خطوات قبل النهاية - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: طيور في عين العاصفة* (آخر رد :عبدالرحيم التدلاوي)       :: الأصمّ/ إيمان سالم (آخر رد :إيمان سالم)       :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :أحلام المصري)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: جبلة (آخر رد :أحلام المصري)       :: إخــفاق (آخر رد :أحلام المصري)       :: ثلاثون فجرا 1445ه‍ 🌤🏜 (آخر رد :راحيل الأيسر)       :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الأزهر يتحدث :: شعر :: صبري الصبري (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الادب والمجتمع (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: مقدّّس يكنس المدّنس (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ المدينة الحالمة ⊰

⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-01-2021, 11:44 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فاطِمة أحمد
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
ليبيا

الصورة الرمزية فاطِمة أحمد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

فاطِمة أحمد غير متواجد حالياً


افتراضي خطوات قبل النهاية

كان يوما حارا من أيام الصيف من أيام شهر أغسطس لا تنفك الشمس ترسل ألسنة من اللهب الحارق تلسع رمل الصحراء وتمد في احتراقه الأزلي
الصحراء الكبرى تستحوذ على مساحات شاسعة والجو يشتعل حرارة وقيظا لتفرد ذراعيها في ثلث القارة السمراء
وفي إتجاه الحقل النفطي غامر بسيارته دون دليل. كانت العجلات تطوي المسافات وتقترب أكثر في إتجاه الحقل
هذه الصحراء الشاسعة مغارات من كنوز
ذهب أسود كان العمال يخرجونه بمهارة من مغارته العميقة
لكنهم لا ينالون إلا مرتبا محدودا يحسدهم عليه غيرهم آخر الشهر..
لا يعلمون إنه لقاء سياط الشمس التي تجلد بها أجسادهم صبحا وعشية لقاء انصهار أرواحهم في التعب في منفى العمر
تنهد.. أجل! كل هذا من أجل لقمة نظيفة بيضاء
كان يقترب لكنه لم يصل ساورته الشكوك أنه ضيع طريقه لكن السيارة تحدث صوتا غريبا سمع صوت يشبه انفجارا وانقلبت السيارة
عندما استيقظ كانت قدماه للأعلى، والشمس ترسل أشعتها كالمعتاد باسمة ضاحكة بوجهها الوضاء فيما عض على شفتيه من الألم
لا سبيل لإصلاحها ماذا يفعل؟ الوقت يمر بطيئا بينما أسرع الليل يحث الخطى
في الصباح كان العطش يداعب ريقه ولا أمل يلوح بأن يأتي أحد وقرر أن يمشي ربما بات الحقل قريبا
قدماه تغوصان في كثبان الرمل فينتشلهما وهو ينظر للأفق المتسع لا سيارات لا بيوت لا مبان شاهقة ولا ضجيج مصانع ولا أزيز طيارات
كل شيء صامت في هدوء مريب يقطع طمأنينة قلبه فيكسر صوت نبضاته الصمت المخيف

مضى الوقت تلو الوقت في الصحراء
قلبه قفز فرحا وهو يرى براميل الماء على مرمى بصره
ليضيء له فسحة من الأمل وتدب فيه الحياة
حث الخطى عله يروي ظمأ روحه ويشبع غول توقه لرؤية بشر
فلا احد حوله في العالم الشاسع
وصل للبرميل الأول سرعان ما سقط وتدحرج على الرمل فلم يكن يحمل قطرة ماء
كانت خيبته كبرى وهو يتأمل المكان الذي غادره رفاقه قبل وصوله إلى حقل آخر
وانتقل لبرميل ثان
كانت خيباته تتوالى وهو يجر قدميه المثقلتين من برميل لآخر وكل برميل يبعد مسافة عن الآخر
سقط البرميل التاسع فارغا بلا أي قطرة وسقط معه متكئا على لوحه الحديدي الذي يسمع وحده لهث أنفاسه وقد اخذ منه التعب كل مأخذ
الشمس تضربه بشدة على رأسه فيشعر بالدوار ويصبح البرميل الأخير بعيدا بعيدا عنه دون أمل للوصول استسلم لقدره ليغيب بعد لحظات عن وعيه وهو يحلم بنجدة الفريق

كان باردا حين وصلوا وهم يجرون سيارته المعطلة
قال أحدهم: خسارة، ما كنا سنفقده لو أنه قطع الأمتار القليلة نحو البرميل رقم 10 المليء بالماء

تم تعديل الهنات
شكرا للمتابعة القيمة






سبحانك ربي
  رد مع اقتباس
/
قديم 16-01-2021, 12:05 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أحمد علي
عضو أكاديمية الفينيق
السهم المصري
يحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحمد علي

افتراضي رد: خطوات قبل النهاية

ما شاء الله !
قصة رائعة رغم حزني الشديد على رحيل البطل بشكل صعب جدا ..

سردية مشوقة .. التزام ممتاز بمقومات القصة القصيرة ..
من حبكة .. وذروة .. ثم بداية تنازلية للذروة تمهيدا لفك العقدة ..
ثم القفلة الصادمة للقاريء ..
شممت رائحة قضية ثانوية في القصة ... وهي أموال وخيرات البلد من نفط وخلافه أين تذهب ؟
والشعوب مازالت تعيش فقر مدقع .. ربما أُسقط الرجل بالحسد .. فقد حُسد على اليسير من المال ..
مقابل ما تغرفه شركات الغرب من خيرات الذهب الأسود .. وما يملأ بطون المفسدين ..
على حساب الفقراء ..
تألمت لنهايته المأساوية ..

هذه القصة أنموذج للقصة القصيرة ..
لغة رصينة قوية .. سرد .. تشويق .. حبكة .. ذروة .. حل العقدة .. قفلة ..

أحييك عليها أديبتنا أ. فاطِمة أحمد

فقط هفوتان : الأولى خطأ - كيبوردي - في (كنا ) كتبت بالتاء ..
ثم علامة التعجب أو التأثر ( !.. ) وجب وضعها بعد كلمة ( أجل !)


مع تحياتي وتقديري لقلمك المبدع






سهم مصري ..
عابـــــــــــر سبيــــــــــــــــــــــل .. !
  رد مع اقتباس
/
قديم 16-01-2021, 01:05 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
فاطِمة أحمد
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
ليبيا

الصورة الرمزية فاطِمة أحمد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

فاطِمة أحمد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: خطوات قبل النهاية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد على مشاهدة المشاركة
ما شاء الله !
قصة رائعة رغم حزني الشديد على رحيل البطل بشكل صعب جدا ..

سردية مشوقة .. التزام ممتاز بمقومات القصة القصيرة ..
من حبكة .. وذروة .. ثم بداية تنازلية للذروة تمهيدا لفك العقدة ..
ثم القفلة الصادمة للقاريء ..
شممت رائحة قضية ثانوية في القصة ... وهي أموال وخيرات البلد من نفط وخلافه أين تذهب ؟
والشعوب مازالت تعيش فقر مدقع .. ربما أُسقط الرجل بالحسد .. فقد حُسد على اليسير من المال ..
مقابل ما تغرفه شركات الغرب من خيرات الذهب الأسود .. وما يملأ بطون المفسدين ..
على حساب الفقراء ..
تألمت لنهايته المأساوية ..

هذه القصة أنموذج للقصة القصيرة ..
لغة رصينة قوية .. سرد .. تشويق .. حبكة .. ذروة .. حل العقدة .. قفلة ..

أحييك عليها أديبتنا أ. فاطِمة أحمد

فقط هفوتان : الأولى خطأ - كيبوردي - في (كنا ) كتبت بالتاء ..
ثم علامة التعجب أو التأثر ( !.. ) وجب وضعها بعد كلمة ( أجل !)


