![]() |
|
![]() |
|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() صدى طائش 1 لا زالت قابعة في ذاكرته طفولته العارية من لحظة فرح، طفولة رافقت الخبز المخلوط بالرمل وحسرة ثوب جديد، لم يزلْ منظر والدته وهي تذرف الدمع مدرارا بصمت قاتل وهي ترى والده وهو يقلع الأبواب الداخلية لمنزلهم ليبيعها حتى يستطيع أن يشتري لهم الملابس المستعملة (البالة) بدلا من ملابسهم الرثة الممزقة وعيد الفطر على الأبواب، عقدة الفطور الخالي من بيضة أو جبنة إلا من شاي خشبي واسنانه تخوض معركة مع الخبز المخلوط بالتبن تارة وأخرى بالرمل لا تفارقه، لم تشيخ ذاكرته من حصار لعين بقيت الأحداث طرية في ذهنه رغم كل هذه السنين، بعد الغزو الأمريكي للعراق قتل والده، لا لذنب عمله سوى أنه وجد نفسه في عائلة تسبل يديها عند الصلاة وقتل معه في ذات الوقت ابن عمه الذي يسكن منطقة أخرى لأنه وجد نفسه في عائلة تكتف يديها عند الصلاة، عملت والدته منظفة في بيت جيرانهم رباح قبل الغزو والذي كان بائع غاز المطابخ يدور في الأزقة بعربة يجرها بصعوبة، على حين غفلة وفي ليلة وضحاها اصبح من الاثرياء، اشترى قصرًا يطل على نهر دجلة، وبعد توسط زوجة التاجر الجديد لها عند زوجها لما تربطها معها من علاقة صنعتها الجيرة بينهما، أكمل دراسته الجامعية وكان يمني النفس بالتعيين في إحدى مؤسسات الدولة ليعتق والدته من عملها المضني وقد أصابها الوهن، طرق كل الأبواب للتعيين في احدى دوائر الدولة، لم تفتح له أي باب سوى شبابيك الرشوة بمبلغ لا يستطيع أن يوفره ولو بعد مئة عام، مرة أخرى وبرجاء من أمه توسطت زوجة التاجر عند زوجها لايجاد عمل له، أرسل يطلب منه المجيء إلى بيته، في غرفة منزوية في الطابق العلوي وبدون مقدمات: - أسمع غضبان ستعمل معي وبراتب (500) دولار شهريا بدون عمل يومي لكن عندما احتاجك لعمل ما ما عليك إلا القيام به دون سؤال وتردد لم يفكر للحظة واحدة بالرفض إزاء هذا المبلغ الكبير في حينها، بل تهللت أساريره وهو يجيبه - تأمر عمي - بعد غد سأجلب لك عدة العمل الخاصة بعملك، عليك أن تتدرب عليها في اليوم التالي وفي غرفة تقع خلف الدار أخبره التاجر رباح أن يذهب إلى هناك فقد وضع له عدته ودعاه بالتدريب عليها خلال اسبوعين لا غير، المفاجأة التي عقدت لسانه وهو يجد العدة عبارة عن مسدس كاتم للصوت مع صندوق طلقات وبندقية أوتماتيك كاتمة للصوت وخراطيش رصاص، المبلغ المقدمة الذي اعطاه له جعله يلجم لسانه وفكره عن التساؤل، لم يكن أمامه إلا أن يتدرب عليها. 2 التقت عين غضبان وهو يدخل صالة الملهى الليلي بعين رباح الجالس يحتسي الخمرة وبجانبه احدى فتيات الليل، تبادلا النظرات سريعا، نهض رباح وهو يتجه إلى الغرفة المخصصة له للخلوة والانفراد وهو يوميء له ليتبعه، وما أن دخل الغرفة حتى التفت إلى غضبان الذي دخل الغرفة خلفه - أبشر!! - لقد قضي الأمر تنفس رباح الصعداء وهو يجلس على الأريكة، نظر إليه وقد علت وجهه ابتسامة صفراء - لقد جنى على نفسه حين دخل منافسا لي على مناقصة المشروع بعد أن دفع ضعفي المبلغ الذي عرضته كرشوة للجنة أخرج من جيبه دفتر الشيكات وأعطاه شيك بخمسة الاف دولار، جلس غضبان على كرسي جانبي وأخرج علبة السكائر الكوبية وأشعلها ثم أخذ نفس عميق، كان رباح ينظر إليه وقد أصابته الدهشة وهو يراه بهذه الصورة، لم يمهله طويلا لاسترداد انفاسه وبادره قائلا: -ألا ترى أن هذا المبلغ لا يساوي ثمن الصيد الثمين - يبدو قد أصابك الجشع بعد أن كنت تقتنع ببضع دولارات لم يجبه، أعاد إليه الشيك وهو يقول له بلهجة لا تخلو من الاملاء - ضاعفه.. لم يكن أمام رباح إلا الرضوخ 3 شرب حتى ثمل حين وجد الراقصة سحر تجلس بجانبه على طاولته وتتودد إليه وهي التي لم تكن تعبأ به رغم ثرائه الفاحش، طلب منها تكملة السهرة في داره المطلة على نهر دجلة لكنها اعتذرت لارتباطها بموعد، أوعدته أن يوم غد ستتفرغ له، صعد إلى الطابق الثاني من قصره وهو يتمايل من شدة سكره، رفض أن يعاونه حارسه الشخصي بالصعود، مدَّ يده في جيبه ليخرج مفتاح الغرفة لكنه لم يجده، لم يفكر فيه فقد أدار مقبض الباب ليجد أنّ الباب غير مغلق، تمتم ما بين نفسه بأنها المرة الأولى التي ينسى فيها مفتاح غرفته ويترك بابها مفتوحًا، ما أن دخل وهو يحاول نزع سترته، عقدت لسانه المفاجأة، وجد أمامه غضبان يجلس على أطراف سرير نومه مصوبا مسدسه عليه، أدار ظهره بسرعة ليقرع جرس الإنذار فوجده غير موجود وأسلاكه مقطوعة، نظر إلى الكاميرات فوجدها قد خلعت من مكانها، نهض غضبان ببطء وهو يدفع الباب ليغلقه بالمفتاح الذي كان قد أعطته له سحر بعد أن سرقته من جيب رباح - مفاجأة سيد رباح - ما الذي تريد المال؟ ..عندي سيولة نقدية هنا بمقدار مليون دولار . قالها متلعثما وهو يتمايل، ضحك غضبان وهو يقول له بصوت خافت - كم أنت رخيص حتى في نظرك...أتعرف ثمنك؟؟ عشرة مليون دولار مقدمة ومثلها حينما نشَّيع جثمانك - لقد ساعدتك وعلمتك مهنة، أرجوك - فات الآوان كان عليك أن تتوقع ذلك بعد أن علمتني مهنة قذرة صداها طائش لا تعرف إلا المال ومن يدفع أكثر (من مجموعتي القصصية المطبوعة)
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | ||||
|
![]()
هذا نص من الواقع، مغمس بمرارة التجربة، وبؤس الحياة
نص يستحق القراءة والتأمل شكرا للأديب الوارف أ/ قصي المحمود احترامي
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | ||||
|
![]()
بعد التحية الطيبة..
