قراءة جهاد بدران على نص هدية / ادريس الحديدوي - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: طيور في عين العاصفة* (آخر رد :عبدالرحيم التدلاوي)       :: الأصمّ/ إيمان سالم (آخر رد :إيمان سالم)       :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :أحلام المصري)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: جبلة (آخر رد :أحلام المصري)       :: إخــفاق (آخر رد :أحلام المصري)       :: ثلاثون فجرا 1445ه‍ 🌤🏜 (آخر رد :راحيل الأيسر)       :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الأزهر يتحدث :: شعر :: صبري الصبري (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الادب والمجتمع (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: مقدّّس يكنس المدّنس (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-08-2020, 04:41 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جهاد بدران
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل صولجان القصة القصيرة أيار 2018
فائزة بالمركز الثاني
مسابقة الخاطرة 2020
فلسطين

الصورة الرمزية جهاد بدران

افتراضي رد: هدية

النص : هدية
الناص : ادريس الحديدوي



النص :
ـــــــــــــــــــــ

عشق ابن السيد نجمة في السماء.
خنق القمر في مهده، أطفأ كل المصابيح...
عند الليل، وسط حاشيته، أرسلت إليه قارورة من بصاق الحلزون.
.
.
.

القراءة :
ـــــــــــــــــــــــــ

العنوان /هدية/ بمفهومه العام يرمي لدلالات إيجابية تحمل قدسية العطاء والتقدير والحب، كرمز محبب لصاحب الهدية، وكثيراً ما تدخل الهدية للمهدى إليه السرور والفرح وتزيد من رابط التواصل بين الهادي والمهدى إليه...
لكن السؤال هنا، ما نوع هذه الهدية، وهل هي هدية تدخل السرور لصاحبها، وهل هي ذات شرعية صحيحة، أم يدخل فيها لغم أو إساءة أو تقبع بغطاء موشى بالانتقام والكيد والظلم..
سنرى ما نوعية هذه الهدية، هل تحمل دلالاتها المحببة، أم دلالات الإساءة..

/عشق ابن السيد نجمة في السماء./

بما أن الحديث عن ابن السيد، هذا يأخذنا للحديث عن طبقة حاكمة لها دلالات التحكم بالآخرين، ودلالات السيطرة ومحاولة استيلاب الآخر، وأن ابن السيد يكون في دلال ورفاهية بالعيش ويكون أشد ظلماً من أبيه، بسبب فرطه في منصبه وتلاعبه فيه بطرق أشد شراسة وتهوراً، فهو يقوم بالبحث عن أعلى مراتب الناس لتملكها والسيطرة عليها..
وبما أنه ابن السيد، فمن الطبيعي البحث عن عشق يناسبه..
الكاتب هنا استطاع أن يبني حروفه وفق موازين الطبقات الاجتماعية، ووفق تطلعات هذه الطبقة الحاكمة..يقوم بالمقارنة بين طبقتين، خاصة وعامة..
العشق كان من نجمة في السماء، وهذا كناية عن امرأة مختلفة الأوصاف عن أهل الأرض، كأن يقول أن فيها ملائكية لا تطالها يد البشر، كاملة الأوصاف، مضيئة الوجه كالنجمة، وهي تزين وجه السماء في الليلة الظلماء..
وأن يعشق ابن السيد نجمة السماء، كناية عن علوه عن البشر وتفرده بها عن عامتهم، فهو يبحث عن عالم يريد أن يحكمه هو ويتملكه ليباهي بها أهل الأرض..ويمكن أن يأخذنا التأويل، بعشق ابن السيد للسلطة والأمارة وتوليه منصباً أعلى، بمعنى بحثه عن مناطق نفوذ وعن كراسي وأموال، لأن هذه الطبقة لا تعرف الحب والعشق إلا للمناصب والأموال..

/خنق القمر في مهده، أطفأ كل المصابيح.../

والمعلوم لدينا أن النجمات كثر، ويعيش بينهم قمر واحد مضيء، يتباهى بنفسه بينهن، والنجمات تتسابق عليه لانعدام شبيه له ولتفرده في السماء من جنسه، فهو يتدلل بينهن في فرح وابتهاج..
ولأن يد ابن السيد لا تطالها شيء، فيظن أنه قد ملك الدنيا بأسرها ويستطيع أن يتحكم بكل من يريد، وهذه صفة الطغاة والظالمين، الذين يشعرون بأنهم فوق الجميع بحكمهم، وأنهم يملكون القدرة على التلاعب بمصير البشر، ولأنه يحب السيطرة التامة، ولأنه يغار من القمر، خوفاً أن تأخذه النجمة عاشقة له، قام بخنق القمر بمهده، وأطفأ كل المصابيح المضيئة، كناية عن هذا المجتمع كله، وما فيه من الأفراد الأنقياء الذين يضيئون للآخرين من ضياء الهداية والحق والعدل وما ينقلون من نور الله وشريعته، ليزيلوا دروب العتمة عن الوجوه، ويوضحوا للبشرية دروب الهداية، فابن السيد لأنه ظالم والعتمة تخرج من وجهه، فهو يخنق كل ضوء وكل مصباح، فكلمة /كل/ تعني كل من يقف بالحق والتصدي لهم ولو بالكلمة، فهو يتعرض للقتل و السجن وتكميم الأفواه..
وهذا هو واقع الأمة اليوم، وكيف يتبختر فيها الطغاة والظالمين، وكيف يكممون الأفواه التي تنطق بالنور والحق، ويغتالون دعاة الحق وقول الحق في وجوه القادة والحكام..لا يريدون أن يعترض لحكمهم وزورهم وظلمهم أحد..
لذلك يغتالون المصابيح المضيئة ليتسنى لهم الحكم والسيطرة..

/عند الليل، وسط حاشيته، أرسلت إليه قارورة من بصاق الحلزون./

/عند الليل/استحضار الليل يتطابق مع مفردات النص، مما يدل على سبك النص بحرفية وتفكر وذكاء، لأن القمر والنجمة يظهران بالليل، فاستعارة الليل تتساوى مع تواجد النجمة والقمر ليلاً، ومع الليل وما يحمل معه من عتمة وظلام وسواد يتلاءم مع صفات الطبقة الخاصة بالسيد وابنه، وكناية عن أعمالهم السوداء وقلوبهم المعتمة وحتى عشقهم يشوبه سواد وعتمة..وبعشقه هذا، أراده الكاتب أن هذا العشق المحلق حيث السماء والنقاء وحيث صفات تختلف عن صفات أهل الأرض، بحيث لا يتلاءم هذا الاندماج ما بين طبقات السماء وبين طبقات الأرض..والسؤال هنا: هل سيحصل ابن السيد من السماء وعلو النفوس التي استعارها الكاتب ليوضح لنا، مهما تطاولت أيدي هؤلاء الطغاة وعلت لأعلى قمة، لن يفلحوا في الحصول على مبتغاهم، لأن الأيدي الملوثة لا تمسك النقاء وحيث الناس الأنقياء، فاستحضار الليل كناية عن أن هؤلاء كالخفافيش لا يعملون إلا بأيدي سوداء كالليل..

/وسط حاشيته/
عند الليل، ووسط حاشيته، هنا تقارب متقن بل تلازم مدروس، يدل على نفس الصفات بينهما.. الحاشية والليل ينبعان من أصل العتمة..ثم الحدث حصل وهو وسط حاشيته، كأن الكاتب يريد القول، أن ابن السيد لا يقوى على فعل شيء إلا وسط حاشيته، فإنه يتجبر بأنفاس حاشيته، وبدونهم لا يسوى شيء ولا يستطيع عمل شيء، لذلك وسط الحاشية
تم اكتمال المشهد كنوع من التحقير له ولحاشيته، ليكونوا شاهدين على حجمه ونذالته، وهذا وصف متقن لمعظم زعماء العرب بالذات الذين يتلبسون بحاشيتهم كظلهم لا يتقنون العمل بدونهم، ويستقوون على الشعوب بهم، لذلك عملية التحقير لن يكون لها صدى وأثر إذا كانت الهدية لابن السيد وحده، لكن وجود الحاشية معه يعكس صدى وتأثير أكبر ليروا حجم ابن سيدهم وأفعاله...

ثم حدث ما حدث أن:

/أرسلت إليه قارورة من بصاق الحلزون./

فقد أرسلت له /قارورة/ قابلة للانكسار تجمع فيها بصاق الحلزون...
هنا القارورة لها دلالات الانكسار السريع، لتدل على أن أعماله القابلة للانكسار وأنّ مطالبه هشة معرضة للزوال، ليست قوية وثابتة، والقارورة إذا كانت شفافة، دلّت على عرض الاستهزاء للجميع..
وأما البصاق، دلالة على الاحتقار والإهانة والرد على ابن السيد بطريقة استهزاء لما يطلبه وما يبتغيه، والبصاق عبارة عن ردة فعل لهذا الذي يريد امتلاك قلوب البشر والتلاعب فيها.. فهذه تعتبر صفعة قوية تدل على حنكة وذكاء في تدبير الرد المناسب لمثل هذه الشخصيات...
والبصاق مع ما يحمل من الاحتقار، فهو يفيد الحلزون بعملية الزحف، وهذا كناية عن توجيه لابن السيد بالزحف عن المكان وعن المعشوقة.. كطريقة لمغادرة مبتغاه وما ينوي من السيطرة..
وأما دلالة الحلزون، فهو من الرخويات، الخالية من العظم، دلالة على قمة التحقير أيضاً ودلالة على أن ابن السيد لا يسوى حتى بصاق الحلزون، مشيراً لنوعية الاستهزاء والتحقير والتصغير من قيمته...

الأديب البارع المبدع بحرفه
أ.إدريس الحديدي
بورك بقلمكم الفاخر وحرفكم البليغ، لما منحتم الأدب من حلة جمالية وتحفة إبداعية نبعت من قلمكم المبدع..
وفقكم الله ورضي عنكم وأرضاكم
.
.
.
.






  رد مع اقتباس
/
قديم 18-08-2020, 04:49 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي رد: قراءة جهاد بدران على نص هدية / ادريس الحديدوي

بيدر جديد
من بيادر الوعي
وحسن التناول
والاثراء
من لدن الوارفة الجهاد

ميمون جهدكم
وكامل الود






  رد مع اقتباس
/
قديم 27-08-2020, 04:38 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أحلام المصري
الإدارة العليا
شجرة الدرّ
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل صولجان الومضة الحكائية 2013
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحلام المصري

افتراضي رد: قراءة جهاد بدران على نص هدية / ادريس الحديدوي

جهدٌ مبارك أستاذة جهاد

شكرا على ما تبذلين من جهود ثمينة في إثراء النصوص بالقراءات النقدية
و الأضواء التي تزرعينها حول الكلمات
بوركت و بورك نبضك

و تحية للأديب الراقي أ/إدريس الحديدوي

تقبلوا احترامي






،، أنـــ الأحلام ـــــا ،،

  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:16 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط