لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ تَحْتَ ظِـــلِّ النَّبْض ⊰ >>>> >>>> فنون النثر الابداعي ( نثر،خاطرة، رسائل أدبية) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-02-2017, 08:54 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
أُخرُج من نومِكَ لتراني !
أُخرُج من نومِكَ لتراني !
د. نديم حسين ( إزميليـَّةٌ على صفحةِ الماء ) تمـُرُّ هذه الآنسةُ كل يومٍ من هنا . غيرَ مَرئِيـَّةٍ كثَقبٍ في الهواء . وكنجمةٍ يُخفي تفرُّدَها بذاتها قطيعٌ من نجومٍ يشبِهُ طـَفـْحَ " الحصبـَةِ " على جلدِ طفلٍ . هي نجمةٌ نائمةٌ تنتظرُ قُبلةً من أميرٍ عابِرٍ ، تُزيلُ السِّحرَ عنها لتتحوَّلَ إلى صبيَّةٍ شهيـَّةٍ تمنحُ الحياة مذاقَها كالتوابلِ الهنديـَّةِ ، أُغمضُ عينـَيَّ لأَراها ترقصُ على وَقعِ الصـَّدى كغيمةٍ وحيدةٍ تبحثُ عن شِتاءٍ . أراها ترقصُ عاريةَ الروحِ فأَبكي .. جمالُها يُبكيني ، وعشقي إيـَّاها يؤلـِمُ جسدي ويُرهقُ روحي .. هل الجمالُ مرضٌ ؟ أم أنه الدواء ؟!
هي رقيقةٌ جدا حـَدَّ الاختفاء . ونحيلةٌ إلى حـَدٍّ يُخـَيـَّلُ إليكَ معهُ أنها إذا وقفتْ على الميزانِ ، فإنَّ " عقربَهُ " لن يتحرَّكَ أبدًا ! هي رقيقةٌ حدَّ الشفافيةِ . وهي حكيمةٌ ، ناصِحَةٌ تهمسُ في أُذُني : هي : إكرِزْ للمحبةِ والتسامُحِ يا فتى ، والجأ إلى القوة إذا تطلَّبَ الأمرُ ذلكَ !. هو : وما سرُّ هذا التناقضِ الذَّكي ؟ هي : سرُّهُ المُعلَنُ أنني أحبـُّكَ حدَّ الوجع . وهذا زمانُ الخِسـَّةِ والكراهيةِ القاتمةِ .. هذا زمنٌ يُحبُّ أن يكرَهَ !! هو : وما دليلُكِ على ما تقولين ؟ هي : لديَّ دلائل تكفي لإغراقِ مدمـِّرةٍ حربيَّةٍ ! هو : من حنجرتكِ ينطلقُ ضوءٌ شاحبٌ ومريضٌ . ووقفتِ على منبرِ البَوحِ كعامودٍ بلونِ الضَّباب ! هي : تُعاقبُني الحياةُ وأنتَ بعيدٌ عني بالمـَلـَلِ . أنظرُ عبـْرَ شبـَّاكِ روحي لأرى اختناقًا مروريَّا ، وكأنَّ شوارعَ الحياةِ مَوقِفُ سياراتٍ متحَرِّكٌ ! هو : أطلِقي علينا رصاصةَ الرحمةِ ! هذه الرصاصةُ سوفَ تُطلِقُ اسمَها على يومِ " الخميسِ " ، وهذه القريةُ سوف تطلقُ اسمَينا ذاتَ يومٍ على أحدِ الأشهُرِ . اطفِئي الشَّمسَ ونامي لترَيني : هذا البَرقُ مِصباحي ! وأنا راهِبٌ كلُّ الظَلامِ مملكتهُ .. يتلمَّسُهُ الترابُ ، فيبتسمُ الترابُ ألفَ وردةٍ في اليومِ الواحدِ .. والوردُ يتوقُ إلى رشفةِ ماءٍ .. وأنتِ تسيرينَ على حافـَّةِ الماءِ ظمآنةً ، فهل يبتسمُ الترابُ ؟ هي : دَع قُبلةً على وِسادتي وارحَل !! هو : هل يزولُ السـِّحرُ عنكِ ، فتتحولين إلى صبيَّةٍ شهيـَّةٍ ؟ هل تنهضينَ من غيابِكِ لتغسِلي وجهي بندى البلادِ ؟ هي : يبداُ صباحي عند انتهاءِ مسائِكَ ! وأنتَ ، عيناكَ في مؤخرةِ رأسكَ ، تسيرُ إلى الخـَلفِ دائما . أنتَ تخافُ صَحوي ، لأنَّ نومَكَ مكانٌ آمـِنٌ جدا ! عندما تخرجُ من نومِكَ ، أدخُلُ صَحوَكَ !! وأنتَ ما تزالُ تنقشُ اسمي بإزميلـِكَ على صفحةِ ماء !! هو : ....................... ! هي : صباح الخيرِ أيها الخائفُ من شمسِكَ ! عندما تجـِد ذاتَكَ ، عندما ترى ذاتَكَ تجِدني أمامَكَ !! هو : ...................... ! أُشفِقُ عليكَ من إطراقتـِكَ . وسأحبـُّكَ كثيرا عندما تحبُّ ذاتَكَ . وسأحترمكَ عندما تحترمُ " تناقُضي " .. وسأكونُ صديقتَكَ الوفيـَّةَ عندما تصادِقُ نفسَكَ ! إغسِل وجهَكَ بمائي ، لتكونَ نظيفًا وجميلاً !! أينَ أنتَ ؟ أينـَكَ ؟ أسعدَ اللهُ شخيرَكَ أيها الغارقُ في ظلامِك !. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|