مع تحياتي وتقديري لقلمك المبدع
لا يمكنني إلا أن أشكر ردك بكل امتنان

تم التعديل بكل احترام وتقدير

سلمت






سبحانك ربي
  رد مع اقتباس
/
قديم 16-01-2021, 01:30 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
خديجة قاسم
(إكليل الغار)
فريق العمل
عضو تجمع الأدب والإبداع
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل لقب عنقاء العام 2020
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية خديجة قاسم

افتراضي رد: خطوات قبل النهاية

النجاة كانت على مقربة منه لكن يأسه وإحباطه حالا دون الوصول إليها
قصة جميلة
سلمت غاليتي فاطمة ودمت طيّبة العطاء

إن أذنت لي: لكنهم لا ينالون إلا مرتب محدود يحسدهم عليه غيرهم آخر الشهر..
لعلّ سهوا منع نصب (مرتبا محدودا)

سقط معه متأكا
أظنك أردت: متكئًا

كل الحب لك ولروحك الجميلة







  رد مع اقتباس
/
قديم 16-01-2021, 02:46 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
قصي المحمود
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
العراق

الصورة الرمزية قصي المحمود

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

قصي المحمود غير متواجد حالياً


افتراضي رد: خطوات قبل النهاية

قصة قصيرة مشوقة ..فيها كما اضن والله أعلم رمزية عالية
مثل هذه القصص ذات الخيال الواسع المبتدع للفكرة المرام
توصيلها برمزية متقنة
تحياتي لأديبتنا الفاضلة






  رد مع اقتباس
/
قديم 16-01-2021, 04:20 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
فاطِمة أحمد
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
ليبيا

الصورة الرمزية فاطِمة أحمد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

فاطِمة أحمد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: خطوات قبل النهاية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال عمران مشاهدة المشاركة
مرحبا الاستاذة فاطمة..
سردية تتضمن رمزية واسقاطات ومابين السطور..
جاء عدد البراميل متعمداً ليطول عذاب القارئ واشفاقه على البطل...
عدد البراميل بولغ فيه... نحن بصدد صحراء شاسعة قاحلة... كانت أقوى لو لم يبلغ البرميل الثانى أو الثالث لوجود مسافة بعيدة بين البرميل والذى يليه،،خاصة انه فى صحراء.
شكرا على سردية أوجعتنى هذا الصباح.
مودتي
السلام عليكم الأستاذ جمال
شكرا للقراءة المثمرة
الماء احتياج دائم في صحراء جافة
وهي براميل وليست مستودعا
لا أوجع الله لك قلبا

سرني رأيك المقدر






سبحانك ربي
  رد مع اقتباس
/
قديم 17-01-2021, 10:15 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
فاطِمة أحمد
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
ليبيا

الصورة الرمزية فاطِمة أحمد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

فاطِمة أحمد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: خطوات قبل النهاية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خديجة قاسم مشاهدة المشاركة
النجاة كانت على مقربة منه لكن يأسه وإحباطه حالا دون الوصول إليها
قصة جميلة
سلمت غاليتي فاطمة ودمت طيّبة العطاء

إن أذنت لي: لكنهم لا ينالون إلا مرتب محدود يحسدهم عليه غيرهم آخر الشهر..
لعلّ سهوا منع نصب (مرتبا محدودا)

سقط معه متأكا
أظنك أردت: متكئًا

كل الحب لك ولروحك الجميلة
صباح الخير أستاذة خديجة
كم يسعدني وجودك بالقرب
ممتنة للقراءة بعين متبصرة
حياك ربي






سبحانك ربي
  رد مع اقتباس
/
قديم 18-01-2021, 11:12 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
فاطِمة أحمد
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
ليبيا

الصورة الرمزية فاطِمة أحمد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

فاطِمة أحمد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: خطوات قبل النهاية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصي المحمود مشاهدة المشاركة
قصة قصيرة مشوقة ..فيها كما اضن والله أعلم رمزية عالية
مثل هذه القصص ذات الخيال الواسع المبتدع للفكرة المرام
توصيلها برمزية متقنة
تحياتي لأديبتنا الفاضلة
صباح الخير
ممتنة لقراءة نيرة
أضاءت النص من جوانب أخرى
تحياتي الأديب الموقر قصي المحمود






سبحانك ربي
  رد مع اقتباس
/
قديم 18-01-2021, 04:32 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
خالد يوسف أبو طماعه
عضو مجلس إدارة
المستشار الفني للسرد
عضو تجمع الأدب والإبداع
عضو تجمع أدب الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الاردن

الصورة الرمزية خالد يوسف أبو طماعه

افتراضي رد: خطوات قبل النهاية

المواطن العربي لا يناله سوى فتات من حقوق مشروعة هي بالأصل له
شعوب مقهورة من الفقر والجوع رغم كثرة ووفرة خيرات بلادها
نص فيه صرخة ألم ووجع سلطت الضوء على تلك الفئة المهضوم حقها
تمنيت لو كانت الحركة أسرع في بداية النص وشعرت بشيء من التقريرية
في بدابة النص وكانت أشبه بسرد مقال وهذه وجهة نظر متذوق لا متمرس
في هذا الفن الجميل الذي بتنا نوشك على فقدانه في زمن السرعة الغريب
شكرا لمتعة القراءة أختي فاطِمة.
كل الاحترام والتقدير






حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
  رد مع اقتباس
/
قديم 20-01-2021, 05:34 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
فاطِمة أحمد
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
ليبيا

الصورة الرمزية فاطِمة أحمد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

فاطِمة أحمد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: خطوات قبل النهاية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه مشاهدة المشاركة
المواطن العربي لا يناله سوى فتات من حقوق مشروعة هي بالأصل له
شعوب مقهورة من الفقر والجوع رغم كثرة ووفرة خيرات بلادها
نص فيه صرخة ألم ووجع سلطت الضوء على تلك الفئة المهضوم حقها
تمنيت لو كانت الحركة أسرع في بداية النص وشعرت بشيء من التقريرية
في بدابة النص وكانت أشبه بسرد مقال وهذه وجهة نظر متذوق لا متمرس
في هذا الفن الجميل الذي بتنا نوشك على فقدانه في زمن السرعة الغريب
شكرا لمتعة القراءة أختي فاطِمة.
كل الاحترام والتقدير
تظل التقريرية آفة من آفات القصة فنحاول الابتعاد عنها
نتمنى لنا كشعوب مستقبلا أفضل
ممتنة لقراءة النص من جوانب عدة أ. خالد
احترامي وتقديري






سبحانك ربي
  رد مع اقتباس
/
قديم 21-01-2021, 02:01 PM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: خطوات قبل النهاية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطِمة أحمد مشاهدة المشاركة
كان يوما حارا من أيام الصيف من أيام شهر أغسطس لا تنفك الشمس ترسل ألسنة من اللهب الحارق تلسع رمل الصحراء وتمد في احتراقه الأزلي
الصحراء الكبرى تستحوذ على مساحات شاسعة والجو يشتعل حرارة وقيظا لتفرد ذراعيها في ثلث القارة السمراء
وفي إتجاه الحقل النفطي غامر بسيارته دون دليل. كانت العجلات تطوي المسافات وتقترب أكثر في إتجاه الحقل
هذه الصحراء الشاسعة مغارات من كنوز
ذهب أسود كان العمال يخرجونه بمهارة من مغارته العميقة
لكنهم لا ينالون إلا مرتبا محدودا يحسدهم عليه غيرهم آخر الشهر..
لا يعلمون إنه لقاء سياط الشمس التي تجلد بها أجسادهم ليل نهار لقاء انصهار أرواحهم في التعب في منفى العمر
تنهد.. أجل! كل هذا من أجل لقمة نظيفة بيضاء
كان يقترب لكنه لم يصل ساورته الشكوك أنه ضيع طريقه لكن السيارة تحدث صوتا غريبا سمع صوت يشبه انفجارا وانقلبت السيارة
عندما استيقظ كانت قدماه للأعلى، والشمس ترسل أشعتها كالمعتاد باسمة ضاحكة بوجهها الوضاء فيما عض على شفتيه من الألم
لا سبيل لإصلاحها ماذا يفعل؟ الوقت يمر بطيئا بينما أسرع الليل يحث الخطى
في الصباح كان العطش يداعب ريقه ولا أمل يلوح بأن يأتي أحد وقرر أن يمشي ربما بات الحقل قريبا
قدماه تغوصان في كثبان الرمل فينتشلهما وهو ينظر للأفق المتسع لا سيارات لا بيوت لا مبان شاهقة ولا ضجيج مصانع ولا أزيز طيارات
كل شيء صامت في هدوء مريب يقطع طمأنينة قلبه فيكسر صوت نبضاته الصمت المخيف

