لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ تَحْتَ ظِـــلِّ النَّبْض ⊰ >>>> >>>> فنون النثر الابداعي ( نثر،خاطرة، رسائل أدبية) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
23-10-2016, 01:57 AM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
باحَت بدمعةِ عاتبَه !
باحَت بدمعةِ عاتـِبـَه !
( إزميليَّةٌ على صفحةِ الماء ) د. نديم حسين كـَفَّا بلدتي وريقتانِ تصيبانِ ساقَ نبتةِ الزعترِ بالحريرِ الوَبـَريِّ . وفيهما حرارةٌ ومرارةٌ .. مُختَصَرٌ مفيدْ !
وبلدتي ، قد يملأُ الدنيا ذووها ، لكنَّ وجهها يبقى وحيدْ ! يخبرُها العيدُ بأن جيوبَ أهلها عميقةٌ وكبيرةٌ وواسعةٌ ، لكنها فارغةٌ كفقاعةٍ ينجبُها الصابونُ حينَ يغسلُ الصابونُ وجههُ البليدْ ! دموعها تغسِلُ سيفَ " خالدٍ " ، ولخالدٍ سيفٌ جميلٌ ، قاطِعٌ ويُبدعُ امتنانَها لابنِ الوليدْ ! وبلدتي ليست كما يُقالُ : صورةً شعريةً جميلةً وحسب ، بيدرُها أوسَعُ من مخيالِ كل الشعراء . وهي ليست وجبةً شهيَّةً على موائدِ الإنشاء .. أنا هنا شاعرُها ، فهل يتبعُني الغاوون ؟ أنظرُ خلفي فلا أرى من نسلِها أحَدًا وهي الجوابُ الوحيدُ لألفِ سؤالٍ .. وتظلُّ عاليةَ المَقامِ سيِّدةَ المقال .. وشوارعًا ومنازلاً ومدارِسًا ونشيدْ ! ويهرعُ الأطفالُ فيها من أرحامِ أمهاتهم لساحةِ القتالْ .. لا وقتَ للحليبِ عندهم أو دميةٍ لا تتقنُ القتالْ .. أطفالُها مدرسةٌ تخرِّجُ الرجالْ .. سقطت من القاموسِ في لغاتهم مفردةُ " الدلالْ " .. فلا شطيرةٌ نحيلةٌ ولا حقيبةٌ كئيبةٌ ولا حذاءٌ أو رداءٌ ، لا قبلةٌ دافئةٌ ، فأمهم شهيدةٌ ، والدهم سجينْ .. وبيتهم مهدَّمٌ أو قائِمٌ يسكنهُ الحنينْ .. فهل سألتم طفلها عن جيشِنا الحِبـْرِيِّ ، أو عن زندِنا اللفظيِّ ، أو عن نصرِنا النظريِّ أو عن عقلنا المغموسِ في ماءٍ وطينْ ؟ .. من يا تُرى نكونُ يا " حُماتَها " الكرامَ ؟ من يا تُرى نكونْ ؟! وبلدتي باحتْ بدمعةِ عاتـِبـَةٍ .. باحت بصرخةِ غاضِبـَةٍ .. - من أينَ كل هذا الحزنِ في عينيكِ يأتي ؟ سألتُها . ردَّتْ بأعلى الصمتِ : - في يومِ عرسي غابَ عن عُرسي الأَعارِبْ !. لا فرحةٌ .. لا طرحةٌ .. خدشوا بياضَ فرحتي الخجولةْ !. قد يرجعُ العريسُ بعدَ النزفِ من عذابِهِ المُحارِبْ ! تبَلتَعَ الأَعارِبْ ! بوحي إذًا .. بوحي بدمعَةِ عاتِبَة .. ذهبَ الذينَ تحبهم بلادُهم إلى بلادٍ غارِبـَةْ ! في ساحةِ البلدِ القديمةِ يتـَّموا مئذَنَةً تشيرُ مثلَ إصبعِ اتهامٍ نحوَ السماءِ ، تشتكي الأُلي هربوا لربـِّها : هرِمتُ . ليس باستطاعتي مجاراتكم في الجريِ نحو الشرقِ والشَّمال .. سأبقى هنا دليلاً وحيدًا على أنني لكُم ! باكيَةً بصمتِ راهِبـَةْ ! وفصاحةٍ هادئةٍ تُدلي بدمعةِ عاتـِبـَةْ !.. يا بلدتي العزيزة ، سيفُنا بحاجةٍ لقلبهِ الجميلِ كي يكونَ رؤوفا ! جمالُنا بحاجةٍ لسيفنا القويِّ كي يكشَّ عن حياضِنا السُّيوفا ! ونحنُ سادَةُ الجمالْ .. وسادةُ القتالْ .. نخرج في صباحنا الباكرِ كي نقطفَ عن شجيراتِ البلادِ رغيفا ! وأنتِ ، يا أنتِ ، عيناكِ يستجيبُ لهما البُنـِّيُّ الخصيبُ والنظراتُ العميقةُ السابِرَة ، تريانِ البلادَ من اليمينِ إلى الشِّمال .. تكتبانِ علَمـًا يحرِّكُ الرياح وتنتظران عودةَ صقرٍ عندما يأتي المساءُ ، حاملاً أشواقهُ وقلبهُ النظيفا ! ورأيهُ السديدْ !! بوحي بدمعةِ عاتِبَةْ !! |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|