لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ ذاكرة⊰ ان التهمهم الغياب ... لن تلتهمهم الذاكرة |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
16-06-2009, 04:03 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
وجوه ..
لا بأس .. قالت فيما راحت تلملم نفسها عن ناصية ما علق على لسانه من كلمات ..وأشياؤها المبعثرة على المقعد
فيما هو يغوص في عينيها بحثا عن سبب واحد لشعوره بالغربة عنها كلما التقاها.. :- فيما تفكر ؟ سألته وهي تهرب بعينيها إلى رفرفة عصفور فوق شجرة قريبة .. لا تشغلي بالك .. هيا لنذهب :- حسنا .. قالت وهي تحمل حقيبة يدها . فيما تبتلع الأرصفة خطاهما راح يراقب وجهه المتكسر على واجهات المحلات , من أنت ؟؟ "سأل الظل في الزجاج ", أي فراغ هذا الذي تتكون منه .. لا شيء إطلاقا يملؤك " تماما مثل دوامة سوداء تبتلع كل شيء ولا تكتفي . وعلى مهل تفرض نفسك على كل ما حولك غريب كم تشبهنا أشياؤنا ! من منّا يختار الآخر ؟؟ بالتأكيد ليست الصدفة ، ولا ذوق الآخرين . هي الأشياء تفرض نفسها منذ اللحظة الأولى ، من فرحنا المصطنع أحيانا ، من شكرنا الموشح بلهفة قبلة تزرعها شفاهنا على جبهة من يهدينا إياها ثم ما تلبث لعنتها بالظهور، نعانقها إن كانت دمية ،نخلق لها العتمة ورومانسية أحلامنا إن كانت شمعة ،لنظل نشعلها تخليدا للحظة فرح لم نعرف كيف نتصرف حين مرّت بنّا ، وكيف تقبّل الآخر حيرتنا . نزرعها في وعاء أجوف إن كانت باقة ورد ، طالبين منها أن تدوم ، نهبها قبلة الشمس صباحا وغطاء النجمات في المساء . ثم حين تبدأ بالتساقط نبذل جهدنا كي نبقي على حياتها ، ننعش أوراقها ، ندفن ما يمكن منها بين صفحات الكتب ،عبثا نحاول أن يدوم نبضها . هل أشياؤنا ما نتمسك بها ، أم هي تلك اللحظة التي عرفت قلوبنا فيها طعم البسمة ؟؟ تذكّر حين تهدي الآخرين شيئا أن يكون مخلدا .. وبهذا يدوم بعضك في قلوبهم .. أو فوق رفوفهم . فمن عادة الأشياء أن تنتهي وعادتنا نحن قتلها ، تبدأ بأشياء صغيرة لا تكاد تُذكر وتنتهي بنفسك . كثيابك التي ترميها حين تهترئ فأنت تدفن جزء منك معها. الرائحة العالقة فيها , بصمات العرق في نسيجها قادرة على تجسيد ملامحك في خيال الآخر, فتصبح ونيس وحدته . وأنت باستغنائك عن ثيابك ، تستغني عن جزء منك وتخون الذكريات التي كنت ترتديها فيها . قد تبقى ذكرى من كانوا معك وبسماتهم ، ستبقى كلماتهم ومشاعرك اتجاههم . كم يؤثر فينا هؤلاء الذين يربتون على ظهورنا في لحظات ضعفنا ، فيغرسون بعضهم في رؤوسنا حتى نشبههم أكثر . قد دفَنت أصدقاء كثر في التراب ، فادفنهم في ذاكرتك أيضا . كي تبقى أنت ، ما نحن إلا خبايا ذاكرتنا وما لا نقوى على البوح به . وما كلماتنا سوى تلك الأفكار التي توقفت فينا عن العمل فدفنّاها في عقول الآخرين . فما نقرؤه للأدباء هو دفن ما مات فيهم ، لا يموت الواحد منّا حتى يصبّ كل ما ليس له في الآخرين .. هكذا كي تستمر الحياة هذا ما قلته لحبيبتك في الحديقة اليوم ، حين سألتك لماذا تريد الابتعاد ..؟؟ : "تعبت وأرغب بالتوقف عن الحياة . وأنت وحدكِ من بقيت لأستمر في الاستيقاظ صباحا ". وبهذا ظَننت بأنك دفنت آخر أشيائك المستعارة . رغم أن العشق يولد فينا ، هو شيء منّا ولا يمكن استعارته . إلا أنك جعلته شيئا عاما حين تحدثت عنه ، وبهذا أفقدته قدسيته وخصوصيته ، فلم يعد ملكك ، صار شيئا تستعيره متى شاءت لك الحياة ، وترده لها متى شاءت . تماما كأصدقائك .. وأشياؤك التي تملؤ الرف بالفوضى ، فوضاك أيضا مستعارة كأولئك الذين سيلومونك غدا لعدم مقدرتهم على النوم بسبب الضجة التي تُحدثها وصراخك المتكرر ، ويتّهمونك بالجنون. أشفق عليهم هؤلاء الذين أصابوا من الحياة بعض ما يرغبون فيه .. ولا يعلمون أنهم صاروا في منتصف الموت.لست أدري كيف تتكون الأفكار, فهي تأتي مثل ضربة برق , أو ثائرة كحمم بركان محدثة الخراب في كل ما حولها , ثم لا تلبث بالسكون تاركة للفوضى التي خلّفتها أمر لملمة نفسها . فإما أن تصير خصبا تنبت فيه الجنان أو صخورا جرداء .. شيء واحد أعرفه ففط : وهو حين أكون بهذا الجنون اعرف بأني حي.هنا أمارس نفسي ، أتلذذ بطعم الحياة بين شفاهي ، استمتع بصراخي وجفاف حنجرتي . هي الحرية تكمن في هذه المساحة الضيقة بيني وبيني في الزجاج . ما يثير الأسف هو أننا في مرحلة ما من أعمارنا نواري أجزاء صغيرة من أنفسنا في الثرى, أشياء تفتقدها ملامحنا أمام المرآة . غريب كيف تكون نوافذنا أرحب من أرواحنا ، وتتسع لكل ما يمرّ بها ، في حين أن كل ما نريده من العالم هو أن يصغر لنقدر على احتوائه . وما نحن إلا تماثيل يصبّ الآخرون فيها أوهام أفكارهم سجناء عقارب ساعاتنا كل همّنا أن نسبق الوقت متناسين لغة الوجع والصراخ في قلوبنا ، مطاردين هباءً ترميه أمامنا الحياة ، سيصير في النهاية شبح أخر لأشيائنا التي كلما امتلأنا بها وقلنا آن الوقت لنحيا أظلمت قلوبنا ودوما نسقط في عتمة الغرور.أي أنانية هذه , أليس من الممكن أن يكون هذا هو السبب الذي يجعلنا نشعر بالغربة عن الآخر .. وبالعزلة التي تثيرها حشود أشيائنا في أنفسنا ؟ |
||||
16-06-2009, 05:35 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: وجوه ..
شيء واحد أعرفه ففط : وهو حين أكون بهذا الجنون اعرف بأني حي.هنا أمارس نفسي ، المكرم مراد تيسير .. و شيء واحد أعرفه أيضاً و هو أنـّني كلـّما رأيت نصـّاً لك عرفت انّي على موعد مع الإبداع و أنّي سأمارس متعة قراءة الجمال فلسفة للحياة كانت هنا .. بدأتها بما يوحي أنّ النصّ قصّة ثمّ سادها حديث واحد مع الذات لتكون مقالة فكرية ذاتيّة بأسلوب أدبيّ و إبداع راق .. بوركت .. و لك المودّة و الاحترام . همستي : بعض الهنات اللغويّة تحتاج لإعادة نظر قليلة هي جدّاً لكن عدم وجودها أفضل .
|
||||
16-06-2009, 05:44 PM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: وجوه ..
أخي مراد
في موعد مع الجمال نلتقيك نص فاره راق كثير شكر وامتنان ود يليق ... |
|||
17-06-2009, 09:07 PM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: وجوه ..
الراقي مراد تيسير
كلما قرأت لك كلما لمست ابداعاً أكثر كن بخير
|
||||
19-06-2009, 04:05 AM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: وجوه ..
هو نسيج خلاق يصنع المشهد ..
أحب كثيرا أسلوب الكتابة الذي يمزج كل صنوف الأدب ولا يدخل القارئ في التيه . تحيتي لقلمك الجميل |
|||
19-06-2009, 02:40 PM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: وجوه ..
من أنت ؟؟ "سأل الظل في الزجاج ", أي فراغ هذا الذي تتكون منه .. لا شيء إطلاقا يملؤك "
اضافة وارفة اثرت مدينة الحلم المجد لك سيدي |
||||
22-06-2009, 06:48 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: وجوه ..
مصافحا كلا باسمه أذبح النبض قرابين شكر
كلي مودة وتحايا |
||||
18-07-2009, 10:15 PM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: وجوه ..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بشرى بدر شيء واحد أعرفه ففط : وهو حين أكون بهذا الجنون اعرف بأني حي.هنا أمارس نفسي ، المكرم مراد تيسير .. و شيء واحد أعرفه أيضاً و هو أنـّني كلـّما رأيت نصـّاً لك عرفت انّي على موعد مع الإبداع و أنّي سأمارس متعة قراءة الجمال فلسفة للحياة كانت هنا .. بدأتها بما يوحي أنّ النصّ قصّة ثمّ سادها حديث واحد مع الذات لتكون مقالة فكرية ذاتيّة بأسلوب أدبيّ و إبداع راق .. بوركت .. و لك المودّة و الاحترام . همستي : بعض الهنات اللغويّة تحتاج لإعادة نظر قليلة هي جدّاً لكن عدم وجودها أفضل . لك الشكر كما يليق ببهاء حرفك اخيتي كوني بخير |
||||
18-07-2009, 10:16 PM | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
رد: وجوه ..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضياء البرغوثي أخي مراد في موعد مع الجمال نلتقيك نص فاره راق كثير شكر وامتنان ود يليق ... كلي شكر وتحايا ايها العزيز كن بخير |
||||
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|