مضى الوقت تلو الوقت في الصحراء
قلبه قفز فرحا وهو يرى براميل الماء على مرمى بصره
ليضيء له فسحة من الأمل وتدب فيه الحياة
حث الخطى عله يروي ظمأ روحه ويشبع غول توقه لرؤية بشر
فلا احد حوله في العالم الشاسع
وصل للبرميل الأول سرعان ما سقط وتدحرج على الرمل فلم يكن يحمل قطرة ماء
كانت خيبته كبرى وهو يتأمل المكان الذي غادره رفاقه قبل وصوله إلى حقل آخر
وانتقل لبرميل ثان
كانت خيباته تتوالى وهو يجر قدميه المثقلتين من برميل لآخر وكل برميل يبعد مسافة عن الآخر
سقط البرميل التاسع فارغا بلا أي قطرة وسقط معه متكئا على لوحه الحديدي الذي يسمع وحده لهث أنفاسه وقد اخذ منه التعب كل مأخذ
الشمس تضربه بشدة على رأسه فيشعر بالدوار ويصبح البرميل الأخير بعيدا بعيدا عنه دون أمل للوصول استسلم لقدره ليغيب بعد لحظات عن وعيه وهو يحلم بنجدة الفريق

كان باردا حين وصلوا وهم يجرون سيارته المعطلة
قال أحدهم: خسارة، ما كنا سنفقده لو أنه قطع الأمتار القليلة نحو البرميل رقم 10 المليء بالماء

تم تعديل الهنات
شكرا للمتابعة القيمة



كنت أعمل في هذا لمجال وفي الصحراء من العام 1998
وحتى نهاية الــ 2012 ولم أتركه إلا بسبب المرض ودخول
المشفى وإجراء عدة عمليات جراحية.
كنت المسؤول عن استقبال صهاريج النفط العراقية التي ستقوم
بتفريغ حمولتها بصهاريج أردنية.. كان العمل الأصعب الذي واجهته
في حياتي فالصحراء ملتهبة في الصيف وليس هناك ما هو أيرد منها
في الشتاء وخصوصا في الليل..


ما حدث مع هذا البطل هو أنه انحرف قليلا عن الطريق، وهذا إن حدث
معك في الصحراء عليك ان تتوقف ولا تحاول المجازفة..فخطوة واحدة
منحرفة تغير الاتجاه تماما وقد عانيت الضياع في الصحراء..


مع هذا الانقلاب وعدم وصوله البرميل العاشر الممتلئ بالماء كان البطل
قد وصل إلى لحظات العمر القصير مهما طال هذا العمر والموجع في هذا
النص هو ان يموت الانسان من شدة العطش..مؤلمة هذه النهاية التي
انفجرت كما انفجرت عجلة سيارته التي انقلبت ،لينقلب حاله إلى ضياع
وعطش ثم الموت وحيدا في الصحراء.


حقيقة ما كنا نقوم به من جهد يستحق أجر مرتفع جدا فاحتمال الانفجارات
واندلاع حرائق لا تنطفئ كبير جدا ..لكن ذلك لم يتحقق للأسف وكان علينا
ان نتمسك بما قسم لنا والحمد لله ان لقمتنا كانت بيضاء ونظيفة .


