لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
08-06-2022, 08:40 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
هبوط اضطراري
كانا يلعبان، يغنيان، يرقصان....
أيقظه جرس الباب؛ غمغم ساخطا: " تبا، كان مجرد حلم!" قام محبطا، مشى متثاقلا، فتح الباب بهت! فهمهم: - " يا إلهي كم تشبهها! كأنها هي، هل كان الحلم رؤيا، فتحققت! جمع ما استطاع من الجد، خاطبها بنبرة متماسكة: - مرحبا أجابته: مرحبا حبيبي! اختل توازنه العاطفي، فأجابها كالمعتذر الماكر : - في الحقيقة سبق لي ورأيتك، لكن ذاكرتي ما انفكت تخونني كلما حاولت استدعاء أمر مهم. رمقته بشوق طافح، ثم قالت: - أخيرا وجدتك!؟ بهت، تلعثم قائلا: - عفوا! ربما هناك سوء تفاهم، أكيد هناك خطأ ما!؟ - أنا ألاء، لا أعرفك، لكني سمعت كثيرا عن صدقك، أمانتك، فمواقفك أضحت حديث العامة والخاصة...ثم أردفت قائلة بعد تنهيدة عميقة: الحياة سفر، كل ما أرجوه في هذه الحياة الدنيا، هو رفيق صادق، أمين، يحميني من نفسي، ومن قطاع الطرق... أوقفها قائلا: لكني متزوج، ولي....قاطعته: - لا عليك، أعلم كل شيء عنك! وجم، جمد لحظات...فقطعت صمته بدلال خفي: - حان وقت ذهابي، خذ !؟ هذه بطاقة تعريفي، اتصل بي متى شئت كي نحدد موعدا. ثم أردفت قائلة: طلب أخير!؟ تفضلي! - هل يمكنني استعمال الحمام؟ طبعا طبعا، تفضلي؛ هذا هو؟ دلف إلى المطبخ، شرع في إعداد قهوته، بينما يداه ترتجفان، ونبض قلبه يطرق صدره بقوة... وهو يحتسي القهوة تذكر معاناته مع زوجته، أعاد شريط حياته الزوجية، فتساءل باستغراب: - كيف استحملت تسلطها !!؟ - كيف استطعت تحمل كل هذا الركام الهائل من الإهانات تلو الإذلال... كل هذه السنين؛ الأولاد كبروا، لا عذر لي. ثم دندن: " العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم " حان وقت الانتقام! إذن، هي حرب رد الاعتبار، حرب كرامة والظروف مناسبة جدا، قرر صاحبنا شن هجوم كاسح! انتقاما له ولأخر ضحاياها أمه التي أهينت أكثر من مرة، وتعرضت للسب والشتم فأجبرتها على مغادرة منزل ابنها. فجأة، شم رائحة غريبة، كريهة تتصاعد قوتها مع حسيس...هرول في اتجاه الصالة فرأى ألسنة نيران هادئة، في طور التشكل...تمكن من إطفائها، ثم فزع - بسرعة البرق - إلى الحمام، لم يجدها!. خمن: " ربما خرجت دون أن أشعر بها!" فجأة، وقعت عينه على عبارة مكتوبة على المرآة بقلم شفاه أحمر: " جميعكم خونة، يا عديمي المروءة" اتصل بها، وأعاد الاتصال مرات ومرات، أياما بعد أيام دونما رد!. غمغم يائسا، محبطا: "فقط، لو لم تكوني مجنونة يا حبيبتي!!" |
|||
08-06-2022, 10:14 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: هبوط اضطراري
قرأت نصا جميلا،
ينساب في هدوء تتصاعد أحداثه بهدوء، حتى كانت دهشة الخاتمة سأقرأ من جديد شكرا لك أ/ منير مسعودي
|
||||
08-06-2022, 10:20 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: هبوط اضطراري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نص جميل سلس بلعته أنيق بسبكه وسرده ربما لم تكن مجنونة وربما قد تكون بائسة أعجبني النص بسلاسته بعيدا عن تعقيدات اللغة والتلغيز أمريني!... تفضلي هكذا رأيتها وأحببتها سرني المكوث في نصك الجميل محبتي أخي منير
|
||||
09-06-2022, 12:08 PM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: هبوط اضطراري
اقتباس:
محبتي |
||||
09-06-2022, 12:11 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: هبوط اضطراري
اقتباس:
سررت كثيرا بقراءتك صديقي الرائع الأديب خالد فعلا ملاحظتك صائبة، سأعمل بها. محبتي |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|