|
⊱ تَحْتَ ظِـــلِّ النَّبْض ⊰ >>>> >>>> فنون النثر الابداعي ( نثر،خاطرة، رسائل أدبية) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
25-02-2014, 03:31 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
مقبرة المفردات الغامقة
مقبرة المفردات الغامقة
============= كانت والصمت نديمين ، في شرفة مطفأة ، امتد خواؤها نحو مساحات ، ثكلت أفراحها المنسية ، حتى صارت مقبرة للمفردات الغامقة . وما أثقل الأبجدية من أقفال الممنوع واللامباح ! بنظرات ثاقبة كانت ترمق الشارع الطويل ، حيث البوح الجميل مشاعا ، وهديل الأنفاس طريدة ، يلاحقها الشيب والشباب. نسيت لفترة طويلة أنها أنثى ، وأن بريق عيونها ، مازال يستثير الطريق ، وأعمدة النور المصلوبة عند النواصي. إلى أن رفع بصره نحوها ؛ كمن يستغيث بالظلام ، في عتمة النهار . تصفد تحت صمت الدرب منتظرا ، وهي المشدوهة من حركاته المرتبكة ، لم تفهم بعد أنها المراد ، حتى أومأت من خلال الريح ابتسامة ، كبرت في اختلاج الرجفة الأولى ، وهمهمات المساء. تذكرت بعد عناء أنها أنثى ، وأن جدائلها مازالت ، تهفهف مع الريح ، ترسم في اللاوعي ملامح غجرية ، توقد شهوة تائه يبحث عن مأوى . وكان اللقاء الأول . نظرات تعانقت في ساحة الحي الكئيب ، تحتسي برد الخريف ، وعويل الريح القادم من أزمنة ألف ليلة وليلة . خرجت الملامح من قتامتها ، بعدما لونها الغزل ، وشارات الاحتراق الوهمية . صدقت الحكاية ، عبرت المفازة ، أرخت للمدى غنجها وكل الدلال. تحلقت بيده عند الظلمة المركونة ، في الزقاق القريب . امتد الهدير إلى شغاف القلب . سارا معا ممتشقين رهافة الإحساس ، وما كان نائما من غرائز وحشية ، في استسلام غريب ، لم تعهده في نفسها . شربت خمر مداعباته ، لسعه نبيذ أنوثة عطشى ، امتلأت مراتع قلبه ، وما أوتي من فحولة . لم تعد تميز الصواب من الخطأ ، وظنت أن أفيافها كلها انبثقت ، سلسبيل حب وعشق وهيام . كانت لحظة كطلقة الرمح ، منحت كل ما اختزنت من أنوثة ، لرماد الكلام ، وما انطفأ من نيران ، في عيونه الغريبة ، تحت قمر تناثر أشلاء . كأنما أحس الفضيحة ، اشتم رائحة الغدر من بعيد. قبل قليل كان يتحدث عن الشيخ والقبيلة ، وحفل القران . الآن وقد تبعثرت الضفائر ، وسال لعاب العنوسة عند أقدامه ؛ صارت المهرة صهوة للمدى ...الردى وأصفاد العشيرة ، التي بدأت تصطك في ساحة الحي ؛ حيث تركت شالها ، وما كانت تملك من عفاف. هي الآن كتلة مهربة ، من متاع مرحلة قديمة ، وجه امراة منذور للعراء ، وملامح الهزيمة الهاجعة في شهوة الضياع . كل ليلة تعود إلى مسرح الفضيحة ، مثخنة بالمكان وما كان ، وبالشبق المصادر ، عند أول لقاء ، وأول رشفة ارتواء |
|||
25-02-2014, 03:42 AM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: مقبرة المفردات الغامقة
صباح الألق ..
نص جميل يسرُّني أن أكون أول من يعلق عليه ... تحياتي لكِ و تقديري
|
||||
25-02-2014, 05:44 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: مقبرة المفردات الغامقة
اقتباس:
وانا سعيدة بمرورك الالق مودتي وكل التقدير |
||||
30-03-2022, 02:00 AM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: مقبرة المفردات الغامقة
نص مفتوح على المدهش والمختلف
من وليدات حرف المالكة مرحى |
||||
18-04-2022, 05:53 PM | رقم المشاركة : 5 | |||||
|
رد: مقبرة المفردات الغامقة
اقتباس:
كان الصمت وكانت الحكاية مابين شباب وشيب وقصة عذاب تليق لأنثى ألغت أنوثتها وسارت بطريق غير الطريق علقت أمانيها بمشجب لتعيش على ذكرى أول لقاء أول رشفة بمقبرة حرفتها لأحلام كانت وماتت وماتت الأحلام الشاعرة مالكة رحلتنا كانت بين السطور رحلة ألم وخذلان وأحلام أقبرت حالها كحال الكثيرات كل الشكر لك يا الغالية على هذا الجمال تقديري وكل الود ومحباااااات |
|||||
|
|
|