هي حرقةُ الكلماتِ راحت في رماد الذكرياتِ

وليس ثمة مهرب في غابة المجهول والمدن اللقيطةِ

غيرُ فلسفة الجنادب في متون الشوكِ

تنزع من جفون الموت أسبابَ البقاءِ

وتطلق الأملَ المقيدَ تحت أقدامِ الرُّكام

على شفاهِ اليومِ أغنيةً

ترتلُ آيةَ الحنونِ في ذهن الهضاب بلا فناءْ ..

هي لوعةُ الوطنِ المقيدِ بالنبوءات الغريبةِ

حين ترتعد السنابلُ بين أحضان الربيعِ

وتكفر اللحظاتُ بالزمن الهزيلِ

وحين ينتفض المساءُ على المساءْ ..

هي حشرجات البوح في نايِ المسافةِ

بين أفخاذ الدروب الزانياتِ

على رصيف العهرِ تبكي حسرةَ الأشياءْ..

هي دمع أطفالي على جسدِ الصفيحِ

تضم أنفاسَ السواقي الظامئاتِ

وتلعن الغيمَ البخيلَ إذا تبخر حلْمُنا

ما بين أهداب الشتاءْ ..

هي صرخةُ الأشعارِ في غورِ الحصارِ

ولا حمامَ يبيض في كفِّ الهجيرِ

ولا خليلَ يردُّ أنهارَ العيونِ

يقود أسرابَ القطارسِ فوق أسلاكِ الفناءْ ..

هي ثورة الأمعاء تحت سنابك الجوع اللعينِ

تحرض الألفاظَ أن مصيرها زبدٌ بعمر التيهِ

تقضم صولةَ الصمتِ المجنزرِ بالرسالات الرديئةِ

علها في ذهنِ قافيةِ الزَّمانِ

تردُّ أسبابَ البدايةِ للمكانِ

وتنسف الألمَ المعسكرَ في خيالِ الليلِ أحجيةً وداءْ ..

هي قافلاتُ النارِ

تعبرُ في تضاريس الخرافةِ

بالحروفِ العسكريةِ

تطلقُ الأفكارَ من فكِّ الدَّخيلِ

وتمتطي سرجَ الرُّعودِ على امتدادِ الكونِ

تزرع الشهداءْ ..