أعادني هذا النص إلى ذكريات صعبة وإن كنا نصنع الفرح بأنفسنا ومن أجل
أنفسنا ونفوس من يشاركوننا هذا الهم ..وقد قدمتم وصفا مقاربا لتلك الأحوال
التي عاشها البطل وما عشناه نحن أيضا.


وكما قال من سبقوني في التعليق بأن النفط هذا المسمى بالذهب الأسود
لا ينصف من يعملون معه ومن أجل استخراجه وتصديره أو استيراده
ومن المؤكد بأن هذا الكنز في الغالب يذهب إلى دول الغرب ومن يستخرجونه
يعانون من ارتفاع أسعار الوقود وانقطاع مستمر في التيار الكهربائي وهذه
من مفارقات وطننا العربي المخجلة والمؤلمة.!!


أديبتنا المبدعة فاطمة أحمد

شكرا لكم على هذه الوجبة الدسمة بالألم المقشر والحزن العميق
أجدتم الوصف والرصف وإن كان النص في بعض مواطنه يفلت من
قبضة القصة القصيرة وما تحكمنا به إلى الكلام المباشر والذي
يقف عادة شوكة في حلق المتعة النابعة من السرد وكل مكونات
القصيرة هذه التي نعشق.

بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع
احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 21-01-2021, 11:59 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
عبير هلال
عضو أكاديميّة الفينيق
الأميرة
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / القدس
فلسطين

الصورة الرمزية عبير هلال

افتراضي رد: خطوات قبل النهاية

لم يبقي لي زملائي ما أقوله سوى الثناء على نصك البديع والموجع حد النخاع..


دمت بكل الجمال






https://www2.0zz0.com/2023/06/06/16/117851077.png
  رد مع اقتباس
/
قديم 23-01-2021, 11:18 AM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
حسام فوزي سعيد
عضو أكاديمية الفينيق
لبنان
افتراضي رد: خطوات قبل النهاية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطِمة أحمد مشاهدة المشاركة
كان يوما حارا من أيام الصيف من أيام شهر أغسطس لا تنفك الشمس ترسل ألسنة من اللهب الحارق تلسع رمل الصحراء وتمد في احتراقه الأزلي
الصحراء الكبرى تستحوذ على مساحات شاسعة والجو يشتعل حرارة وقيظا لتفرد ذراعيها في ثلث القارة السمراء
وفي إتجاه الحقل النفطي غامر بسيارته دون دليل. كانت العجلات تطوي المسافات وتقترب أكثر في إتجاه الحقل
هذه الصحراء الشاسعة مغارات من كنوز
ذهب أسود كان العمال يخرجونه بمهارة من مغارته العميقة
لكنهم لا ينالون إلا مرتبا محدودا يحسدهم عليه غيرهم آخر الشهر..
لا يعلمون إنه لقاء سياط الشمس التي تجلد بها أجسادهم ليل نهار لقاء انصهار أرواحهم في التعب في منفى العمر
تنهد.. أجل! كل هذا من أجل لقمة نظيفة بيضاء
كان يقترب لكنه لم يصل ساورته الشكوك أنه ضيع طريقه لكن السيارة تحدث صوتا غريبا سمع صوت يشبه انفجارا وانقلبت السيارة
عندما استيقظ كانت قدماه للأعلى، والشمس ترسل أشعتها كالمعتاد باسمة ضاحكة بوجهها الوضاء فيما عض على شفتيه من الألم
لا سبيل لإصلاحها ماذا يفعل؟ الوقت يمر بطيئا بينما أسرع الليل يحث الخطى
في الصباح كان العطش يداعب ريقه ولا أمل يلوح بأن يأتي أحد وقرر أن يمشي ربما بات الحقل قريبا
قدماه تغوصان في كثبان الرمل فينتشلهما وهو ينظر للأفق المتسع لا سيارات لا بيوت لا مبان شاهقة ولا ضجيج مصانع ولا أزيز طيارات
كل شيء صامت في هدوء مريب يقطع طمأنينة قلبه فيكسر صوت نبضاته الصمت المخيف

مضى الوقت تلو الوقت في الصحراء
قلبه قفز فرحا وهو يرى براميل الماء على مرمى بصره
ليضيء له فسحة من الأمل وتدب فيه الحياة
حث الخطى عله يروي ظمأ روحه ويشبع غول توقه لرؤية بشر
فلا احد حوله في العالم الشاسع
وصل للبرميل الأول سرعان ما سقط وتدحرج على الرمل فلم يكن يحمل قطرة ماء
كانت خيبته كبرى وهو يتأمل المكان الذي غادره رفاقه قبل وصوله إلى حقل آخر
وانتقل لبرميل ثان
كانت خيباته تتوالى وهو يجر قدميه المثقلتين من برميل لآخر وكل برميل يبعد مسافة عن الآخر
سقط البرميل التاسع فارغا بلا أي قطرة وسقط معه متكئا على لوحه الحديدي الذي يسمع وحده لهث أنفاسه وقد اخذ منه التعب كل مأخذ
الشمس تضربه بشدة على رأسه فيشعر بالدوار ويصبح البرميل الأخير بعيدا بعيدا عنه دون أمل للوصول استسلم لقدره ليغيب بعد لحظات عن وعيه وهو يحلم بنجدة الفريق

كان باردا حين وصلوا وهم يجرون سيارته المعطلة
قال أحدهم: خسارة، ما كنا سنفقده لو أنه قطع الأمتار القليلة نحو البرميل رقم 10 المليء بالماء

تم تعديل الهنات
شكرا للمتابعة القيمة
جميل هذا العنوان
خطوات قبل النهاية
والاجمل تعداد الخيبات التي ترافق نهاية كل امل. سرد واقعي لحياة انسان مثقل بالمتاعب..
مع ملاحظتي وبكل ود الى اهمية ربط الجمل والاحداث بشكل تسلسلي أكثر والانتباه الى أن الشمس تغيب ليلاً فلا يصح المعنى (لا يعلمون إنه لقاء سياط الشمس التي تجلد بها أجسادهم ليل نهار لقاء انصهار أرواحهم في التعب في منفى العمر)
تقبلي ملاحظتي مع مودتي واحترامي






  رد مع اقتباس
/
قديم 23-01-2021, 06:58 PM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
فاطِمة أحمد
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
ليبيا

الصورة الرمزية فاطِمة أحمد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

فاطِمة أحمد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: خطوات قبل النهاية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد بديوي مشاهدة المشاركة
كنت أعمل في هذا لمجال وفي الصحراء من العام 1998
وحتى نهاية الــ 2012 ولم أتركه إلا بسبب المرض ودخول
المشفى وإجراء عدة عمليات جراحية.
كنت المسؤول عن استقبال صهاريج النفط العراقية التي ستقوم
بتفريغ حمولتها بصهاريج أردنية.. كان العمل الأصعب الذي واجهته
في حياتي فالصحراء ملتهبة في الصيف وليس هناك ما هو أيرد منها
في الشتاء وخصوصا في الليل..


ما حدث مع هذا البطل هو أنه انحرف قليلا عن الطريق، وهذا إن حدث
معك في الصحراء عليك ان تتوقف ولا تحاول المجازفة..فخطوة واحدة
منحرفة تغير الاتجاه تماما وقد عانيت الضياع في الصحراء..


مع هذا الانقلاب وعدم وصوله البرميل العاشر الممتلئ بالماء كان البطل
قد وصل إلى لحظات العمر القصير مهما طال هذا العمر والموجع في هذا
النص هو ان يموت الانسان من شدة العطش..مؤلمة هذه النهاية التي
انفجرت كما انفجرت عجلة سيارته التي انقلبت ،لينقلب حاله إلى ضياع
وعطش ثم الموت وحيدا في الصحراء.


حقيقة ما كنا نقوم به من جهد يستحق أجر مرتفع جدا فاحتمال الانفجارات
واندلاع حرائق لا تنطفئ كبير جدا ..لكن ذلك لم يتحقق للأسف وكان علينا
ان نتمسك بما قسم لنا والحمد لله ان لقمتنا كانت بيضاء ونظيفة .


أعادني هذا النص إلى ذكريات صعبة وإن كنا نصنع الفرح بأنفسنا ومن أجل
أنفسنا ونفوس من يشاركوننا هذا الهم ..وقد قدمتم وصفا مقاربا لتلك الأحوال
التي عاشها البطل وما عشناه نحن أيضا.


وكما قال من سبقوني في التعليق بأن النفط هذا المسمى بالذهب الأسود
لا ينصف من يعملون معه ومن أجل استخراجه وتصديره أو استيراده
ومن المؤكد بأن هذا الكنز في الغالب يذهب إلى دول الغرب ومن يستخرجونه
يعانون من ارتفاع أسعار الوقود وانقطاع مستمر في التيار الكهربائي وهذه
من مفارقات وطننا العربي المخجلة والمؤلمة.!!


أديبتنا المبدعة فاطمة أحمد

شكرا لكم على هذه الوجبة الدسمة بالألم المقشر والحزن العميق
أجدتم الوصف والرصف وإن كان النص في بعض مواطنه يفلت من
قبضة القصة القصيرة وما تحكمنا به إلى الكلام المباشر والذي
يقف عادة شوكة في حلق المتعة النابعة من السرد وكل مكونات
القصيرة هذه التي نعشق.

بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع
احترامي وتقديري
يرعاك الله أخي محمد ويحفظك من المرض
أحب الصحراء عشت فيها فترة من حياتي
وفيها ذكريات
هدوء الحي وفراغه من الناس
أصوات البيوت اثناء صمت المخيم
ان تعيش غربة في موطنك
تختلف عن المدينة بضوضائها
الناس هناك يختلفون
يصبحون أكثر تماسكا وقربا
لأعدادهم القليلة وافتقادهم الأهل
والعبش هناك في النهاية نضال لأجل لقمة العيش
وليس نزهة كما يظن البعض

شكرا للقراءة الحية التي وقفت عندها مطولا أ. محمد بديوي.






سبحانك ربي
  رد مع اقتباس
/
قديم 26-01-2021, 11:41 AM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
فاطِمة أحمد
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
ليبيا

الصورة الرمزية فاطِمة أحمد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

فاطِمة أحمد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: خطوات قبل النهاية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير هلال مشاهدة المشاركة
لم يبقي لي زملائي ما أقوله سوى الثناء على نصك البديع والموجع حد النخاع..


دمت بكل الجمال
ممتنة لحضورك الوارف الأستاذة عبير هلال
كل الشكر






سبحانك ربي
  رد مع اقتباس
/
قديم 30-01-2021, 11:57 AM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
فاطِمة أحمد
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
ليبيا

الصورة الرمزية فاطِمة أحمد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

فاطِمة أحمد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: خطوات قبل النهاية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام فوزي سعيد مشاهدة المشاركة
جميل هذا العنوان
خطوات قبل النهاية
والاجمل تعداد الخيبات التي ترافق نهاية كل امل. سرد واقعي لحياة انسان مثقل بالمتاعب..
مع ملاحظتي وبكل ود الى اهمية ربط الجمل والاحداث بشكل تسلسلي أكثر والانتباه الى أن الشمس تغيب ليلاً فلا يصح المعنى (لا يعلمون إنه لقاء سياط الشمس التي تجلد بها أجسادهم ليل نهار لقاء انصهار أرواحهم في التعب في منفى العمر)
تقبلي ملاحظتي مع مودتي واحترامي
سررت بمرورك وملاحظاتك
فائق الاحترام ولك تحياتي






سبحانك ربي
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:51 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط