لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
30-10-2022, 04:16 AM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
قراءة في قصة "فنجان بلا قهوة" للمبدع إدريس الحديدوي .../ عايده بدر
قراءة في قصة "فنجان بلا قهوة" للمبدع إدريس الحديدوي .../ عايده بدر فنجان بلا قهوة شعرت بها تطوف حولي، ترفرف كفراشة بيضاء، لكنها تتردد كلما حاولت أن تلمس جسدي.!! إحساس دافئ يملأ غرفتي، كخيوط شمس ناعمة تزرع الحياة في عظام باردة، مالحة، جامدة .. تدفئ جدران غرفتي التي لا تختلف عن جبال منعزلة بالقرب من بحر جامد لا يتحرك. حاولت أن أقترب أكثر لأظفر بأكبر كمية من الدفء، لأملأ جيوب رئتي التي تحولت إلى مغارات لم تر الدفء منذ أن رحلت و تركتني منطويا في تلك الزاوية المظلمة، حتى عندما أخرج أجد نفسي أمشي وحيدا بعيدا عن الناس، منطويا كالمسمار المعلق على جدار الفراغ. كانت تزين ملامح وجهي عندما أضحك، تجعلني أمرح كطفل ساذج يجري وراء الفراشات التي كنت لوحدي أراها هناك تبادلني نفس النظرات، نفس البهجة. كنت أرى الحياة من منظار خاص لا يختلف عن نافذة غرفتي الشاسعة التي كانت تتسع لكل المدى، لكل الهواء المنعش المتدفق من الوادي، لكل الفراشات الملونة و النحل الذي لا يفارق غرفتي باحثا عن نكهة الشاي الممزوجة برائحة النعناع و الزعتر البلدي. هذه النكهات الخفيفة اللذيذة، اللحظات العذبة، الحركات الحميمية، لم أعد أشعر بها و لا أتذوقها؛ صامت كالعادة فوق كرسي من خشب و أمامي فنجان قهوة بارد و ورقة بيضاء تنتظر دفئا ما، شعلة ما ..!! ما زلت أتذكر كيف انتفضت الورقة البيضاء على المداد و شنت حربا شرسة عليه لدرجة شعرت بأنني المقصود. نعم فهي تكره السواد و لا تحبه لذلك شعرت بالقلم ينسل من بين أصابعي، لا يريد نكسة أخرى فهو رغم سواده إلا أنه يخجل من البياض. غادرت غرفتي تاركا الورقة بيضاء كما هي على المكتب و القلم يرمقني بنظرات غريبة .. باحثا عن تلك الشعلة التي غادرتني فجأة و تركتني كقطعة من قماش باهت. حملت معولا صغيرا، مع العلم أنني لم أحمله منذ زمن بعيد، و بدأت أنظف حديقتي الصغيرة من الأعشاب الضارة و أنا شارد الذهن، فجأة وجدت ورقة وردية مطوية بعناية تشبه أوراق مذكراتها وسط وريقات أشجار التين، رميت بالمعول جانبا و حملتها بسرعة، ثم بدأت أقرأها بصوت مرتفع: -حبيبي العزيز .. عندما غادرت بيتنا، ندمت كثيرا و شعرت بفراغ مهول بداخلي، حاولت المجيء و لكنني لم أستطع، ربما بسبب كبرياء الأنثى أو الأفكار التي تربينا عليها لا تجعلنا نختار الطريق السليم . رغم ذلك، لقد تغلبت على كبريائي و جئت لأراك رغم أنك لم تحرك ساكنا، لم تستطع أن تتغلب على الجدار الإسمنتي الذي بنيته قطعة قطعة بسبب ضغط العمل و السفر المتزايد.. و أنا أمام الباب، رمقتك من النافذة ترتشف فنجان قهوة الصباح، شعرت بقشعريرة تهز جسدي كسمفونية رقيقة، حاولت أن أطرق الباب و لكنني تراجعت رغما عني؛ لأنني شعرت بنهر ينهمر من بين رموشي.. عدت أدراجي بسرعة حتى لا تراني تاركا لك هذه الرسالة قرب الباب . زوجتك المخلصة سقطت على ركبتي كورقة خريف لا تعرف في أي عام سقطت من الشجرة فرسالتها هذه مرت عليها مدة طويلة..!! قد يكون مر وقتاً طويلاً منذ ألقت بورقتها الوردية في حديقتهما ومنذ وجد هذه الورقة كلن قبل أن يجد الورقة يشعر بروحها تحوم حوله كفراشة منغصات الحياة التي حالت بينهما وباعدت والكبرياء الزائف فيمن يتقدم خطوة نحو الآخر أولاً كل هذا حال دون اجتمناعهما من جديد وربما مرت سنوات وهذا هو الجانب المظلم في السرد لكن رغم هذا فإن النهاية بينهما لم تأت بعد فلا يزال الباب مفتوحاً بعدما عرف أنها لم تخرجه من حياتها وتأكد هو من نفسه أنه يود لو تعود مبدعنا القدير أ. إدريس الحديدوي سرد رائع يأخذ معه قارئه ويشركه بالحدث وكأنه يريد أن يكون حكماً بينهما نفتقد هذا الحرف المتألق مبدعنا وحضور روحك الراقية كل تقديري ومودتي لهذا الحرف النابض بالنور كل التقدير عايده |
||||
30-10-2022, 04:18 AM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: قراءة في قصة "فنجان بلا قهوة" للمبدع إدريس الحديدوي .../ عايده بدر
مبدعنا القدير الراقي ا.إدريس الحديدوي كل التقدير لنصك المبدع ولحرفك القيم دائما تقبل تقديري الدائم واحترامي عايده |
||||
17-03-2023, 11:04 AM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: قراءة في قصة "فنجان بلا قهوة" للمبدع إدريس الحديدوي .../ عايده بدر
نص جميل وقراءة بهية
شكرا لك غاليتي عايدة على هذا الإدراج محبتي الكبيرة
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|