دخول للقراءة والتامل.. شاعرنا الحبيب / قصي المحمود دام مدادكم البديع.. . . كل التقدير والاحترام
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | ||||
|
![]()
للأسف المال كما يقال يصنع الرجال وليس اي رجال بل من تملأهم القذارة
طبعًا هذا الكلام لا ينطبق على الجميع وهناك من يبيع نفسه ومبادئه من أجل المال خاصةً ذوي الفاقة ومن عانوا من آثار الحرب فعلًا الحرب كلفت الناس الكثير الكثير وقصتك هذه واحدة من ملايين القصص التي تدمي القلوب لعنة الله على الحروب دام مدادك الوطني استاذي المبدع قصي
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | ||||
|
![]()
صدى طائش
لعل المرء يحصد دائما مايزرع ومن زرع الغضب سيحصده وتكون النتائج وخيمة الشاعر قصي المحمود نص جميل حالم بكل الذكريات التي يحملها البطل بين جنباته لتكون سردا لما يتحمله كل من رحل عن وطنه وكل من يعاني الفقر بطفولته وكذلك في تعرية للواقع المشوب بالمحسوبية والرشوة مم يجعل الشباب اليوم يكنون أضعاف الغضب الملاحظ بالنص أستاذي شكرا لكم ولنصكم البهي تقديري وكل الود
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | ||||
|
![]()
وشكري وامتناني لمروركم الكريم أديبتنا الفاضلة
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||||
|
![]() اقتباس:
دائما ما تمر للتحية والقراءة الأولى بدون عودة لرؤية أدبية حتى لو كانت سلبية، فرأي الأدباء في النص محل أعتزاز وتقدير سواء كان سلبا أو إيجابا تحياتي لكم وامتناني
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||||
|
![]() اقتباس:
تحياتي لكم وامتناني لمروركم الكريم مع سلال وروود
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||||
|
![]() اقتباس:
بعد التحية الطيبة
بداية أعتذر من قلبك شاعرنا العزيز، أحترم صراحتك واحترام أيضا مقصدها النبيل... في بعض الأحيان أو الأوقات يكون ذهن الإنسان متشتتا غير صاف، وبعض النصوص خاصة الحكائية منها تحتاج منا لقراءة وتأمل وتركيز حتى لا نظلم خيالنا والنص، لهذا نعود إليها مرة أخرى عندما نكون في مزاج يسمح لنا بالغوص والتخيل والإنصات... قرأت النص الجميل، المقدمة كانت رائعة في وصف حال المجتمعات بشكل عام قبل وخلال وبعد الاحتلال والغزو الأجنبي لها وما يترك خلفه من تدمير متعمد للبنية والأنسجة الاجتماعية، الاقتصادية، التنموية... وتطول القائمة السوداء لآثار وويلات الاحتلال، لتدفع الشعوب المسكينة الفواتير من قوتها ودمها... من أحلامها مضحية بكل شيء في سبيل الخلاص... وهكذا وقف شعب العراق البطل بكل أطيافه شامخا رغم الجراح العميقة حتى اندحر الاحتلال... ليعود ويبني وطنه من جديد كما يحلم أن يكون رغم الصعاب... بكل تأكيد أن النص أشار بذكاء لتجار الموت، تجار الويلات... تلك الشريحة الجشعة والتي لا يهما لا وطن ولا مواطن كل همها هو تكديس الأموال على حساب الآخرين وبأي طريقة كانت... حتى لو كان تصفية الآخر!، حينما يتفشى الفساد ولا عدل حينما ينفلت كل شيء عن وظيفته ويتلاشى تصبح الحياة مبنية على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ويسود قانون الغاب بأبشع أشكاله وصولا لملامحه المتوحشة!، فيتغير كل شيء حتى الأنفس تتوحش! . . . لي ملاحظة بسيطة/ بالنسبة للعنوان لماذا كان (صدى طائش) ... الحال يقول بأنه لم يكن طائشا بل صوتا مدويا، لا حل لإخفاء هذا الصوت المرعب في الذكرى إلا بكاتم الصوت... لهذا أجد أن عنوان (كاتم ذكرى /النفس/ الصوت) قد يكون مناسبا أكثر... . نهاية... تحية إجلال لشعب العراق المجيد، لكل أطيافه... عراق المجد والرجولة... ارفع رأسك عاليا فأنت ابن دجلة والفرات... . . كل الحب...
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||||
|
![]() اقتباس:
شكري وامتناني لكم وكل عام بخير
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||||
|
![]() اقتباس:
ما جعلني أذكر ذلك أخي العزيز لأنه تكرر، قبلها في قصة (القرين) ولم تعود ووجدته ذات المداخلة في هذه القصة، ولأنني أحبك لله ولأنني احتاج رأي الأدباء سواء سلبا أو ايجابا ولأنني أعرف أن هنا في الفينيق الزميلات والزملاء وأنت منهم لا يجاملون في المرور بقدر ما يطرحون الرأي المهني والأدبي في النصوص لكم محبتي وتقديري وكل عام وانتم بخير
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||||
|
![]() اقتباس:
قصة ( صدى طائش ) أ/ قصي محمود بسم الله أبدأ أولاً: فكرة النص تصوير حالة الوضع في العراق من خلال دوافع الشخصية الرئيسة الأولى ( غضبان ) لفعل الخاتمة، وذلك في عرض طفولته البائسة، مروراً بتسليط الضوء على الفتنة الطائفية الراكدة في عهد صدام حسين رحمه الله، وانفجارها بعد سقوطه والغزو الأمريكي للعراق ثانياً: الشخصيات لدينا شخصيات رئيسة كثيرة في القصة ( غضبان ) ، التاجر ( رباح ) ، الأم ، زوجة التاجر ( رباح ) فكل هذه الشخصيات كان لها دور رئيس في تنامي الحدث منذ البداية حتى الخاتمة لدينا أيضاً شخصية ثانوية الراقصة ( سحر ) والتي أدت الدور المطلوب منها تماماً ثالثاً: الحدث الحدث أ. قصي يبدأ منذ مشهد الملهى الليلي، وجملة ( الأمر قد قضي ) ليبدأ الصراع بين ( رباح ) و ( غضبان ) الطماع وليس قبل ذلك، لأن ما سبق هو تصوير لتطور الشخصية ( غضبان ) وصولاً إلى لحظة الملهى. كان يجب على الحدث أن يبدأ في التطور منذ تلك اللحظة، وتصوير صراع خفي أو معلن بين الشخصيتين الرئيسين ، ويتنامى هذا الحدث من خلال الحبكة المتصلة وافتعال أحداث جانبية لتصعيد هذه الحكبة .. مثل ( تهديد بتصفية غضبان بدافع طمعه المتزايد ) رابعاً: الحبكة كما أشرت أعلاه الحبكة لم تكن محكمة، والسبب هو القطع الزمني للوصول إلى المشهد الختامي خامساً: العقدة والتنوير لحظة التنوير هي في المشهد الختامي، مقترنةً في الخاتمة التي اخترتها، وقد راقت لي، ولكن لم أشعر بذروة التأزم قبل لحظة التنوير بشكل عام التمهيد كان بوصف متقن، ولغتك قد أشدت بها مراراً وتكراراً، وقدرتك على الوصف كأننا نرى المشهد .. هذه لا نقاش فيها إطلاقاً، وانا من المعجبين بلغتك أخي قصي مشهد الملهى، والراقصة ( سحر ) كان مهماً لتبرير دخول ( غضبان ) إلى غرفة ( رباح ) ، وقد اتقنته جيداً والخاتمة راقت لي أيضاَ فهي ( حصاد ما زرعه رباح في غضبان ) والشر يأكل بعضه. راقت لي الخاتمة لأنها تضع القارىء أمام أمرين .. هل يتعاطف مع ( غضبان ) بسبب ما حدث له في طفولته ؟ أم أن ضياع بوصلة الخير التي تعبت والدته في تعليمه ليس له مبرر لبلوغ ذروة الشر ؟ ختاماً: أعتقد بان فكرة القصة يمكن تجسيدها من خلال نفس أطول للحدث، وتصبح قصة طويلة حتى تكون الحبكة محكمة ، كما في فيلم ( خارج على القانون ) للمبدع حسن حسني وكريم عبد العزيز ويبقى هذا رأي خاص وانطباعي عن قصة ( صدى طائش ) وتعلم بأنني من متابعي قلمك يا أستاذي قصي محمود كل التحية
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 13 | |||||
|
![]() اقتباس:
لقد اثلجت صدري بهذه القراءة الرائعة والمهنية وهذا ما يجعلنا نتكامل قراءة النص بعين أدبية ناقدة تصصح وتنصح وتبادل مهني لوجهات النظر وهو الطريق الصحيح للأدباء الواثقين من أنفسهم حقيقة سعدت بكم ومداخلتكم المهنية الرائعة مقترحكم وارد ضمن الحبكة الوسطية العقدة ثم النزول (بالأكشن) ما أحبه في كتاباتي هو أسلوب القصة (النازلة) و (العقدة ) الوسطية و(الحل الختمة) وهذه تخضع لوجهات نظر قد يراها غيري غير محببة والاختلاف مهني نسبي سأحتفظ بهذه القراءة لتكون في كتابي عندما يكتمل وهو مخصص لنقد ما كتبته من قبل الأدباء وأنت الموقر الصديق منهم ولذا أدعوك لقصتي هنا التي انزوت دون تعليقات سهوا (القرين) http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=81062 شكري وامتناني لكم
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 14 | |||||
|
![]() اقتباس:
http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=81062
|
|||||
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|