العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-07-2020, 05:53 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جهاد بدران
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل صولجان القصة القصيرة أيار 2018
فائزة بالمركز الثاني
مسابقة الخاطرة 2020
فلسطين

الصورة الرمزية جهاد بدران

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


جهاد بدران غير متواجد حالياً


افتراضي قراءة جهاد بدران في نص/ خيط دخان/ أ.عبدالرشيد غربال

النّص : خيط دخان
النّاص : عبد الرشيد غربال
قراءة : جهاد بدران
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

النص :
ــــــــــــــــ


خيط دخان

وأعلم يا حلوتي الآنْ،
بأنكِ ما عدتِ من قدري...
وأن الذي كانْ،
غدا خيطَ دخانْ،
وذكرى من الأثرِ..
سيرعاكِ بالي،
وتَحْيَيْنَ كالْحُورِ في الذاكرَهْ...
إذا حال دونكِ حالي،
فموعدنا -لا محالةَ - في اْلآخرَهْ....
....................................


القراءة:
--------------------

خيط دخان

ما لفت ذهن الذائقة وألقى شباك الذاكرة عليها، هو نبض هذا العنوان/خيط دخان/ الذي اشتبك مع التدبر والتأمل كي يحصد تأويلات عدة، هي بمثابة حصاد جمال وقدرة بناء محكم، وحرفية بارعة النسيج والرسم على صفحات السماء.
خيط دخان، هو عنوان بارع استحوذ على مساحة من الفكر فأيقظ فيها مسامات التأمل ما بين حاسة النظر وحاسة اللمس، وهذا ما تعبّر عنه هذه اللوحة الفنية التي كتبت بمداد دم المشاعر وجلال الأحاسيس التي اجتمعت ما بين الحس الداخلي حتى طغى بعفوية ونقاء على الحس الخارجي ليكتمل بناء الصدق في المشاعر على هيئة نبض ناطق غاب بين سطور الواقع الذي داهم الشاعر في دائرة الوجع، تلك الدائرة التي تسير ببطء وتعود لنفس النقطة التي ابتدأها الشاعر، وهو مكبّل بقيود ما ألزمه الحب من تفان في الألم والقهر، لكن مع التسليم التام بالقضاء والقدر، إلا أنه لم يستطع الخروج من هذه الدائرة، والدليل على ذلك، تمنيه العجلة في اللقاء معها بالآخرة، فأصبح رهينة التفكير والتقوقع في ذلك الحب النقي الذي أدركه في سلسلة متباعدة الزمن متقاربة الحس..
فالخيط هنا من الدخان، بحيث تراه العين تدركه الأبصار، ولا تدركه بالحاسة التي تركن في لمسها وتحسسها، وهذا يتناسب بقوة التركيب وحدّة المعنى مع محتوى النص، لكن بصورة عكسية، حيث روح الحبيبة لا تدركها الأبصار بعد رحيلها، لكن تدركها المشاعر والأحاسيس والخيال، وهذه الصورة المعاكسة للوصف جاءت باستحواذ على كل صور الجمال، وبانتقاء مذهل رهيب، يدل على حرفية في تراكيب الحروف وبناء الكلمات، وتدل على عبقرية الكاتب وقدرته في تحويل قبلة الحروف لعدة اتجاهات، كي تمسك بتلابيب القلوب والأذهان حين يقف بإمعان وتدبر بين مسافات الحروف وبين خطوات الكلمات المثخنة بالأوجاع..
فالدخان جاء يوسّع رمزية الظلام ورمزية التصاعد للأعلى كتصاعد الروح إلى السماء ليزيد مساحة الألم، كي يعلن درجات الحزن ووثباتها المتكررة حتى التمني للقائها في الآخرة.. والدخان لا يأتي من فراغ، بل يأتي من خلال عملية احتراق ما، وهذا ما أراده الشاعر بعد احتراق عمر الحبيبة من الدنيا لتصعد كتصاعد خيط الدخان للأعلى حيث السماء وحيث التعبير عن الآخرة.. تتصاعد روحها كتصاعد الدخان، لا نلمسها كما لا نلمس خيط الدخان.


/وأعلم يا حلوتي الآنْ،
بأنكِ ما عدتِ من قدري.../

أول الكلام ابتدأه الشاعر بفعل مضارع مستمر الحركة يسبقه حرف الواو الذي يخبرنا عما سبق الفعل من كلام، وكأنه يريدنا أن نعلم أن هناك الكثير من الكلام الموجوع قد تم غرزه ما قبل حرف الواو، وكأنه اختزل نصاً وأحداثاً كثيرة خلف الواو، وجاءنا باختصار هي زبدة زفراته المؤلمة ببعض كلماته القليلة كي يكون المتلقي كامتداد لأوجاعه وصبره على عتمات الحياة..
فالفعل المضارع جاء توظيفه ليخدم الشاعر على أنه ما يزال يعيش اللحظات التي عاشها في ظل معاناة الرحيل وشواظ الفراق..بمعنى عدم نسيانها و قطع حبل الوصال، فهو ما زال يخلّد ذكراها ليوم الدين، وهذا هو قمة الإخلاص والوفاء والنبل لمن نحب بصفاء وبراءة وبياض..
وعلمه بأنها لم تعد من قدره، يدل على الاستسلام للقضاء والقدر، وهذا هو رمزية الرضا بما كتبه الله، وبإيمان الإنسان بنوائب الدهر..

/وأن الذي كانْ،
غدا خيطَ دخانْ،
وذكرى من الأثرِ../

وهنا يؤكد الشاعر أنّ الذي كان بينهما، أصبح كخيط دخان لا يمكن ملامسته والتحسس به كي يشعر بوجوده وبحقيقة تواجده.. ولا يرى سوى خيط دخان لا يستطيع مسكه وتحديد ملامحه.. وهذا كناية عن الموت واختفاء الروح بحيث لا يستطيع ملامستها..ولكن تبقى الذكرى هي المؤنس الوحيد حتى يوم اللقاء في الآخرة..

/سيرعاكِ بالي،
وتَحْيَيْنَ كالْحُورِ في الذاكرَهْ...
إذا حال دونكِ حالي،
فموعدنا -لا محالةَ - في اْلآخرَهْ..../

الشاعر هنا وكأنه يريد أن يخبرها أنها ستبقى في الذاكرة لن يشغله بأخرى، بل سيكون وفياً لها لتبقى الحياة في باله، كالحور في ذاكرته، لا يشوبها علق أو ما يشوّش صورتها..وسيبقى بهذا الوفاء حتى الموعد في الآخرة...
.
.
الشاعر البارع المبدع الناقد***
أ.عبد الرشيد غربال
لقد أتحفتنا بلوحة فنية تحمل معالم متفردة مؤثرة، حيث جئتم بصور جديدة وتشابيه بارعة التراكيب قد ملكتم عبرها يقظة العواطف التي بلغتم بها تجسيد الصورة المؤثرة التي نحتت قلب المتلقي وهو يتحسس صور المعاني المجسدة بالدلالات المعبرة عن درجات الحب النقي والوفاء الكبير لمن يحب.. حتى تحوّل الارتباط المزدوج ما بين الواقع وبين الصور الحية التي أثارت المتلقي وجعلته يرتبط بالحدث بصورة حية، وخلق لحظات الدهشة مع ما يحمل من المعاني العظيمة، حتى أصبح الترابط تفاعلياً بحسه الوجودي في تكوين التصور الإشاري والذي ينقل عبره المشاعر والأحاسيس الجوانية لما بعد الفقد.
فالشاعر من خلال هذا الموت يحاول أن يخفف ويقلل الصدمة من الفقد، من خلال ما يقنع نفسه باللقاء بالآخرة..
وفي هذا المعنى نجده قد أتقن فن لعبة الاندماج مع روح النص، ليوسع معالم المعنى الإشاري في تحقيق كيان النص وما له من امتداد روحي في معناه الوجداني، مما يوضح عمق الشعور والإحساس بهذا الفقد الموجع..
لذلك كان من هذا الشعور انبثاق الامتداد الروحي الإنساني عالي القيمة من خلال مسيرته الحياتية والتي أوضحت معانيه من خلال هذا النص المبهر..
بورك بقلمكم وحرفكم البليغ الرشيق، وما شحنتموه بالدلالات المعبرة واللغة المؤثرة التي اندمجت تراكيبها مع مؤثرات الروح والقلب والرضى والصبر..
ووفقكم الله ورعاكم ورضي عنكم وأرضاكم..
.
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية






  رد مع اقتباس
/
قديم 01-07-2020, 06:06 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الحمصي مصطفى
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
سوريا

الصورة الرمزية الحمصي مصطفى

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


الحمصي مصطفى غير متواجد حالياً


افتراضي رد: قراءة جهاد بدران في نص/ خيط دخان/ أ.عبدالرشيد غربال

تحليل عميق وغوص سحيق في أبعاد النص وحيثيّاته .. وهذا لا يتأتّى إلا لناقدة مثلك تعرف كيف تمسك بتلابيب النصوص، ولها أدواتها الفنّيّة البارعة في التقاط الإبداع .. وما يجعل الأمر أمتع هو نصّ باذخ كهذا؛ مكتوب بإتقان وحرفيّة وشاعريّة والأهم من هذا كلّه أنّه مكتوب بروح المعلّم الغرّيد ..
لكما الشكر لهذه المتعة الفائقة؛ كتابةً ونقداً ..
تقديري والتحايا






  رد مع اقتباس
/
قديم 01-07-2020, 06:32 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الشاعر عبدالهادي القادود
عضو أكاديمية الفينيق
يحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية الشاعر عبدالهادي القادود

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


الشاعر عبدالهادي القادود غير متواجد حالياً


افتراضي رد: قراءة جهاد بدران في نص/ خيط دخان/ أ.عبدالرشيد غربال

كالعادة تحسنين سبر أغوار الكلام شاعرتنا الناقدة جهاد بدران

وتقدين أشرعة الإبحار من جلابيب الحوار الثري

نحو مسافات لم يطالها القارىء بعين الرغبة ..

وها أنت بهذه القراءة تشكلين لغة نقدية رائعة ومثمرة

أتت على كل جوانب هذا النص القليل بسطوره الكثير بمحتواه

بل وأحسنت الغوص في تفاصيل التفاصيل لكي يصل معك القارىء

إلى ما خبأه الشاعر من مشاعر في أدراج عباراته..

الشاعرة الناقدة جهاد بدران ، الشاعر الناقد عبدالرشيد غربال

شكرًا لكما على هذا الإثراء

وما سال من بهاء


لا عدتمتكما






  رد مع اقتباس
/
قديم 05-07-2020, 01:57 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


محمد خالد بديوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: قراءة جهاد بدران في نص/ خيط دخان/ أ.عبدالرشيد غربال

ا
الغريد عبدالرشيد غربال نثر الجمال في الفضاء
ولأن شاعرتنا جهاد بدران خير من يلتقط الجمال
ويرعاه ..التقطت هذه الكلمات اللامعة ومنها نسجت
قراءة كأن حروفها من نور أضاء النص والقراءة
ودروب السالكين إلى حضرة هذه القراءة الذهبية
متوجه بنص من عقيق ...

الشاعر عبدالرشيد غربال
الشاعرة جهاد بدران


ثنائي خطير في رسم النصوص وتفكيكها ..دام لكم هذا الإبداع
وللجهاد أغبطها على قلمها السحري وفكرها المنير ,,

بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع

احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 05-07-2020, 02:02 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عبدالرشيد غربال
عضو أكاديمية الفينيق
يحمل ألقاب فينيق الاعوام 2013/2020
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
عضو تجمع أدب الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


عبدالرشيد غربال غير متواجد حالياً


افتراضي رد: قراءة جهاد بدران في نص/ خيط دخان/ أ.عبدالرشيد غربال

العذر العذر أميرة الضاد

لم أتنبه لهذا الفيض الأدبي إلا الآن

كل لغات الأرض لن تفي حقك أختي جهاد






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:19 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط