قراءة تحليلية تحت عنوان: الوجود الإنساني بين الحياة والموت لقصة: طوفان /عبد الرحيم ا - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-06-2020, 12:28 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الفرحان بوعزة
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب
إحصائية العضو








آخر مواضيعي

الفرحان بوعزة متواجد حالياً


افتراضي قراءة تحليلية: لقصة: طوفان / القاص عبد الرحيم التدلاوي

طوفان
جلست الشابة المكلومة تحت شجرة السنديان تنظر إلى وجهها المحروق ..
رمت المرآة بغضب..
اهتزت لمشهد حبيبين متعانقين يتبادلان القبل الحارة..
نزلت من عينيها دموع ساخنة ..صيرتها نهرا جارفا..
دلالة العنوان
طوفان/ عنوان يوحي بظاهرة طبيعية تدل على غلبة الماء، فيغشى كل شيء، ويسبب في كوارث عديدة، وقد يؤدي إلى الهلاك والموت. فما علاقة العنوان" طوفان" بمحتوى النص، انطلاقا من أن المحتوى هو العنصر الثابت في أي عمل حكائي، فالمحتوى هو أساس الحكي، ولا يبتعد عن المعنى والدلالة. فدلالة " الطوفان " الذي يتكلم عليه النص، ما هو إلا نوع من الاجتياح العظيم للألم النفسي والذاتي الذي ألم بالبطلة، واستدار حولها بعدما جاءها من كل الجهات. فكان الغرق الدائم تحت أزمة نفسية خانقة قد تؤدي بها إلى الانتحار أو والجنون. فالسارد ولد العنوان عن وعي مسبق قبل أن يباشر الكتابة. وكانت نهاية القصة تؤشر على العنوان الثابت/ صيرتها نهرا جارفا../ أهو طوفان الدموع الدائم؟ أم طوفان عابر سوف يحصد حياتها؟ ذلك ما سوف نتحقق منه في نهاية القراءة.
شابة مكلومة / وجهها المحروق/إنها فتاة فتية وطرية لكنها فقدت نضارتها وطراوتها من فعل تأثير تعرضها الدائم لأشعة الشمس، ربما بحكم عملها الدائم في المزارع والحقول.. فحرارة الشمس امتصت نسغ جسمها وأكلت وجهها.. بدهي أن تتغير ملامح وجنتيها، وقد تصعد عليها قشور جلدية زائدة. فتكاثرت وتحولت إلى حروق مؤلمة، مما دفعها إلى تفقد وجهها في المرآة، ولما أحست بتغير كبير عليها، فار دمها وارتفعت ذروة غضبها.
اختار السارد شجرة السنديان لتستظل تحتها البطلة، وعادة ما تنبت شجرة السنديان في الغابة، انعزالها ساعدها على التأمل، وقراءة وجهها مستعينة بالمرآة، فالانزواء والابتعاد عن الناس ساعدها في النظر إلى وجهها، وكأنها تقرأ حياتها، وكيف رمى بها الزمن في الشقاء إلى أن احترق وجهها، فاندثر جمالها، وجفت نضارتها. فلم يعد لها أمل في بناء مستقبل ثابت مع شريك مفترض.
الفعل المضارع "تنظر" يدل على تكرار النظر، والتدقيق عدة مرات في درجة الاحتراق الذي لحق بوجهها، فكان الغضب يتكون شيئا فشيئا حتى وصل مداه، فجاءت حركة رمي المرآة دفعة واحدة.
/رمت المرآة بغضب/ فحالة النظر إلى المرآة كانت بطيئة، تتسم بالهدوء والتأمل المتدرج، ورمي المرآة جاء دفعة واحدة، فتغيرت الحالة إلى ما هو أسوأ، وهو الثورة والانفجار، والغرق في غضب مهلك.
اهتزت لمشهد حبيبين متعانقين يتبادلان القبل الحارة../
السارد لم يترك زمنا فاصلا بين حالة التوتر النفسي للبطلة./رؤية وجهها في المرآة/ الغضب/ رمي المرآة/ حالة مرتبطة بما هو ذاتي ونفسي. وبين مشهد الحبيبين، وهما يتبادلان القبل/ عمل السارد على تسريع الزمن، بين زمن الغضب وزمن مشهد القبل، نجد زمنا قصير جدا،عبارة عن لمحة خاطفة فذة، بل عن التفاتة عفوية. فكان رمي المرآة مساعدا على رؤية المشهد المثير. فانتقل بنا السارد من مكان البطلة إلى مكان آخر، لا يغيب عن الرؤية البصرية، فجعلنا نعيش لحظتين من الزمن مختلفتين تؤطرها مفارقة عجيبة، واحدة حزينة ومهلكة، يحاصرها الطوفان، وأخرى فرحة ومسرورة. ومن هنا عمد السارد لتحويل انتباه القارئ إلى صورة "مشهد التقبيل" ليضعنا في عمق التناقض الموجود في الحياة. فاعتمد على ثلاث صور متباينة في قصته الشيقة، صورة البطلة وحالتها البائسة، وصورة التقبيل، وصورة البكاء الحارق والدموع الساخنة. هذا التنويع في الصور بين مكانين مختلفين غير متباعدين، جعلهما السارد كلقطة منتزعة من فيلم يجمع بين ما هو درامي ورومانسي. وقد لعب التكثيف والاختزال، والتنقل السريع في "صناعة" صور متلاحقة بلغة شيقة بديلة عن آلة التصوير.
نزلت من عينيها دموع ساخنة.. صيرتها نهرا جارفا../ لقد اشتدت الأزمة النفسية للبطلة، وارتفعت درجة التوتر، واتجهت الوضعية نحو التأزم أكثر. فمشهد التقبيل كان مساعدا على إحداث ثقب غائر في نفسية البطلة، والوجه المحترق كان معيقا لانفراج الأزمة، وتغير حالتها. فبقيت المأساة بين طيات المجهول. فما من سبيل للتنفيس عن النفس سوى الدموع الساخنة التي كونت سيلا جارفا. لغة منتقاة بعناية، فإذا تأملنا فعل "صيرتها" فإنها تدل على الصيرورة والديمومة، والدموع سوف تبقى منهمرة، ومنهمرة عبر الزمن، وعبر طول عمرها كتلك السنديانة التي عمرت طويلا بين أخواتها في الغابة.
قصة تقربنا من الواقع الممكن أكثر، فلا يمكن للمبدع أن يبعد الواقع من خياله، فهو يغذيه بموهبته الفذة في إنشاء الحكاية، كأنها جرت في الواقع، وسوف تجري وتجري عبر الزمن.
تخلص السارد من الواقع وسافر بالبطلة إلى التخيل والتصور لما قفز بـها إلى نبش ذاكرتها، فانبعثت مشاهد كانت مترسبة في ذهنها، وقد تكون عايشتها أو شاهدتها عن قرب من خلال المشاهدات اليومية لمسلسلات تلفزيونية؟ !
استنفرت كل تفكيرها وطاقتها لاسترجاع هذا المشهد المتخيل بدقة، ولم تطل في معاينته، فعادت إلى واقعها مكرهة، فتحولت من إنسان وديع وهادئ إلى إنسان مستعد لفعل كل شيء.. مشهد حرك كل الطاقات الصامتة والكامنة في نفسيتها.. بطلة مقبلة على التهور والاندفاع نحو الهلاك، مشحونة بالحقد والكراهية على كل الخلائق البشرية، تكره نفسها وذاتها والمجتمع الذي تعيش فيه ..
رمزية عالية جسدها النص، ولا غرابة في كون القاص عبد الرحيم التدلاوي يقتنص ــ بدقة ـــ الفكرة في وكرها، ولما تطير منه، يكمن لها فيسقطها بقلمه المتميز ليعيد تشكيلها في حلة جميلة، وقالب أدبي فني لا يشبع القارئ من متعتها، فلا قيمة لإبداع بدون متعة وفائدة، فكلما نبشها وفركها المتلقي أحس بطعم أدبي متميز.
يقول الدكتور فؤاد المرعي/أما الخط الناظم للعملية الإبداعية كلها، فهو فكرة المبدع الكامنة في أساس النص، والتي توحد عناصره الجمالية والتعبيرية والتشكيلية في بنية فنية، وهكذا يجيء النص نتاجا لتفكير فني تتحد في العناصر العاطفية ـــ الانطباعية./






  رد مع اقتباس
/
قديم 16-06-2020, 12:31 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: قراءة تحليلية تحت عنوان: الوجود الإنساني بين الحياة والموت لقصة: طوفان /عبد الرح

أستاذنا وأديبنا الكبير الفرحان بو عزة

قراءة عميقة ..جميلة ..ورائعة ..وحقيقة أغبط
مبدعنا التدلاوي على هذه القراءة الراقية والمتمكنة

بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع

وقوافل تحيات طيبات مباركات لكم أديبنا الفرحان بو عزة
ولأديبنا المبدع عبدالرحيم التدلاوي

خالص مودتي واحترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 26-06-2020, 08:48 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الفرحان بوعزة
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب
إحصائية العضو








آخر مواضيعي

الفرحان بوعزة متواجد حالياً


افتراضي رد: قراءة تحليلية تحت عنوان: الوجود الإنساني بين الحياة والموت لقصة: طوفان /عبد الرح

شكرا لك أخي المبدع جمال على اهتمامك النبيل تشجيع أعتز به.
دمت مبدعا متألقا. مودتي وتقديري






  رد مع اقتباس
/
قديم 26-06-2020, 08:50 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الفرحان بوعزة
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب
إحصائية العضو








آخر مواضيعي

الفرحان بوعزة متواجد حالياً


افتراضي رد: قراءة تحليلية تحت عنوان: الوجود الإنساني بين الحياة والموت لقصة: طوفان /عبد الرح

تحية كريمة أخي المبدع المتألق محمد على نبل اهتمامك ، شكرا على تشجيعك المتواصل .
محبتي وتقديري






  رد مع اقتباس
/
قديم 29-06-2020, 02:07 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
د.عايده بدر
فريق العمل
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائزة بالمركز الأول
مسابقة قصيدة النثر 2020
تحمل صولجان الومضة الحكائية
وسام المركز الاول في القصة القصيرة
مصر

الصورة الرمزية د.عايده بدر

افتراضي رد: قراءة تحليلية تحت عنوان: الوجود الإنساني بين الحياة والموت لقصة: طوفان /عبد الرح

حين يكون الحرف ماتعاً تأتي القراءة العميقة الواعية فتفتح نوافذ الألق أمام القراء
وهنا كان النص من الروعة بمكان وجاءت القراءة المتألقة العميقة كبناء وحدها يتألق بهاء
مبدعنا قدير الحرف أستاذنا الفرحان بوعزة كل التحية لروحك الراقية وقراءتك الرائعة
وكل التحية والتقدير لروحك الراقية وحرفك المبدع أستاذنا التدلاوي
عايده








روح تسكن عرش موتي
تعيد لي جمال الوجود الذي هو بعيني خراب
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:33 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط